مائة عام على رحلة الطيران الأولى فوق النيل

قبل شهور قليلة من اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، راود فرانسيس ماكلين، البريطانى الجنسية، حلم كان شبه مستحيل فى ذلك الوقت.

فقد حلم ماكلين الذى كان يحمل آنذاك شهادة باعتباره الطيار رقم 21 وفقا للنادى الملكى للطيران ببريطانيا، بأن يقوم برحلة طيران هى الاولى من نوعها فوق نهر النيل . وبالفعل فى يناير عام1914، اى منذ مائة عام، بدأ ماكلين وثلاثة طيارين آخرين رحلة طيران بدات من مدينة الإسكندرية مرورا بعدد من المدن المصرية وصولا لمدينة الخرطوم فى السودان. ولم يكن يخطر ببال ماكلين وقتها أن هذه الرحلة التى قام بتمويلها بنفسه لأغراض سلمية سيتبعها بعد شهور قليلة فقط حرب تستخدم فيها الطائرات لقتل الآلاف من البشر.

وفى العام الحالى يتم الإحتفال بمئوية هذه الرحلة التى إستغرقت ثلاثة أشهر تقريبا، ليس لقلة سرعة الطائرة أو طول المسافة فحسب، بل بسبب الأعطال التى بلغ عددها 13 عطلا شهدتها هذه الرحلة الفريدة.

ففى كل مرة يصاب محرك الطائرة بعطل كان يجب على طاقم الرحلة الإنتظار لوصول قطع الغيار اللازمة من فرنسا التى كانت تصنع مثل هذه المحركات فى ذلك الوقت. وكان أكثر هذه الاعطال تعقيدا ذلك العطل الذى أصاب المحرك فوق الأراضى السودانية والذى أجبر الطيارين على الانتظار شهرا كاملا حتى يتم وصول قطع الغيار وإصلاح الطائرة قبل استنئناف رحلتهم.

وقد التقطت الرحلة عددا من الصور للمدن المصرية حيث التقطت الصورة الاولى لفرانسيس ماكلين مع الطائرة بعد ان تم تجميعها فى الأسكندرية. والتقطت الرحلة صورا لعدد من المدن منها القاهرة والمنيا و أسيوط والأقصر، وتحظى الصورة الخاصة بمدينة الأقصر بمكانة خاصة لانها تعتبر أول صورة يتم التقاطها على الإطلاق من هذا الإرتفاع. كما التقطت الرحلة صورا للسد أسوان بمدينة أسوان.

وقد شاركت فى الرحلة آنا ماكلين شقيقة فرانسيس ماكلين وهى بذلك تعد أول إمرأة تقود طائرة فوق الأراضى المصرية، وذلك قبل حوالى 19 عاما من قيام اول سيدة مصرية وهى لطفية النادى بالحصول على رخصة لقيادة الطائرات وذلك عام 1933.

وأقامت السفارة البريطانية بالقاهرة بمشاركة وزارة الطيران المدنى المصرية احتفالا بمرور مائة عام على هذه الرحلة فى متحف الطفل بمنطقة مصر الجديدة الذى قام بتصميمه منذ سنوات إحدى المهندسين البريطانيين أيضا، حيث تم اختيار مكان المتحف بإعتباره أحد الاماكن التى شهدت أحد محطات هذه الرحلة الخالدة. وفى هذا المكان أيضا وفى عام 1910 أقيمت مسابقة دولية للطيران شارك فيها طيارين من جميع أنحاء العالم وفاز بها آنذاك طيار فرنسى.
اهرام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..