خردة المدائن: عاصمة “الفشقة”.. انهيار الروح والجسد

القضارف: حسن محمد علي
مبنى البلدية أو(المحافظة) القديم، مكوناته البسيطة كانت مِثالاً لنشاط الحكومة وقدرتها على خدمة المواطن، مبنى من الحجر بحديقة صغيرة تُسقى بخرطوم مياه أزرق اللون على مدار الساعة، المخازن والوقود المُلحقة بالبلدية دائماً تحت إيدٍ أمينة. رجل في العقد السادس من عمره يجيد قراءة التاريخ والإنجليزية عن ظهر قلب، صارم القسمات يأتي ويغادر في كتلك الساعة المضبوطة التي يزين بها معصمة، في زيه الأفرنجي يبدو كامل الأناقة، كذلك كل مؤسسات الحكومة كانت عالية الانضباط تنساق وراء خدمة المواطن ولا تتقاعس في أداء واجبها، الآن بعد أن توسعت رقعة الحكم، وأضحت في مناولة الجميع تضاءلت تلك الممارسة، وانحسرت بصورة مريعة، فما عاد واجب الحكم رادعا لضمير الحاكم، ولا قدرة الحكومة على الإنجاز هي الغاية بل تمظهر الحكم بإبداعات جديدة ليس الإنجاز من معايير اختياره.
خرد النفايات
مواطن بسيط دلني لالتقاط الصور التي أمامكم في مستشفى مدينة الشواك، بعد أن أديت المهمة، كان يحكي لي بأسى بالغ عن عظمة تلك الأيام، التي قال إن مثل هذا المنظر كان مستحيل الحدوث فيها، آليات وعربات نقل النفايات ونظافة المدينة مُصابة بأعطال فادحة وراقدة فاقدة للوعي، من الرسوم العالية لا تمتد أيادي الحكومة لتصلح تلك الأعطال، ولا حتى من أنصبة المحلية الذي يتنزل من دعم الولاية، الأموال هنا مرصودة للنظام السياسي وإقامة التظاهرات (المجوفة)، أو لانعقاد الاجتماعات ذات المُحصلة الصفرية.
مدينة الشواك حاضرة محلية الفشقة الحدودية مدينة أصابها اللجوء بجروح غائرة وغادر منها بخيره دون أن يزيل تلك الجراح أو يضمدها، في كل فناء وميدان مناظر قبيحة لتكوم الأوساخ والنفايات وبقايا الأطعمة للأنشطة التجارية المختلفة ومطاعم السوق الذي ينعقد عدد من أيام الأسبوع، وتحضر إليه كل القرى مقابل كل ذلك حسب رواد السوق رسوم لأي نشاط، حتى وإن كان في قارعة الطريق، حيث يتمدد السوق ويصل لتخوم المنازل والبيوت، إزالة تلك الأوساخ أصبح مستحيلا بحكم تعطل تلك الآليات النتيجة المباشرة مزيد من الأمراض والوبائيات، المعتمد يطلق ساقي عربته الجديدة ضمن الـ(40) عربة التي اشترتها حكومة القضارف من السوق لا من الوكيل، الحكومة الآن تسخر إمكانياتها لأعضاء مجلس وزرائها الموقر لا لدافع الضرائب المسكين، السؤال الذي تركه العديد ممن استطلعناهم عن حال (الشواك) كان.. أيهما أولي عربات نقل النفايات أم عربات الدستوريين؟ الإجابة ستكون بدعة لو كانت لمصلحة المواطن حسب فقه حكومة الضو الماحي.
محليات ضامرة
عشرات الآليات في محليات الولاية المختلفة متعطلة لأسباب بسيطة ومتوقف معها العمل المتعلق بالكثير من الأنشطة الحكومية نقل النفايات، صحة البيئة، النشاط الصحي المتعلق بالتطعيم للأمراض المختلفة، توقف تلك العربات والآليات يعني توقف موظفين وعمال عن أداء واجبهم وعملهم وتعطيل لميزانية خطط محددة متعلقة بالصحة والتعليم للمواطن المسكين، بعضها يحتاج لقطع غيار لا تتجاوز جعل قليل من مخصصات موظف صغير حسب ما قاله العاملون أنفسهم.
أين الحكومة
سؤال بسيط أين الحكومة؟ إجابته جاءت متطابقة، كل من استطلعناهم عزوا الأمر للتراخي الكبير الذي تشهده المحليات المختلفة وانشغالها بأمور أخرى، البعض رأى أن المعتمدين أصبحوا ينظرون لوظائفهم بأنها أعلى من الجلوس ومتابعة الإجراءات الدقيقة والصغيرة التي يتعطل معها دولاب العمل الكبير، وآخرون قطعوا بأن تلك الآليات والمعدات تتناساها حكومات المحليات متعمدة لأنها ترهقها بالصرف على الوقود وقطع الغيار والصيانة، من يا ترى ستلفت انتباهه تلك العربات والآليات من مسؤولي القضارف ليدخلها في خدمة، فيكون قد نال رضا المواطن بدلا من إطلاق (بيرق) الحكم للملمات السياسية التي تنفض بلا نتائج أو تساهم في نهضة هذه البلد المنكوبة
اليوم التالي
السودان كله عليه الرحمه طالما ان من علي شاكلة خالد الضاكر اصبح فيه معتمدا في محلية الشوك وادريس محمد علي الذي كان من فتيان الحزب الاتحادي صار سفيرا ومن صقور الانفاز ما دام هكذا حالك يا وطني وعلي سدة الامر فيك متسلقون فعليك السلام