تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا

تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا !

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

قد نتفهم موقف السيد بان كي مون ..الأمين العام للمنظمة الدولية حينما ينتقد تحالف كاودا بين الحركات المسلحة الأربع في خجل الموظف العام المنوط به توفير الحد الأدنى من كوتة السلام العالمي ، وبأقل التكاليف وفي ظل مقدار الحركة المسموح بها لمنظمته من عازفة دلوكة العالم المعلمة الكبرى الخالة أمريكا ،وشيالات الصفقة من دول الفيتو وبصوت أخف عند زنقات المصالح! فالرجل معذور وهو الذي يحلق مع هيئة ترفرف أجنحتها وفقا لهوى القوى العظمى ، التى ترى وتقرر مفهوم السلام من منظور مصالحها ، واحيانا تقرر بالانابة عن المنظمة اختزالا للوقت ، وتجنبا للت والعجن الذى لا طائل منه ، لان الأمور غالبا ما تكون محسومة سلفا.
ولدينا امثلة كثيرة ربما ابرزها ، ازاحة نظام صدام حسين بالقوة واحتلال العراق تجاوزا لصوت منظمة الامم المتحدة الذي تاه تحت اصوات مجنزرات الغزو .
بينما كانت الدول الكبرى أكثر حياءا في تعاطيها مع المنظمة حينما جاءتها ، كرة حماية المدنيين في ليبيا مدحرجة من فريق الجامعة العربية ، فوفرت عليها مشاوير الهوي الغلاب ،وهرع الناتو بكل جنية لتوفير القوة للشعب الليبى وقد ملك السيف ولكنه يفتقر الى الساعد ليضرب به على رأس الأفعي ، الذي عمر لأكثر من اربعين عاما ، ولم يستغرق أمر القضاء عليه بعد خروجه من جحره سوى اربعين دقيقة كانت فاتورتها ، شهورا من القتال ومهرها خمسون الف قتيل و مليارات الدولارات ، وما خفي أعظم في مقبل الايام من تسوية الحساب الذي سيظل دفتره مفتوحا على كل الاقلام !
الان أمريكا تنتقد خطوة التحالف بين الحركة الشعبية وحركات دارفور الكبيرة المسلحة !
تدرون لماذا ؟
لانها أعلنت أن هدفها اسقاط نظام الانقاذ ، وفق المسار العسكرى ، المواكب للخيارالشعبي !
وكان الموقف الأمريكي سيكون مختلفا ، لو أن تلك الحركات قد قالت ضمن منفستو اتفاق تحالفها ،أن سقف مراميها هو تقسيم السودان من خلال تقرير مصير الأقاليم التي تنطلق منها!
فامريكا رغم ما تدعيه من دعمها للحلول السلمية لمشاكل السودان ، فانها تنظر الى تقسيمه بفرح ، لا يمكن ان يتحقق الا في ظل هذا النظام المصاب بانفصام الابطان والاظهار ، فيحقق في غباء مخططات العمل الاستخباراتي الامبريالى الذكي و الذي يسعي الى تفتيت هذا الوطن الكبير ، اذ يصعب اختراق خيراته وهو بهذا الحجم لو ظل متماسكا ومستقرا، فوفر لها هي وحليفاتها نظام الانقاذ السكين الحادة التي تسهل عليه هذا التقسيم ، ولعل ذهاب الجنوب وهو يضجك ملء شدقيه وقد ترك الشمال على الحديدة خير مثال ، لتمّسك امريكا بهذا النظام لاكمال المهمة الناقصة والمرسومة ضمن دستور جماعة الميثاق الاسلامي منذ عقود ، على خارطة تصورهم للسودان العربي الاسلامي الذي يريدونه بمساحة مثلث عبد الرحيم حمدي !
وهنا تتجلى أهمية التفاف كافة احرار وحرائر السودان من التنظيمات والاتحادات والأحزاب غير المنكسرة أمام اغراءات النظام ، لتكون سندا لهذا التحالف ، ليس تغليبا لنهج العنف الذي يبغضه كل عاقل ، ان لم يكن يقتضي الأمر حتمية اللجوء اليه لاننا ندرك أنه جمرة تزيد من شقاء كف الوطن المحترق اصلا ، ولكن ليكون سندا لظهر التحرك الشعبي لاسقاط النظام برياح الشارع الغاضبة ، فالذي يريد السلام لابد أن يكون جاهزا ايضا للقتال بذات الهمة والاستعداد . وهو أمر لايفوت على امريكا التي تقدم ، البوت العسكري في دخول بلاد الأخرين من أجل محاربة الارهاب واسقاط النظم ، على كف السلام ! وهي تعلم علم اليقين ايضا أن نظام الانقاذ يسخّر الجيش الوطني لخدمة مصالحه الذاتية ويزيد عليه من بركة مليشياته التي تولدت من رحم تنطعه لخدمه اهدافه ، المقدمة على وحدة التراب !
لذا نقول لمن يريدون تغير النظام بالوسائل السلمية التي ستطيل من عمره مثلما تغذي مبادرات الجامعة العربية شرايين نظام بشار الأسد بالجرعات التي تمكنه من البقاء فوق أنفاس شعبه !
نقول لهم ! تأبى الرياح اذا اجتمعن تكسرا ، فما المانع أن نحمل غضن الزيتون في يد ، فيما تكون الأخرى جاهزة في وضع أم دلدوم؟
لمواجهة نظام حينما يرخي كفه ويبعدها عن وجوهنا ، لا يفعل ذلك الا استعدادا لضربة أقوي في تلك الوجوه يأتي مندفعا بها من بعيد لتكون أكثر ايلاما !
والله المستعان ..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. نقول لهم ! تأبى الرياح اذا اجتمعن تكسرا ، فما المانع أن نحمل غضن الزيتون في يد ، فيما تكون الأخرى جاهزة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..