خطوة مصرية بعيون سودانيين

الخرطوم: صباح موسى

تقدم وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي باستقالته من الجيش المصري أمس الأول (الأربعاء)، وأعلن بعدها مباشرة ترشحه للرئاسة في كلمة مقتضبة ظهر فيها بالزي العسكري قال إنه سيرتديه للمرة الأخيرة. وأرسل إشارات واضحة في ثنايا كلماته بأنه لن يسمح أن يهدد أمن مصر في الداخل والخارج، في وقت أشار فيه إلى أن حملته الانتخابية ستكون غير تقليدية، وفهم الجميع من ذلك أن السيسي لن يشارك في مؤتمرات ولا مناظرات انتخابية، نظرا للاستهداف الكبير لشخصه من قبل الإسلاميين وجماعة الإخوان الذين أزاح رئيسهم المنتخب في الثالث من يوليو الماضي، وكما حال الشارع المصري المنقسم، خرج فريق من مؤيدي السيسي في احتفالات كبيرة بعد الكلمة تهليلا وترحيبا برئيسهم القادم، وأيدت قطاعات سياسية وإعلامية كبيرة هذا القرار ووقفت داعمة له، في حين خرج فريق آخر في مظاهرات منددة بذلك رافعين شعارات (الخائن يرشح نفسه). في الوقت نفسه شهد الخارج المصري أيضا انقساما كبيرا حول ترشح السيسي، فهناك من أيد ودعم القرار سياسيا واقتصاديا وعلى رأس هذا الفريق معظم دول الخليج، وفريق آخر استقبل الأمر بحذر وترقب في باطنه رفض له، لكن ظاهره أن هذا شأن مصري بما يتوافق مع متطلبات العلاقات الدولية. ترشيح السيسي آثار تساؤلات كبيرة داخل وخارج البلاد، فهل سيستطيع الرجل فرض الأمن والاستقرار في مصر؟ وهل سيستطيع توحيد الشعب الذي تمزقت أوصاله؟، هل هو قادر على تحديات البلاد التي أنهكت اقتصاده من فرط الصراع؟، وبما أن ما يحدث في مصر يؤثر بشكل مباشر على السودان، استطلعنا عددا من الآراء السودانية حول الأوضاع في مصر تحت قيادة السيسي المرتقبة، وشكل العلاقة مع السودان مستقبلا في ظل هذا الوضع.

تقاطعات في العلاقة

قال المحبوب عبد السلام القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي إن الشعب المصري تعلم الحرية ومارسها، وأصبح يخرج إلى الشارع في ثورة كلما وصلت الأمور إلى حد لا يرضى عنه، وأضاف لـ( اليوم التالي) إن ذلك أكبر ضمانة لأن هذا الأمر سيستمر بغض النظر عن المرشح أو الرئيس القادم، وتابع إن الثورات العربية وما نتج عنها من تطورات في المنطقة تشهد اضطرابا غير مسبوق، وبالتالي المسؤوليات أمام القيادة المصرية الجديدة ستكون استراتيجية وتاريخية وستتجاوز المنطقة، وستؤكد حفظ مصر لتوازنها وتمثيل القدوة أو تثبت عكس ذلك، وعن السيسي قال إن البعض شبهه بجمال عبد الناصر، وبعض آخر لم ير ذلك، وهذا شيء طبيعي لأن الظرف والتاريخ وكل الأمور تغيرت، وبالتالي نجاح السيسي سيعتمد على فهمه للعالم الجديد، وللدور الجديد المفترض أن يقوم به كمرشح وقائد سابق للجيش، معربا عن أمله أن تكتمل خارطة الطريق المصرية بمشاركة كل قوى المجتمع، وأن تصبح مصر مثالا يحتذى به. وعن العلاقات مع السودان قال في هذه اللحظة وصلت الدبلوماسية بين البلدين إلى صيغة جيدة في التفريق بين الشأن الداخلي والخارجي، وزاد هناك تقاطعات مهمة في العلاقة يجب الانتباه إليها وهي ملفات حوض النيل وسد النهضة والإسلام السياسي، وقال يجب أن تعالج هذه الأمور بهدوء في مكانها خارج إطار العلاقة، مؤكدا أن الطرفين إذا نجحا في التعامل والوصول إلى حلول في هذه التقاطعات سيكون لها دور عالمي واستراتيجي.

سيعيد الاستقرار

علي السيد القيادي البارز بحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أكد أن السيسي يستطيع أن يجلب الاستقرار إلى مصر، واستطرد قائلا صحيح قد يعاني في السنة الأولى من الأمن والاقتصاد، إلا أنه سيعيد إلى مصر سيرتها الأولى في الأمان، وأضاف السيد يجب على السيسي أن يعالج أمور مصر بالحسم والحوار معا، فهناك قضايا لن تحل إلا بالحسم، وأخرى لا ينفع معها إلا الحوار، وعن شكل العلاقة مع السودان في ظل حكم السيسي المرتقب قال إن العلاقة بين البلدين مبنية على موقف السودان وعلاقته بالإرهاب، فإذا أصر السودان على دعمه للإخوان المسلمين وحماس، فإن استقرار مصر سيكون مقدما لدى السيسي عن أي علاقات، لافتا إلى أن أي تدخل سوداني في السياسة المصرية سيقابل بالحسم من جانب مصر، وأن الموقف السوداني الآن به قدر من التحفظ تجاه ما يحدث بمصر، وأنه يغض الطرف عن حلايب، وقال إن ذلك محاولة لتحسين العلاقة مع مصر، لكن السيسي يعي أن السودان هو العمق الأمني لمصر، وأنه يمول الجماعات الإرهابية، ولذلك هو يفهم المحاولات السودانية جيدا.

كارزيما السيسي

من جانبه قال الدكتور إبراهيم الأمين الأمين العام لحزب الأمة القومي إن مصر تمر بمرحلة خطيرة جدا ومعقدة، وأن هناك استهداف لأمنها، وبالتالي تحتاج في هذه المرحلة إلى عمل مكثف وإلى إدارة قوية بقبول شعبي لمعالجة كل الأزمات، وأضاف لـ(اليوم التالي) إن موقف القوات المسلحة من انتفاضة الشعب المصري في جميع المراحل كان إيجابيا ينطبق ذلك على ما حدث في 25 يناير و30 يونيو، مؤكدا أن اختيار السيسي في هذه الظروف إيجابي لما يتمتع به من كارزيما القيادة، وما يتوفر له من دعم من غالبية الشعب المصري، وقال لكن على السيسي بعد اختياره أن يسعى لتوحيد الصف والانقسامات بعضها بالمواجهة للذين شاركوا في أعمال هدامة، أما الذين يريدون أن يجهروا برأيهم ملتزمين بأمن مصر يمكن التداول حول إمكانية استيعابهم في العملية السياسية. وعن العلاقات مع السودان قال إن العلاقات بيننا يجب ألا تخضع لأهواء، وأن تتم بصورة تستخدم مصلحة البلدين، مؤكدا أن أي علاقة خارج ذلك لن تستمر، وقال إن هناك قضايا كثيرة بين البلدين يجب أن تناقش بشفافية، وأن يترك الأمر بعد ذلك للرأي العام في البلدين، فالعلاقة بين شعبين وليست بين نظامين، مشددا أنه يجب أن تبتعد القوى التي تستغل سوء التفاهم في العلاقات المصرية السودانية.

المؤتمر الوطني من جهته يجدد موقفه الدائم بأن ما يحدث في مصر شأن داخلي، وأن ما يختاره الشعب المصري أيا كانت خلفيته فهو خيار يحترم لأنه جاء بإردة شعبية، أما العلاقة بين البلدين فالزيارات المتبادلة مؤخرا بين المسؤولين هنا وهناك تعكس جدية وإرادة من الطرفين في ضرورة علاقات سليمة بينهما، إلا أن بعض الأطراف من البلدين دائما ما تصطاد في الماء العكر لأغراض سياسية ربما معارضة النظام هنا أو هناك، مع وجود حملة إعلامية موجهة تلقي بظلالة على العلاقات بما تجعلها متباطئة وتخلق في بعض الأحيان سوء فهم كبير بين الإدارة في البلدين، ويعتمد هذا الأمر على جدية الطرفين في بناء علاقة حقيقية بينهما رغم الضغوط الكثيرة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. العساكر إن دخلوا ارضا افسدوها وإن حكموا تسلطوا
    العسكر لايصلحون لشئون الحكم وان خلعوا زيهم
    أأتوني ببلد حكمه عسكري تتطور؟
    شعوب متخلفه التي تسمح للعساكر بحكمهم ولن تقوم لهم قائمة ماتولي امرهم اصحاب عقلية نفذ ثم فكر

  2. لكم الله يا شعوب العالم الاسلامي والعربي . الخيار بين عسكر ديكتاتورين عنيفين او ملوك متسلطين علي رقاب الشعوب والخيار الجديد اسلاميين منافقين . اللهم ارفع عنا الظلم والعذاب انا مؤمنون

  3. يا صباح موسي
    لقد نوهنا في مقال سابق وفي عهد المخلوع مرسي أن دولة الأخوان في مصر لن تستمر طويلاً والقادم الجديد ليحكم مصر سيضع أمامه مشكلة مياه النيل كأولوية وخاصة إن أبناء النوبة في مصر والسودان بدؤا بالتحرك للم شملهم ومطالبهم الأساسية أرض تخصص لهم وستكون مطالبهم القادمة حدود الدولة النوبية القديمة ابتداء من أسوان وحتي سوبا وهنا مربط الفرس حيث أن المصريون سوف يدعمون هذه الدولة الحديثة وسيختار النوبة الإنضمام الي المصريون في وحدة كونفيدرالية وهكذا ستكون حصة مصر من ماه النيل قد تضاعفت والأراضي الصالحة للزراعة قد تضاعفت إن شاء السودان أم رفض أضف الي ذلك إنفصال ولاية النيل الأزرق حتي سنار ويصبح السودان مدني والخرطوم فقط ورغم إنني كتبت مقالا بهذا الخصوص من قبل علي صفحات الراكوبة ولكن لم أكن أتخيل للحظة واحدة أن تصدق توقعاتي بهذه السرعة . ووزير الدفاع بالنظر لن يري أبعد من أنفه .

  4. لااعتقد ان السيسى سيعيد الاستقرار لمصر عندما يضيح رئيسا فهو من صنع الفاجعة التى يعيشها 90 مليون مصرى منذ الثالث من يوليو 2013 بل على العكس تماما ، ستكون مصر اكبر دولة تسودها الاضطرابات وعدم الاستقرار فى الفترة القادمة ، سيكون الهاجس الامنى هو الاهم بالنسبة للسيسى وذلك نسبة لعدد الجرائم الهائل التى ارتكبها هو وبقية العسكر حق شعبه ومعارضية ، وستصرف كل اموال الخليج السابقة واللاحقة لسحق معارضى السيسى وسوف تنعدم التنمية فى مصر لسنوات فضلا عن تدهور اقتصادى مريع ستكون نتائجة كارثية على فقراء الشعب المصرى ، ولكن فى تقديرى المفاجآت سوف تاتى للعالم من قبل الشعب المصىرى وهى كفيلة يتجاوز كل توقعات المحللين والكتاب الذى لايرون الا ظاهر الامور والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون .

  5. لا يصلح العسكرى قائدا لدولة، جميعهم اغتصب السلطة من على ظهر دبابة و ليس عبر صناديق الإقتراع. ليس هنالك من عسكرى فى الدنيا أتى به الناس إلى السلطة بالإنتخابات عدا ديجول في ستينات القرن الماضى بفرنسا. لم يصلح حسنى مبارك و لن يصلح السيسى. ماذا كان مصير عساكرة تونس و اليمن و ليبيا؟ بشار يحكم الآن بعقليه أبيه العسكرية و المذهبية و بنفس أركان حرب أبيه. أما آن لعسكر العالم الثالث أن يفهموا أنهم غير مرغوب فيهم من الشعوب و أنهم لا محالة منتهون إلى مزابل التاريخ دون استثناء؟ أما الذين يجثمون على صدورنا الآن فى السودان فمصيرهم أحلك من رصفائهم الذين سبق ذكرهم أعلاه.
    فى المقابل تستطيع أن تقرأ قصتي نجاح قائدين ( خادمين) إنتخبهما شعباهما فطورا بلديهما و أوصلاهما إلى مصاف الدول المتقدمة: مهاتير محمد فى ماليزيا حكم لدورتين إنتخابيتين و غادر بعد أن ترك إرثاً ثرّاً من الصدق و العفة وبرنامجاً تنمويّاً يستمر حتى عام 2020 . الطيب رجب أردوغان جعل من تركيا بلداً أوروبياً من حيث سيادة القانون و المؤسسية و التنمية المتوازنة و هو الإسلامى المستنير و ليس المتنطع الدّعى. إن العسكر لا يفقهون، هذه قناعة أكدتها الأحداث و صقلتها تجارب و مآلات قادة العلم الثالث من العسكر.

  6. ماهي أنجازات العسكر بعد 62 سنة من حكم مصر ألم تصبح مصر في ذيل الأمم

    أهم مشكلة تواجهنا كعرب هي هؤلاء اليساريين الإنقلابيين الذين يصفقون للإنقلابات إذا كانت في صالحهم ويتشدقون بالدعوة لنهاية حكم العسكر إن لم يكن العسكري منهم أو يلعب لصالهم

    حكم العسكر في مصر إلى زوال باذن الله بعد أن رفضه غالبية الشباب المصري وغداً لناظره قريب

    وأنتم يامحرري الراكوبة كفاكم دعاية لحكم العسكر والطواغيت الذين دمروا بلادنا ومستقبلها

  7. كل الادلة والبراهين والتجارب في كل الدول العربية التي حكموها عسائر كان حكمهم فاشل , بل واشاعو الحروب والقتل وسط المواطنين, بلا سيسي بلا مل , شخصية زي دي ما اعتقد تقدر تقدم لمصر شئ سوى الدمار.

  8. علي السيد القيادي البارز بحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ،

    وعن شكل العلاقة مع السودان قال
    إن العلاقة بين البلدين مبنية على موقف السودان وعلاقته بالإرهاب،
    فإذا أصر السودان على دعمه للإخوان المسلمين وحماس،
    فإن استقرار مصر سيكون مقدما لدى السيسي عن أي علاقات،
    لافتا إلى أن أي تدخل سوداني في السياسة المصرية سيقابل بالحسم من جانب مصر،
    وأنه يغض الطرف عن حلايب، ،
    السيسي يعي أن السودان يمول الجماعات الإرهابية،
    (انتهي)

    بئست الرجال و بئست الزعامات يا علي السيد- الاخوان المسلمين في مصر و وبينما هم يتعرضون للقتل بواسطة السيسي لن يقولوا مثل هذا الكلام في حق بلادهم مصر -هذا المسئول عن الحزب اللاوطني الذي يهدد و يتوعد و يبتز بلادنا و يطلق الاتهامات غير المؤسسة ضدها يبين مدي الاختراق الذي تعرضت له بلادنا بواسطة مصر فمهما كان راينا في حكومتنا فهذا امر يخصنا لا يجوز ان تتدخل مصر او عملاؤها فيه و عليها ان تعمل اولا لعقد مصالحة مع شعبها بدلا من قتل المواطنين بالرصاص و الحكم علي المئات بالاعدام بحيثيات مفبركة حيث يحاكم الضحية بجريمة المجرم التي شهدها العالم اجمع كما انه ليست هناك علاقة بين الاسلاميين في السودان و مصر كما و اهم ما في الامر انه اتضح للاسلاميين في السودان بكافة فصائلهم مدي خطورة العلمانيين و اللادينيين علي وجودهم مما يدفعهم الي التضامن و البعد عن الشقاق في وجه ما ترتب له القوي الاجنبية ضد الاسلام و المسلمين مثلما حدث في افريقيا الوسطي و ما يحدث بمصر حاليا – اننا نحترم و نقدر مصر و لكننا لا نقبل تهديد بلادنا و املاء الشروط علي حكومتنا كيف تتصرف و مع من تبني علاقة خاصة ان ايران علي الاقل لم تهددنا و لم تحتل ارضنا

  9. ليتكم اخينا الفاضل الشيخ محبوب عبد السلام اسديتم روح المناصحه و المشاوره لنظام القمع و التنكيل قبل المفاصله الرئيسه وبذلتم الجهد الجهيد حينما كنتم في قلب الحقيقه واعليتم كلمه الحق وقت ان كنتم هناك لكان اشجع واصدق واكثرها تعبيرا عن الزفر بكلمات هنا و هناك و من قلب عاصمه الضباب موجهه الى جنوب الوادي الذين هم في غنى عن تلكم الزفرات الواهيات – فليتكم اخي صمتا كمن بالقبور فهذا اجدى و ارحم لنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..