حكومة طفيلية تقتات من أموالنا !ا

حكومة طفيلية تقتات من أموالنا !!

عمر موسي عمر – المحامي
[email protected]

علينا الإقرار بداية أننا وفي الوقت الذي شغلنا فيه أنفسنا بإماطة لثام الفساد وكشف قناع الخداع والزيف عن حكومة (الكيزان ) هذه شغلتنا نزعة دينية مؤداها أن أعيننا سقطت أبصارها علي تغيير منكر هؤلاء القوم بلساننا في زمان عز فيه أن نمد أيدينا للتغيير مهابة عندما وطئت هذه الطغمة الفاسدة بسنابك خيلها وخيلائها علي مواطن العزة والكرامة في نفوسنا الرضية وإغتالت إنسانيتنا بدم بارد بعد طلاقها للمحجة البيضاء إلي غير رجعة وإقبالها علي الدنيا بنهم مذموم حتي صارت بلادنا ( نكرة ) بين الأمم .
إلا أننا ونحن نمتشق اليراع لنرسم حروف كفاحنا ضدهم وتلمس أصابعنا في عزيمة لا تكل (بورداتنا ) لتصيد موبقات هذه ( الطغمة ) الفاسدة وهي كثيرة كغثاء السيل وتفتقر إلي ما ينفع الناس أو يمكث في الأرض غابت عنا حقائق ما كان لها أن تغيب ووقائع تتجسد أمام أعيننا ونشهدها كما نشهد الشمس فتلهينا مآسي هذا الوطن عن سبر أغوار هذه الحقائق والوقائع …وليس من باب الإدعاء التقرير بطفيلية هذه الدولة التي ومنذ ولادتها طفلاً مشوهاً لا خلاق له لم تكل عزائمها أو تفتر همتها عن التطفل علي أقوات هذا الشعب لتدب الحياة في مسيرة الفساد التي تعتنقها مذهباً مقدساً يغنيها عن الصراط المستقيم وفضائل الأعمال وخاتمة المآل ..فبرعت في التطفل علي أموال الشعب علي قلتها ولم يبق لهذه الدولة الكسيحة التي ضحكت من فجاجتها الدول إلا أن تشاركنا في مخادعنا وديارنا المقدسة علينا .
ولقد تداعي في خاطري وأقدامي تطوي فجاج الأرض سطو هذه الدولة بلا حياء أو خجل وفي سرية تامة علي حرية بعضنا في الكلام وأصدرت قراراً بزيادة ( القيمة المضافة ) إلي (100%) علي (فاتورة ) المكالمات الهاتفية علي الشرائج آجلة الدفع لإستمرار مسيرة الفساد والتطفل ورغم تأثر شريحة لا يستهان بها من هذا القرار إلا الذين إستهجنوا هذا (السطو ) الذي تم بليل علموا شيئاً وغابت عن عقولهم أشياء تندي لها جبين الإنسانية خجلاً وتعافها النفس السوية حياءاً.
فالناظر بعينٍ فاحصةٍ إلي السيرة السيئة والكتاب الأسود لهذا النظام يجد أن هذه الدولة المريضة والتي لم تثنيها علتها يخلو كتاب إنجازها من أي مشروع زراعي أو تجاريٍ ناجح ساهم في نهضة هذه البلاد أو رفاهية شعبها ولم تجد هذه الحكومة ( العقيمة ) بداً من إعمال معاول الهدم في ما تبقي من مشاريع وشركات منتجة وتركتها أطلالاً تنعق في أركانها الغربان وتصيح في حوائطها الغربان وكان أقرب الحلول لهذه الكوارث (التسول ) بلا حياء حتي إذا إستيقنوا أن وجوههم قد خلت من مزعة لحم لم يجدوا مخرجاً مما هم فيه غير العبث في (جيوب ) هذا الشعب للتطفل علي ما تبقي أموال هذا الشعب ونهبها ..وكان طريقهم لذلك إبتداع الضرائب والرسوم والإتاوات والمكوس التي طالت حتي المدارس وأجبروا (المجالس التربوية ) بتلك المدارس علي دفع قيمة ( الطبشور ) عن يدٍ وهم صاغرين حتي لا يحرموا أطفالهم من نعمة التعليم بعد أن حرمتهم هذه (الطغمة ) حتي حقهم في الحياة الكريمة … وأصبحت الجامعات والمدارس الثانوية الحكومية التي كانت منارات للعلم مؤسسات للجباية والتحصيل وبات شعار ( مجانية التعليم ) محض هراء ومقولة للإستهلاك السياسي والخداع .
ماذا نرجو من هذه الدولة التي أدمنت الفشل مثلما أدمنت أكل أموالنا بالباطل وقد نهي ديننا الحنيف عن أكل الأموال بالباطل وحرم أكلها ؟؟….وماذا نطلب من هذه الدولة وهي تتصيد في طفلية غريبة أموال شعبها وشقاء الكادحين من أبناء هذا الوطن لتملأ خزائنها لإستباحة تلك الأموال جهاراً نهاراً بلا وازع من ضمير أو رادع من دين ..ولهذه العصبة ( تبّعٌ)يتمسحون بأذيال أسيادهم ويعينونهم في عمدٍ علي سلب الأموال تحت مسميات باطلة ألبسوها ثوب الحق ليدلوا بها إلي حكامهم تقرباً وزلفي مثلما يتقرب حكامهم إلي دول خارجية بعينها زلفي بعد أن تاهت أرجلهم عن الطريق القويم وظنوا بالله الظنون فأراهم الله خزياً في الدنيا..هذه الطغمة التي إستباحت حرمة اموال الناس حتي طالت فريضة الحج وحرمتها وقد نهي رسولنا الكريم في موقف مهيب وفي يوم هو أس الحج الأعظم ومسماه ووصفه وأقر حرمة المال كحرمة الأعراض والدماء في بلدٍ حرام وشهر حرام وفي يوم حرام إستدار فيه الزمان كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض .
نيف وعشرون من السنين العجاف وما إرتقت دولة هؤلاء ( الكيزان ) إلي مصاف الدولة التي تنتج وتصدر إنتاجها حتي إمتلأت متاجرنا بنتاج الآخرين وجهدهم ومقدار عطائهم وبضائعهم وإتخذوها هم وسائل للكسب الحرام والمتاجرة بالأقوات وحتي ما صدروا من رؤوس الماشية أو ( ماهدوا) منها بغير وجه حق وفي غير مقتضي هي لأفراد ومواطنين من هذا الشعب فتأمل مدي خيبة الرجاء في هذه الدولة التي رفعت في يومٍ من الأيام شعاراً كاذباً ( بأنهم سيفوقون العالم ) وما فاقوا العالم إلا بمقدار ما أفسدوا في الأرض بغير الحق وفي مدي سبقهم العالمين إلي الكذب وتحريه حتي كتبوا كذابين في الملأ الأعلي … وتحولت دولتهم بأفعالهم إلي (جيفة ) عجزنا عن مواراة سؤتها تحت التراب وهي جثة تقتات علي لحومها جوارح الطير والسباع .
فلنحارب هذه الدولة بما تبقي من أموالنا التي نهبوها ولنمسك عن الإنفاق شهراً …لنضرب موعداً لأنفسنا شهراً نتوقف فيه عن التعامل مع دوواوين الدولة وجماركها وجوازاتها ومجمعاتها المشبوهة ..ولنتوقف في هذا الشهر عن إستعمال هواتفنا (الخلوية ) ولنكن حريصين علي حبس أبناءنا في منازلنا حتي لا تتطاردهم (المجالس التربوية) بالإتاوات والرسوم ..لنوقف الدعاوي ضد بعضنا البعض حتي لا نعينها بالرسوم وليتوقف الصبية البسطاء من أصحاب ( الدرداقات ) ونساء (الشاي ) عن أعمالهم ولنحض جيراننا وأنفسنا علي حرق (نفاياتنا) لأن طفلية هؤلاء تقتات حتي من نفاياتنا وأوساخنا … صدقوني لو توقفنا شهراً واحداً عن رفد هذا الطغمة الفاسدة لتوقف دولاب الحياة في دولتها التي لا تشبه الدول وسيحيل هذا الشهر خزانتها العامة إلي خواء لا فلس فيه ولا ديناراً لأن هذه الدولة الطفلية لاتعيش ولا تدب الحياة في عروقها إلا من حصائد أموالنا فهي دولة تنفخ في أبواقها ولا أموال لها بعد نهبهم لكل فلسٍ في الخزانة العامة .

عمر موسي عمر – المحامي

تعليق واحد

  1. قال الرسول سيدنا محمد (ص) لو سرقه فاطمه بنت محمد لقطع محمد يدها او كما قال (ص) … ولم يقل لسترها (ص) … اين نحن من هذا يا هؤلاء … والله المستعان … والله من وراء القصد …
    * فساد * استقلال مواقع * محسوبيه * رشوه * جهات غير قابله للمراجعه لانها تدعي الانضباط وهي قمه الفساد وان لم تكن كذلك فلتفتح ابوابها للمراجعه ”’

  2. كل ماقلته يااستاذ عمر صحيح وهذا والله اقل مايكتب عن هذه العصابة الفاسدة. ولكن المسالة تحتاج لمن يقود هذا الشعب ليقف ضد هذا الاجرام. المعارضة لا يرجى منها نفع. ومابقى الا ان يقف المهجرون في الخارج خلف حركات التغيير لامدادها بالمال ولابد من قيام قناة فضائية ضد اعلام هؤلاء المجرمين. وعلى غرار ثورات الربيع العربى ندعو الى تاسيس مجلس انتقالى فى اى دولة اوروبية يدير النضال السلمى وينظم حركة التغيير ليجمع كلمة السودانيين لتصب فى خانة اسقاط النظام القبيح الكسيح لهؤلاء اللصوص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..