(أبوالعفّين) مرةً أخرى..!ا

خالد عويس

على المعارضين لنظام الإنقاذ أن يكفوا عن الدعوة للإطاحة بالحكومة. (أبوالعفّين) يتكفّل بذلك !
فتصريحاته كلها خلال الأيام الماضية تشكّل مادةً خصبة لإثارة الشعب السوداني وتحفيزه من أجل اقتلاع (أبوالعفّين) من جذوره. ويبدو أن (أبوالعفّين) هذه الأيام مصابٌ بـ(داء الكلام). فهو لا يكف لحظة عن الحديث. وليته كان حديثاً مفيداً موضوعياً ومنطقياً. إنه من الشاكلة التي يُطلق عليها السودانيون في عاميتهم المبدعة (هردبيس) !
(أبوالعفّين) بطبيعة الحال لم يقرأ مقولة النفّري: "كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة". لكن ذلك لمن أوتي نصيباً عظيماً من الحكمة والتأمل. و(أبوالعفّين) معذور، فهو لا يقرأ. وكيف يجد متسعاً من الوقت للقراءة؟ و(أبوالعفّين) لا يفكّر. وكيف لمن أدار جهاز الأمن بعقلية (بيريا) الرهيب في عهد الرئيس جوزيف ستالين أن يفكّر. (بيريا) كان رجلاً يخلو من الاحساس علاوةً على ضآلة قدراته العقلية. (بيريا) كان مجرد (زر) في آلة القتل والعنف الروسية العملاقة. استخدمه ستالين لتصفية رفاقه في الحزب البلشفي. (بيريا) هذا لاحق واحداً من (مفكري) الثورة الروسية العظام، تروتسكي، إلى المكسيك وقتله هناك. لابد أن الأمر كان ينطوي، إضافة إلى أوامر ستالين، على احساس شخصيٍ بالحقد على تروتسكي. فالإثنان على طرفي نقيض. تروتسكي مثقف ومؤلف لم يطوه النسيان رغم مقتله. و(بيريا)، (أبوالعفّين روسيا) كان محدود المقدرات إلا في جانب العنف.
(أبوالعفّين) يشعر بالحقد ذاته على بعض قادة المعارضة لأنهم مثقفون وهو كما خلقته أمه في مجال الثقافة والوعي. وهم ناضجون فكرياً، وهو لا يختلف كثيراً في وعيه السياسي عن تلاميذ المدارس الإبتدائية. وهم مسالمون وعفيفو اللسان، وهو لا يملك إسهاماً وطنياً غير عنفه وبذاءة لسانه.
وعيُّ تلاميذ المدارس الإبتدائية هذا يمثل (نسقاً) مضمراً وظاهراً في طريقة تفكير وتعبير (أبوالعفّين) الذي يمثل (ظاهرةً) فريدةً من نوعها في السياسة السودانية الموبوءة منذ 21 سنة بضحالةٍ لا نظير لها وجهالات بالغة وازدراء بالعقل.
(أبوالعفّين) في آخر تجلياته الصبيانية قال:(الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو)، وأضاف: (نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا). (أبوالعفّين) حسب تصريحات له لدى مخاطبته شورى المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة، طبقاً لصحيفة (الرأي العام) أكّد أن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.
(الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!
بالله عليكم هذا (أستاذٌ جامعي) أم (فتوّة) جاهل من فتوّات الروائي المصري نجيب محفوظ؟
(بيريا) الروسي ذاته كان يعمل في صمت. لكن (أبوالعفّين) يذهب بالشطط السياسي إلى مداه الأبعد.
(أبوالعفّين) يدرك أن أجهزة أمنه تصدت بعنف بالغ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لمسيرات سلمية في شندي وفي مدني والحصاحيصا والفاشر. أردت طالباً جامعياً على الأقل في الفاشر، وشجّت رأس شيخٍ أنصاري في الـ 74 من العمر. وحطمت ساعد الدكتورة مريم الصادق.
(أبوالعفّين) يستفز الشعب السوداني كلّه بتصريحاته هذه، لأنه لا يرى فيه إلا شعباً جباناً مستسلماً لقدره ومستسلماً لـ(أبوالعفّين) ليفعل فيه ما يشاء !
(أبوالعفّين) يطلق سيل التصريحات المستفزة البذيئة هذا لأنه خائف. خائفٌ من تنامي الاحتجاجات ومظاهر الرفض الشعبي. (أبوالعفّين) يحاول الكذب على الشعب بوعود (هلامية) حول مفاجآت نفطية بعد 9 يوليو المقبل. هذا لأنه يريد اسكات الشعب إلى يوليو المقبل. حسناً فلنقل إن كل شبر في السودان، أو ما تبقى من السودان نضح نفطاً، فما الذي سيجنيه الشعب؟
ما الذي جناه الشعب السوداني طيلة السنوات العشر الماضية من النفط الذي تدفق على (أبوالعفّين) ورفاقه في المؤتمر الوطني، ومتوسط دخل الفرد السوداني يومياً أقل من دولار أميركي واحد، طبقاً لمجلة (قلوبال فاينانس)؟
(الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!
(أبوالعفّين) لا ينسى أن هذا الشعب هو الذي انتصر في (شيكان) و(قدير)، وهو الذي مرّغ أنف وكرامة الجنرال غوردون ? ناهيك عن (أبوالعفّين) ? في التراب، وصعد إلى المشانق بعزةٍ وكرامة كما فعل (ودحبوبة)، وانتظر الموت على (فروته) كما فعل الخليفة عبدالله التعايشي، وقابل الموت بوجهٍ باسم كما فعل الأستاذ محمود محمد طه.
(أبوالعفّين) لا ينسى هذا كله، كما لا ينسى (أكتوبر) و(أبريل)، لكنه يريد أن يوهم نفسه بأنه هو وأجهزته الأمنية أقوى من الشعب.
(أبوالعفّين)، ربما لا يعرف أن (العهد القديم) ذكر بسالة (الكوشيين)، أجدادنا: (يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبرِ أنهار كوش، المُرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه.اذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمةٍ طويلة وجرداء، إلى شعبٍ مَخُوفٍ منذ كان فصاعدا، أمةِ قوةٍ وشدةٍ ودوس.قد خرقت الأنهار أرضها.يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يُضربُ بالبوق تسمعون)
(أبوالعفّين) لا يعرف نضالات قبيلة دينكا أقار ? مثلا ? بقيادة ميانق ماتيانق ضد المستعمر البريطاني. ولا قبائل الدينكا والشلك والنوير التي قاتلت المستعمر البريطاني طويلاً، ولا قبيلة الزاندي التي انتفضت ضد المستعمريين في 1905.
لا يعرف (أبوالعفّين) أن شعراء بريطانيا "العظمى" تغنوا ببسالة وشجاعة محاربي قبائل البجة في شرق السودان. ولا الأدوار الكبيرة التي لعبها مناضلون عظماء في جبال النوبة ضد المستعمر مثل السلطان عجبنا، أو دور السلطان بحر الدين، سلطان المساليت في مقاومة الجيش الفرنسي الذي كان يحاول التسلل إلى دارفور.
نعم يا (أبوالعفّين)، نحن لسنا بحاجة لشاب يحرق نفسه كي تتفجر الثورة، لأن الثورة في دمنا الباسل كما ذكرنا (العهد القديم). الثورة في دمنا مثلما كانت في دم أجدادنا الذين ماتوا بشمم وإباء في (كرري).
(أبوالعفّين) يقول إن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.
لن نرد على (أبوالعفّين)، ولنقرأ ما ذكره مثقف عروبسلاموي بارز في 2006 هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني (مستشار رئيس الجمهورية حاليا):
"أشد الادواء التي اصابت الحركة الاسلامية هو الاحساس الذي انتاب كثيرا من اعضائها بتآكل المشروعية وفقدان المصداقية الذاتية الذي اضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته ، مشيرا الى ان ذلك قاد الى ضمور العمل الاسلامي وسط التيارات الحية والمتجددة في المجتمع ، والتي كانت للحركة الاسلامية الصدارة فيها على من سواها" !!
إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء الحركة الإسلاموية حسب التعبير "الرومانسي" الرقيق للدكتور غازي صلاح الدين، وهو تآكل المشروعية، وفقدان المصداقية الذاتية "الذي أضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته"، إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء "النظام"، تُرى ما الذي حلّ بالملايين الذين اكتووا بهذا المشروع؟ وإذا كان هذا رأي واحد من غلاة العروبسلامويين، وواحد من زعاماتهم، فما الذي تبقى في مشروعيتهم في نظر المواطن السوداني الذي تجرّع السمّ دفعة واحدة، فأُلقي به في الشارع، وحُرم الحق المجاني في العلاج ليموت على أرصفة الخرطوم، وحُرم حقّ تعليم أبنائه مجاناً، ولا يزيد متوسط دخله اليومي عن دولار؟
هل يسرق؟
لكنّ القوانين تردعه بقطع اليد !
هل يتسوّل؟
لكن الشحذة ستريق ماء وجهه !
هل يقبل الرشوة؟
لكن دينه يحذره من ذلك !
هل يغض الطرف عن ابنته إذا كسبت المال عن طرق غير مشروعة؟
لكن ذلك حرام وربما يجلب له العار !
ماذا تبقى غير أن يتوكل على الله ويعلن انضمامه إلى جماعتهم ليحصل على "الفتات" من موائدهم، عسّاه ينتقل من خانة وطأ الجمر إلى خانة "الاحساس" بالألم كون المشروع "فقد مشروعيته"؟
هذا هو السبيل الوحيد الذي تركته جماعة (أبوالعفّين) أمام بعض الناس. لكن الغالبية العظمى استنكفت عن هذا الطريق الذي منتهاه (قتل الضمير) و(بيع الذات) بثمن بخس.
إن لله جنوداً من عسل – حسب تعبير الخليفة الأُموي -، وجنوداً من تضييق، وجنوداً من إفقار، وجنوداً من إراقة ماء الوجه، وجنوداً من تدجين !
ولنقرأ مرة أخرى للدكتور حسن مكي (أحد المثقفين العروبسلامويين البارزين):
"ما جدوى هذا المشروع الحضاري إذا كان الاتجاه العام للحياة في السودان يمضى لانكماش وانقباض وتأزم , وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر في قيمة الجنيه, ونتيجة للتضخم, ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية" .
ويمضي لما هو أهم، بل هو جوهر المسألة:
"إن الإسلام يقوم على النموذج والقدوة وما زالت الأوضاع في السودان بعيدة عن حضارة النموذج." ورصد ما طرأ من تغيرات على حياة الإسلامويين: " إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها"
ولنذكر هنا أن البند الثاني من بنود "أهداف" حزب المؤتمر الوطني (العروبسلامويين) عبر مرسومه الأساسي، يؤكد "حاكمية الله" !!
والحقيقة طبعا أن الإسلام عبر شخوصه لا يحقق عدلا ولا دولة كفاية ولا يكفل حقوقا انسانية – من خلال الحكم – لأنه ما من وسيلة لمراقبة "خائنة الأعين وما تخفي الصدور". ولا سبيل لمحاسبة الحاكم "الفاسد" الذي يرفع المصحف بيمينه. ولا يمكن لأي مواطن أن يعترض على أي أمر، لأن الحاكم أشبه بـ"ظل الله على الأرض"، ومعارضة الدولة، هي معارضة الله !!
الإسلام يمكنه تحقيق ذلك كله من خلال الفرد. فالتكليف فرد، والحساب فردي. والدولةُ "مؤمنة" كانت أو "كافرة" لن تُحاسب يوم القيامة. والحديث، مجرد الحديث عن دولة إسلامية ليس كافياً أبداً لقيامها. بل لا معنى لها أبداً إن لم تكن عملاً محسوساً دون هياج وصراخ بأن أنظروا، ها هي دولتنا الإسلامية. هذا سلوكٌ طفولي. الله قد ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. هذه المقولة الذهبية التي تنهض من بطن التراث الإسلامي تعني أن العدل هو الأساس بنظر الإسلام، لا الترديد كالببغاوات بأن "هذه دولة إسلامية"، تعني أن مقاصد الإسلام هي مطلب الدولة، لا الشعارات. ومقاصد الإسلام هي العدل والمساواة والرحمة. هي لا ضرر ولا ضرار. هي القدرة على محاسبة الحاكم ونقده وتغييره بالطرق السلمية. هي احساس المواطن بمشروعية وجوده في الدولة، لا خوفه من ظله وبيع نفسه في مزادٍ سياسي أحادي ليتمكن من تدبير ثمن الدواء.
الدولة التي لا تستطيع أن ترفع متوسط دخل الفرد فيها إلى ما هو أكثر من نصف دولار عليها أن تصمت عن أي حديث عن الدين.
عليها أن تطعمنا من جوع وتؤمننا من خوف أولاً قبل أن تأمرنا بالفضيلة.
الدولة التي لا توفر لنا علاجاً مجانياً وتعليماً مجانياً عليها أن تكف عن ترديد الشعارات. فالشعارات في هذه الحالة "كلمة حق أُريد بها باطل".
الدولة التي لا تحصّن مجتمعها ضد الفقر والعوز والجوع عليها أن تخجل من قرن نفسها بالدين، أي دين.
الدولة التي تفعل ذلك هي دولةٌ ضد الإنسان وضد تكريمه الذي أكرمه به الله سبحانه وتعالى.
الدولة التي تقتل بدمٍ بارد، وتستخدم العنف في أقصى صوره لا تستحق أن تحمل صفة الإنسانية.
الدولة التي تفعل كل ذلك وتكذب على شعبها بإسم الدين، أي دين، هي عارٌ على الدين.
دولة (أبوالعفّين) هي دولة الشعارات بلا منازع، لا دولة الفعل والعدل والرعاية الإجتماعية والكفاية. لذا يجب أن تذهب. لا نريد شعارات، بل نريد أن نأكل ونتعلم.
ولأننا حين نتحدث عن محض شعارات انسحبت على كل شيء حتى الدين لم نبارح الحقيقة قيد أُنملة. فلنقرأ من البيان الأول للسيد عمر البشير:
"لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع اسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود" !!
لا تعليق سوى أن النتيجة، نتيجة الشعارات والاستبداد كانت خراباً شاملا. رفعُ الشعار الديني وحده غير كافٍ. الأهم من الشعار هو العمل الجاد. فالعمل قيمة دينية وقيمة دنيوية. وبالعمل – لا الهتاف – تعمر البلدان. ولا أدري كيف يبرر السيد البشير ورفاقه هذه النتيجة التي آلت إليها الزراعة في السودان رغم سياساتهم "غير الرعناء"؟ وماذا إذا كان بشرنا في صبيحة 30 يونية 1989 بتطبيق سياسات "رعناء"؟
ما جرى ببساطة هو أن الدولة كفّت عن تقديم أيّ خدمة للمواطن "السعيد". فهي تغلّبت على مشكلات صفوف الوقود "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف الخبز "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف السكر "المدعوم" في العهد الديمقراطي بحلٍ كان سهلاً وبسيطاً أمام الحكومة الديمقراطية "الرعناء"، لكن العقول الجبّارة التي كانت تحكم آنذاك لم تتنبه لسهولة الحل الذي أخرجه "حاوي" إنقلاب الإنقاذ من جيبه، صائحاً صيحة أرشميدس الشهيرة: وجدتها ..وجدتها !
الحلُّ بسيط، لكن "رعونة" الحكم الديمقراطي حالت دون رؤيته. الحل: رفع الدعم !
فبدلاً من الفوضى التي تنشأ عن صفوف المواطنين الذين كانوا يفضلون الخبز المدعوم والسكر المدعوم والوقود المدعوم عوض الابتياع من "السوق السوداء"، رفعت الدولة يدها عن تلك السلع، وتركت المواطنين لغول "السوق السوداء" التي استحالت بقدرة قادر إلى "سوق بيضاء" برعاية الدولة و"مباركتها" !!
والحكومة الديمقراطية كانت تبدد أموال الشعب في صرف لا معنى له. فهي كانت تنفق مئات الملايين من الدولارات على التعليم والعلاج المجانيين. وكان بمقدور أيّ طالب متفوّق في الجامعة أن يتعلم تعليماً فوق جامعي في بريطانيا ? مثلاً ? على حساب الدولة. وكان المزارعون والرعاة والعمال يحصلون على علاجٍ مجاني. كل ذلك الصرف "البذخي" على أمور غير ضرورية كان على حساب الأولويات: القطاع السيادي (القصر الجمهوري) الذي يستأثر بـ 100 مليون دولار شهرياً، أي مليار ومئتي مليون دولار سنوياً، والأمن والجيش اللذان يحوزان على 74% من الميزانية. لم يبق شيء يُذكر للمسائل ذات الأولوية المتدنية كالتعليم والعلاج. يمكن للمواطنين ? الذين لا يتعدى متوسط دخلهم دولار يومياً ? أن يتكفلوا بذلك !
أرأيتم؟؟
إنها حلولٌ في غاية السهولة، لكن ماذا نفعل مع العقول التي كانت تحكمنا 1986 ? 1989؟
لا، بل وإن عنّ لهذه الحكومة "الرعناء" أن تنقص من دعمها للسكر مثلا بضعة قروش، ثارت ثورة الشعب السوداني في ما تسمّيه أدبيات "إنقلاب الإنقاذ".."فوضى" ! إذ كيف يُسمح للشعب السوداني أن يعبّر عن رأيه في أمرٍ يخصه في ظل وجود حكومة "غير رعناء"؟
الرعونة ألا تُطلق الرصاص الحيّ على المحتجين على أيّ أمر يخصهم كما جرى لمواطنين في كجبار شمال السودان، وبورتسودان شرق السودان على سبيل المثال. هذا ما يُسمى "هيبة الدولة". فالدولة "الإسلامية" ينبغي أن يهابها الجميع، غضّ النظر عن أن رسول كسرى إلى رئيس دولة المؤمنين أتاه فوجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغط في النوم تحت شجرة. ومن الغرابة – طبعاً – النظر إلى فعلٍ كهذا على أنه فعلٌ يمثل "هيبة الدولة"، فكيف لدولة مهابة أن تنام تحت شجرة دون أن تسبقها سيارات النجدة والشاحنات الصغيرة الملأى بالجنود المدججين بالسلاح؟
كيف للدولة أن تسعى بين الناس دون أن تكون "دابتها" سيارات "البي إم دبليو" و"المرسيدس" من آخر طراز، وبألوانٍ مختلفة، ربما واحد للأوقات الصباحية والآخر للأوقات المسائية، إذ لا يُعقل أن تلتقي الدولة بضيوفها وبشعبها بلون السيارة ذاته في الصباح وفي المساء !!
سنغض الطرف أيضاً عن أن رئيس الوزراء السابق لم يتقاض راتباً من الدولة، وكان يطلب طعام غدائه له ولطاقمه من بيته. كيف للدولة ألا تُظهر هيبتها بطلب طعام الغداء من فنادق النجوم الخمس في الخرطوم، وليذهب التلاميذ المطالبين بمجانية التعليم، والمزارعين المطالبين بمجانية العلاج، ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم. ولتقتل حكومة (أبوالعفّين) واحداً منهم في الفاشر (20 يناير 2011) !!
السياسات "غير الرعناء" أذاقت الشعب السوداني الأمرين. فـ90% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر (إذا كان متوسط دخل الفرد يقل عن دولار يوميا فماذا نتوقع)، ويعيش 20% من السودانيين خارج وطنهم في رحلات البحث عن لقمة عيش. وعلى الرغم من رفع الدعم عن السلع الضرورية وإلغاء مجانية العلاج والتعليم، فإن الحكومة "الإسلامية" فرضت على مواطنيها الفقراء ضرائب باهظة للغاية. كانت الحكومة الديمقراطية تفرض ضرائب معقولة في مقابل خدمات محسوسة يحصل عليها الناس مثل مجانية التعليم والعلاج ودعم السلع. لكن هذه الخدمات أضحت شؤوناً لا تتعلق بالدولة، فما معناها الاقتصادي إذن؟
ويكون الأمر منطقيا لو أن رجالات دولة الإسلام السياسي يعيشون بالكيفية ذاتها التي فرضوها على المواطن السوداني. فقد كانت جملة الاعتداءات على المال العام، باستثناء قطاع المصارف من سبتمبر 2004 وحتى نهاية اغسطس 2005 تقدر بـ(542 مليون دينار، يعني 5 مليارات جنيه)، ولنلاحظ أن ما تم تخصيصه لجهاز الدولة من ميزانية العام 2003 (أي العام السابق) كان 913.000 مليار جنيه.
كانت جرائم سرقة المال العام وصلت إلي 813 مليون دينار (8 مليار جنيه) في 2002 لم يسترد منها الا 8.32 مليون دينار أي 9% تقريبا. المفاجأة المزلزلة فعلا، هي أن الاعتداء علي مال الزكاة كانت نسبته 11% من إجمالي المبالغ المسروقة. هذا يعني أن أموال "السائل والمحروم" التي تقوم بجمعها دولة الإسلام السياسي، من "السائل والمحروم" ذاته، سرقت منها أكثر من مليار جنيه!!
ولنقرأ مرة أخرى بتمعن، ففي 2003 هدد العاملون في 21 ولاية بالإضراب عن العمل لذات الأسباب. وكانت مطالبهم وقتها لا تتعدى 6 مليار جنيه سوداني.
من يسرق، ومن يجوع ؟ من يعتدي على أموال الزكاة، والمال العام؟
حسنا. من يتستر عليهم؟
من يفعل ذلك، خاصةً إذا علمنا بأن غالبية من يعملون في أجهزة الدولة، هم من الإسلاميين؟
وما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها.وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جدا، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".
على (أبوالعفّين) أن يدرك جيداً أن غضبة الشعب السوداني بدأت، هدد هو أم لم يهدد. عليه أن يفهم أن الطرف الذي ينبغي أن يخاف هو الطرف الأضعف في المعادلة، لا الطرف الأقوى. فلا مجال للمقارنة بين 5% تعيش في 7 كيلومترات في الخرطوم حياة الرفاهية والدلال الكامل، وبين نحو 95% لا يعيشون البتّة.
على (أبوالعفّين) أن يدرك أن الجنرال غوردون سبقه إلى التهديد، وكذا فعل الجنرال إبراهيم عبود والجنرال جعفر نميري، فماذا كان مصيرهم؟ ذهبوا وبقي الشعب السوداني صانع الثورات. وستذهب أنت يا (أبوالعفّين) إلى موئلك الطبيعي الذي تستحق، وسيبقى الشعب السوداني العظيم..علماً بين الأمم

خالد عويس
روائي وصحافي سوداني
[email protected]

تعليق واحد

  1. ايها السودانيين عليكم ان تعلموا ان هذه الحكومة لن تذهب الا بخروجكم الي الشارع وتكون في تضحية كما فعلوها اجدادنا ايام كرري وام دبيكرات حينما ماتو الوفا مئات والا كمان البسو فيكم ترضوهو وكفاية كلام كتير وونسة جعجة الناس دى منتظرة سودانى (رااااجل) واحد يطلع برة الشارع فيا ترى من سيكون هذا الرجل الذى سوف يسطر اسمه لذلك السودان الجديد اطلعوا يرحمكم الله المات بيموت شهيد يلاقى الرسول والبيحي يعيش شريف  :confused: :crazy:

  2. يااخوانا ناس المرطبة برة ديل قاعدين مرتاحين شديد وباين لي الفراغ بخليهم يكتبوا كلام كتيييير شديد. سوءات نافع ده مابتستحق رد اصلا ونحن اللي في البلد متأكدين كلهم في لاهاي حيتلموا.

  3. إنك تحاول أن تسمع من جعلته السلطة والكبرياء أصماً لا يسمع وأعمى لا يرى معاناة الشعب المطحون .

  4. لك التحية أخى خالد عويس وبلاشك كل الشعب السودانى فهم كذب والاعيب هذا النظام الشيطانى الذى تعرى تماماً من عبائة الدين التى تستر بها زمن طويلاً وأنكشف للقاصى والدانى على حقيقته _ أى انهم ليسوا الاَ تجار دين _ ولقد حان وقت القصاص والمحاسبة وأبشروا أبشروا أبشروا الشعب بداء يتململ والطوفان قادم

  5. كما ترى ، يسيطر الخوف والزعر و (الهياج) على السيد (المساعد) هذه الايام ، لادراكه التام بانه سيكون المطلوب الأول ، والاخير للعدالة هناك فرق بين (المساعد) و الامنجي الروسي (بيريا) ، لان (بيريا) كان منفذاً لمخططات سيده (ستالين ) ، وصحابكم هنا هو السيد زاته لانه (القائد) الفعلي للسفينه (الغرقى) والتي سمّها من قبل (سفينة نوح) ، لذلك يدرك عظمه موقعه ودوره ، وعارف انو حيشيل (الشيلة) التقيلة ..
    فالأمور ياتت الآن بيد (المساعد) وحده وهذا ليس سراً .

  6. كلام في الصميم من زول موجوع وحآسي بي وجع أهلو وناسو. تسلم وتسلم إيدك. الموت في سبيل الوطن حبابو والبتعمل فيهو ده أشرف مراتب الجهاد ألآ وهو قول الحق عند سلطان جآئر. لا تقلق فموعدهم قريب إن شاء الله. لدينا من الأسماء ما يكفي ويزيد. عقودات وصفقات وتحويلات وشركات وامتيازات, ملفّات تدي فيها ربك العجب ! محفوظة للتوثيق وحتّى حين

  7. الي الاستاز خالد عويس والله لك التحيه علي هزا السرد الوافي الكافي حقا انت تجبر القارئ متابعت كتاباتك الموضوعية. اما عن ابو العفين اقول لة انه لا يتكلم من مركز قوة خاصة في الايام القليلة الماضيه كل الكيزان يتحدثون بهستريا غير مسبوقة وهزا ازا دل انما يل علي الشعور بالخوف . اما عن الشريعة الاسلامية التي كلما ظهر علينا البشير يهدد الناس بشرع الله ياسيادت البشير اهل السودان هم اهل دين قبل ان تاتي انت ومن مك ناس خلاوي وناس تكابة وناس دواية . فزا ارت ياسيادت البشيرالشريعة الاسلامية هية نظاما كامل ليس حدود فقط كما تظن انت ومن معك . اعطيك مثل واحد لنظام الشريعة الاسلامية في عهد عمر ( في زمن اوقف عمر حد السرقة لاسباب كان هنالك جوع خوفا علي الجوعي) الجوع كافر ياسيد البشير والان الشعب السوداني كلوله جوعان. اخيرا فلتزهب انت ومن معك بالشريعة التي تروج لها علي فهمك انت. نريد شريعة الله الحقه توفير العدل بين الناس اوجد الشغل للشباب وكل الناس يعاملون سواسي و ليشبع الجوعي بعدها تحدث عن الشريعة التي يعرفها الناس مش شريعة ااكيزان :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  8. بشر مساعد رئيس الجمهورية بأن إنتاج البترول في شمال السودان بعد التاسع من يوليو المقبل سيفوق كل المنتج بالبلاد،)
    . (وبشر حركات دارفور التي لم تنضم إلى وثيقة سلام الدوحة بجني الخراب)
    ( سنفوز في الانتخابات القادمة بفضل الشعب السوداني الذي عرف من سينفعه)
    (الداير يقلع الحكومة يقوِّي ضراعو)
    «عواجيز» المعارضة
    لن ندير خدنا الأيسر لمن يصفعنا في الأيمن والبادئ أظلم". «البادي اظلم والبشاكل مابقول عورتني «.
    ===================================================
    ما هذا الفُساء العفن …………
    أكيد إنه من أبو العفين……………
    الذى ليس لديه ما يدافع به عن نفسه عند الزنقات سواء عفن الفُساء…..
    مهلاً فلن تنفعك الهرهرة…….
    ولن ينفعك عفن الفُساء………
    ولن ينفعك الوعد الكاذب……..فعشرون عاماً وأنتم تكذبون…….
    وماذا جنينا من بترول الجنوب حتى تشرئب أعناقنا الى بترول الشمال……..
    ولعلمك ما تبشر به فانه يقع فى مناطق لن تعود جزءاً من السودان إن كان أبو العفين و أمثاله يتحكمون فى رقاب الناس…….
    سيكون السودان على الأقل أربع دول…………
    فالبترول حتى لم يدخل فى تمويل بعض أشباه الكبارى والسد المضروب……
    فهى مولت من قروضٍ سيسددها الشعب السودانى الفضل بالضرائب والأتاوات ومن قوت الكفاف لأطفاله……
    فمهلاً أبو العفين (كترت البتابت عيب)
    سنثور ونثور ونثور …………
    سنقتلعكم من الجزور………….
    سنلقنكم أقسى الدروس………..
    سنثأر لكرامتنا ……… سنثأر لعزتنا………….. سنثأر لتغييبنا………سنثأر لتهميشنا…
    سنثأر لتجويعنا………….سنثأر لتشريدنا………………سنثأر لتفريقنا شيع وقبائل……..
    سنثأر لنهب ثروات بلادنا……سنثأر لطرد الكفاءات وتولية النكرات…….
    سنثأر لتقطيع أوصال الوطن…….. سنثأر لوضع بقية الوطن على المحك………..
    والقائمة تطول………
    فانتظروا يومكم الذى توعدون……..فإلى جهنم وبئس المصير.
    عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

  9. ما الذي يضيرك أو يجبرك أن تكتب كل ذلك دون التسويق لفترة الصفوف الكالحة ذات الثلاث سنوات.
    صحيح نريد حكومة معتدلة في صرفها لكن لا نريد رئيس حكومة يعمل بالمجان أو يعزم أعضاء حكومته كل يوم

    كانت ديمفراطية حزب الأمة مجدبه اقتصاديا وضعيفة أمنيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فضلا عن أن السيد مبارك الفاضل وزير داخليتها قتل بالصاص الحي طلابا في شارع الجامعة وسجن وسحب جمسيات معارضين.
    كل ذاك لا يبرر استمرار الدكتاتورية وغياب انتخابات نزيهة وشفافية في صرف المال العام

  10. لابد من أن يأتي صباح ينتفض فيه الشعب السوداني ليزيل الطغمة البائدة من العلافيت دعاة الأسلام والأسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم أبن يعقوب, قاتلهم الله أني يؤفكزن ورماهم الله بثالثة الأثافي هؤلاء الجرابيع االخونة مجوعي الشعب سوف ينتفض الشعب السوداني لأزالتهم باذن الله وسوف نري فيهم الويل والثبور انتفاضة أبريل قادمة وعندها سوف يري الذين ظلموا لأي منقلب ينقلبونو الله اكبر حقتنا سوف تجلجل أركان السودان باذن الله

  11. الله يديك العافية يا خاد ، والشىء البستغرب ليهو المكابرين والما بخجلوا وعايزين يردوا علي كلامك ، فالسودان ليست تونس أو كباقي الدول العربية فهم ابناء ابطال شيكان وتةشكي وكرري وام دبيكرات وصناع اكتوبر وابريل وسوف لن يأتوا بالليل ومن فوق السور وانما جهارا نهاراوقتها ما عارفين ابوالعفين والزمرة حيمشوا وين خاصة الراقص الملهم –

  12. هنالك سؤال جوهري يتفادى كثير من الناشطين في المعارضة تفادي الاجابة عليه: لماذا تفشل جهود المعارضة في الاطاحة بنظام الاستبداد الجاثم منذ اكثر من 20 عاماً؟
    ببساطة لأن فاقد الشيء لايعطيه فكل الاحزاب الشمالية التي في الساحة تفتقد لمساحة الديمقراطية التي تسعى لقيادة البلاد نحوها. كيف ادعو للديمقراطية في بلادي وانا لاأجد "تداول سلمي للقيادة في احزاب الامة والاتحادي والشيوعي بكل مسمياتها؟؟ ولاأجد تنظير لكيفية قيادة الدولة لما بعد الانقاذ في اوراقها؟؟
    انني اجزم بأن الدرب للثورة في السودان لن يمر بهذه الاحزاب، لكنه سيمر بالتكتلات النقابية والمهنية الحقيقية مثل نواب الاختصاصين والصحفيين الا مثال وسيمر عبر ناشطي حقوق الانسان وسيمر بانحياز الجيش للشعب ( الذي لايجد الا سب وقذف من بعض المعارضين) وسيمر عبر اعادة اصطفاف جزء من افراد المؤتمر الوطني خلف الاجندة الديمقراطية شئنا أم أبينا!

  13. ناس الراكوبة جميعا الاحرارمنكم ..الشرفاء القابضون على الجمر ..المصتلون بنار الانقاذ
    ارصدوا كل نفعي من هذا النظام البائس .
    كل من تولى امر الناس وارهقهم بما لايطيقون (مديرجامعة .مؤسسة ..بلدية ..دكتور دعي……الخ )
    كل امنجي صغيرا او كبيرا ظاهرا او متدسيا .
    كل هتيف او مطبل يعيش بالداخل او الخارج .
    كل من تولى لجنة الاختيار قومية ام ولائية
    ارصدوهم واقعدوا لهم كل مقعد لان ساعة الحقيقة اوشكت …هذه المرة لا توجد عبارة :عفا الله عما سلف …..بل هناك حساب عسير لكل من سامنا العذاب وارهقنا بما لانستطيع
    اخواني :آمل ان لا تلهكم مشاغلكم عن رصد هؤلاء الطغمة .

  14. يقول المثل ( كل اناء بما فيه ينضح )
    فاخونا نافع داخلاهو خوفة
    والكلب لمن بخاف دائما يعبر عن ذلك بالنبيح
    وعموما تصرفات ابو العفين ظاهرة صحية
    ودليل الشعور بان الثورة قادمة—لا محالة
    اما تعليقى على اول تعليق على هذا المقال
    فاقول ربما يكون المعلق هو ابو العفين ذاته
    لانو ما فى زول بكون صاحى حتى الساعة
    واحدة ونص صباحا اللا زول داخلاهو خوفة

  15. فتصريحاته كلها خلال الأيام الماضية تشكّل مادةً خصبة لإثارة الشعب السوداني وتحفيزه من أجل اقتلاع

    عندما يخاطب الرجال امثالهم من الرجال فحديثهم يقع في سويداء القللوب لانه حديث القلب للقلب لا يخطي هدفه
    فالشيخ نافع يعرف من هم الذين يكلمهم
    يعرف لمن يوجه خطابه
    يعرف علي من يصوب سهامه التي لاتطيش
    يعرف طبيعة الشعب السوداني المجبولة علي حب الفراسة والفروسية والرجالة الشهامة والمروة
    يعرف طبيعة الشعب الي تكره الضعف والجبن والغدر
    يعرف طبيعة وصفات السوداني عندما يقيف ويتنبر ويقول للدنيا كل الدنيا ديل اهلي وانا سوداني
    لذلك لا غرو ان يخطب الشيخ نافع وسط الرجال مستلهماً ومستصحباً معه كل هذه الموروثات

  16. الليييييييييييييييييلا يا \" ابوالعفين \"

    زمان قلتو اليله ياقرنق باقي ايامك انتهن

    نحن نقول ليك يابوالعفين

    اليله يابوالعفين خلاص ايامك انتهن

    امانة ما نترصدكم اموالنا نحن الغلابة دافعي الضرائب والاتوات والمغ السعه مدوره فينا

    الله يزيحكم يا…..

  17. الاخوة المعلقين فى راكوبتنا الحبيبة كل الحذر من بعض المعلقين النفعجية الامنين بكتابات بإيحاء أنهم مع المعارضة وتتغير مسلكهم وسط المواضيع هم أشد خطر علينا فى التضليل أمثال المعلق الاخير فى هذه الصفحة . واليوم مصطفى حسنين هيكل ذكر فى قناة الجزيرة أن الجيش التونسى ترك الرئس المخلوع بن على لأنه قام بتهميش الجيش الوطنى التونسى على حساب تقوية القوة الامنية لحراسته وكبت شعبه كما هو الحال الان فى السودان همش الجيش وقوية القوة الامنية لحراسة البشير ونظامة المخلخل والجيش المتبقى من التهميش سوف ينضم الى المعارضة كما إنضمت الجيش التونسى للشعب ترك الرئيس يلقى مصيره المحتوم.. وكل أنظار العالم علينا ليخلع البشير سيرو والنصر لكم بأذن الله اللهم أنصر الشعب السودانى على حكومتهم الظالمة يابر أمين

  18. كلام وملاحظة [abusafarouq] مليون في المية صاح وبدأت الأقلام المأجورة تدس السم في الدسم أمثال (البديل شنو) (وجربنا الأحزاب) وسذج مرددي عبارات (الناس كانت تبيت في صفوف البنزين وصفوف العيش) وناس المتسفسط صاحب عبارة (فقه ترجيح المصالح…يبقى هذا النظام من افضل الخيارات (السيئة) مقارنة مع القوة التقليدية والحديثة)…..الأرزقية ديل فاكرين الناس هبلولا شنو؟؟؟

  19. شكرا ياابوسفروجة لمناشدتك القوية لرواد الراكوبة حتى يتجاوز قراءة مااكتب !!! بالمناسبة مادمر الاحزاب الا امثالك من غاوي تخوين الاخر وشحذ الهمم لاغتيال الافكار والاراء المخالفة. فليس عيباً ان يكتب محمد أحمد دافع الضرايب أو غيره تارة بالاطراء وتارة بالتوبيخ لشخوص بعينها في الحياة العامة فنحن لانعرف الحق بالرجال ولكننا نعرف الحق بالمواقف ولاننا نعرف الحق بنفسه.
    طوبى لمن خالفني رأياً واهداني عيوبي وبارك الله له في علياءه

  20. هارد لك يا أبو العفين
    يظهر أنك مصاب بأرق شديد وانتقلت إليك الهستريا المدغمسة فزادت هستيريتك البنيوية الكامنة.
    الأيام دول ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..