كباية الليمون راحت في شربة مويَّة
الخرطوم-نهال جمال
قام اتعزز الليمون.. يعتبر الليمون من الحمضيات التي تزرع في نطاق واسع من الاراضي الموجودة في السودان وتنحصر اماكن نجاحه في الشريط المحازي للنيل والنيلين الابيض والازرق الى جانب ولاية الجزيرة وكردفان وجبل مرة و«الليمون» كلمة فارسية تعني ضد السم وهذا يدل على قدرته في تنقية الجسم من السموم المختلفة والوقاية من الأمراض كما انه وصفة لحالات البرد والكحة ومهديء للمغص ويساعد في اخراج البلغم ومطهر منزلي ومعطر ومنظف وملمعاً للذهب والنحاس ومقاوماً للحشرات خاصة البعوض وهو غني بمضادات الأكسدة الطبيعية التي تحسن من كفاءة الدورة الدموية ويفيد مرضى قصور الدورة الدموية والدوالي والمفاصل والشيخوخة ويعمل على الوقاية من السرطانات خصوصاً الثدي..
ومصدر جيد للألياف الغذائية التي تحد من ارتفاع السكر والدهون خاصة بعد تناول الوجبات، ويفيد في تكوين الكولاجين «البروتين» المسؤول عن مرونة ونعومة الجلد والحفاظ على لون البشرة.. ومساعد في تكوين العظام والاوعية الدموية ويمنح الجسم حيوية ونضارة لانه يساعد في امتصاص الغذاء.. ويحتوي على أنواع من الفيتامينات وأهمها( سي وبي) ونقصهما يسبب التهابات الجلد والتهابات اللسان والقيء والتشنجات والانيميا ويحتوي على الكالسيوم والفيسفور الهام للقوى الجسدية والفكرية وغني بمركب الليمونين ويعمل على رفع المناعة في الجسم ورفع افرازات المعدة ويساعد في عملية الهضم ويمنع تقلصات المعدة ويطرد الغازات ويعمل على رفع كفاءة المرارة باذابة حصواتها ومفيد للأعصاب، ويضاف للسلطات وبعض الأطعمة لاكسابها نكهة حمضية، وطعم لا يقاوم وهو مشروب عالمي مرغوباً في كل البلدان فهناك اكشاك العصير في الولايات المتحدة الامريكية وكندا ويتناولونه بمصاحبة مشروبات اخرى بالمملكة المتحدة وتنتجه الكثير من الدول مثل اسبانيا واستراليا والهند التي اشتهرت بالليمون «البلدي» كما ان عصيره يقدم في أفخم المطاعم والفنادق «خمسة نجوم» لطعمه اللذيذ وطلبه المتواصل ومن اشهر وصفات الليمون بالنعناع والليمون بالعسل التي اشتهرت في الشرق الاوسط ولجماله تغنى الكثير من المطربين السودانيين تشبيهاً لحسن المحبوب كأغنية «الله لي الليمون سقايتو علي» للفنانة الراحلة عائشة موسى أحمد التي اشتهرت بعائشة الفلاتية و«قام اتعزز الليمون» للراحل محمد سلام و«ليمون بارا» للدكتور عبد القادر سالم ورغم كل هذه الفوائد فقد انحسر تناول عصير الليمون نسبة لانتشار الكثير من العصائر والمشروبات الغازية بأنواع والوان وأشكال ونهكات مختلفة، بعد ان كان هو سيد الموقف خصوصاً في فصل الصيف، وعند قدوم الضيف لا سيما بالمناطق البعيدة والولايات وهو مصدر دخل لكثير من شاغلي الاعمال الهامشية وبائع العصائر المتجول واصحاب اكشاك وسط الخرطوم والاسواق والجامعات.. واليوم تجاوز سعر جواله (002) جنيه..
والله قام اتعزز الليمون
عشان بالغنا في ريدو
يدور اشكيهو يا القمرا
وبشوفك من اجاويدو
شفتو مخدر الليمون
شابكات تب عناقيدو
وهناك أغنيته الشهيرة «آه الليموني والبرتكان الناير»..
آخر لحظة
مطقتنا يأخى
الليمون الاخضر ده تعصروا فى كورية طلس وتكتر السكر شوية وتخلى باقى الليمونه جوه الكورة وتشرب جغمه جغمه و تتفتف حب الليمون بعد ما تمص ما تبقى فيها من طعم
إنا لله وإنا إليه راجعون
علي الرغم من المعلومات الثرة التي وفرتها كاتبة المقال مشكورة، وبرغم حلاوة مقالها وحلاوة الليمون وفوائده، إلا أنه صار “مسيخا” بالنسبة لي، لا أريد الخروج عن السياق، ولكني تأثرت أي والله، ذلك حينما قرأت في متنه وفاة الفنان الرائع محمد سلام، لأول مرة اعرف هذا الخبر والله، لأني كثيرا ما أضرب الفيافي طلبا للرزق الذي صرنا نحصل عليه بالقطارة و بشق الانفس بعد أن تم عن قصد حرماننا منه في هذا الوطن المكلوم… محمد سلام الله يرحمك يا فنان يا اصيل، صاحب الحنجرة التي ألهبت عواطفنا وشكلت وجداننا في السبعينيات وما تزال ، لك الرحمة في مثواك الأخير وأعلم أن ما بذلته في إسعادنا باقي في قلوبنا إلي الابد، والله ما مللنا سماعك وإنت تمنحنا من أعماقك كل هذا الجمال وتشاركنا فيه.. لم تخلو تسجيلاتي من اغانيك التي كتبتها بشغاف قلبك وعلو همتك ونفسك النبيلة، نحن ندعوا لك بالمغفرة والثواب والأجر من لدن علي قدير الذي يكرم عباده بأمثالك يروحون عنهم ساعة بعد ساعة، كل ما كلت قلوبهم ووجلت وغلبتهاالحيلة وانسدت امامها السبل واوصدت في وجههم ابواب رحمتك المشرعة من ظلم وإفتراء نراه رأي العين. نفتقدك كثيرا يا محمد سلام يا إبن الجزيرة البار ويا عنوانها المشرق، لك السلام وأنت في عليائك تعانق دارا رحبة خير من دارنا الخربة وبارك الله فيك و في ذريتك من بعدك.
.
في زمن الجماعة ديل كل واحد محتاج يشيل معاه ليمونة من الطمام بسبب الفساد الذي أزكم الأنوف!