انسان السودان يا حكومة..!!

عبد الباقي الظافر

قبل ايام خرج الدكتور التيجاني سيسي رئيس السلطة الانتقالية بدارفور ببيان للناس عن حرق (٣٥) قرية في دارفور.. رئيس السلطة الانتقالية حمل المسئولية الجسيمة لبعض حركات دار فور التي لم تستجب لنداء السلام..من بين هذه المحروقات قرى أعدت لاستقبال النازحين من معسكرات اللجوء..من ناحية اخرى اكد عدنان خان منسق الامم المتحدة للشئون الانسانية بالسودان ان معارك اندلعت في منطقة (ابوقونجة) أدت لانضمام نحو خمسة عشر الف مواطن سوداني لمعسكرات النزوح بالقرب نيالا..المنسق اكد ان موجات الالتحاق بالمعسكرات زادت في هذا العام بصورة ملحوظة.

رغم هذه الاخبار الكارثية الا ان كل شيء هاد في الخرطوم..لم يجتمع مجلس الوزراء بشكل طاريء ولم تخرج منظمات الحزب الحاكم في تظاهرة كالتي أعقبت مجاذر رابعة العدوية بمصر التي قتل فيها مئات المتظاهرين..اغلب الظن لو لا بيان السيسي السوداني لما علمنا عن هذه التطورات السالبة في الملف الدارفوري ..بالطبع هنالك اخبار سيئة جداً سترد على التوالي ان اصبح الشيخ موسى هلال في عداد المتمردين الذين توجه بنادقهم تجاه المدنيين العزل في قراهم ومزارعهم وبواديهم.

اليوم الاثنين سيلقي الدكتور ابراهيم غندور بيان السودان في اجتماعات مجلس السلم والأمن الافريقي..بعد ان يتلو غندور خطابه سيغادر القاعة كما تقتضي نظم الاتحاد الافريقي ..الزعماء الأفارقة سيناقشون مأساة اهل السودان الذين يقتلون بعضهم بعضا..سترتسم علامات دهشة كبرى حين يعلمون ان حكومتنا تضع شروط امام تدفق الإغاثة على المواطنين الجوعى الذين تضمهم معسكرات النزوح..الحكومة لديها منطق ان تمر الإغاثة عبر البوابة السودانية ولا يتم إغاثة النازحين عبر أي دولة اخرى.

موقف الحكومة ينبني على ان تدفق الاغاثات عبر دول اخر يخدش في السيادة الوطنية ويمكن ان يوفر تموينا لقوات الحركات المتمردة .. كل ذلك صحيح.. ولكن الأصح ان كان بمقدور الحكومة ان تقوم بالواجب فيصبح المنطق مقبول ومطلوب.. ولكن في مثل حالنا يوحي هذا الموقف بان الحكومة تفرق بين المواطنين الذين رماهم حظهم في ان يكونوا في منطقة تقع تحت سيطرة الحركات المتمردة..هذا المنطق يجعل حكومتنا كمن يسيس القضايا الانسانية ويدس المحافير لمن جاءوا لمساعدتنا في ستر سوءاتنا.

ذات الموقف حدث حينما أدى التعامل الخشن لانسحاب الصليب الأحمر ..كبري المنظمات الدولية أعدت ميزانية ضخمة لمساعدة السودانيين الواقعين في مثلث الأزمات..القوانين السودانية تفرض على المنظمات الدولية ايجاد كفيل سوداني وتسليمه الجلد والرأس والاكتفاء بالمراقبة من على بعد.. هذا التعامل غير المنطقي سيؤدي لانسحاب المزيد من المنظمات الانسانية.. ولكن للأسف ستحصد حكومتنا ادانات دولية وترتسم صورة شائهة عن بلد غير قادر لإطعام أهله وفي نفس الوقت يمتنع عن استقبال عطايا اهل الخير.

الاخ الكريم ابراهيم غندور مساعد الرئيس حاول هذه المرة ان ترحب بجهد المجتمع الدولي في إغاثة السودانيين أينما كانوا وكيفما تيسر..هذا الموقف فضلا عن انه مبدئي الا انه سيجنب البلاد المزيد من العقوبات الدولية القادمة نحونا بسرعة الصاروخ.

الصيحة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. موقف الحكومة ينبني على ان تدفق الاغاثات عبر دول اخر يخدش في السيادة الوطنية ويمكن ان يوفر تموينا لقوات الحركات المتمردة .. كل ذلك صحيح ) الصحيح ان الحكومة تريد ان تستفيد من بيع مواد الإغاثة قولوا الحقيقة مرة واحدة بالله يخدش شنو هو في سيادة بلد فيها اكثر من 40 الف جندي يتبع للأمم المتحدة لكن كلكم صحفي ضلال ونفاق

  2. لك التحية اخ الظافر…مقال وكلام موضوعي سليم…المؤسف ان النظام يريد المقايضة والاستثمار حتى في المأساة والاصطياد في الماء العكر.. من واقع تجارب سابقة.. أي:

    ***** موالاة النظام.. مقابل الطعام ***

  3. ي كافي البلاء المناطق الامنة كالخرطوم مثلا الحيكمومة فاشلة في اطعامهم ف الامر الواقع سيان مناطق الحرب والسلم نحن لا نريد اقوال ادانه نريد افعال تخلعهم من جذورهم وتحرق تلك الجذور السيئة السمعة ف الله يكون في عون الجميع من هؤلاء المنبوذين داخليا وخارجيا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..