ابادة جماعية جديدة تضاف الى سجلي الاسود

ابادة جماعية جديدة تضاف الى سجلي الاسود

درديري كباشي
[email protected]

في غفلة من قوى استكبار الصراصير الغاشمة وضعف استخباراتها ..وهي تظن ان الامر باقي على ما هو عليه في السابق مستقله ضعف دفاعاتي ومقاومة صغيراتي للمبيدات الحشرية اذ انها تسبب لهم الحساسية والربو .. مستقلة ذلك الوضع وجاعلة من شقتي مقرا آمنا لمهاجمة شقق الاخرين باعتبار اني من الاستحالة ان ارشهم باي مواد كيماوية قاتلة .. لاني آخر مرة فعلت نامت الصغيرة بالمستشفى اسبوعا كاملا .. فاصبحت الصراصير تتجول في بيتي كما تتجول عربات الامم المتحدة في بلادي آمنة مطمئنة ..يل يخيل لي ترجو مني حمايتها كما ترجوها الامم المتحدة من بلادنا .. ظليت صابرا ردحا من الزمن انظر لهم يتجولون بين المطبخ والحمام بل بعض مرات حتى غرفة التلفزيون يخيل لي شدتهم مناظر الثورات العربية والربيع العربي ويفتخرون بحالهم لانهم اصبحوا في مأمن اكثر من بعض البشر في البلاد العربية بل المصيبة هنالك الابادات تتم من نفس نوع البشر لبعضهم البعض.. يتحسرون ويصفقون قرونهم مع بعض ويعودون لمأمنهم في المطبخ وتحت الدولايب ..
لم يخطر ببال استخبارات الصراصير بأن صغاري اصروا على حضور عيد الاضحى بالسودان مع اهلهم .. سفرتهم وعدت اول خطوة فعلتها ذهبت الى المتجر باحثا عن سلاح فتاك جديد لاني يتخيل لي ان كل الاسلحة التقليدية السابقة اصبحت تزيد الصراصير خصوبة وقوة .. بحثت عن سلاح جديد ووجدت اسمه ( كتلتو) وقلت نجربه .. وتسللت نحو المطبخ كما تسللت حركة العدل والمساوة نحو امدرمان في غفلة من استخباراتهم .. وجدتهم آمنين مطمئنين بل يتخيل لي ما بقى لهم الا ان يطلبوا مني فتح علبة السكر او الثلاجة حتى يجدوا حرية كافية في الحصول على الغذاء والدواء ..
وبدأت حملة الرش بتشفي وقسوة لم تأخذني اي رأفة بصغارهم كأني ايهود باراك في غزة .. شاهدتهم يتجارون بل بعضهم حاول يتسلق ساقي متوسلا ولكن ركلته بعيدا والحقته بنصيبه من الرش … حتى بعض الحشرات الطائرة جاءت متطفلة لم ارحمها لاني خفت يكون عندها آلات للتصوير او تكون تابعة لقناة الجزيرة .. فبدأت الرش هواءا وبرا وبحرا اي في بلاعات الماء … والاحياء منهم اي من نجى وحاول يزحف خارجا كثقت له الجرعة ولم اقتله بالشبشب لانه قتل الشبشب ربما يكون محرم دوليا كما قال القذافي عندما سئل لماذا لم يستخدم الرصاص المطاطي فقط مع المتظاهرين قال لانه محرم دوليا ..

وجئت اليوم في الصباح اجمع في الضحايا بالعشرات ولن ادفنهم طبعا في مقابر جماعية حتى يتم اكتشافها بعد اسبوع والاقي نفسي في قائمة اوكامبو .. لكن سأكبهم في البحر فالبحر سره عميق ياما دفن اسوأ فعائل الانسان في داخله منذ الحرب العالمية الاولى بل قبلها ..
ومن اليوم لن يكون بيتي جيبا آمنا لأمة الصراصير ..

كما من ناحية اخرى احي واشيد واثمن شركة كتلتو على مبيدهم الفعال .. وادعوهم ليعملوا دعاية اعلانية في قنواتنا الفضائية .. ونوعدهم بأن نحضر لهم مطربة صاعدة جديدة لاتكون غنت للعدس او الفول او الزيت او الرز … لانهن جعلنا حياتنا الزوجية رخيصة لاتسوى سوى كيلو رز .. وتؤلف لها اغنية يكون مطلعها ( الصرصور كتلتو ولا تلتو ) ولا نامت اعين الصراصير ..( نفسي اعرف من يضع افكار الاعلانات عندنا في قنواتنا الفضائية ؟؟ )