طليعي أنت يا رفيق أم تمومة جرتق؟!.

مهدي إسماعيل مهدي
يؤثر عن إيقونة النضال الإنساني، المُنتقل إلى الخلود/ نلسون مانديلا، قوله قبل فترةٍ قصيرة من رحيله – “عندما أعبر الضفة الأُخرى وأُفارق دُنياكُم هذي، فسوف أبحث هُناك عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لأنضم إليه”، لذا لم يكُن غريباً عندما فض رئيس القضاء الأسبق، وصية “ماديبا” قبل أسابيع قليلة، أن يعرف الجميع بأنه أوصي بجزء من عائدات كُتبه ومذكراته للحزب الذي أفنى سنوات عُمره الثرة المديدة مؤسساً وقائداً لجناحه العسكري، ومفاوضاً صلباً وقائداً حكيماً له، خلال وبعد سنوات النضال الأسطوري. كما أوصى في لفتةٍ إنسانية بارعة بمبالغ مالية للعُمال الذين خدموه، سواءٍ كانوا عُمالاً منزليين أو مُساعدين في مؤسساته الخيرية وغيرها.
الشاهد في هذه الحكاية أن مانديلا، كان مبدأياً في خياراته وإنسانياً في مواقفه، حيث لم تفلح 27 عاماً من السجن في جزيرة روبن الموحشة، والحشر في زنزانة أضيق من جُحر الضب، أن تزحزحه قيد أنملة من مبادئه وتصالحه مع ذاته وصدقه مع الآخرين، وممارسته للعمل السياسي بأخلاق الأنبياء.
لقد هدفت بهذه التوطئة إلى التأكيد على أن مانديلا كان مبدأياً حدَ العناد ونشاف الرأس، ولم يعرف أبداً إزدواجية المواقف أو فقه الُسترة الذي يبرره البعض تحايلاً بالقول “أن والغاية تُبرر الوسيلة”. لقد كان مانديلا، نسيج وحده في مُمارسة العمل السياسي، الملتزم بالمبادئ والصدق الشديد مع النفس ومع الآخرين (أعداءً كانوا أم حُلفاء)، ولعل هذا ما تفتقده الساحة السياسية السودانية منذ ما قبل الإستقلال إلى يوم الناس هذا، إذ لم يشذ أحداً من قادة العمل السياسي في السودان عن الإنتهازية والحربائية وعدم الثبات على المبادئ. فرائد إستقلالنا “الأزهري” رفع عالياً شعار “السودان تحت التاج المصري”، وعندما أدرك أن هذا الطريق لن يقوده إلى سدة الرئاسة أصبح ما بين عشيةٍ وضُحاها إستقلالياً يُنادي بالسودان للسودانيين، وهو ذات الأزهري الذي نادى بسقوط القداسة على أعتاب السياسة هاتفاً (الكهنوت مصيره الموت) ولكنه عاد في آخر سنى عمره ليدخل بيت الطاعة الطائفي “ناكثاً غزله بيديه وهادماً مجده بظلفيه، ومُحرراً شهادة الوفاة لحزب الطبقة الوسطى المُستنيرة”، بإستجدائه لطائفة الختمية كي تدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية مُنافساً لزعيم الطائفة الأُخرى، الإمام/ الهادي المهدي.
أما غريم الأزهري وصنوه/ عبد الله خليل بك، فقد “فات الكُبار والقدرو” في عدم المبدأية، إذ سلم الحُكم لعسكر نوفمبر، لمُجرد أن المُعارضة عزمت على طرح صوت الثقة في حكومته، فأطلق صيحته الشمسونية/الطرزانية “عليَ وعلى أعدائي يا رب” ناسياً أو متناسياً أنه رئيس وزراء مُنتخب ديمقراطياً ووزير دفاع أقسم على اليمين مُتعهداً بحماية النظام الديمقراطي والدستور، فاستن بذلك سُنة لا تزال البلاد تُعاني من ويلاتها. ولم تكد البلاد تستفيق من صدماتها الناتجة عن زئبقية قادتها، وتستعيد ديمقراطيتها المؤودة بأيدي قادتها، ببزوغ فجر أكتوبر الأخضر المجيد، حتى أغمد فارس السياسة السودانية الجديد القادم من مهد الثورة الفرنسية وأعرق جامعات عاصمة النور “حسن التُرابي” خنجره في خاصرة الديمقراطية الوليدة، مُتوجاً مؤامرته الدنيئة (بمُساعدة دهاقنة السودان القديم) بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه المُنتخبين في دوائر الوعي والإستنارة، ضارباً عرض الحائط بمبادئ وقيَم الديمقراطية.
ولعل الأنكى والأدهى موقف رئيس القضاء آنذاك/ بابكر عوض الهب، الذي استقال من منصبه المرموق إحتجاجاً على عدم إحترام إستقلال القضاء وإنتهاك مبدأ الفصل بين السُلطات “أُس الديمقراطية ولحمتها وسُداها”، وهو موقف مُشرف يُحمد له مع موقف رئيس المحكمة العليا التي حكمت ببطلان حل الحزب الشيوعي/ صلاح حسن، والذي استقال بدوره. ولكن هذا البابكر فاجأ الجميع بعودته رئيساً للوزراء محمولاً على دبابة إنقلاب عسكري في ليل الخامس والعشرين من مايو 1969، ورئيس وزرائنا – الناصري التقدمي الديمقراطي القانوني الإنقلابي – هو وليس أحداً غيره، من صاغ البيانات العسكرية والأوامر الجمهورية التي استهلت عهد “مايو إتولد” بتعطيل الدستور وحل الأحزاب!!. فتأمل يا رفيق.
أما زعيم المعارضة البرلمانية في عهد الديمقراطية الثالثة والأخير، رجل القانون/ علي عُثمان محمد طه، فقد كان يتآمر على الديمقراطية وهو في قُبة البرلمان بل في منصة قيادته، ويا لها من مأساة، فالحوار وشيخه ظنا أن بإمكانهم إلتقاط عسكري دُمية يُسيرونه كيفما يشاءون، ولكن ارتد كيدهم في نحرهم وانقلب السحر على السحرة، إذ أراهم هذا العسكري النجوم في عز الظهر، فمد الشعب السوداني لسانه مُتهكماً وقائلاً لهُما (عجبني للمرقوت، والتسوي كريت في القرض تلقى في جلده).
ومرة اُخرى وليست أخيرة يُتحفنا التُرابي بميكافيليته ويقول قولته الشهيرة التي أصبح الجيل بعد الجيل يحكيها “إذهب يا عُمر إلى القصر رئيساً، وأذهب أنا إلى السجن حبيساً”، ثُم يخرج من السجن فيقود أبناء وبنات السودان “زُمراً للجنة زُمراً” ويتحول راسبوتين السودان إلى مأذون أخروي يعقد قران الشباب المُستلب بالحور العين، والشابات بالغلمان المخلدين، ثُم لا يستنكف أن يقول عن ضحاياه الشُهداء، أنهم فطائس وجيف نهشت لحمها سباع الآجام في غابات الجنوب سمبلة. والعجيب في سودان الجن هذا أن ذات التُرابي يعود إلينا بآخرة داعيةً للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة حُكم القانون، ثُم هاهو يُفاجئنا بوثبة لولبية مرتمياً في أحضان المُتهم الدولي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية !!!.
أما الإمام سيد الكلام، فيحتاج حصر تناقضاته واسطواناته المشروخة إلى مُجلدات ومُجلدات، فصاحبنا نادى أول عهده بساس يسوس، بفصل الإمامة الدينية عن الرئاسة السياسية ولكنه عاد فجمع بين المنصبين كما جمع الوجيه السناري بين الأختين، ثُم خمًس وسدًس!!، وهو ذات المُجاهد الذي سير الجيوش قبل أربعة عقود لقلب نظام الحُكم في الخرطوم ولكنه الآن يُصدر فتاويه بتحريم القتال على من إمتشقوا السلاح وهم مُكرهين بعد أن قال لهم إبن جلا وطلاع الثنايا (الذي لا ترغب السيدة/ مريم بنت مقبولة، جر الشوك في جلده) – من أراد الحُكم فليُطالعني خلف هذا الخور، فسلاح الجبهة الوطنية حلال إن كان سوف يُجلِس الإمام على كُرسي الحُكم، أما سلاح الجبهة الثورية الذي يحمل أحفاد حمدان أبوعنجة وود الدكيم إلى قصر غردون باشا، فهو رجس من عمل الشيطان، طالما أن من يحملونه أتوا إلى الخرطوم قائلين “انحنا جينا ومهدينا فينا” كما لخص الأمر صديقي النابه/ أبوبكر القاضي.
أما أولاد مولانا (أحمد الراحل، ومحمد المُسافر دوماً)، فقد أدهشنا أحمد الأول، بقوله عُقب إنقلاب الجبهة الإسلامية على الحُكم الديمقراطي الذي يجلس على رأسه “أنا قومي ولا شأن لي بالصراع السياسي” وتنصل بالتالي من مقاومة الدكتاتورية العسكرية، أما محمد الثاني فقد عمل بوصية والده (فالإبن سر أبيه) ولم يُدخِل يده في صحن الفتة الحارة وغادرنا إلى قاهرة المُعز ومكث فيها ما شاء له الدلال “فإنه بها مُغرمُ”، ولم يعد إلا لتلقي العزاء في شقيقه كأنما الذين ماتوا في سنى الإنقاذ العجاف لا عزاء ولا بواكي لهُم ولهُن، ولم يكتف صاحبنا بذلك بل غادر البلاد عندما حمى الوطيس في سبتمبر الماضي ولم يعد إلا بعد أن بردت الفتة، فقُل لي بربك هل هؤلاء قادة؟؟!.
تطول قائمة الخزي والنفاق وتقلب المواقف، فالذين أشرنا إليهم أعلاه هُم قادة الصف الأول وجواهر صدر المحافل، أما رجال ونساء الصف الثاني والثالث والرابع؛ الذين أسماهم د. منصور خالد بالنخبة ودمغهم بإدمان الفشل، فحدث ولا حرج فقد ظلوا وما انفكوا يتقافزون من حزب إلى حزب في خفة القرود والنسانيس، ولا تثريب عليهم فالناس على دين ملوكهم، و(إذا كان رُب بيت للدُف ضارباً**** فشيمة أهل البيت كُلهُم الرقصُ)، وهو رقص بالكفل المرجرج كالخائض الوحل!!.
تستوي كُل النُخب سواءٍ كانت طائفية دينية أم عسكرية شمولية أم برجوازية صغيرة، في عدم المصداقية وغياب المبدأية، فالنميري بدأ عهده بالطنطنة بالشعارات اليسارية وإنتهى به الأمر إماماً للمُسلمين ودرويشاً تقوده بدرية وأبو قرون!!، أما عُمر الآخر فقد أثبت أنه يلعب بالبيضة والحجر، ولعله أمهر من يُحرك فخار الحركة الإسلامية ليُكسر بعضه بعضاً، فالناس لا تنسى تسيير الإنقاذ لحملات جهاد أسلمة وعربنة الجنوب، وفي الآخر لم يطرف لخليفة المُسلمين/ عُمر، جفن وهو يشطر البلد إلى نصفين، ثُم يتباهى في القضارف (بعد ذهاب الجنوب) قائلاً، بأن السودان حسم أمر هويته بدون دغمسة (وبلاش تنوع وتعدد وكلام فارغ)، ثُم هاهو يُفاجئنا ويُفجعنا قبل أسابيع بالتغني بحسنات التنوع والتعدد والخُلاسية الجميلة!!. (وإن كان يعني ما يقول فلماذا يُحارب الجبهة الثورية ويقصف النوبة والوطاويط والفور، بالراجمات والصواريخ) إذ أنهم لم يطلبوا شيئاً أكثر من الذي أقر به بعضمة لسانه!!.
لقد ظل السودان منذ الإستقلال وإلى يومنا هذا، محكوماً بذهنية سياسية واحدة ونظام إقتصادي واحد وتراتيبة إجتماعية إستعلائية واحدة، (فالأزهري وعبد الله خليل وسرالختم الخليفة والصادق المهدي ومحمد أحمد محجوب والنميري وبابكر عوض الله وسوار الدهب وعُمر البشير والترابي وعلي عثمان)، لا يختلفون عن بعضهم البعض فكراً وسلوكاً، بل إنني أزعم أن هذه الطبقة وبذات العقلية ظلت تحكُم السودان الحديث منذ بروزه إلى حيز الوجود قبل خُمسمائة عام، إثر تحالف الفونج والعبدلاب وهدمهم لكنائس وأديرة سوبا وإسترقاقهم لمن خالفهم الدين ولون البشرة من أهل البلاد الأصليين. وحتى الإستعمار البريطاني لم يحكُم السودان حُكماً مُباشراً بل ترك الأمر لهذه الصفوة، وشاهدنا في ذلك رسالة دكتوراه جعفر محمد على بخيت عن إدارة السودان والحُكم غير المُباشر.
خاتمة المطاف وفحوى الحديث وزُبدة الكلام، إن الصفوف قد تمايزت، فقد تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض، واصطف السودان القديم للدفاع عن إمتيازاته، مُدركاً أن جحافل الهامش تُعسكر على تخوم الخرطوم وأن ثورتها مسألة وقت لا أكثر (راجع ورقة د. التيجاني عبدالقادر حامد عن الطبقة الوسطى الجديدة وتطلعات جيلها الثاني)، وفي تقديرنا أن ثمة فُرصة تاريخية تلوح في الأفق، وعلى قوى اليسار والتغيير وفي طليعتها الحزب الشيوعي السوداني الإختيار بين أن يكونوا رأس الرُمح في عملية التغيير أو أن يكتفوا بدور الذيل والكومبارس وتمومة الجرتق في حلف السودان القديم الذي يتشكل الآن (ويقوم بعاتي). وللرفاق أقول؛ أعيدوا النظر بعيون وعقول مفتوحة في تحالفاتكم وتمعنوا في سجال الكمالين (كمال الجزولي وكمال عُمر) وفي مناوشات ياسر عرمان وخالد التيجاني (حول الوفد التفاوضي لللحركة الشعبية)، وافتحوا كُل الملفات وراجعوا قراءة رسالة الخاتم عدلان إلى جون قرنق، وردوا إليه الإعتبار بطرح أطروحته “آن أوان التغيير” للنقاش الشفاف، وآخر قولنا “الني للنار، ولا يصح إلا الصحيح”، ولقد كتبنا وقلنا ذلك قبل ستة أعوامً في مقال بعنوان “ما أشبه الليلة بالبارحة”، فاليسار يسار واليمين يمين ولا يجوز خلط اللبن بالماء، ولئن نكصتم على أعقابكم وفشلتم في التوحد والتصدي، فإن شباب ونساء الثورة وقوى التغيير سوف تتجاوزكم، فحواء السودان خرودُ ولودُ.
بريتوريا:
27/02/2014
أحييك أخى مهدى وأنت فى ديار ماديبا الخالد وبلاد الزولو ..أحييك من خور أبقمرايه وجنب الفوله وأقول لك تمومة جرتق ولكن بسببنا ..
للإخوة المصريين قول طريف استعيره منهم بتصرف ( اسمع كلامك اصدقك اشوف النتائج استعجب)
أرجع لمانفستو الحركة الشعبية الذي بدأ ماركسيا أحمر علي أيام الراحل جون قرنق و داعمهالإتحاد السوفيتي ومنقستو هيلا ماريام ووفود الطلاب الي كوباو ما هي عليه الان الداعم الرئيسي أمريكا و لن اعدد لك اسماء كبار مستشاري الحركة و الجيش الشعبي من الخواجات فأنت لصيق بهم و تعرفهم.الميكافلية هنا و هناك و تبدل المواقف لا يقتصر علي من تفضلت و ذكرتهم فأسماء كثيرة تجنبت ذكرها و القائمة تطول.
الحال ياعزيزي من بعضه. أما حكاية جنوب افريقيا فهي أكبر الحكايات. انت تقيم في جنوب أفريقيا فهل نظام الفصل العنصري زال ؟؟؟ النظام العنصري زال شكلا و بقي موضوعاو لك ودي.
ابشع واسوء تاريخ في المحيط الافريقي بعد التحرر من الاستعمار هى ذات الشخصيات الباهتة التي واكبت الاستعمار وتربت تحت كنفه وما زالت تنتهج نفس نهج المستعمر كاتهم لا ينتمون لهذا الوطن ينهبون خيراته يتسلطون على شعبه بشتى الطرق قسموا البلد الى طوائف ومريدين وقبائل وعمد فهذه هي النخب التى اورثنا لها الاستعمار بعد رحيله
شكرا على ما تفضلت به اخي من تحليل ومعلومات تستوجب تبني خطة للتغيير لبناء الذات والوطن لتفادي ما لا يحمد عقباه ت— ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) —- الان التغيير مطلوب من الجميع لان الخطر اصبح محدقا بالوطن —- ليس تغييرا تقوده طلائع اليسار ضد المجموعة اليائسة التي فشلت ان تقدم شيئا يصلح حال السودان منذ الاستقلال — وليس تغييرا يزيد هذه المجموعة الفاشلة تمكينا — لكن تغييرا يراعي مصلحة المواطن العادي الذي ليس له ناقة ولا جمل في فيما قامت به وتقوم به هذه المجموعات المتنفذة من الجانبين — اسلاميين ويساريين — ولا فرق عندي بين عبد الخالق والمحجوب ولا نقد وترابي ولا المرغني والمهدي فكلهم رضعوا من ذات الثدي الذي يدر لبنا ملوثا بداء الانتهازية والمكفلية والاستعلاءالضرير قصير البصر والبصيرة — نريد تغييرا في الانفس الشريرة وهزمها يشمل هؤلاء واولئك ويشملنا جميعا — افرادا وجماعات -قبائل وولايات حاكمين ومعاضين ثوريين وسلميين — فمثلا انا وانت لا نكتب الا ما نرى انه يعبر عن حق لا يستثني احد ولا يفيد الذات الفانية في شيء بعينة — والتجمعات والقبائل يجب ان تتجمع ولا تجتمع الا على ما يفيدهم كمجوعات وقبائل ولا يضر بالاخرين بل يسهم في افادتهم بذات القدر وهكذا الولا يات يجب ان ينبري ابناؤها المدركون لقيادة زمام التغيير الذي يتبني القيم التي يستفيد من خلا لها الاقليم وبقية الولايات المكونة للوطن العزيز بذات المستوى وهكذا الاحزاب — فالتغيير يجب ان يطال الجميع لتبني القيم التي تنبع من الضمير الحي ولا تتناقض مع المثل والتعاليم المرعية و–ولك ودي
لك التحية والتقدير اخ مهدي اسماعيل.. سرد محكم لحقائق مُرّة.. لايستطيع احد انكارها حيث لم يزل كثير من شهودها أحياء يرزقون..
**نعم مهدي..قد ظل السودان منذ الإستقلال وإلى يومنا هذا، محكوماً بذهنية سياسية واحدة ونظام إقتصادي واحد وتراتيبة إجتماعية إستعلائية واحدة *** اصدقك القول ان هذه الجزئية هي أس مأساة السودان التي نعانيها الى يومنا هذا..
** بعد 60 عاما أراد هؤلاء القوم تدوير (الاسكراب) بنفس المواصفات.. وتقديمه في قالب جديد تأكيدا لتلك التراتيبية الاجتماعية الاستعلائية!
** اعتقد ان هذا الموضوع من اكثر المواضيع التي تحتاج الى نقاش وتبادل في الاراء الا أن الكثير يتهرب منها لكونها تتعرض لبعض من المسكوت عنه.. وهذا مالا يريده البعض في أسف في قرارة انفسهم.
***والله لم نواجه الحقائق بتجرد…سيصبح السودان عنوانا للفشل.. وقدأصبح…
ارجو مواصلة الكتابة.. لك الود مهدي…
يا عزيزى حبيب مانديلا الذى لا يشبهه جيش الجبهة الوطنية كان جيشا لتحالف حزبى كان موجودا قبل تكوين هذا الجيش ولم يكن ميليشا قبلية مثل جيوش التحرير (لا اعرف من من؟) المالية البلد!!!!!!اما اذا كنت زعلان من خراب سوبا المسيحية وانتصار المسلمين وتتمنى وتحلم ان تنام وتصحو فتجد سوبا المسيحية او نبتة او كوش او مش عارف ايه تانى…قد عادت لتحكم السودان وذهب الاسلام ومن اتوا بالاسلام الى مذبلة التاريخ فلن يكلفك الامر سوى نومة طويلة وستنعم بحلم طويل كما تشاء بشرط ان تشرب شيئا يساعدك على النوم واظنه متوفر فى جنوب افريقيا……..
للتغيير ثمن باهظ يجب دفع فاتورته. لن تحرر السودان من بريتوريا …. مانديلا لم يحرر جنوب أفريقيا بالمراسلة. هل تعلم انك الوجه الآخر للنخبة التي أدمنت الفشل. ورضيتم انت وسيف الدولة والبرقاوي وكثير تحبرون اوراقكم وبعدها تغطون في نوم عميق حالمين بثورة تؤججها اقلامكم التي تدل على عظيم جهلكم بان الثورة تتوقد بالدماء التي تحول الدمي إلى أرواح واجساد نابضة. اتركوا ما انتم فيه وتعالوا إلى بلادكم. وانتظموا ونظموا الجموع لاقتلاع زمرة الفساد والإفساد لا يفوتكم شرف الشهادة والنضال .والثورة قادمة لا باقلامكم وإنما برجال عاهدوا الله ان لا يتصالحوا ولا يفاوضوا اللصوص. الثورة قادمة أؤمن بها كايماني بالله.
الاخ مهدي إسماعيل مهدي / لك الود أصدقه والسلام / وبعد
لو كنت تعلم بان الفرق بين الحرب والسلام هو نفس الفرق بين
السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع كما هو مركز السالب
والموجب في دواخلنا وهو الرغيب علي ضمائرنا وهو الوقود
الحسي وألطافه الملتهبة التي تساعدنا علي الوثوب الي المعالي
والمسابقة الي المحامد . هذا هو السلام يا عزيزي وهذا هو الوفاء
وأم قولك عن / إسماعيل الأزهري / ( ناكثاً غزله بيديه وهادماً
مجده بظلفيه ) كان من الواجب ان تقول قولاً فيه تقيه لان ما جئت
به لا يفيد ولا يساوي ثمن هذا المداد ولا يدل علي واقعاً او لسان
صدق !!! كما أننا لانري فيه سراجاً نهتدي اليه .
ام الحديث عن / مانديلا / وتعامله السياسي بأخلاق الأنبياء
قد يكون ذلك حقيقه في / نظرك / ولكن الأغلبية يؤمنون بأن
(( لا كرامه لنبي في قومه )) .
مقال مهدي نسخة حديثة من منشور الإمام المهدي. المطلوب إستنساخ أنصار.
الكاتب الصحفي النحرير والمثقف السياسي العملاق وصاحب القلم البازخ مهدي إسماعيل مهدي، كتاباتك ومقالات السياسية لها طعم خاص ووقع آثر في نفوس المهمشين والمقهورين في تراب أجدادهم، خاصة وأنت الذي يستند ظهرك على حائط تجربة الماديبا الأنسانية الضخمة.
ثورة التغيير الجزري في السودان، والتي أمتشق حسامها جموع المهمشين الغاضبين قد أنطلفت، ولن تتوقف إلا عند شواخص مقبرة السودان القديم، منهية عهدا طويلا من التهيه والضلالة والوضاعة والخسة والغدر والإنحطاط السياسي، الذي تشهده الأنسانية في تاريخها من قبل
دعونا نضرب علي الحديد وهو حامي…
اقترح تكوين لجنه لتقود المعارضه…قناة فضائية..الخ الخ..تكوين حزب اسمه السودان ..
لجنة تمهيديه….من
مهدي اسماعيل
فتحي الضو
سيف الدوله حمدنا الله
صلاح عووضه
فيصل محمد صالح
وسيده…ارشح شريفه فاضل..
تجتمع هذه اللجنه في ..القاهره …. دبي او اديس إذا تعذر الإجتماع في الخرطوم…
تدرس الموقف…وتاتي إلينا بمقترحات ..كيف سنسقط النظام..والبديل..
شخصيا ونفر من اصدقائي علي استعداد لدفع التذاكر والاقامه لمن لا يستطيع..وبالمره نفتح باب التبرعات عن طريق الراكوبه او اي جهة اخري…
واالله من وراء القصد
بس خلونا نكون جادين ولو مرة واحدة…وكفانا اهدارا للحبر علي الورق..
طيب وما الفرق يا مهدي ابراهيم بينك انت والازهري والترابي والصادق ما انت الذي دعمك للانقاذ لاكثر من عقدين من الزمان ومن برتوريا تظهر لينا بالمبادي والصفوه والسودان الجديد …بالله يا كيزان ما تلعبوا بينا