المبادرون في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل : بيان حول الوضع السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم
المبادرون في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
بيان حول الوضع السياسي الراهن

لقد ظل الحزب الإتحادي الديمقراطى الأصل يتمسك منذ نشأته الأولى بالديمقراطية مبدأ اساسياً , و يدرك عن وعى و فهم كاملين أن الديمقراطية هي المرتكز الذي تنطلق منه الرؤى الأخري في ميادين الإقتصاد و الإجتماع و الثقافة و غيرها , مع عدم الإنكار لعلاقة جدلية بين هذه القضايا .. و ظل الحزب منذ مسماه الأول (الوطني الإتحادي) يعلن على لسان رواده الأوائل أنه يضع الولاء للوطن فوق الولاء الحزبي , و يعلي من شان الوطنية بما لا يدع أي إحتمال لولاء أممي أو قومي يجعل المواطنة السودانية موضع مفاضلة أو نزاع مع أي إنتماء آخر .. و عليه , لم يتردد الحزب في معارضة نظام الإنقاذ و في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض فور إدراك قيادة الحزب للخطر الذي يتهدد مستقبل الديمقرطية في السودان , بل و الوطنية السودانية التي هددها تفضيل النظام الجديد لإخوان الفكرة الإسلامية الأممية علي الأشقاء في الوطن .
أما و قد ثاب النظام إلى رشده بإقرار دستور تعددي يعترف بالأحزاب التي حظرها الإنقلاب , و ينص صراحة على الحريات العامة و حقوق الإنسان و علي الفصل بين السلطات و إستقلال القضاء , و غير ذلك من مكتسبات كانت ثمرة للمقاومة التي قادها الحزب ضد الخط الأحادي , فقد كان لزاماً على الحزب أن يواكب التغييرات الكبيرة و الإنتقال إلى مرحلة نضال أخرى تتناسب و المرحلة الجديدة بما يعين على إكمال التحول الديمقراطي .
جاء خطاب الرئيس البشير الأخير يحمل دعوة للحوار , إتساقاً مع مرحلة ما بعد دستور 2005 و إقراراً ضمنياً بالنقص في العملية الديمقراطية التي بدأت بعد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل , حيث دعا الرئيس في خطابه إلى (المجتمع السياسي الحر) ضمن المرتكزات الأربع الواردة في الخطاب . و بما أن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل يؤمن بالحوار الجاد مدخلاً للحلول السياسية , يرحب الحزب بالدعوة , و يطرح فيما يلي رؤاه في ما قدمه الرئيس بإسم حزبه , و في المشهد السياسي , خاصة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع الحركة الشعبية / قطاع الشمال :
يقدم الحزب رؤاه بلا زعم أنه يقدم القول الفصل , لذا فإن الحزب و هو يقدم رؤيته حول خطاب البشير , إنما يقدم ملامح لما سوف يطرحه في مؤتمر الحوار الوطني بين كل أهل السودان , و هو المؤتمر الذي جاء ضمن (مبادرة الميرغني للوفاق الوطني الشامل) .
تضمن خطاب رئيس الجمهورية الذي قدمه من منبر حزب المؤتمر الوطني مرتكزات السلام و المجتمع السياسي الحر و الخروج من ضعف الفقر , و الهوية السودانية .. و رغم الإتفاق على أهمية السلام الذي جاء على رأس أولويات خطاب البشير , إلا أن الحزب يعد السلام ثمرة للمجتمع الديمقراطي الحر , و ليس شعاراً يتحقق بالأماني رغم غياب أسباب السلام و الإستقرار .
ينظر الحزب بقلق إلى عودة بعض القوى السياسية لخيار الحرب بعد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل , و لا يخفى ما تجره الحرب من خسائر فادحة حيث تزهق الأرواح , و تهدر الموارد في بلد يعاني أهله مشاق الفاقة و عنت المسغبة . و عليه يدعو الحزب المقاتلين في كل الجبهات لإلقاء السلاح , على أن توحد القوى الديمقراطية كلمتها في الدعوة إلى مبادئ أساسية تتعلق بترشيد الحكم اللامركزي بما يمنح مناطق الحرب سلطات إدارية أوسع و حصة من الثروة أكبر . و قد أثبتت التجارب جدوى و فاعلية العمل السياسي الضاغط . و يكفي أن نشير إلى أثره المتمثل في بروز تيارات من داخل حزب المؤتمر الوطني إنحازت للرؤى الوطنية الديمقراطية .
إن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل المؤمن بالعمل السياسي السلمي لا يمكن أن يساوي بين العمل العسكري و النضال السلمي , و عليه لا يكتفي الحزب بشعار فضفاض يدعو إلي إبقاف الحرب , و لايكتفي بإبداء الأسف علي حرائق و مذابح , و سوف يعمل الحزب على تفعيل دعوته لإخوة الوطن لإيقاف هذه المحرقة التي لا تبقي و لا تذر , و المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بعد تقديم الضمانات الكافية لمشاركتهم الفعالة .. و نشير إلي خطل المزايدة بدعاوي طرح القضايا القومية من خلال لقاء ثنائي بين الحكومة و قطاع الشمال , فهذه قضايا لا يمكن طرحها إلا في المؤتمر المقترح , و لا يجوز لجهة واحدة الحديث عن قضايا تهم جماهير أحزاب لا تشارك في المفاوضات الثنائية .
أما المرتكز الإقتصادي الوارد في خطاب البشير و المشار إليه بـ (الخروج من ضعف الفقر) فهو أيضاً قضية كبرى لا تناقش إلا في فضاء حر تقدم فيه الرؤى بلا قيد أو شرط .. و ما الفقر الذي يراد الخروج من دائرته إلا نتاج لسياسات إقتصادية أحادية , دمرت مشاريع إنتاجية رائدة و مؤسسات خدمية ضخمة . و أهملت بفهم حزبي ضيق رؤى و أفكار مقدمة من خبراء خارج دائرة الإنتماء للمؤتمر الوطني . فإفتقد الإقتصاد ركيزتيه المتفق عليهما , أى رفع معدلات الإنتاج و الإقتسام العادل للموارد و الإنتاج .
الهوية السودانية , تشكلت و كادت تستقر بخصائص ذاتية بعد تصارع و تلاقح ثقافات عديدة بلا تدخل رسمي أو إنحياز , فسادت الثقافات الأقوى و الأكثر حيوية لتلعب دوراً بارزاً في تحقيق الهوية السودانية و خلق الوحدة الوطنية . و إكتسبت الهوية السودانية ملامحها المميزة حتي لاحظ علماء الإجتماع خصائص تمتاز بها قبائل سودانية عن إمتدادات للقبيلة ذاتها خارج السودان ؛ و بان بوضوح تميز جنوبيي السودان عن أفارقة القارة السمراء و عرب السودان عن بقية العرب .. لكن هذه الهوية تعرضت لهزة بسبب ما أشرنا إليه من أفكار و سياسات تعلي من شأن إنتماءات غير وطنية . فكان تسييس الدين الإسلامي مقدمة لإضعاف الوطنية , و مدخلاً للتمييز بين أبناء الوطن الواحد ؛ و كانت لهذه الأفكار و السياسات تداعيات خطيرة بظهور ردود أفعال رافضة حتي للدور الإيجابي لعوامل ثقافية مهمة , فحدث خلط بين التفوق الثقافي للغة العربية و الإستعلاء العرقي . و يكون تصحيح هذه المفاهيم ببعث القوة في العوامل الجامعة و خلق التوازن المطلوب بين العوامل الثقافية الجامعة و الخصائص المحلية
المبادرون في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل سوف يظلون مرابطين عند ثغرة المبادرة حتى يكون الحزب حاضراً عند كل مقام يفرض حضور الحزب .. و سوف يظل الحزب كالعهد به دائماً سبًاقاً لإبراز مواقفه الوطنية الناصعة , بلا إدعاءت زائفة و بلا وصاية على أحد .

المبادرون في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
الأحد 23 فبراير 2014

تعليق واحد

  1. هذا بيان ممهور بتوقيع غريب (المبادرون في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل) من هم؟
    وهل عجز حزب الحركة الوطنية على ان يكون له مرجعية يسأل عنهاويرتكز عليها ؟ وهل وصل حزبنا الى هذا الحد الذي يتخفى فيه من وراء السطور في مثل هذه البيانات الخجولة؟
    وبغض النظر عن فحوى هذا البيان الذي يشبه خطاب (الوثبة) والتي كانت قفزة الى الوراء لانهاء المفاصلة مع الترابي وحزبه فهل الحزب الان يدار بمثل هذا الغموض وجماهيره وكوادره غائبة تماما عن ما يحدث بداخله؟
    اعتقد ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل وكل الفصائل الاتحادية هي الاحوج الان لمبادرة تعيد توحيده وتنظيمه ليتجاوز هذا العبث الذي يحدث باسمه ثم ينتقل بعد ذلك الى مربع الوطن ففاقد الشئ لا يعطيه.

  2. هذا البيان هو صورة أخري من شاكلة وثبة الكيزان في التغبيش و الإلتفاف والركون إلي الضبابية لدرجة إن الحزب الإتحادي نفسة تواري منه خجلاً فأمهره نعنوان أكثر غموضاً (والغموض عندهم في الملمات عرف كالراتب) .. الكيزان لهم مبررات لوثبتهم فما بال الإتحاديين؟ هل إستوزار وليدهم بهوامش القصر يقوم مبرراً لهذا الغبار الكثيف و المخجل؟ ما بال قوم يخافون الكسر علي إغلالهم؟ وكيف تقومون إلي ثورتنا يا هؤلاء و منادي معلقي الراكوبة يصدح دوما أن قوموا إلي ثورتكم يرحمكم الله..

  3. مبادرون بتاعة فنيلتك !! عينكم في الفيل بيضرب في القرى والجبال ليل نهار بالقنابل والانتنوف .. تقول لي مبادرون ؟!

  4. هذه ملامح من ازمة الحزب الاتحادي (الاصل) من انتم كما قال القذافي والحديث عن ضعف الفقر من طرفكم ينم عن جهل عميق بانفسكم من في تياركم شعر بالفقر ؟بل تمت تسويات اقتصادية لقياداتكم ..ولم تتاثروا بكل ماحاق بهذا الشعب .ونحن نعلم شركاتكم التي افسح لها المجال للمشاركة في مولدالانقاذ الانتقائي !!!!!

  5. يجب ان يعاقب المؤتمر الوطني هؤلاء مثل ما عاقب د. غازي صلاح الدين ورفاقه
    فليس من حق هؤلاء التغريد خارج السرب وهم يشاركون في الحكومة ومؤسساتها
    والروج على ولي الامر امر مرفوض دينينا
    وهذا تشهير وليست مناصحة
    وارجو الالتزام بالمؤسسية وماذا لو اقدم المؤتمر الوطني على طردكم من الحكومة حينها سيفتضح امركم ولن يفيدكم الوثوب مع الواثبين في الوثبة .

  6. صفة المؤسسيه مرادفه لكل حزب واذا انعدمت المؤسسيه هذا يعنى ويدل ويؤكد عدم وجود ذالك الحزب فهل المجموعه التى طلع هذاالخطاب باسمها لها اى صفه تنظيميه بهذا الحزب العريق؟

  7. ماذا استفاد الوطن من المشاركة الهزيلة للاتحادى والتى جاءت كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا فالدخول لم يستفيد منه الا القيادات لمصالح دنيوية دنئية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..