في إنتظار المستقبل

كلام الناس

في إنتظار المستقبل

نور الدين مدني

* تفاقمت مشكلة العطالة وسط الشباب والخريجين من مختلف الأعمار والتخصصات إلى أن تراكم العطالي وأصبحوا يشكلون ظاهرة إجتماعية سالبة تهدد البناء الإجتماعي والأسري في مقتل.
* صحيح بعض المنتظرين لحين الحصول على وظيفة مناسبة لتخصصاتهم لجأوا إلى مجالات رزق أخرى تدر عليهم دخلاً معقولاً إلا أن الغالبية العظمى لم يحالفها التوفيق حتى في الحصول على مصادر دخل أخرى.
* نحن لسنا من أنصار التمرغ في الميري بعد أن أصبحت الخدمة المدنية طاردة مادياً، ولكن الشاهد أن هناك أبواب رزق تفتح لبعض الخاصة وبمرتبات ومخصصات مغرية إلا أن هذه الأبواب تفتح بعيداً عن لجان الاختيار التى يتكدس الخريجون زرافات ووحداناً في إنتظار الحصول على وظيفة مناسبة.
* نقول هذا بمناسبة ما جرى في الأيام الماضية بمناسبة الإعلان عن خمسة آلاف وظيفة بولاية الخرطوم التى ينتهى التقديم إليها اليوم، بعد أن تضاعف عدد المتقدمين لهذه الوظائف بصورة لا يصدقها العقل. منهم خريجون منذ عام 1989م، ترددوا أكثر من مرة على لجنة الإختيار واخضعوا لمعاينات كثيرة ولكنهم لم يجدوا فرصة للتعيين حتى تأريخه.
* المشاهد التى تم رصد بعضها عبر تحقيقات وإستطلاعات صحفية بينت إلى جانب التراكم الكمي المزعج ربكة في إجراءات التقديم وسط صفوف يتم الحجز لها منذ الساعات الأولى من الصباح، وأحياناً يغلق شباك التقديم قبل الوصول إليه.
* الذين قدموا اكثر من مرة ودخلوا معاينات اكثر من مرة ولم يوفقوا في الحصول على وظيفة، بدأت تساورهم الشكوك من أن مثل هذه المعاينات صورية وأن المحظوظين معروفون سلفاً وبعضهم تم تعيينه مسبقاً خاصة عندما تتسرب أخبار عن تعيينات تتم بعيداً عن إجراءات لجان الإختيار.
* إنه من المؤسف أن يتعرض ابناؤنا وبناتنا لهذه المعاملات المحبطة التى تؤثر تأثيراً سالباً على حياتهم الإجتماعية والأسرية والأخلاقية بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بمستقبل زاهر في وطنهم ولعلها فرصة أمام لجنة الاختيار في هذه التجربة الآنية لكي تبدأ خطوة في الإتجاه الصحيح بإستيعاب من يستحقون حسب التخصص والأقدمية والدرجات التى حصلوا عليها.
* إن الأمر يحتاج إلى دراسة إجتماعية أشمل يستفاد فيها من تجارب تشغيل الخريجين والشباب التى طبقت عملياً عبر مشروعات منتجة في مختلف مجالات العمل الزراعي والصناعي والخدمي وتوسيع فرص الإستيعاب بحسن توظيف طاقات الشباب والطلاب للحد من ظاهرة العطالة وآثارها السالبة إجتماعياً وأسرياً ونفسياً وأخلاقياً.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..