معقول.. تستهبلنا بعكازك!

ياسين حسن ياسين

يحكى أن أحد أمراء الزمن الغابر سعى جاهداً للاستحواذ على فتاة رائعة الحسن، ممشوقة القد، ذات صوت عذب وأداء بارع، بعدما تسامع بها الناس من كل حدب وصوب. بذل الأمير جهده للوصول إليها وجلبها إلى بلاطه ليستأثر بها دون الآخرين شأن الأمراء في كل زمان ومكان. ولتحقيق مأربه، طلب من عجوز داهية أن تحتال لاستمالة الصبية بكل ما أوتيت من حيّل. وبحنكتها ودهائها، مضت العجوز «وبيدها العكاز والركوة.. وهي تقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.. ولم تزل في تسبيح وابتهال وقلبها ملآن بالمكر والمحال» حتى استمالت الصبية اليافعة وخدعتها بالتقوى لتأخذها بعيداً من عائلتها وايقاعها في حبائل لا فكاك منها. ذلك بالحرف ما قالته شهرزاد في ليلتها ذات الرقم 238 ضمن حكايات ألف ليلة وليلة المتداولة بين الناس.
ما يلفت النظر حقاً هو عبارة: «العكاز والركوة والتسبيح والابتهال». فتلك كانت أدوات النصب والاحتيال التي يصطنعها الأمراء وصولاً إلى مبتغاهم في ذلك الزمن السحيق. فما أشبه الليلة بالبارحة؟ وإذا كان توظيف تلك الأدوات الشريفة لأغراض دنيئة يقتصر في السابق على قصص الخيال من قبيل ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، فقد باتت اليوم جزءاً من الواقع. العكاز ذاته، والتهليل بقدسيته والابتهال بحرفيته، وقد أمعن الحكام في استخدامها وتوظيفها بحكنة ودهاء لسرقة وطن كامل وأخذه أسيراً. وتكون المحصلة النهائية هي حرمان الناس من أجمل سني عمرهم ووضعهم في سجن نصبت جدرانه عالية منعاً لتسورهم إياه وتجرؤهم على اقتحامه. وبالرغم من ذلك فإنهم لن يكفوا عن السعي لتحرير أنفسهم وتحرير أسيرتهم لاستئناف حياتهم برغدها المعهود وحلاوتها المأمولة وما ألفوه فيها من حرية ظلت ديدنهم على ممر الدهور.

ما أشبه ذلك بما فعله، ويفعله، الأخوان المسلمون بالسودان؟ فبعد مضي ربع قرن من حكمهم المتعسف للسودان، يصلون إلى يقين بأنهم قد يئسوا من الاستمرار في وضع السودان أسيراً لفكر مأزوم وممارسة سياسية إقصائية فضلاً عن كونها لاعقلانية. كما باتوا على مثل اليقين من أن الوطن الذي استأثروا به قد تقزم قوامه وبترت أطرافه وجفّ النسغ في شرايينه، وكل أولئك بوازع من فكر مأزوم وممارسة سياسية تقصي الآخرين وتهمشهم دون أن يطرف لها جفن، إذ إن التمكين يمثل المسوغ الفقهي المقطوع بصحته وحسن مآبه! فبعد أن كان السودان، عبر تاريخه الطويل، معبراً انداحت من خلاله سماحة الإسلام لتعم القارة الأفريقية، بات خطاً أحمر ضربت من حوله سياج المقاطعات والعقوبات وإفرد إنسانه «إفراد البعير المعبّد» – أي البعير الأجرب الذي يوضع في وضع شبيه بالحجر الصحي. ولا غرو أن تكون دعوة الإنقاذ الأخيرة إلى «حوار وطني شامل لا يستثني أحداً» قد تمخضت عن ردود فعل متباينة تبايناً شديداً، فبعض الناس ينظر إليها نظرة بريئة كما لو أنها حالة من اليأس قد انتابت الأخوان المسلمون من جدوى حكم السودان بمقتضى وصفة علاجية ليست فعالة ناهيك عن السمية التي تنطوي عليها، وأنهم بذلك الإعلان يتراجعون عن خطل مواقفهم السابقة؛ بينا آخرون يرون أنها نموذج آخر من نماذج المراوغة التي دأبت عليها الإنقاذ طوال سنوات حكمها، وأنها محاولة لكسب الوقت ولصرف أنظار الشعب عن التدهور المريع في كافة أوجه الحياة من حوله. ومتى التقطت الإنقاذ أنفاسها اللاهثة المكتومة، فسوف تعود حليمة إلى قديمها.

إن الأخوان المسلمين يجيدون توظيف أدوات النصب والاحتيال بشتى ضروبها. فكم مرة بدأوا حديثهم وهم يستعيذون من الشيطان الرجيم، لنكتشف لاحقاً أن الشيطان كان يستبطن كل ما قالوه، بل كان الشيطان محرضاً لهم فيما قالوه. فكم مرة.. وكم مرة استعاذوا من الشيطان وقالوا لنا إننا سنمزق فاتورة القمح، وفاتورة الأغذية المستوردة؟ وكم مرة استعاذوا من الشيطان وحدثونا عن ثورة التعليم العالي وعن الثورة الصحية، وعن السدود التي أقيمت لنأكل مما نزرع ولتعم الكهرباء المدن والقرى وتتحول تكلفتها إلى ملاليم معدودة لدى المستهلك؟ ثم نأتي بعد خمسة وعشرين عاماً لنكتشف أننا نستورد القمح والسكر والوقود والكهرباء والملبوسات وبكميات أكبر مما كنا نفعل قبل 1989، كما نرسل أبناءنا إلى الخارج ليتعلموا بعدما اهتزت ثقتنا في مستوى جامعاتنا وكذلك نرسل صغارنا وكبارنا لتلقي العلاج عبر الحدود بعدما عزّ التداوي في الداخل وساءت إدارة شؤونه إلى أبعد الحدود وأقساها على المريض والطبيب معاً. ثم ماذا بعد؟ لم يبق للدولة من هيبة اللهم إلاّ داخل بيوت الأشباح حيث يُعذب الشرفاء على تجرؤهم وإعلانهم الهيام بفتاتهم الأسيرة واعتزامهم فك أسرها أياً كانت التضحية.

إن كذب الإنقاذ يستعصي على الحصر. إنهم ولا شك يراهنون على ذاكرة الشعب السوداني التي تستند إلى رحابة صدر «عفا الله عما سلف». إنهم يكذبون، ولا يرعون في كذبهم انسجاماً ولا عقلانية، ثم أنهم يطلبون من الشعب السوداني أن يقف إلى جانبهم مصدقاً ما يدعون، وإلاّ فالويل ثم الويل له. هذا الموقف من الحكومة تمخض عن أكبر نفاق سياسي تشهده الساحة السودانية عبر تاريخ السودان حديثه وقديمه: إذ تجد أن قيادات الأحزاب وفي أيديها السيوف مشرعة ضد الحكومة، لكنهم يجمعون بين علانية معارضتها وسرية مشاركتها السرير ذي الفرش الوثير والأغطية الدفيئة، كما يشاطرونها الأحلام الرغبية، والهلوسات المرضية، والغطيط الصاخب.. إلى درجة يستحيل معها أن تقطع يقيناً أهؤلاء معارضة أم أنهم حكومة.. «مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء».

بيد أن هذه الظاهرة تعتبر نعمة، وإن بدت نقمة في أول أمرها. فهي ولا شك نقمة بما تجره على المواطن من بلاء يمس الحد الذي تبقى من مقومات عيشه. أما وجه النعمة ففي كونها ستحدث فرزاً نهائياً للسودانيين ضمن فسطاطين اثنين لا ثالث لهما: ففئة حريصة على مصالحها الذاتية، ساعية إلى تحقيقها بكل السبل غير مكترثة بمصالح عموم الشعب ولا بمصلحة الوطن قيد شعرة، حسبما تدل عليه أرقام الفساد المتفشي بين المتنفذين في أروقة الدولة وتدعمه تقارير المراجع العام. ثم هي تستر مواقفها برداء ديني مهتريء، خيوطه التقوى الزائفة والورع الكاذب؛ وهذا هو بيت القصيد في الفرز الأخير. وفئة أخرى تدرك، أو ريثما تدرك، أنه لا يصح إلاّ الصحيح، وأن السودان وعاءٌ يتسع للجميع وأن عبقرية أبنائه كفيلة بتحويله إلى نموذج ناجح في التنمية والديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان دونما تمييز على أساس العرق أو الطبقة أو حجج التمييز الأخرى الواهية، وأن التنوع في الثقافات والأعراق يحمل جينات خلق وإبداع كانت السمة المميزة لكل الحضارات التي عرفها الإنسان. وأخيراً، فإنك لا تستطيع أن تبني صرحاً شامخاً جديراً بأهل السودان دون أن تزيل هذه الأنقاض جميعها إزالة تامة بتمام معنى «هدم الهدم» توطئة لتشييد وطن يليق بالإنسان السوداني ويكافئه على سنوات صبره وجلده الممضين. وحينها تزول أسباب التلويح بالعكاز والاستهبال بالابتهال.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تخلف مابعده تخلف .. لا إنجازات مثل الدول التى كانت في يوم من الأيام أسوأ مننا والان صار لها شأن عظيم ، الإنجاز ليس بهز العكاز والوعود الكاذبة والحليفة بأسم المولى عز وجل بدون إختشاء (لاحول ولا قوة الإ بالله ) اللهم أعوذ بك من سخطك
    .. تهريج ولسان بذئ يتحرش بالفقراء والمظلومين ويستفزهم .
    يالله فأنت كرمت الانسان أعظم المخلوقات ورفعته وسخرت له النعم وجاء هؤلاء (الكيزان) فعصوا أمرك وأزلوا البشر .
    ياترى كيف تكون نهايتهم ؟
    بشعة .. فظيعة .. كارثية .. اللهم لا ترحمهم .لان بشيرهم هذا قال في يوم : نحن ظلمنا ناس كتار!!
    ومازال يمد في غيه .

    كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُول وَنَمُدّ لَهُ مِنْ الْعَذَاب مَدًّا.

  2. شكراً يا أستاذ على التحليل الرائع

    أما عن العكاز فأكاد أراه وبالاً على المك في الغد القريب
    ألا رحم الله العقيد

    عازه حتقوم في الخرطوم

  3. إنتو ماسمعتو بالمثل البيقول ((( السكين من الدرب والعكاز من الكلب ))) نفهمكم كيف اكتر من كدي إنو العكاز ده طوالي في يد البشير ليه لانو كلهم في نظرو كلاب …افهموووووووووووووووا.

  4. قال القسيس دزموند توتو – في جنوب افريقيا: جاءنا المستعمر الانجيل وادوات الدجل ونحن نملك الارض والماء وكل مقومات الاقتصاد الفوي.
    أخذ منا الاقتصاد واعطانا الانجيل. ” هذا ما سيفعله اعضاء عصابات الانقاذ” نهبوا كل الثروات من البلد وتركوهوا جيفة لاتصلح حتى للضباع وستنطلي الحيلة على عصابات التدوير وإعادة التدوير – سيسلمونهم الجيفة المهترئة وسيهربون بما نهبوه من البلد وسندخل مرة رابعة في حكم إعادة التدوير الصادق – الميرغي – الميرغني الصادق وينتهي الامر كالعادة بإنقلاب عسكري الى يوم الدين.

  5. الأمر واضح أنه لا رجاء في هؤلاء القوم الجاثمين على صدورنا سنين عددا،،، ولا أمل كما قلت يا أستاذ في معارضة مكسورة الجناح فلذات أكبادها تشاركهم الحكم على أعلى مستوى (عينهم مكسورة بهذا وغير هذا) ،،،

    ثم ماذا بعد كيف الفكاك هذا ما ينبغي الكتابة فيه وقد ضاقت حلقاتها ،،،

    الأمل في معارضة شريفة موحدة لها منبر إعلامي يصل مداه إلى غالب المغلوبين على أمرهم وكخطوة أولى لنتجه للفضائيات وبمشاركة الجميع يمكن تحقيق ذلك فكم وكم جمع المغتربون من مال لحفر ترعة كانت تكفي لحفر نهر والله وحده أعلم أين ضلت تلك الأموال سبيلها ، شمار في مرقة!!!

    التفكير الجاد في الفكاك بكل السبل المتاحة والممكنة هو حق مشروع لمن أراد الحياة الكريمة ،،، والمساءلة واضحة فقد صرح مسؤول كبير من قبل قائلا ” نحن ما بنيدها بارررددددده ،،، وده ضراعنا ،،، و الدايرها يهز ضراعو” المساءلة بوضوح موضوع قوى وليس حوار ،،، لأنهم مستعدين للحوار والكلام والنقاش لقرن كامل من الزمان طالما أنه يضمن تربعهم على كرسي الحكم”

  6. وأن السودان وعاءٌ يتسع للجميع وأن عبقرية أبنائه كفيلة بتحويله إلى نموذج ناجح في التنمية والديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان دونما تمييز على (أساس العرق أو الطبقة أو حجج التمييز الأخرى الواهية،)
    اين (الدين) ؟! مقال جيد ولكنه (ضل) حين ختمت دون تسمية الأشياء بمسمياتها…
    لا أظنك ادرجته في ( حجج التمييز الأخري الواهية)!!
    معقول؟!!

  7. كلما اردت ان اكتب تعليقا على موضوع يمس دواخل النفس استأثر حديث النيل بالمبادرة فتراجعت الكلمات متاهبة لسبق اخر مع الاعتذار لكثرة الترداد !!
    حديث النيل
    يا نيل هل مرت عليـك حــوادث
    وقد كنت عنـها غافــلا وجهــولا؟
    مـا عهـدت مـذ خبـرتــك قابضـا
    كفيك عـن وطــن الجمال فتـــيلا
    وطن بــه بـدت المحاسـن جهـرة
    بآيــات حســـن تنزلـــت تنــزيلا
    كـل حسـن يدهشك حسن صـنوه
    ولـن تلــقى لــه أو لـذاك بديـــلا
    كـم تـأوه عنـــد شطــــك مدنـف
    ولكــم آسيــت شاكيــا وعليــــلا
    كنـت فـي دجـر الليالــي مؤانسا
    لمن جـاء يشكـو وحشة وخليـلا
    أما زلت في الصهد واحة ظامئ
    أما زلت في سدف الدجى قنديلا
    رويـت جدبـا بالنـدى فتمايلـــت
    أفنانـــه ثمــلا ذللـــــت تذليـــلا
    بكـل صـوب مـن نداك شواهـد
    هــي للجمـال تمـــثلا ودليــــلا
    سقـي بنوك مـن سلافـك نخـوة
    وعـزة نفـس مـا لهــن مثــــيلا
    غفـوت من طول المسير هنيهة
    ام العشريـن كان وقعهـن ثقـيلا
    فهـل بـك مــرت جحافل غـادر
    أمسى عزيزهـا مدبـرا وذليــلا
    إن مسنا ضـيم تدافعــنا صوبـه
    أخـو المذلـة لا يعيــش طويـلا
    الحق أن تحـيا الحيــاة بعــــزة
    وألا تمشـي بيــن الأنــام قتـيلا
    مـن أيــن أتــى هؤلاء تســاؤلٌ
    أفـلا أجبـت سؤالنــا يــا نيـلا؟
    حملناك بيــن الحنـايـا حقيــقـة
    وهمسـات شعـر رتلت ترتيـلا
    شمال يستنطـق التاريـخ رملـه
    وباسقـات بـه كم رفـدن خليـلا
    هل بكيت علـى جنوبنـا حسرة
    وذرفت دمعـا مثخــنا وعويـلا
    لما يمسك الشعـر عني حسانـه
    وما غصت يوما بالعباب طويلا
    وغربنا أبدى به الحسـن رسمه
    به المكارم قــد عشقـــن حلولا
    وشرقنا أيـات حسـنه أشرقــت
    بها المحاســن بكــرة وأصــيلا
    والجزيرة مــن نــداك فريـــدة
    قد توشحت تيجان السنا إكليلا
    مبسوطة الكفـين سائغة الجنى
    نشوى تزين بالجميل جميـــلا
    إن عتبـتُ فلا أخـلك زاجـــرا
    وهل على وله المحـب سبيـلا؟
    وهل رأيـت من بنيك على المدى
    يجـر علـى أرض الكـرام ذلـيلا؟
    يا نيل هــل مــرت عليك عمائـم
    فأنكرت منـها التكبـير والتهليلا؟
    هل أجيـبك ام تجبــني كأنــــــنا
    أخذنا مـن جـلل المصاب ذهـولا
    مــن أولاء؟ أهـم بنــوك حقيـقة؟
    ام شابهـوا الأصل فأتقنوا التمثيلا
    أمـا خبـرت فــي بنــيك سماحــة
    وطهر نفــوس لا تحسـن التأويلا
    مـا يجيــش علــى اللسـان سجيـة
    ولا تعــرف الغدرات والتبديـــلا
    أبنــاؤك در نضــــيد وجوهـــــر
    صغارهـــم وشبابهـــم وكهـــولا
    ما ينفع الناس يبقى الدهر خالـدا
    ما ضـر ليـس له لعمري مقيــلا
    يذهـــب الزبـــد جفــاء لعلــــــة
    كيـف استباح شواطـئا وسهـولا؟
    فاصفــر منـه بعـد ينعــه قضـبه
    وافســد منـــــا أنفســـا وعقــــولا
    فاقــد الشــئ لا يعطــــيه وإنمـــا
    ينضـح الإنـــاء بمــا بـــه مجبولا
    فان كـان ما فيــه طيـــب أذاعــه
    إن خبــث بــات بأســره مكبــولا
    يجهــد إخفــــاء القبيــح بإصـــبع
    ويحسب الطـل مـن عمـاه سيـولا
    يـرى انه الرأس فـي كـل موطـن
    رجرجة مـا عـداه بـل وذيـــــولا
    من ظن أن العلم أضحى برهــنه
    لــم يــدر منـــه خوافـيا وفصـولا
    نــور الحـــق لا يواريـه باطــــل
    مهمـا تدثــر فـي الخداع طويــلا
    يا نـيل لا تاســى سيقبـل جمعنا
    ليدك مـن حصـن البغـــاة فلولا
    لتهوي صروحا بنـوها بريــبـة
    اخــذوا هنــاك وقتـلــوا تقتيــلا
    كـم سقــوا بلـــد الكرام مذلـــة
    بكـــيزان ســوء ملـؤهن غـلولا
    لـم يرحموا منا صغيرا لضعفـه
    ولا شيخا من مـر السنين نحيلا
    اشـاعوا فينـا كـل خـبث ومنكـر
    وفتـنا ما اسطاعوا لهــن سبيـلا
    مقصدهـم تحطــيم كــل مورث
    مــن المكـارم تالــــدا وجميـــلا
    فــرق تســد اريقــوا كل دمائهم
    فبتــنا بــين مشــرد وقتيــــــــلا
    سرطـان شـــر احــاط بـــاذرع
    من الازلام والتدليس والتضليلا
    كـل جميـل فـي الحيـاة احــــاله
    قبحا ومسخـا مشـوها مشــــلولا
    يحلفــون على المــراء بجـــرأة
    بل يبتدرون التحريــم والتحليلا
    هل تناهى اليك وقــع حوافــــــر
    سئمن مـن نصـب الخنوع طويلا
    اما سمعت صهيلها عبــر المـدي
    يزلزل من جمع الطغـاة قبيـــــلا
    ما ألفـن سوى الجحاجيح صـحبة
    وما خبرن سوى العصي نــزولا
    رايــات ايمــان ترفـرف فوقـــها
    المرســلات لا جورا ولا تبديـــلا
    بالحـــق نطلقـــــــها ؟ الله اكبــــر
    لا اله الا الله تصديـقا وتفعيــــــلا
    سنهد قلاع الخـوف ليس يعيقنـــا
    من الاراذل ترهيـــب وتهويــــلا
    وتبلج الحق كالشمـس مســــفرا
    تلجلج الباطـل راجفـــا مخـــذولا
    ما النصر الا احتـــساب لساعــة
    تنبـت فيهــا مـن الطغــاة ذيــولا
    يعود للســـــــودان سابق عهــده
    بعزم رجال ما بدلـــوا تبدـــــيلا
    سحقا لقـوم يقتلــــون مكارمـــــا
    ويدعون ذاك لجاجـــة تاصيــلا
    ****
    ابو محمد

  8. المقال معبر وصف هؤلئك المجرمين المسمين بالمسلمين والاسلام برئ منه الي يوم الدين هؤلئك القوم محترفي اجرام وكذب ونفاق كل الاديان بريئه منهم براء الدم من يوسف عليه السلام والوطن قادر علي ان يلفظهم والسنوات القادم خير برهان، من اشد من عاد وثمود؟؟؟!!! المنافقون المجرمون يقولون نحن؟؟!! فهل من مغيث يااااالله.

  9. اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك وبطشك انك اعدل العادلين وانت ارحم الراحمين فقد اشترو باسمك الكذب وتحرؤا ان يسرقو ويقولو تمكين ويقتلو ملايين الضحايا ويقولو جهاد ويغتصبو ويفسدو في الارض ويبطشو بالناس ويفعلون المحرمات ومعهم هيئة علماء لتفتي لهم بحرمانية الخروج عليهم وفقة السترة والضرورة

  10. اوافقك على حرف كتبته اخ ياسين ….
    ممتاز جدا المقال لقد شخصت الامر تماما .. فعلا لابد من الهدم لكل البيت حتى يبنى على اساس المواطنة حتى ننعم بوطن يسع الجميع بعيدا عن الاخوان ” المجرمين ” والجهوية والعنصرية والطائفية السياسية المتأمرة ….

  11. امانه يا بشه عكازك ما عجيب بس كان نفسي يكون اتخن شويه . طبعا عارف لييييييه . الا رحم الله القزافي العقيد

  12. الأخوان المسلمين هم أعداء الإسلام الحقيقيين، بفكرهم المتطرف هم أخطر على الإسلام والمسلمين من اليهود والكفار والملاحدة، ألم ترى إلي أين أوصلوا السودان بدعوى إقامة الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية؟؟؟ وجدوا السودانيين مسلمين بالفطرة فأفسدوهم، ألا ساء ما يعملون.

  13. بدر مدر يا رواسي نحن بعاد لحقنا القيفة
    انت مدبج ونحن نقاسى فى برد امشير والموج والزيفة
    مركبك الماليها مطارق تمشي تقيف تسرح بى كيفه
    مرة مغارب ومرة مشارق وانت تخاف الريح وحفيفه
    ساوها زينة وفوقها بيارق وانت مدبج توب وقطيفة
    فيها المات والضاربه الفالق والسلمين فى حالة مخيفة
    كل الناس ترزح في كفة وانت وناسك فوق الدفة
    الدايشين والراسهم لفة والشاخصين فى المدى للضفة
    صوف افضالك فوقهم جوة فوق الموية وريقهم جفة
    من العطش النص اتوفى وباقى النص الفضل جيفة
    ….
    ضاقوا المر والحال استعصى الشغال واللاحق الحصة
    الواصال للرحم اتقصة والهداي مو لاقى الفرصة
    الرساي سافر ما وصى خلى محمد واحمد وحفصة
    الاطفال العرفو القصة سدت جوة حلوقهم غصة
    من الجوع الدم اتمصة واصبح كل الحلم رغيفة
    …..
    كل الراكب شاف احلامه دون احساس ماتت قدامه
    فنُ كتابه وكسر اقلامه لا الوالدين لا جار ما لامه
    ناس الحلة القعدوا وقاموا اصر والح يمشى كلامه
    هزموهو اخوانه البى الجوع نامو وكم خريج ما لاقى وظيفة
    …….
    يا الفكيتها وقلت لها سيرى وعارف انه الدنيا دميرى
    لا فى ضفاف لا شفنا جزيرى لا فى الحيرى ولا في الطيرى
    كسرت جناحها وقلت لها طيرى اتملكت الكانت ميرى
    يا السودت الناصع وجيرى ايد الحق صابونى وليفة
    ……
    قبلك كم متعلم وقاري عكس الريح فكولو الصارى
    مشدوهين متعشى وحارى ريسها شلته والبحارى
    كم سنوات علام البارى واقفى وهم شايفنها جارى
    بقينا هلاك والقيف متضارى لا حجار لا دوحة وريفة
    …..
    حسك عينك ما تتمادى وتنسى الراكب عنده ارادة
    الاهوال الشافها وخاضها كان فى مدرسة والا عيادة
    شفنا الايد الكان اجوادة يا مبتورة يا شحادة
    وياما رقاب كانت سدادة علمت الله من التعريفة
    ……
    يا ريسنا قدر مديرك فك الدفة وادها غيرك
    احفظ نفسك ترضى ضميرك وقف اوع تواصل سيرك
    كان طاوعتنى شن بيضيرك عرض اكتافك وفك البيرك
    لا هنى شكرا وكتر خيرك وكل انسان في الارض خليفة

  14. عكازو ده خليه يلمو لليوم الاسود الراجيهو وانشاء الله يكون عكاز مضبب وتخين عشان ما نفتش غيرو

  15. بـــدر مـــدر يـــا رواســـى نـحــن بـعــاد لحـقـنـا الـقـيــف
    انـت مدبـج ونحـن نقاسـى بــرد امشـيـر والـمـوج والزيـفـة
    مركـبـك الماليـهـا مـطـارق تمـشـى تقـيـف تـسـرح بيكـيـفـة
    مـرة مغـارب ومـرة مشـارق وانـت تخـاف الريـح وحفيـفـة
    ساوهـا زينـة وفـوقـا بـيـارق وأنــت مـدبـج تــوب وقطيـفـة
    فيها المات زو الضاربه الفالق والمسلمين فـى حالـة مخيفـة
    كـل النـاس تـرزح فــى كـفـة وأنــت ونـاسـك فــوق الـدفـة
    الدايشيـن والراسهـم لفـة والشاخصيـن فـى الـمـدى للضـفـة
    سـاولــك فـوقـهـم الـفــة فـــوق الـمـويـة وريـقـهــم جــفــة
    مـن العطـش النـص اتوفـى وبـاقـى الـنـص الفـضـل جيـفـة
    ضاقوا المـر والحـال استعصـى الشغـال واللاحـق الحصـة
    الـواصـل للـرحـم اتقـصـه والـهـداى مــو لاقــى الـفـرصـة
    الرسـاى سافـر مـا وصـى خلـى محـمـد واحـمـد وحفـصـة
    الأطـفـال العـرفـو القـصـة ســدت جــوه حلـوقـهـم غـصــة
    مــن الـجـوع الــدم اتمـصـه واصـبـح كــل الحـلـم رغـيـفـة
    كـل الراكـب شـاف احـلامـو دون احـسـاس مـاتـت قـدامـو
    فـن كتابـو وكسـر اقـلامـو لا الوالـديـن لا جــار مــا لامــو
    هزموه اخوانو البى الجوع ناموا وكم خريج ما لاقى وظيفة
    يـا الفكيتهـا وقلـت لهـا سيـرى وعـارف إنـو الدنيـا دمـيـرى
    لا فى ضفاف لا شفنا جزيرى لا فى الحيرى لا فى الطيرى
    كسـرت جناهـا وقلـت لهـا طيـرى واتملكـت الكانـت ميـرى
    يـا السـودان الناصـع وجيـرى ايـد الـحـق صابـونـة وليـفـى
    قبلـك كـم متعلـم وقــارى عـكـس الـريـح فكـولـو الـصـارى
    مشدوهـيـن متعـشـى وحــارى ريـسـهـا شـلـتـه والـبـحـارى
    كـم سنـوات علامهـا البـارى واقفـة وهــم شايفنـهـا جــارى
    بقينـا هـلاك والقيـف مضـارى لا حجـار لا دوحــة وريـفـة
    حـسـك عيـنـك مــا تتـمـادى وتنـسـى الـراكـب عـنـدو إرادة
    الأهـوال الشافهـا وخاضهـا كــان فــى مـدرسـة ولا عـيـادة
    شفـنـا الإيــد الكـانـت اجــواده عـلـمـت الله مـــن التعـريـفـة
    يــا ريـسـنـا قـــدر وديـــرك فـــك الـدفــة وادهـــا غـيــرك
    احفـظ نفسـك ترضـى ضميـرك وقـف اوع تواصـل سيـرك
    كان طاوعتنـا شـن بيضيـرك عـرض اكتافـك وفـك البيريـك
    لا هنـى وشكـرا وكتـر خيـرك و اي انسـان فـى الأرض خليفـة

  16. البشير بلقى الغنم قدامو ؛ داير إسوى ليهم شنو
    شوف الشعب ليه بمشى إنتظرو ؟
    سؤال مالاقى ليهو إجابه

  17. يعني شنو لو السوريين جو استوطنو في السودان شي عاي ناس اصابتهم كارثة في وطنهم وطبيعي انو يبحثو عن ملاذ امن ،،تانيا الارض لله وهي لله ياتي الاصلح لتنمية واعمار ارض الله طالما تكاسلتا نحن السودانيين وتركنا فلاحة الارض في البودي والارياف ،،السودانيين اكسل شعب علي وجه الارض ونحن معروفون بالاتكالية تجب ان نعترف بذالك ،،تجد شخص واحد يعمل والاخرون عالة عليه فتراه يهج في بلاد الله حتي يومن لهم الغذاء والكساء ،،وهذه ظاهرة من الكسل لاتعرف الافي السودان!!!!افتحو البلاد لكل شعوب الارض لنستفيد منها في النماء،فكل بلاد العالم مفتوحة للمهاجرين من اميركا واربا وحتي الخليج ،،مرحبا بالسوريين ومرحبا بالبدون ومرحبا بالصوماليين ومرحبا بالفلاتة ومرحبا بالجميع ،،،مرحبا بهم مستوطنين ومقيمين شرعيين فالسودان ليس ملك لاحد ،،،كلنافيما سبق اتينا من بلاد ما،،،،

  18. والله الغد القريب ده زاتوا ما عرفناه متين ؟ انتم تحلمون يا وليدات ام ما هذا الهراء الذي تكتبون وانتم اجبن من ان تفعلوا شيئا! انا متاكد لو كانت السلطة ده عند غير الكيزان لاسقطوها من زمان لانهم فعلا شجعان يا فارات ؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..