بيان – الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل-ولاية البحر الأحمر

وجدت القرارت الحكيمة التي اصدرتها المملكة العربية السعودية و دولة الامارات المتحدة الخاصة باعتبار جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات أخرى جماعات إرهابية كل الاشادة والترحيب من كافة السياسيين والمحللين والمتابعين ، وعلى وجه الخصوص في الأوساط السياسية السودانية ، مؤكدين أن هذه القرارات بمثابة ضربة قاضية للجماعة وذروة سنامها في الخرطوم .
تأتي هذه الضربة الموجعة لهذه الجماعة الإرهابية منذ نشأتها، وبعد أن أستولى الاخوان على الحكم بإنقلاب في السودان ، وجاءت الطامة بوصول الجماعة الى سدة الحكم في مصر ، فبينما أساء نظام الخرطوم (ومازال) للعلاقات الراسخة مع الدول العربية الشقيقة ، سار على نهجه نظام الاخوان في مصر و بوتيرة تمكينية أخف من التي قامت بها عشيرتهم السودانية و ذلك يرجع الى أختلاف طريقة وصولهم الى الحكم فالعقلية الانتهازية التمكينية لهذا التنظيم الارهابي واحدة، وبعد فشلهم الزريع وسقوطهم الشنيع في مصر لم يستجيبوا لصوت العقل وحكم الشعب صاحب الحق الاصيل بل جن جنونهم وكاد شرهم المستطير يعم جميع المنطقة ، فجاء الاعلان الحكيم لمجلس الوزراء المصري وكذلك ما قضت به محكمة القاهرة للأمور المستعجلة باعتبار جماعة الاخوان جماعة ارهابية ، ثم توجهت مصر الى الجامعة العربية لتفعيل هذا القرار استناداً إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية . لذا جاءت القرارات التاريخية الهامة نابعة من حكمة القيادة السعودية الرشيدة و قيادة دولة الامارات العربية ومنسجمة ومؤيدة للحكومة المصرية التي فوضها الشعب لتدارك الخطر المحدق بهم و بالمنطقة و حمايتها من المزيد من التقسيم و تكسير آخر جيش عربي لصالح المصالح الصهيونية في المنطقة العربية و في حوض النيل على وجه الخصوص.
بدأ نظام الخرطوم في بواكيره الكالحة وقبل أن يستتب له الأمر كلياً بدأ بكيل العداء السافر للشقيقة السعودية وجاء وقوفه بجانب صدام حسين في احتلاله للكويت طعنة في خاصرالأمة العربية كلها وتوترت العلاقات وأوشكت الشقيقة السعودية أن تتخذ اجراءات طرد السودانيين العاملين بالمملكة ، ولكن بخروج المعارضة السودانية توجهت قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الى القيادة في المملكة العربية السعودية واستجابت القيادة في السعودية بكرمها العربي الفياض المعهود بعدم المساس بالسودانيين الأبرياء بجراير هذا النظام الباغي ، وهكذا استقرت أحوال المغتربين السودانيين ، ولكن كيف الحال مع هذه المكانة لهذا الحزب الذي كان عملاقا له المكانة و التقدير فآثرالمشاركة الواهية مع هذا النظام المترنح لصالح أقزام و ركب في هذه السفينة الغارقة و اختار الفناء.فهل فكر أهل المشاركة في هذه القرارات التي تزيد من احكام تضييق الخناق على نظام القمع و الاستبداد هذا النظام الذي شوه صورة الاسلام و سماحته, هل سيحتموا بجوازاتهم الغربية أم هم فوق المحاسبة و المسائلة؟
لقد وجد الحزب و التجمع فرصة لم تحدث في التاريخ ابان فترة التجمع عندما فتحت دولة اريتريا الشقيقة أراضيها للتجمع,بل تعامل فخامة الرئيس اسياس أفورقي بثورية و سلم مفاتيح السفارة السودانية لقيادة التجمع وفي هذا لم يسبقه حاكم,ولكن لم تكن هناك جدية أو ارادة من قادة التجمع…فاتضح الهدف كان مغاير للمعلن,لهذا لا نرجوا منهم شئ و لن نجرب المجرب,سنعتمد على أنفسنا و سنجتهد و نسعى بكل الوسائل,و نتمنى أن يعيد التاريخ نفسه و يجد الشعب السوداني فرصة مماثلة للاطاحة بهذا النظام المجرم.
هنا اسمحوا لي بأن أتوجه لكل الاتحاديين الشرفاء بمختلف مسمياتهم و أخص بالتماسي هذا الشباب الاتحادي الديمقراطي أن تكاتفوا و تعاضدوا و ارفعوا راية الاتحادي الديمقراطي دون مسميات فالهدف واحد و المبادئ التي قام عليها الحزب واحدة و التاريخ واحد..يجب العمل سويا لاسقاط و كنس هذا النظام الذي ادخل الأحزان في كل البيوت و لم يتورع في أن يسفك الدماء الطاهرة في كل ربوع السودان فما تقوم به مليشياتهم الآن في دارفور و جبال النوبة و ما حدث من قتل للطلبة في الحرم الجامعي يؤكد مدى حالة الارتباك و الرعب التي يعيشونها.
نحمد الله أن لحق بهم عرابهم الترابي حتى يتم التطهير الكامل للسودان و يبنى بأيادي شبابه على اسس و مفاهيم جديدة ترتكز على الحقوق و الواجبات لكل مواطن دولة المساواة و العدالة التي تجمع ولا تفرق دولة الديموقراطية و الحرية التي لا تتعدى حريات الآخرين و تحترم معتقدات و كريم أخلاق المجتمع السوداني.
كما ألتمس من خادم الحرمين الشريفين و عاهل دولة الامارات العربية المتحدة بصفتي مواطن سوداني تجنت عليه حكومته و جارت عليه قيادة حزبه أن يتخذوا نفس القرارات الحكيمة السابقة في الابقاء على المواطن السوداني المغلوب على أمره و طرد سفراء النظام لانهم رعاة للارهاب و الحجز على أموال و أرصدة منسوبي النظام و ممتلكاتهم و حفظها الى أن تأتي حكومة محترمة تمثل الشعب السوداني ترعى المصالح الوطنية و تحسن الجوار.
محمد عثمان تاج السر الميرغني
رئيس و مشرف سياسي الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل-ولاية البحر الأحمر