كل عام والوطن بخير..!ا

العصب السابع
كل عام والوطن بخير..!!
شمائل النور
كل عام وأنتم بخير، والسودان كامل، سالم، آمن، مطمئن أهله، مستقر حاله.. نسأل الله أن يُبدد كل التوقعات التي نرى بداياتها تستبين الآن، وأن يأتي عليه يوم قريباً يطوي فيه كل هذه الأحزان وكل ما بوسعه أن يُمهد لحزن جديد، لكن قطعاً لن يتم ذلك إلا بالإرادة القوية والعزيمة الجادة والذي فشل فيه كل مبعوثي ووسطاء العالم، مرده واحد هو “أن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.. وهذا ما يحتاجه السودان، يحتاج بشدة إلى أن يخلع الثوب الذي يرتديه الآن خلعاً نهائياً، حيث فشلت كل محاولات الترقيع والتلوين، السودان بحاجة إلى فكرة جديدة كلياً تستنبط بذرتها من مستقبل كل مواطن سوداني، دون إقصاء لآخر، فكرة في مقدورها إزالة كل خطايا العهود الفائتة، وتستفيد من هذه التجربة الطويلة الضاربة في الفشل والشتات والإحتراب، في كل مناحي الحياة، ولا أعني السياسية فقط، لكنها هي التي تُعطي النتائج التي بين أيدينا، فالسياسة أياً كانت فنتائجها تنعكس أكثر على مناحي الحياة المختلفة، بل تؤثر عليها مباشرة أكثر مما تؤثر في الحياة السياسية نفسها. كم نحن بحاجة إلى إعادة نسيج اجتماعي متماسك بعد أن حُقنت كل النفوس بجرعات مركزة من الغبن القبلي والديني والعرقي القائم على جهالة وبطلان المنادين به وقبح نفوسهم وكراهة مبادئهم، وبكل أسف كانت هذه الأصوات أعلى من أصوات تدعو إلى التساوي على أساس طبيعي ومتزن لا تسيّره أمراض النفس وتشوهاتها، لكن هل يُمكن أن تُعاد الحياة إلى وضع حكيم، بعد كل الذي جرى، يُمكن جداً، لطالما أن الناس علمت الأسباب وتوفرت فيها الإرادة الحقيقية للفظ كل هذه السياسات التي هي ضد طبيعة الأشياء والتي فتكت بالوطن فتكاً بيّناً، كله يُمكن، فقط المطلوب بيئة صالحة لزرع بذرة جديدة خالية من الأسمدة السياسية، بيئة طبيعية خالية من أجندات المزارعين البائسة، تقوم على طبيعتها الأولى. السودان الذي يشهد له كل العالم بأنه وطن أكثر ما ميّزه تنوعه الجميل هذا، تنوع أرادوا له التفتيت وعزل كل نوع عن الآخر، في حين أن الحياة الإجتماعية صاحبة الشأن لم تكن لتريد ذلك، ولم ترفع شعار عزل كيان اجتماعي عزلاً تاماً عن الآخر، لكنها السياسة، تفعل ما تشاء، وسوف تفعل أكثر من ذلك إن لم يخرج رجل رشيد يساوي الأشياء ويرجعها إلى طبيعتها، السودان الآن ينساق إلى طريق ضد طبيعة الأشياء. وطالما أن العيد فرصة لإعادة بناء الأحلام المكسورة والتي باتت عصية على التحقق، فلنعمل على وطن متماسك قوي على أساس المواطنة وعلى أساس قبول الآخر، وطن خالي من الغبن، الكل فيه أسوياء ثم سواسية.. إنها دعوة للمعافاة النفسية، دعوة لتفريغ قبح النفوس مما عانت تحمله على مدى سنوات طويلة نتجت عنها شتات وتشظي وتفتيت، كل هذه النتائج القاتمة إن رجعنا إلى الوراء وتمعنّا قليلاً، سوف نضحك على أنفسنا، ببساطة لأن ثمار ما زرع ساستنا فاسدة، اللهم احفظ ما تبقى من هذا الوطن، وكل عام وأنتم بخير.
التيار
والله انتي رايعة يا استاذة