إحتراق النخل غرقاً ( شعر)

بسم الله الرحمن الرحيم
أحتراق النخل غرقاً( شعر)
في عرفنا..ما كانت التمرة ُسوداء
ولا كانت مياه النيل نيلة
نخلنا كان التعمقَ في الجذور..وشاهدَ التاريخ..
كان السموق الاخضرارَ..وكان حقلَ الكبرياء
في مسار الزمن الممتد آلافاً ..
تؤرخ قبل ميلاد المسيح
كان أسورةً..وأوشحةً ..
تزين خاصراتِ الرمل في البيداء
كان النيلُ في أحواله المتقلبات
خلاً ..نؤانُسه..نناجي الموجَ..حيناً..
وأحياناً نصارعه.. ونشهده قران النهر..
والأرض القُرير..
نحضن عنهما طِيبَ الجنائنِ والجنين..
كان خليوت بعانخي..
يدون عند أبواب المعابد كيف يعني
أن يكون المرء نوبياً..أبيا..
(لا أكذب..لست أرتكب الخطيئة..
لا أقتل شخصاً دون ذنب قد جناه..
ينفطر الفؤاد على الفقير..لا أقبل الرشوة..
لا أرد المستجير من الخدم..لا أعاشر مرأة مع زوجها..
كل حكم بسند..لا أقتل الحيوان..ولست أنصبها الشراك..
فالطيور مقدسات..لا أسرق المعبد والدولة .. بل أعطي الهبات)
مسيحي في الكنائس ..كان كالقهوة لوناً..
كانت الأحداق شاخص قوسنا والسهم منا..
أضفينا على الأديان مسحة عزنا
..أعرافنا حين اهتدينا..
وتقبلنا الجميع ..وتصاهرنا
وصرنا
باختصار..
أسألوا التاريخ عنا
فإذا في محن التاريخ أزمان تجئ
حبس النيل فأغرقنا..اكتوينا..وخُدعنا
وتوهمنا دواماً للبقية..
فإذا جيش الجهاد..
يشعل الغفلة في النخلات ناراً ..
فتآزرنا ..وأطفأنا الحريق..
صنفوا النوبي صنواً للغريق
وعلمنا أن أس الداء حكم غاشم..
خالف الأديان..مما قاله خليوت ..
سفَّهها تعاليم َالمسيح..وداسها سنن النبي
ولكنا وعينا الدرس ..
عن ظهرِ قلبٍ قد حفظناه..وتبنا
فإذا ما قد شهدناه احتراق النخل ناراً
لن يكون السد في أجوافها..
من حسرة فينا وخيبة..
أبداً يوماً أواراً من مياه..
وحريقاً ..تشعل الأمواج جذوتها
سنبقى..وسنبقى ..وسنبقى..
قسماً سنسقطه نظام الخزي..
نسقطها السدود
معمر حسن محمد نور
19/فبراير 2016
[email][email protected][/email]