حوار تجريبي ومران ساخن.. تباين في الآراء فكيف ستكون المباراة؟

الخرطوم – حسن محمد علي
بما يشبه التمهيد لمائدة الحوار المرتقبة بين الأحزاب السياسية ضمت طاولة الحزب الاتحادي واتحاد الشباب السوداني طيف من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. ثمة فوارق عمرية فضلاً عن التجربة السياسية بين نائبة رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني بدرية سليمان والوزيرة إشراقة محمود، بيد أن الطاولة في قاعة الشريف حسين بدار الحزب الاتحادي استطاعت الجمع بينهما لنقاشات أولية حول مرتكزات الحوار الوطني.
المنطلقات والمنصة التي تجمع فيها إشراقة وبدرية بين صفات الحلفاء، ضمت فرقاء العملية السياسية أيضاً بأطيافهم المختلفة، ففي بواطن العمق السياسي يمكن تصنيف اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي وممثلة في المنبر ضمن حلفاء الإنقاذ حتى كتابة هذه السطور، إذا لم يستجد أمر بين الإمام وحزبه وابنه في القصر. المنصة مثلّها أيضاً الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان الذي ألهب النظام بشواظ المعارضة ولهيب حديثها من نيفاشا مكمن الحذر، الوزيرة والقيادية بالحزب الاتحادي إشراقة محمود بدأت في إرسال حديث هتافي هاجمت فيه الديمقراطية وتمنت أن لا تعود، وذكرت الحضور بمقولة الزعيم الخالد الشريف زين العابدين الهندي وسمته الشهيرة (ديمقراطية العدم)، و(إن شالها كلب مافي زول بقول ليها جر)، وقالت وقتها إن البلد كانت مستباحة وأن التمرد لو استمر في العهد الديمقراطي وقتئذٍ كان سينقض على الخرطوم ورأت أن شواهد ذلك أيضاً بدأت تتبدى الآن حال لجأ الحوار الدائر لتسمية حكومة باسم فلان وعلان وطالبت بحكومة تساند القوات المسلحة وإلا فإن المتمردين سيدخلون الخرطوم، إشراقة بالرغم من أنها وزيرة منذ ثلاثة عشر عاماً في مستويات الحكم الولائي والاتحادي إلا أنها وجهت هجوماً شرساً على اتفاقية نيفاشا ووصفتها بالاتفاقية “الثنائية” وحذرت من تكرار تجربتها في مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال الدائرة الآن، ورأت أن أي اتفاق يجب أن يراعي عدم تطبيق أو إعادة تجربة اتفاقية سلام نيفاشا، ودعت لتحقيق اتفاق سلام شامل وعادل.
نائبة رئيس القطاع السياسي بدرية سليمان رفضت حديث إشراقة ودافعت عن الاتفاق ونفت عنه صفة الثنائية كون التوقيع عليه تم بين حكومة السودان التي تضم طيفاً واسعاً من الأحزاب السياسية وقتها بما فيها حزب إشراقة، واسترسلت بقولها علي عثمان وقع بصفته نائباً أولاً للرئيس، وليس باسم المؤتمر الوطني.
عباءة الرئيس: تنظر الكثير من الأحزاب السياسية بشيء من الريبة لعملية الحوار الدائرة الآن، فبعضها بدأت أعراض الملل تنتابه من بطء وتيرة الحوار، وأخرى عصفت بندوة شمبات التي تم إلغاؤها مؤخراً بنوايا ورغبتها في الجلوس للحوار، لكن أيضاً مازالت تنظر الأحزاب لضرورة تبني الرئيس لرؤية قومية تتجاوز ارتباطه الحزبي المحض وتعلي من سقف طموحها بالارتفاع إلى منصة أعلى من الانتماء الحزبي. القيادية بالاتحادي المسجل إشراقة محمود أكدت أن السبب الرئيسي الذي دعا حزبها للدخول في عملية الحوار أنها نبعت من السيد رئيس الجمهورية، أو كأنما أرادت القول إن الدعوة لو وجهت من أي منصة أخرى كانت ستجد الرفض من حزبها.
حديث إشراقة نظر له البعض بأنه لا يخدم عملية الحوار بقدر ما يسعى للتقرب، ويرى مراقبون أن القبول يجب أن يكون مجرداً لصالح الحوار، وأن القبول به على أي أساس يشبه الشروط التي تفرضها المعارضة، كمحفز للأحزاب السياسية، ربما قالت نائبة رئيس القطاع السياسي بدرية سليمان إن رئيس الجمهورية يفاوض الأحزاب السياسية في عملية الحوار بصفته رئيساً للجمهورية وليس بصفة رئيس الحزب، بدرية أكدت حديثها بالاجتماعات التي انعقدت بين الرئيس البشير والأحزاب بـ(بيت الضيافة) وليس في دار حزب المؤتمر الوطني، ورأت أن مرحلة الحوار لو تطلبت أن يخلع الرئيس عباءته الحزبية سيفعل.
رأي بدرية يمثل خطوة أولى في بناء جسور الثقة بين الأحزاب والرئيس، وستجد الخطوة -لا محالة- رضاً من جانبها، وستمكن الحوار من المضي بسلاسة لا تعكرها الأجندة الحزبية ورغبات الأجنحة واختلافات المدارس، وقومية الحكومة.. اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي جدد دعوات حزبه للحوار على أسس وأهداف تراعي الحلول القومية وكشف عن استراتيجية حزبه في تحقيق السلام العادل وقومية الحكومة والتحول الديموقراطي وعدم الاستعانة بالأجنبي، ثاني المرتكزات والأهدتف التي ينادي بها حزب الأمة القومي تباينت حولها الآراء.
القيادية بالوطني بدرية سليمان أكدت باتفاقها وحزبها مع أهداف ومطلوبات حزب الأمة ورؤيته في الحل، فيما رأت القيادية بالاتحادي أن تسمية الحكومة الآن فعل سابق لأوانه وطالبت بالاتفاق حول الحوار.
اللواء ناصر رأى أن الأوضاع والمشاكل الماثلة الآن بالبلاد لا يستطيع حزب أن يحلها بمفرده وهو ما دعانا للحوار لإيجاد تسوية قومية لا تستثني أحداً.
الباقر العفيف القيادي في منظمات المجتمع المدني دعا لضرورة تصفية دولة القهر والتسلط، وقال إن الحكومة تفرق في تعاملها مع منظمات المجتمع المدني حيث يستظل البعض بظلها، بينما لا تمنح ظلها لمجتمع مدني آخر تصنفه في خانة المعارضة، ودعا لضرورة إنهاء الدولة العميقة حتى لا تمنع انسياب الحوار. منبر الشباب الذي ضم الشيوخ أيضاً كان أشبه بالمران لطاولة الحوار تأكدت فيه جدية الأحزاب ورؤيتها القومية للحلول وتباينت في آرائها كما هو مطلوب فكيف ستكون المباراة
اليوم التالي
انتي دايره تبقي اقدس من البابا يا شروقة
اذا كان الكيزان نفسهم اعترفوا بخطأ الانقلاب على الديمقراطية
زول ممثل الاتحادي الديمقراطي ويهاجم الديمقراطية !!!!!!!!!!!!
كرسي الوزارة عليك الله امسكي فيهو قوي وجيبي اخوك مدير مكتب و راجلك مدير ما عارف شنو