العقل والقلب بين حقائق القرآن وأبحاث العلماء

العقل والقلب بين حقائق القرآن وأبحاث العلماء
د. طه بامكار
[email protected]
في مساحة غير محدودة بين المعقول وغير المعقول، كثير منا يُخفي ويُداري خوفه من مواجهة تفكير الاعتياد والانطباع الذي أصبح له قوة الحجة العلمية. كثير منا يُخفي ويداري تأملاته وفهمه المغاير وغير المتوافق مع إسقاطات المجتمع في كثير من الأمور. هذا المقال محاولة لكسر طوق التردد والخوف ومساهمة بإلقاء حجر في بركة التحدي أو بالأحري السباحة عكس النمطية والانطباعية والإسقاط . تعود الناس علي التفريق بين مهام الدماغ ومهام القلب فألصقوا للدماغ مهمة التفكير والفهم والإدراك ويسمونه العقل أو تعارفوا علي ذلك، بينما ألصقوا للقلب مهمة العاطفة وأخواتها من حبٍ وكراهيةٍ وقلقٍ. ولكن ثبت أنه ليس هنالك عضوا ( فيزولوجي) يسمي العقل مهمته الفهم والإدراك كما إعتدنا وانطبعنا علي ذلك… فالذي يفهم ويدرك ويعقل ويفكر ويحب ويكره ويقلق هو القلب الذي في الصدر وليس الدماغ الذي في الرأس. هذا المفهوم الجديد سوف ينعكس سلبا علي كثير من البرامج الخادعة التي تتحدث عن الجزء الأسفل والجزء الأعلي والأيمن والأيسر من الدماغ لأغراض تجارية.
على مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية وقالوا أنه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل ويخضع لتوجيهات الدماغ مثله مثل باقي أعضاء الجسم. ولكن ثبت علميا أن القلب يُخلق قبل الدماغ في الجنين ، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان مما يعني أنه مستقل. كان الباحثون يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، ولكن العلماء بعد أمدٍ لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب.لاحظوا عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر إشارة أو أمر من الدماغ.لذلك أحيانا يموت دماغ الإنسان ولكنه يظل حيا لأن قلبه ينبض وهذا ما يسمونه الموت السريري. إذن القلب يعمل مستقلا بلا توجيهات من الدماغ عكس ما كنا نعتقد بل أثبت العلم الحديث أن القلب هو الذي يصدر توجيهاته للدماغ. البروفسيور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً، ومن ثم فإن الذاكرة ليست في الدماغ بل في القلب ، والقلب هو الذي يحركها ويشرف عليها.
في بحث أجراه الباحثانRollin McCraty وMike Atkinson ( تم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999( جاءت نتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما ، وجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.
في الغرب حيث العلم التجريبي والأبحاث التطبيقية تتواصل جهود العلماء لتُأكد وتُثبت حقائق مطلقة موجودة في القرآن. القرآن بين أيدينا لا نفهمه وقد إتخذناه مهجورا نعم لم نهجره هجرا كاملا ولكن إتخذناه مهجورا أي نهتم بتزيين خطه وشكله ونحتفظ به في دواليبنا كزينة ويصاحبنا في تسفارنا لنثبت أننا مسلمون. أما تجارب وأبحاث الغرب تأتي لتأكد السبق القرآني الذي لم نحسن نحن فهمه وتسويقه. ينبغي علينا الإعتراف أن علم الطب لا يزال متخلفاً !!! وهذه المعلومة ليست مني بل هي من اعتراف علماء الغرب أنفسهم يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: “إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم كأنه مجرد آلة”.
إذن هم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة غير (الفيزولوجية) التي تحدث في الدماغ ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء ، ويجهلون كيف ينساها، ولماذا ينبض القلب، ولماذا تزداد نبضاته عند الحزن والفرح والحب والكراهية ، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، أشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط ، كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس….. نحن نتوسد مفاهيم الغرب دون مناقشة أو نتبع ما ألفينا عليه الناس وليس لدينا أدني إستعداد للبحث والمقاربة ، ويسيطر علينا الخوف والتردد عند مواجهة تفكير الإعتياد والإنطباع والإسقاط ، فالقرآن قال قبل 14 قرن أن مركز التفكير والفهم والإدراك هو القلب وليس الدماغ لذلك يخاطب فينا القلب والفؤاد والصدر. يؤكد القرآن ذلك في كثير من آياته . القرآن الكريم يقول القلب محور الإرتكاز في الإنسان، وليس دماغه كما تعودنا، والعلماء والباحثون أثبتوا هذه الحقيقة أخيرا.
نحن كمسلمين لدينا حقائق مطلقة في القرآن فهو يأكد في كثير من آياته أن القلب هو مركز العاطفة، والتفكير،والتعقل،والذاكرة. القران دائما يخاطب فينا الصدر والفؤاد والقلب فيقول موجها لنا وموضحا أن الذي يعقل هو القلب (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿الحج: ٤٦﴾) لاحظ هنا القرآن دقيق في كلماته فقال قلوب يعقلون بها.. فالذي يفهم ويعقل هو القلب وليس الدماغ كما إعتدنا أو تعودنا. وهنالك الكثير من الآيات تخاطب فينا مركز الإدراك والفهم وهو القلب وليس الدماغ (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ).لاحظ هنا أيضا.. لهم قلوب لا يفقهون بها وهم بعد ذلك غافلون أي لا يفهمون. وهكذا يؤكد القرآن أن القلب هو مركز الإيمان والعقيدة وليس الدماغ، وفي آية أخري يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41] لو كان الفهم مرتبط بالدماغ لقال الله لم تؤمن دماغهم ولكن قال لم تؤمن قلوبهم لأن القلب هو محور الفهم والإدراك وهو الذي يحدد مدي ودرجات الايمان . فالذين لا يؤمنون ولا يفهمون هم الذين تكون قلوبهم غافلة وليس دماغهم (وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿الإسراء٤٦﴾. القلب هو مناط المسئولية، والذي يُحرم نعمة الفهم والادراك هو الذي يختم علي قلبه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّـهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴿الأنعام: ٤٦﴾. وفي آية أخري يصف الله سبحانه وتعالي المنافقون بقوله ( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) )الفتح: 11]. لم يقل الله ما ليس في عقولهم أودماغهم بل ما ليس في قلوبهم لأن القلب هو مركز الفهم والادراك والإيمان. والقلب أيضا محور الانفعالات ومنها الرعب والخوف ولذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال تعالي (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (الحشر (2. وأيضا مركز الطمأنينة هو القلب والإنسان لا يطمئن أبدا إلا بذكر الله (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28
القران واضح في تحديده مركز الفهم والإدراك في الإنسان فالقلب محور التفكير ومحور الإدراك ومحور الحب ومحور الكراهية ومحور الخوف والسعادة والقلق والارتباك والطمأنينة فالقلب هو محور كل أحساسينا وهذه حقيقية مطلقة منذ أن خلق الله الإنسان. والسنة أيضا تؤكد ذلك فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) (متفق عليه). ونتذكر أيضا دعاء النبي صلي الله عليه وسلم ((يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) ودعاء المؤمنين في القرآن الكريم ((رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران 8 ] . وأيضا فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا ويحاسبنا علي ما نعتقده بقلوبنا وليس بدماغنا كما كنا نعتقد سابقا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154 إذن فالذي يهتدي ويتواصل الإنسان به مع الله هو القلب.
أحيانا يذكر الله الفؤاد بدلا من القلب بمعني أنه مركز الإدراك والتفكير (وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿النحل: ٧٨﴾ أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا ولكن جعل لنا وسيلة التعلم السمع والبصر والقلب.( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )﴿النجم: ١١﴾ في هذه الآية الذي يري ويفهم ويدرك هو الفؤاد أو القلب.
القران أحيانا أخري يتحدث عن الصدر بمعني القلب وبمعني أنه محور الإيمان ( فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأنعام: ١٢٥﴾ هنا حددت الآية مكان الهداية أي الفهم والإدراك وهو الصدر حتي لا يحسب غافل أن الدماغ الذي في الرأس هو محل الفهم والإدراك ويقول الله سبحانه وتعالي ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزمر: ٢٢﴾. للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذا فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى ) وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
هكذا يؤكد القرآن الكريم هذه الحقائق ولكننا مازلنا نتوجس خيفة من قول ذلك لأننا إعتدنا علي أن الدماغ هو محور الإدراك وتم تلقيننا بهذا ولا نستطيع تجاوز ذلك. فكثيرا ما نجد واحدا من المثقفاتيه يردد ( ما تبقي عاطفي تفكر بقلبك أبقي منطقي وفكر بعقلك) . مسكين فهو لا يدري ان القلب هو مكان الادراك والمنطق والعاطفة. اللهم أشرح قلوبنا للاسلام وأجعلنا علي نور منك.
(؟) (؟) ما كتبته مجرد ترهات وخرافات ازمنة غابرة ، ليس لها علاقة بالعلم والمنطق والواقع على الاطلاق !!
يجب ان نتعلم من القرأن لانه يمثل كل حياتنا ولكن كيف نفهم ونعقل هذا هو مربض الفرس ان القرأن جمع الله فيه كل العلم لكن لمن يستنبطه ولمن يعلم تأويله الصحيح فلا يغرنك العلم المكتبي الذي نتلقاه بمدارسنا فهو وضع بشر يا هداك الله هذه ليست ترهات فاستغفر لذنبك وان كنت لا تعلم ليس عيبا فتعلم
شكرا د طه
لما شرح عقل اّنشتاين بعد موته حسب وصيته في عدة مراكز علمية عالمية وذات مصداقية وجدوا انه لا يختلف عن اي عقل بشري اّخر وفي ذلك علق عالم عراقي (اتمني الا يكون قد اغتيل) علي ذلك :انهم فحصوا ال (Hardware) بينما كان عليهم فحص ال (Software) وليقرب الصورة للقارئ العادي جاء بابيات صوفية بديعة :
دُفن الجسم في الثري ليس للجسم مُنتَفع
انما النفع في الذي كان بالجسم وارتفع
فيا عزيزي لو فحصت الحاسوب زنقة زنقة فلن تجد هوتميل ولا ياهو .! احد العلماء الفرنسيين ممن فازوا بجائزة نوبل لبحوثه في ال DNA سألوه عن رأيه بتجميد نفسه بعد الموت عسي ان يتطور الطب ويستطيع اعادة الحياة . رفض بتاتا مجادلا بانه الان يشعر بالغباء فكيف به بعد 500 سنة مثلا واضاف بامانة : ما يشعرني بالغباء هو الطريقة التي يسير بها هذا الكون . يا سيدي "وما اوتيتم من العلم الا قليلا" صدق الله العظيم
الأخ د بامكار لك التحية
مقالك جميل لكن يجب أن نربط مابين القلب والدماغ,,
أنظر الى قول الحق سبحانه وتعالى :
((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـ
اصبحت الدكتوراه تعطي لمن لا يستحق في وضع تعليم انقاذي متدهور للغاية.
مع وجود اسلوب سياسي لا توجد معلومات يستفيد منها القاريء او الباحث .
اقـول للـسيد / agrain أقـصـد ابـوجـهـل لـيس هـكذا يـتم الرد عـلى المـقال . نطـلـب منك أن تـرد بالحـجج والـمـنطـق والبراهـين كما ذكـر كاتـب المقال وتـأتـى بالبراهـين اما ما كـتـبـتـه فـهـو مـردود الـيك ويـنم عـن جـهـل كـبير ونـقـص فى الأيمان نـسـال الله أن يـهـديك ويـنـير قـلـبك .
إن المرء ليحزن عندما يقرأ مثل هذا المقال … حياتنا العلمية كلها و ما درسناه و مارسناه حتى اليوم من علوم الأحياء و التشريح و المخ و الأعصاب و الذاكرة بأنواعها و … و … يأتي من يقول لنا : ( فالذي يفهم ويدرك ويعقل ويفكر ويحب ويكره ويقلق هو القلب الذي في الصدر وليس الدماغ الذي في الرأس. هذا ) … ثم ليقول لنا : (لأن القلب هو مركز الفهم والادراك والإيمان. والقلب أيضا محور الانفعالات ومنها الرعب والخوف…) … ثم ليأتي بقول ينسبه لعالم هنا أو هناك دون أن يدلنا على المرجع ، أو ليخطرف بما يريد ، عندها يزداد حزننا … قياسا على ما قاله يمكنني أن أقول :
و لقد ثبت أن السمع مركزه القلب و أن التمييز بين الأشياء يا لسبحان الله مصدره حلمة الأذن الصغيرة هذه … و اعلم أنك لا تمشي على قدميك بل على بساط غير مرئي يحرك القدمين بإرادة الله … هل تظنون أننا بعنا عقولنا في سوق الخضار أو أننا تخلصنا منها في أكوام الزبالة … يا سيدي دعني أسالك : لو أصبت بمرض قلبي : تضخم ، انسداد ، ضيق ، فماذا سيحدث لذاكرتك و معارفك بعد العلاج ؟ و الآن دعنا نسألك : إذا أصبت بارتجاج أو بضربة عنيفة في الدماغ هل ستبقى الذكريات و المعارف في القلب أم تذهب مع عطب الدماغ ؟ … سيدي دافع عما تعتقد بصحته لكن لا تحاول أن تلوي عنق الحقائق و تتعالم … العقل كان غاب ، أريتا الجتة بالخراب ، أو كما قيل …
نعم نعم ده كلام صحيح وقد قال به طيب الذكر الشهيد الاستاذ محمود محمد طه فى كتاب رسالة الصلاة,,والقلب اول جزء خلق فى الانسان ,,وحاسة السمع هى اول الحواس,,,,www.alfikra.org
موضوع يطرق ابواب جديدة للمعرفة واكثر من رائع , ويستفتح مساحات بحث جديدة للعلوم بمختلف مذاهبها وافكارها
وطريقة العرض والتقديم واسلوب التناول فيه نوع من الابداع والسلاسة بعيدا عن ركاكة الاساليب العلمية التقليدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العليم الخبير الحي السميع البصير الملك الواحد الأحد الذي رفع السماء بلاعمد ودحى الأرض علي الماء ومهد فقابل بحكمته بين المشارق والمغارب احمده أيقظ قلوب عباده من سنة الرقاد وسلمها من العناد وحفظها من التسليم الأعمى والانقياد وأرسل عليها مطر الوداد فاضحة مولعة بالبحث المصحوب بسديد الرأي والدليل فأقول وما توفيقي إلا بالله اتفق الرأي فيما ذهب إليه الأخ طه بامكار متحدثا في ( وحدة المهام بين القلب والعقول ) مع ان الدكتور تحدث عن العقل ولم يحدد اي عقل يقصد العقل المادي ام العقل الروحي لان العقل المادي من أدوات الإدراك الحسي والعقل الروحي أداء من أدوات الإدراك المعنوي الذي منه الإيمان به أيهما موضع البحث أو بعبارة أوضح العقل الظاهري ام الباطني لان لكل شي ظاهر وباطن فيقول الله تعالي ( الم يإنِ للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) صدق الله العظيم صورة الحديد الآية (15) قال ابن مسعود (عاتبنا الله سبحانه وتعالي بهذه الآية بعد سبع سنوات من إسلامنا ) وروي في الحديث أيضا أن بعض الناس أصابتهم فترة في قلوبهم فنزلت الآية ، وعليه إن القلب هو محل الخوف والخشوع والرجوع والرغبة والرهبة والإجلال وهي من ثمرة الإيمان فقال أن تخشع قلوبهم ولم يقل أن تخشع عقولهم والخشوع حال من أحوال القلب التي تعتريه مع الوازع الإيماني وهو وارد رحماني وقال تعالي ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب ) وقال المفسرون إي من له عقل وقلب حي بنور الموافقة قال تعالي (أو القي السمع وهو شهيد ) أي حاضر القلب آه . وجاء في الصحيح أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال (إن لله أواني ألا وهي القلوب فأقربها الي الله مارقِّ وصفأ وصلُب ) انتهي الحديث قال ابو عبد الله الترمزي الرقة خشية الله والصفا للاخوان في الله والصلابة في دين الله تعالي وما اعدمها في زماننا هذا ( الصلابة في دين الله ) وشاهدنا في الحديث إن القلوب أواني الرحمن ويقول في حديث أخر ( القلب بيت الرب ) ويقال شبهت القلوب بالأواني فقلب الكافر إنا منكوس لا يدخله شي من الخير وقلب المنافق إنا مكسور ما ابقي من أعلاه نزل من أسفله فأما القلب المؤمن السليم المعتدل يلقي فيه الخير وقال تعالي ( وقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) اي كافرون ويقال قسوة القلب إنما تكون لإنحرافه عن موافقة الله فإن الشهوة والصفوة لا يجتمعان ، وقال جلَ من قائل ( كلا بل ران علي قلوبهم ماكانو يكسبون ) قال الإمام الحسن البصري الذنبُ علي الذنبِ يظلم القلب ويقول الإمام الترمزي حياة القلب في الإيمان وموته في الكفر وصحته في الطاعة ومرضها في المعصية ففي كل ما ذكر وفي كل ما سيذكر يذكر القلب ولم يذكر العقل وقال رسول الله صلي الله علية وسلم ( إن الله لا ينظر إلي صوركم وأقوالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم ) فعلية الأعمال أعمال القلب والقلب محط نظر المولي سبحانه وتعالي وليس العقل ، وأقول وأنا علي مقربة من خاتمة حديثي أن جميع حوادث شق الصدر تلك الحوادث الربانية والعمليات التي أجريت للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ابتدأ من أول حادثة لشق الصدر وكانت في بادية بني سعد علي ما رواه انس بن مالك ومرورا بالحوادث التي تلتها كانت محلها القلب الشريف علي صاحبة ازكي الصلوات وانمي البركات وكانت كل حادثة
إعداد إلاهي لرسوله صلي الله علية وسلم لمواصلة إيمانية جديدة تحت عناية ربانية فائقة وفيوضات الإهية راقية وكذلك نجد علماء الفقه يقولون إي صحة الأعمال تتوقف علي صحة نيتها للحديث (إنما الأعمال بالنيات ) البخاري ومسلم .ويقول الاستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم من بلاد السودان من ارض الجزيرة المروية منطقة طابت المحمية موبخا الذي يتردد في سيره الي الله سبحانه وتعالي مخاطبا فيه القلب
إلي متى أنت محتار الفؤاد تري ** والركب عرس في حان الطلا سحرا .
ويقول رسول الله صلي الله علية وسلم ( ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ) شاهدنا في الحديث هنا الذوق بالقلب وليس بأدوات الإدراك الحسي ويقول الأستاذ الشيخ عبد المحمود الذي عاش بين عام 1845م – 1915م واصفا الذوق بالقلب
لا يدرك الذوق إلا من له حال ** ولا المقام سوي من فيه إقبال
الذوق نور من العرفان يقذفه ** الرحمن في قلب صبّ فيه إجلال
ويقول في موضع أخر من ديوانه شرب الكأس جاعلاً الحواس كلها في القلب وخصه هنا بحاسة الشم التي هي من مهام الأنف ولكن الأستاذ جعلها من خواص القلب كأنه يشير أن هنالك حواس باطنية سوي الحواس الظاهرية قال تعالي ( قل إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي هي في الصدور ) ويقول الأستاذ :
من لا يشم المسك في أقوالنا ** نظماً ونثرا انه لسقيــمٌ
سر الحقيقة لا يشم شميمه ** من نهيه بين النهي مزكـومُ
ويقول الشيخ فريد عصره وإمام وقته وحجة زمانه الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله البرعي تغمده الله بواسع رحمته وجعل البركة في خليفته وأحبابه آمرا بتطهير القلب بمداومة الأذكار طهر جنانك بالأذكار مع فيك ** وذل بهما كل عيب كامن فيك
لذلك تجد القوم في سيرهم الي الله يجعلون القلب موضع اهتمامهم في تربيتهم للأحباب لتطهيره من سائر الأمراض المعنوية ( رياء – نفاق – عجب – حب الجاه ) واكتفي بهذا القدر ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبة وسلم وللحديث بقية إنشاء الله .
ولاية الجزيرة –
خلاوي الشيخ جاري النبي الحضري بالسديرة الشرقية ?
المقدم حامد بابكر احمد عبد الله
ت 0912603930