صديق أحمد ملك الطنمبور في حوار

حوار :عمار محجوب
(يازمان بالله أشهد.. ليك بتمنى السعادة.. وليك بقول أنشاء الله تسعد) هذه المقاطع صدح بها ملك الطنمبور الفنان صديق أحمد ومن كلمات الشاعر الفز ( عبدالله محمد خير )الملقب بشاعر(منحنى النيل ) وبالعودة لملك الطنبور الذي عاد من رحلة أستشفاء من المملكة العربية السعودية ليعانق جمهوره بعد غياب ترددت فيه أنباء عن أعتزاله للغناء والفن وهومانفاه صديق عبر( حوارالعودة) الذى اجرته اخرلحظة..
وفجر صديق عدد من المفاجآت للجمهور، ولم يكن المحرر على موعد محدد مع ملك الطنمبور، ولكن شاءت الأقدار أن يأتي اللقاء عابرًا.. تمكن خلاله المحرر من أصطياد الفنان صديق عبر طرح تساؤولات في«10» دقائق فإلى مضابط الحوار –
٭ الأستاذ صديق نود الإطمئنان على صحتك؟
– الحمد لله حالتي الصحية في تحسن مستمر، وأقوم الآن بعمل جلسات علاج طبيعي، وكل الأمور الحمد لله على مايرام، واسأل الله مزيدًا من الصحة لنا وللجميع..
٭ غيابك عن الساحة الفنية..! هل يفسر على أنه إعتزال؟
– لم أعتزل مطلقاً الغناء.. وظروفى الصحية التي أمر بها هي التي أجبرتني للابتعاد عن الساحة.. ولدَّي عدد من الاعمال التي سترى النور في مقبل الأيام إذا مدّ الله في الآجال.. بالإضافة إلى ذلك أنا مشغول حالياً بجمع تبرعات للمساهمة في علاج الفنان عبود محمد عثمان تبوري الذي لزم الفراش الأبيض، وغادر قبل أيام إلى القاهرة مستشفياً.
٭ ماهو دور نادي الطنمبور للمساهمة في مثل هذه الحالات ؟
– ليس له دور يذكر..! والنادي موجود الآن إسماً لافعلاً ونحن نعتمد على مجهوداتنا الفردية.. وعلاقاتنا العامة لجمع التبرعات.. ونناشد من هنا الأخوان ومحبي الفنان تبوري للمساهمة في علاجه.
٭ هل للدولة دور في دعم ورعاية المبدعين؟
– نعم الدولة تقوم بدعم ومساعدة بعض المبدعين.. وفي بعض الأحيان يتم تكريمهم.
٭ هل تم تكريمكم من قبل الدولة؟
– نعم عدة مرات.. ومنحنا خلال التكريم شهادات تقديرية و….
٭ مقاطعة..!! شهادات تقديرية فقط..؟ بعد كل هذا الجهد والعطاء ؟
– نعم تم تكريمنا بالشهادات فقط..! عدا تكريمى من قبل الاتحاد الوطني لشباب محلية بحري بالتعاون مع رابطة شباب أم القرى للناشئين.. فقد أعطوني من خلاله دكاناً بسوق بحري.
٭ ماذا يقلق صديق أحمد؟
– أنا لا ينتابني القلق نهائياً.. ومبسوط من كل الشعب السوداني وخاصة جمهور أغنية الطنمبور.. واتمنى للجميع السعادة وطول العمر.. ولست نادماً على شيء.
٭ أغنية الطمبور الى أين؟
– متقدمة كويس.. والساحة الفنية تزخر بالأصوات الجميلة أمثال الفنان محمد النصري.. ولكن الألحان لم تعد هي الألحان!! لأن الإيقاع واحد.. واتمنى أن يسلك كل فناني الطمبور منهج ود النصري في الغناء.
٭ الساحة الفنية تشهد يومياً ميلاد فنان جديد.. هل يؤثر ذلك سلباً على الغناء؟
– بالعكس التزايد في عدد الفنانين مفيد.. شريطة أن يلتزموا بأختيار المفردات الرصينة.. خاصة وأن الساحة بها مجموعة مميزة من الشعراء..وأن يهتموا بتطوير الأداء.
٭ فنان تطرب له؟
– كل فناني الطمبور يطربوني.. ولكن بلوم الغرب الأستاذ عبدالرحمن عبدالله من الأصوات التي أستمع لها باستمرار .
٭رساله للفنانين الشباب؟
– وصيتى لهم أن يلتزموا بالمواعيد.. ويختارو ا نصوصاً جيدة.. والحاناً جميلة.. وتقديمها بالصورة الرائعة للجمهور وأن يبتعدوا عن القيل والقال.
٭ أغنية تغنيت بها وظلت عالقة في الخاطر؟
– كل الأغاني التي أديتها منذ الصبا تطربني.. وأترنم بها على الدوام.. ولكن أغنية (يازمان بالله أشهد) لها وقع خاص في النفس وهي من أوائل الأغنيات التي تغنيت بها وما أجمل أن يشهد الزمان…!
٭ علاقتك بالأستاذ الراحل عبدالله محمد خير؟
– الشاعر الفذ الانسان الراحل المقيم عبدالله محمد محمد خير رحمه الله، ربطتني به علاقة جيدة.. وكان رجلاً مهموماً بقضايا الوطن بصورة عامة وبموطنه الصغير ولكن الغربة أخذت منه كثيرًا..
يقال إن الشاعر عبدالله محمد خيربحكم أنه كان«ترزياً» كان يفصل لك الجلاليب والقصائد؟
– أجاب وهو مبتسم… الجلباب الذي أرتديه الآن فصله الشاعر عبدالله محمد خير.. والعلاقة مع عبدالله كبيرة وأنا و للعلم لم أتغن بأشعاره لأنه إبن منطقتي فحسب!! ولكن لما تميز به من نظم شعري رصين.. ودقة في الوصف وجزالة في الأسلوب.. ومن هنا أرسل التحايا لأسرته الكريمة..
٭٭ كلمه أخيرة؟
– في الختام أشكر أسرة صحيفة آخرلحظة فردًا فردًا لاتاحتها لنا الفرصة للإطلالة عبر صفحاتها.. ونتمنى لها مزيدًا من الإزدهار والتقدم.
٭٭ من المحرر
الأستاذ صديق أحمد صاحب الموهبة المتفردة في غناء الطمبور والذي يعتبر أحد الذين عبروا بأغنية الطمبور من إطار المحلية الى القومية.. لايمتلك من حطام الفانية الا تاريخة الفني العريض الذي تركه إرثاً للأجيال القادمة والجدير بالذكر بأن الفنان صديق مازال يسكن بالايجار في منزل بأم القرى جنوب.. ومن هنا نناشد المسؤلين في الدولة بالاهتمام بالمبدعين.. فهم أعطوا ومنحوا ولم يستبقوا شيئاً .
اخر لحظة
يا ريت والله لو تعتزل الغناء ..
كفاية ..
لو ما فيه إثم ما فيه أجر ..
الله يمتعك بالصحة والعافية
كنا صغاراً في أواخر الستينات الماضية و ظهر الفنان صديق أحمد. كان يعمل وقته ممرضاً في مستشفي الدبة في الشمالية. لفت ظهوره الأنظار و أحبه الناس و تغنوا بأغنياته المعبرة عن البيئة. هو رجل محبوب لأنه مهذب و إبن بلد.
أما الشاعر عبدالله محمد خير, فوجدناه يعمل خياطاً أو ترزي – بلغة تلك الأيام – في سوق الدبة و ذلك عندما إلتحقنا بمدرسة الدبة الثانوية العليا في منتصف السبعينات. شكلا ثنائياً للغناء الجميل و المعبر. و بعد سنين طويلة وجدنا عبدالله محمد خير أمامنا في الرياض في السعودية. كان يعمل في مهنة الخياطة و من جانب آخر يرسل أشواقه إلي أهله في قريته الككر, شمالي الدبة و يبثهم أشواقه و خاصة إبنته ( زنوبة ) و يستلم صديق أحمد هذه الأشعار الجميلة و يغنيها.
كان عبدالله محمد خير رجلاً طيباً يرحمه الله و كان من المهمومين بمنطقته. أقمنا له حفل تأبين في فندق القصر الأبيض في الرياض منذ ثلاثة سنين.
) حبل الصبر
كلمات عبد الله محمد خير
غناء صديق أحمد
تلب امسك حبل الصبر وخلي قلبك لا يبقي ني
اصلو ود اب زيد كل يوم من بلدنا يرحل جدي
شن بسويلك عاد انا القبلك الحرمان مر بي
والضنا الهسا عليك زاد من زمان اما زايد علي
كم حبيبا شغل الفؤاد في العيون كان متل الصبي
حل بي توفيق السواد مافي زول قال كفاره لي
أرقي يا تلب ودعت قبلو كم قمره منوره
وكم تحف نادرات سافرن كم فراشة وكم جوهره
وكم قلوب متلك بالفراق الأنين والشوق سهره
شوف عوض عبدون الحروف خل من باطنها ظاهره
يا عوض مدرسة الشعر بي جداره ياك ناظره
بي غناك حرف السين بقت فوق بنات جيلا مبطره
سابك اللي بلد الجليد ودعك ودق مغادره
يا قلب مالك إنجرح ولسه ليه جرحك ما بره
اما انا المسكين الظروف غرزت في أظافره
وين غناي لي شتل الجروف والجناين وأزاهره
أسالوا الدرويش عن صديق عمرو كم جمرات عاصره
خلو يحكيلكم عن جمال النجيفي الهو معاصره
الككر يارحمن زمان ضاع مع العشاق شاعره
ما نفع تغريدو الحزين وما نفع صدق مشاعره
جننوالبتوفيق رحل وهام ورا القام بالباخره
خلا دنياه فرندقس ما عرف أولها واَخره
أرقي يا رحمن في السماح مافي بلداً بتجاكره
والله مديها السماحه صاح من كروها ولا تكره
أصلو ود أب زيد معترف بي جريمتو ومو ناكره
كلو جور القال سفروها وقام قطع ليها التذكره
ولم يقف سيد العاشقين الجريح عند هذا الحد، بل كتب رسالة ثانية إلى صديقه الشاعر حسن الدابي، ليشاركه في عظم المصيبة، ويخفف عنه غلواء حداده المكلوم في مجتمع لا يقدِّر قيمة المشاعر العاطفية، ولكنه يؤثر تفضيل الحضر على الريف، وتمييز “السكاكي” على ود البلد، كما شرحنا ذلك في مقام آخر، حيث استأنسنا بمفردات قصيدة بت البلد التي نظم حباتها الشاعر الألمعي الأستاذ السر عثمان الطيب.
ود الدابى مالك ساكت ما شفت الجلا السواها
شال محبوبتي سافر بيها كيفن عاد بعيش لولاها
بابور البحر مو عارفي شايلي اعز زول جواها
ماهماها حالي البي ما دام نوَّره وضواها
تشتكي بالعلي عيوني أهمله ما سمع شكواها
اللحكيلك ألماك عارفو كيف مسخت بلدنا ورآها
كان كاتمه الشجن في وداعه ال دموعه مو ساتراها
وأيه فايدة حياتي البعده آخوي أتقلب مجراها
تقصر او تطول أيامى دي إنا لأمن أموت بطراها
من يومة رحيله السمحه خلت في العيون ذكراها
خلت في القليب بصماته أحرف كل يوم بقراها
***
ما بتحمل حبيبتى الغربه لا لا وحاته مو قادراها
وكيف حاله إن مشت في بلدا حاره وناسا مو شاكراها
كان فات المحطات جمله يا حسن (لابد) القرير بقشاها
قوم يوم التلاتاء أندله بى تالا الرصيف تلقاها
ما تعاين كتير وتشبه ديك إياها ديك مو ياها
باينه حبيبتي من بسماتا والنور يضوي من محياها
***
يا حسن أنت فوق أوصافه جيب أبيات وقول معناها
واوعك ترتبك فى وداعه ذي ما نحن ودعناها
واكتب لي جواب طمني لا يبقى السفر أعياها
ما بتقدر عليها الدرجه إلا غلب عليها حياها
هاك مني الرسالة التالته وعينى بالدموع راوياها
تلقاك حافظي للبيناتنا وتبقى العشره مو نا سياها
إن كنت ما بخاف عزالى آزول كت بقوم ابرأها
لكين بخشى قنا وقالو وحالي السمحه عارفه براها