عودة حزب الترابي وحزب البشير ربما لا تتحقق.. ولكن خيار الانسجام متاح

الخرطوم – صباح موسى
بعد إطلاق الحوار الوطني بالبلاد والذي تبناه المؤتمر الوطني بعد خطاب الرئيس الأخير، يركز الوسط السياسي والإعلامي على لقاءات المؤتمرين الوطني والشعبي، ويحصرها قادة الرأي في تقارب وبدايات تصالح بين الحزبين بعد مقاطعة استمرت 15 عاما.. الغرابة كانت في موقف الترابي الذي ظل معارضا بشدة للمؤتمر الوطني، وكان كل حديثه عن ضرورة إسقاط النظام بأي طريقة، وفجأة يتحول (الشعبي) إلى مقام يحق معه طرح السؤال: ماذا حدث لكي يأخذ الشيخ الترابي وحزبه هذا المسار الجديد؟
كل التفسيرات المبذولة حتى الآن تقول بأن ما جرى في مصر سرّع وتيرة التلاقي، إليكم ما جرى بالتفصيل.. فالأحداث على الأرض تقول بأن الترابي بدأ يتحول منذ أحداث 30 يونيو بمصر وبعد الثالث من يوليو الماضي بعد عزل الرئيس مرسي، وظهرت بوادر التحول في أول رد فعل للشيخ، عندما عقد مؤتمرا صحفيا سريعا سمى فيه ما حدث بمصر انقلابا، ودافع الترابي عن نظام مرسي، وحذر الجيش المصري من الإفراط في ما أسماها بالحملة الجبروتية في مصر، ودعا الإخوان المسلمين في مصر إلى التحلي بالصبر في إدارة الصراع الحالي حول السلطة، ووصف مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا تجاه عزل مرسي بالمتوازنة لكنه انتقد في الوقت ذاته موقف الحكومة السودانية تجاه الأحداث بأنها شأن داخلي، مؤكدا أن مصر شأنها كله خارجي.
من الواضح أن هذه الكلمات لم تكن دفاعا عن مرسي وإخوانه، بقدر ما كانت دفاعا عن الفكرة نفسها، فإجهاض تجربة الإسلام السياسي في الحكم بهذه الطريقة السريعة والتي أتت عبر انتخابات وبرضا الناس، تعكس هجمة أيدلوجية مرتدة وشرسة على الفكرة نفسها، وليس على أصحابها، الترابي دائما كان يرى ضعفا في تجربة إخوان مصر في السلطة، وكان يرصد أخطاءهم ويتابعها عن بعد وينتقدها، حتى إنه قال في بعض حواراته: “لم أكن أتوقع من مرسي ما يقدمه الآن”، وكان يعيب عليهم استعجالهم في دخول الانتخابات الرئاسية بمصر، وعندما ذهب إلى مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير حاول أن يسدي لهم النصيحة، ولكنهم في نظره تعالوا على أخذها، إلا أن الحقيقة أن إخوان مصر كانوا يحاولون الابتعاد عن التجربة السودانية والانتقادات الكبيرة التي وجهت إليها في الحكم، فكانوا يتجنبون أي حديث بأنهم امتداد لإخوان السودان.
على أية حال نسي الترابي هذه الأخطاء وتحدث عن أنها لم ترتق لتقويض التجربة بهذا الشكل، وهنا وقف منتبها أن هذه الضربة العكسية موجهة إلى تجارب الإسلام السياسي في العالم؛ تونس هي الأخرى كانت تترنح وقتها، والسودان ليس بعيدا من ذلك، ووقع الشيخ بين أمرين إما إسقاط النظام بالسودان وإسقاط الفكرة معه إلى الأبد، أو أن يترك مراراته الشخصية جانبا وأن يحاول ألا يضعف النظام من الداخل، ويكون بذلك قد ساعد بشكل أو بآخر في انهيار التجربة كلها.
النظام من جانبه التقط الإشارة من مصر بسرعة، وحاول تدارك الأمور بإطلاق حوار جامع يلم الشمل السوداني في مواجهة هذه الهجمة، وساعده في ذلك الخلفية الإسلامية للأحزاب الكبيرة والتي اتفقت معه على مبدأ أن هناك خطرا يهدد السودان والعقيدة، فالنية بدأت منذ ذلك الزمن، وهنا نتذكر تصريح قديم للدكتور غازي صلاح الدين بأن الخسارة التي سيخسرها النظام من تنازلاته مع الداخل أقل بكثير من الخسائر التي سيقدمها للخارج. ومن ثم التقى الطرفان على هذه الأرضية التي هيأت المناخ لحوار قدمت فيه تنازلات، ربما حسبها الحزبان أقل بكثير مما يمكن أن يفقداه لو تاهت الفكرة في زحام الأفكار العالمية، وقتها تسربت أخبار بأن الشيخ طلب من الرئيس البشير إبعاد شخصيات بعينها من الحكومة حتى يمكن مواصلة الحوار، وبعدها حدثت التغييرات الكبيرة بخروج شخصيات كبيرة كانت أعمدة في النظام وعلى رأسها علي عثمان محمد طه، ود. نافع علي نافع، وأيا كان سبب خروج الرجلين في النهاية البيئة تهيأت بشكل أو بآخر لحوار عنوانه عدم إقصاء أحد، إلا أن التقارب بين الوطني والشعبي خلق بعضا من حساسية في أحزاب أخرى بأن الشعبي سيكون محور الأحداث على حساب باقي القوى، إلى درجة تسريب معلومات بأن الصادق المهدي وحزبه، يفكر في عدم مواصلة الحوار، والرجوع إلى تحالف المعارضة لتكوين حلف مضاد للشعبي والوطني.
على كل أي حال الحديث عن عودة واندماج الوطني والشعبي ربما لا يكون صحيحا، فمن خلال المعطيات الموجودة على الأرض نستطيع أن نقرأ أنه سيكون هناك انسجام ربما يتطور لتحالف، ولكنه لم يصل إلى اندماج مرة أخرى، وذلك لمواجهة ما هو أسمى من وجهة نظر الطرفين بالدفاع عن الفكرة.
اليوم التالي
لقاء البشير والترابي لا يحتاج لكل هذه الضجة الاعلاميه هذا اللقاء في نظري اتى بعد وثبة البشير الشهيرة واراد الشعبي اختبار جدية هذه الوثبة وهو لم يكن لقاء من اجل الحوار بين الحزبين وانما ترتيب لحوار يشمل جميع الاحزاب السياسية بما فيها الحركات المسلحه والمؤتمرالشعبي حزب منفتح على الجميع وسبق ان التقى مع حزب غازي صلاح الدين ولم يكن الشعبي هو الحزب الوحيد الذي يريد الحوار ودونكم الحركة الشعبيه العدو اللدود للوطني الان تتحاور معه ولكن السؤال لماذا كل هذه الضجه بمجرد لقاء فقط بين الوطني والشعبي ؟!
اصلا انا لا اعترف بان الترابى معارض لهذا النظام لان النظام اصلا نظام الترابى وكل ما حل بالبلاد سببه واساسه الترابى هذا الرجل العجوز المتصابى المنافق هو سبب دمار السودان لكله ……………..
بشة لو لم الترابي عليه ببعد المسلفة مع دول الخليج وبقرب المسافة مع قطر عشان كدة خاتي الكورة واطة الايام دي والله يابشة بقيت معلم
birds of the same feather flog together