مقالات وآراء سياسية

بين رضوان الفنّان وحسين خوجلي (وزولي الما جا)

أحمد الملك

لا مفر من الوقوع في فخاخ الحزن في الذاكرة! أثناء تفتيش طابور الوجوه التي تصطف في ضوضاء المغيب ، في وهج رياحين الذاكرة. تتساقط الصور مثل شريط سينمائي، الصبايا يتدافعن في مواسم قطع التمور، الجلبة في قلب القرية ليلة عيد الفطر، غناء الصبايا في مواسم الحصاد. فجأة رأيت وجها يتقدم صفوف الانتظار، يسبقه نغم يحفر أخدودا في قلب الذاكرة تتساقط فيه ذكريات زمان حسبته ضاع في النسيان. رأيته يعمل بجد في جمع محصول التمر. وفي الاستراحات حين يهبط الرجل الذي يقوم بقطع سبائط ثمار النخيل، ليرتاح قليلا قبل ان يصعد الى شجرة اخرى، كان رضوان يغني على طنبوره، كان يحفظ اغاني البنات التي تؤدى في مناسبات الاعراس. كان صوته يرتفع أحيانا في الجروف الغارقة في ماء الدميرة:

أنا زولي ما جا يمة انا زولي ما جا!

ولأن هذا الزول أدمن عدم (الجية) أدمن الغياب. كان هو يعلن سأمه أحيانا من هذا الزول، الذي يغني له الناس جميعا دون ان يستطيع أحد ولا حتى أكثر العرّافين شهرة الجزم بمكان وجوده، ففي حين تؤكد نسخة قديمة من الاغنية: أنه في الكويت (باني بيت)، ويبدو أنه قنع من الوطن وخيرا فيه، قنع من نأكل مما نزرع ومما نقلع ومن خطاب الوثبة وخطاب (الكضبة). تعود نفس الأغنية في طبعة تسعينية لتؤكد أنه في (توريت) مات شهيد! في تماه جهادي مع إعلام الكذب الحكومي، ورغم أن ملف القضية المزمنة يفترض أنه أغلق بموته التأصيلي، لكن الأغنية سرعان ما تعيد اليه الحياة لتعطيه في نسخة أخرى صفة علماني سعيد (كمّل الفرحة وخلاني منشرحة).
إنتهى رضوان الى القول: لو كان ماشي بالخلف كان وصل!!

كان العالم سعيدا في زمن الانتفاضة. قبل وقوع الكارثة. كان العالم كله يمارس الحياة بضراوة كأن الجميع شعروا بوقع خطوات الانقلاب المشئوم الذي يسير الموت في معيته حذوك النعل بالنعل، الانقلاب الذي كانت تنسج أشرعته في الغيب الجماعي والانشغال بممارسة الديمقراطية، التي سيسميها الانقلابيون وصحافتهم فوضى تستلزم ظهور النبي العسكري الذي سيستعيد هيبة السلطة ويملآ الدنيا ضبطا وربطا وجورا.

ينسجون شراع انقلابهم من قماش الاهمال الرسمي والاستهتار الطائفي. الشراع الذي سيصبح (كفنا) لطموح بلدنا نحو الحرية والاستقرار والوحدة ودولة القانون.
لم يعد (زولي) وحده من يمشي بالخلف. قطار وطننا أيضا أصبح ومنذ بيان الكذبة الأولى يسير الى الخلف. حتى وجدنا أنفسنا نرزح في قرون جاهليتنا الوسطى. دولة القبيلة. ندمن هز ساعاتنا في زمن(البكور) لنعرف في أي قرن نحن.

يطلق حسين خوجلي طائر شؤمه المسمى ألوان، تصنع من الديمقراطية الوليدة وحكم القانون، جنازة وتشبع فيها لطم، (تلّمع) في قيادات المستقبل! عينك يا تاجر، تنسج من بحر أكاذيبها خرابا متعمدا وإنهيارا وشيكا في كل شئ، وتنادي معتصماه! دون وجود حتى نساء يسحلن في طرقات عمورية ، فيلبي بشيراه النداء: فارس دينكيشوتي، ينتمي لعصور ما قبل التاريخ، يأتي في زمان أغبر. لو رآه دون كيشوت لأسف على اضاعة عمره في منازلة طواحين الهواء، فليس أسهل من الانقلاب طريقا لسعادة الدنيا وللشهرة ودخول التاريخ من أوسع أبوابه. ترتسم على وجهه (تكشيرة) عسكرية تخفي جزعه الدنيوي وحبه للتسلط، لتعطي إنطباعا أوليا بجديته في إستعادة هيبة السلطة! وإنه خير من نستأجر ونستجير بقوته وأمانته، ليكتشف الجميع أنه: أسد فقط حين يشن الحرب علي بني وطنه الذين يفترض به حمايتهم. أما في حرب الفساد وجيوش الاجانب التي تحتل الاراضي، فيصبح بقدرة قادرنعامة ربداء تجفل حتى قبل أن يصفّر الصافر! يا للكارثة. لقد إستولى على السلطة من يكذب ويصدّق أكاذيبه! لو قرأ هذا المعتوه ومن خلفه جوقة النفاق والاعلام الكاذب فقط تاريخ الاسلام الذي يتشدقون بالدفاع عنه، لعرفوا أن هيبة السلطة مناطها العدل، مناطها أخلاق الحاكم القويمة، الذي يساوي بين مصيره ومصير بغلة تعثر في أرض العراق! وليس التكشيرة والعصا التي ستتحول لاحقا الى بندقية سريعة الطلقات تزرع الموت والدمار في أرجاء الوطن كله. يأتي راكبا صهوة جواد الحركة الاسلامية المريض، المتوثب للسلطة. ترى نفسها أحق بأية إمتيازات دنيوية او أخروية. تنّصب نفسها راعيا رسميا للبشر تعيد صياغتهم وتربيتهم، بما يضمن طاعتهم لأولي الأمر، والزهد في الدنيا طمعا في نعيم الآخرة.

جريمة واحدة اختطاف فتاة وقتلها جعلت منها ألوان انهيارا تاما للقانون والاخلاق! وإستخدمتها مسمارا في النعش الوشيك للنظام الديمقراطي. فملأت الدنيا زعيقا، حتى بات الناس يخافون أن يخرجوا الى الشوارع فيتلقفهم الجناة القتلة. وهاهو صاحب الألوان، بعد أن اكمل دورته القوس قزحية، وجاء ليتربع فوق (وجوهنا) يتناسى الملايين من ضحايا العهد الذي بشّر به. ضرب الناس بالرصاص في المساجد. هدمت القرى فوق رؤوس أهلها. عذب الناس في بيوت الأشباح وأغتصبت الحرائر في بيوت أجهزة الأمن، التي يفترض أن تنشر الأمن في الربوع، فإذا بها تشيع الموت والخوف والدمار. أصبح الموت هو القاعدة والحياة هي الاستثناء. ولا حياة لمن تنادي. كل من تنادي أصبح في عداد المفقودين.

الجنرال الانقلابي سيكون الوحيد الذي يدخل من باب التاريخ، ثم يثب خارجا من فوق جداره، يركل نفسه بنفسه ليسقط خارجا. تلاحقه لعنات شعب لم ير في تاريخه مثيلا للظلم الذي وقع عليه في عهد جنرال توازت لديه رغبات التسلط والشروع المعلن في الرقص فوق أشلاء وطن.

حسين خوجلي الذي كان في أيام الديمقراطية يلّمع في المجهول، (يلّمع من لا يستحقون كما إعترف) يعود ليمارس الآن نفس أدواره القديمة، بل أسوأ منها، فبدلا من المجهول، يشكّر الآن (الراكوبة) في الخريف وعلى رؤوس الأشهاد. بعناية جزار محترف يحاول تسويق (الشخت والعظام الصدئه) بإعتبارها لحما. يزيح بعض الأسماء من المنضدة أمامه ويقدم أسماء أخرى قديمة بإعتبارها لم تكن تملك الحل والعقد، بإعتبارها لم تتلوث في المستنقع الذي أنتنت روائحه حتى الأرواح. دون أن ينتبه الى أنه يمارس نفس لعبة ألوان القديمة. الفرق أنه ينطلق من مرحلة زمنية ترقى الى عصور الاستبداد الوسطى وليس الى عقد الثمانينات زمان الانتفاضة. يستخدم التكينيك نفسه : الاشخاص! لو أنه صادق، لو أنه يفهم أن المشكلة ليست في الاشخاص بقدر ماهي في النظام، بقدر ما هي في دولة القانون، دولة الصحافة الحرة. دولة المؤسسات الراسخة القوية. التي يتضاءل دونها الأشخاص، يصبحون مجرد أشخاص، يعبرون من أمامها فيما هي ثابتة مثل الجبل. لو أنه يفهم ذلك بعقل وقلب مفتوح على الاخلاص لهذا الوطن، وليس للموازنات وأرباح الاعلانات: لما شن حملته الألوانية الأولى لتدمير دولة القانون التي ولدت من رحم معاناة شعبنا وتوقه نحو الحرية والانعتاق. ولما غرق في الحملة الثانية لانقاذ و(تلميع) من أضاعوا بلدنا، من أضاعوا وطنا عرضوه للبيع في كل محفل وبالتقسيط المريح.

حقا أن زولي (لسة) ما جة كما ظلت الأغنية تؤكد في طبعاتها اللاحقة. زولي تخلى عن طموحاته الجهادية، وإنسحب من موته عائدا الى الأغنية. قنع من خير الدنيا بالاياب. رضوان الذي بقي وفيا لفنه، ولأزمنة ما قبل الطوفان. قررأن يتفرغ لقضية (زولي). سألت عنه أحد الاخوة وعرفت انه بخير. نجا من كشّات التجنيد الاجباري، ومن جائحة الاسهالات المائية، نجا من الفجوة الغذائية، ومن الموت كمدا أو جوعا.
سألت: شغال شنو؟.
جاءتني الاجابة: شغال فنّان!
حتى وقت قريب لم يكن البعض يصدقون أن الفن يمكن أن يكون شغلة. مثل جارنا المسن الذي سأل فنانا متجولا عثر عليه في إحدى الحفلات.
عندك ملوية؟ ( أي هل لديك عمل؟
فقال الفنان: لا ( يبدو أن الفنان نفسه لم يكن يعترف أن عمله كفنان يجب أن يسمى عملا.
عندك عس لبن؟
أي هل لديك ماعز للبن؟
فرد الفنّان الذي يبدو أنه لم يكن من عشاق حليب الماعز: لا!
فسأله المسن بصبر نافذ: عندك شنو طيب!
تنفس الفنّان الصعداء. أخيرا سؤال يصلح للإجابة، وقال: عندي طنبور!
قال المسن خاتما حوار الطرشان الفني: سوهن إتنين!

رضوان سوّاهن أربعة، ليس أربع نساء مثل اهل النظام، أنشأ فرقة موسيقية. حين بدأ في إحتراف الفن كما عرفت. كانت فرقته فقيرة ومرهقة. ينام العازفون أثناء الفواصل وأحيانا داخل الاغنية. بسبب أعمالهم الشاقة اثناء النهار لكسب العيش في زمان الانقاذ. وبسبب فوضى ضجة الموسيقى والعرقي الجيد لم يكن هناك من يميز صوت الشخير من صوت الآلات الموسيقية والساوند سيستم المشروخ. تقفز العناكب أحيانا مع ضربة قوية للطبلة بسبب الفقر وقدم الآلات الموسيقية التي إنتهى زمانها الافتراضي قبل قرون. فوضى الموسيقى الترابية كانت تترك أحيانا أثرا رومانسيا سيئا في نفوس بعض السكارى الذين يبحثون عن أنغام تاهت عنهم منذ ثمانينات القرن المنصرم. فيبدأون بالعراك وتحطيم كل شئ. لكن رضوان الذي يملك جسدا قويا. كان يؤمن أن الفن يحتاج أيضا لمنطقة خضراء لحمايته من عشّاق البهجة الانتحاريين.
المعجزة أنه كان يواصل الغناء أثناء ضرب السكارى المزعجين. كأنه ينتقم من ذلك (الزول) الذي لا يجئ رغم أننا نغني له منذ منتصف الثمانينات: زمان الانتفاضة! يمة أنا زولي ما جة يمة!

[url]www.ahmadalmalik.com[/url] [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (كان العالم كله يمارس الحياة بضراوة كأن الجميع شعروا بوقع خطوات الانقلاب المشئوم الذي يسير الموت في معيته حذوك النعل بالنعل، الانقلاب الذي كانت تنسج أشرعته في الغيب الجماعي والانشغال بممارسة الديمقراطية، التي سيسميها الانقلابيون وصحافتهم فوضى تستلزم ظهور النبي العسكري الذي سيستعيد هيبة السلطة ويملآ الدنيا ضبطا وربطا وجورا.)
    حفظك الله ….

  2. دايما مبهرنا بالساعه (الذهب) وبالخاتم (الفالصو ) بس فاقد يرسمو ليه زي رسم ندي القلعه ويكمل الوهمه .

  3. شكر الأستاذ أحمد الملك
    سوف يأتي باسم الثقر يلوح بالأماني مل عينيه بريق وغموض ومعان

  4. يا لهما من صورتان معبرتان ، صورة سي حسين ،، و صورتك القلميةالتي رسمت بها لوحة في قمة في الوضوح و التعبير عن واقع الحال و زولنا الماجا،،، يا ليت الأقدار تعجل بمجيئه فقد هرمنا ،،،

  5. هكذا يجب ان تكون الكتابة
    العيب ان موضوعها كان هذا ( الفاتية )
    هو لا يستحق ان ينتقد بمثل هذه الروعة
    هو يستق فقط ( العفس ) وان كان فى ذلك
    متعة له , لذلك اقترح أن يعقبه ( بول )

  6. واضح ان قناة ام درمان الفضائية اصبحت نقمة على حسين خوجلى…فقد روجت له ترويجا لم يجده فى صحيفته الوان…غير ان هذا الترويج لم يكن الا نقمة عليه…فالرجل تاريخه شمولى وطبل للشمولية على مدى جيل كامل…وحاليا يريد ان يتوب…ولكن حتى توبته شكلها خائب…ونسى حسين خوجلى ان هناك اشخاصا لاينسون الماضى…ولايحيدون عن الحق…ويمتلكون ناصية الكلمة وسحر البيان…مثل الاستاذ احمد الملك…مثل هؤلاء الاساتذة استفادوا من الانتشار الاعلامى لحسين خوجلى ليكشفوه للناس وباسلوب اقوى من قناته الفضائية…فكل مازاد حسين خوجلى انتشارا اعلاميا…زاد الانتشار الاعلامى المضادله والكاشف عن سوءاته ومواقفه التافهة

  7. اخونا احمد الملك والملك لله لماذا كل هذا المعلقة الطويلة في شخص لا يحتاج لوصفه ونقده سوا كلمتين او ثلاث وان زادت لا تزيد عن الخمس فهذا كالبقرة الحلوب التي يجف ضرعها في موسم الديمقراطية ويمتلئ في مثل هذا الوضع البائس الا تراها ممتلئة البطن والارداف والضرع فهذا موسمها

  8. انا ما عارف حسين خوجلي ده هو منو ذاتو؟ كل يوم حسين خوجلي في الفضائيات في الاذاعة في الصحافة
    يتكلم عن هموم الشعب السوداني والله ده كلام غريب جدا جدا وهو متين خرج من ثوب المؤتمر الوطني عشان يتكلم في هموم ومشاكل الشعب السوداني الحر ده, وانت يا حسين واحد من الذين وصلت السودان في هذه المرحلة حرقت دارفور قسمتو السودان فصلت اهلنا الجنوبيين الطيييبينن ان شاء الله لك يوم يا حسين يا متعفن ومنو الصرح ليك ان تتكلم بأسم الشعب السوداني؟

  9. وانا فى سهلتى الواسعة دى برضو بشكر لكم مدن حسب عدادات اهلها ونحن قناتنا دى بتكلف الشئ الفلانى وناس الجهاز ما مقصرين بس البحر ما يابى الزياده ومحتاجين لشوية دفره هسع ناس كوستى وبربر بجيوبهم الغليده لو فكونا برشه فى الحرايه بتاعت الدولار الطالع على كيفه على الطلاق اشكرهم شكر واروج لهم فكرة مدنهم النموزجيه دى تبقى احلى من بيروت وباريس وهم شويه ناس كوستى وبربر لما تلاقى الواحد هاشى وباشى والله تقول الواحد امين بامانة المؤتمر الوطنى معطر ولامع
    ونحن فى دولة مشروعنا الحضارى وبفكر ووعى ثعلبنا المكار الراجع لغابته بعد ان فك الزعلة وركب الطياره ح ننضف لكم بالجنجويد دارفور وكردفان ونطلع لكم زيت التمرد وونكنسها زى ما كنس وليدنا الفالح ام درمان وخلاها تلمع زى صلعة الحاردلو عليه الرحمه ونحن ذراريرنا حكايتهم عجيبه وعندهم معجزات وهسع زولنا ده شغال كنس فى ام درمان لحدى قريب الصباح والمدهش تسعه صباح بالتمام تلقاهو قاعد فى مكتبه بتاع المعتمديه والله قادر الناس دى ما تفرطو فيهم ويمرقو ليكم شوية صعاليك بكوراريك زى
    نحن مرقنا مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا ويحسدونا ومعايا الامبراطور الطبى على مستشفياتنا وجرايدنا وازاعتنا وتلفزىونا الاكثر مشاهده بس كترو لنا الاعلانات وتصبحون على خير

  10. ينسجون شراع انقلابهم من قماش الاهمال الرسمي والاستهتار الطائفي

    في ثنايا هذه الجملة تكمن الحقائق والمتسبين في حالناهذا منذ25 عاما
    هل لأحدكم قولا حاسما يطفئ ناري نحو الصادق والميرغني والطائفيّة؟
    جلبوا هذه المواشي وأطلقوها في مرعى الوطن لتقضي علي خضرته وتتبوّل على إنسانه
    فوّضنا أمرنا فيكما لله يالصادق والميرغني:
    تسببتما في تحطيم الوطن ومازلتما تعملان لإطالة عمر المخربين!!!

  11. يا سلام يا صديقي أحمد ، صحيحٌ أنّ ” البحر الما فيهو تمساح يقدل فيهو الورل ” يقدل بمؤخرته الضخمة وعلى رأسه عمامة كبيرة وعلي يديه اليواقيتُ خواتم . أتحسَّرُ كثيراً وأأسفُ حين يصف الناسُ في بلادي مثل هذا الورل وآسن البِرك التى عليها يتمرَّغ بأنه مثقّفٌ يسبحُ في بحور الفن والثقافة . وبعضّهم يصفه بـ : الأستاذ !! أستاذ مرَّة واحدة !! هذا كثيرٌ ، أيها الناسُ ، وجارح . جارحٌ لكأنَّ رحمُ هذه البلدة ، الظالمُ بعضُ أهلِها بعضَهم الأعمْ ، لم ينجب محموداً كمحمود محمد طه أو شريفاً كمحجوب ود مريم بِت محمود أو طيِّباً صالحاً كالطيِّب صالح أو عبداً طيِّباً كعبد الله الطيِّب المجذوب أو سمندلاً كطائر النِّار ينهضُ ، كل حينٍ ،من رماده شاعراً.. “تائهٌ عاد يُغنِّي بلسانٍ ويُصلِّي بلسان ” اسمه محمد عبد الحي محمود أو مكّاً ككره الفكرُ والأدب كعلي المك أو كجوراً حكيماً خارق القوىَ ؛ واحداً يتثنَّى ثمَّ يتوحَّد في عودٍ أبديٍّ بإسمين : دينق ماجوك .. بابو نمر أو للدِّقة قُل : دينق نمر ، بابو مجوك . جارحٌ و مؤلم تحلَّق الناس حول ورلٍ يتمرَّغُ ويبلبط ، وهو يزعمُ العوم ، في بركةِ ايديولجيا الاسلام السياسوطفيلي .
    مرّ في خاطري وأنّا أقرأك ، يا أحمد ، صوتُ خليل الفرح الثاقب الذي انجبته هذه الأرض ومرَّ سريعاً كطيفٍ لا يلوي على مجد :
    يا بلادي كم فيك حاذق
    ……
    ……
    إلي أنُ يقول ، رضيَ اللهُ ُ عنه وأرضاه :
    ما يئسنا الخير عودو سايق
    الحيْ يعود إنْ أتىَ دونو عايق
    إلي يوم اللقااا دُمتَ رايق
    السلام يا وطني السلام .

  12. حسين خوجلى حسين خوجلى ذكرونى بيه بعد البشير اذا الزول ده تانى ظهر شوفليكم حل يا نشيل منو العمه ولى الخواتم ولى العبايه المهم نغير شكلو ده لانه شكلو مقرف وكلامه ما يفرق عن شكلو حكومه البشير دى ورتنا حاجات غريبه من كل الانواع

  13. التحية لك يا أحمد المك على هذا النقد الجميل و البناء …. و هكذا يجب نكتب أو لا.

  14. تقفز العناكب أحيانا مع ضربة قوية للطبلة بسبب الفقر وقدم الآلات الموسيقية التي إنتهى زمانها الافتراضي قبل قرون………….. تصوير مدهش للفقر ربنا يخضر قلمك يا استاذ هكذا الكتابه والا فلا.

  15. كان منفياً ومطروداً من المكان ..
    وكان منبوذاً من الزمان ..
    وكان منذ كان ..
    يمارس التحنيس والتبخيس .. والتهويش باللســان ..

    وكان جاهـزاً .. عل مدار الوقـت ..
    كامل الأوصـاف والألـوان ..
    يفهم من إشـارة ماذا يُراد منـه .. في الحين .. وفي الأوان ..
    وكان قواداً رساليـاً .. يشيع الخمر والأفيـون والإدمـان ..
    وكان دائماً يجيد الرقص والتهريـج … أو غنـاء أرخص الأغـان ..

    وهكذا صار يجالس الصغار والكبار..
    يروي لهم سواقـط القول .. وآخر النكـات والأخبـار ..
    وهكذا ظن الشقي .. أنه صار من الكبــار ..
    ومرت الأعوام .. تلو العام .. بعد العام ..
    فصار من بطانة الحكام ..
    وصار أقرب المقربين للنظام ..
    وصار مثلما وكيفما يشــاء .. يسرق وينهب ما يشـاء ..
    يقول ويفعل ما يشاء .. يبتز خلق الله .. يبتز دين الله ..
    يمارس التهديد للبنوك .. والوعيد للتجـار .. في وضـح النهار ..

    وصار عند الناس كالقضاء ..
    ينقض حينما وحيثما يشـاء ..
    ويشتم الأحياء والأموات ..
    ويهتك الأعراض والحرمات ..

    وصـار إسمه.. (فاتية النظام) ..

    وصار رسمه (المهرج الشتام) ..
    يشتم من فجاج الأرض .. حتى زرقة السماء ..
    يشتم من صباح الخير.. حتى هدأة المسـاء..

    لم ينـج أحـد .. من الشتائم السوقية البلهـاء
    .. لم ينـج حتى الله ..
    لم ينج حتى أنبياء اللـه ..
    لم ينج حتى صحبة الرسول ..
    لم ينج وطن ولا شعب ولا مسؤول ..
    من رجس هذا المرض اللعــين ..
    هذا الذي يسعى على ساقــين .. مصلوبين تحت قبة عجفــاء ! ..

    وهكذا صار مسليمة الجديد .. حامي حِمى الإسلام
    ..
    وأصبح المُنظر الرسمي للبلاد ..
    وأصبح المفتي الذي يُفتي شئون الدين والعبـاد ..

    يا سادتي الكرام .. أن مسيلمة؛ هذا .. أخطر من مسيلمة القديم ..
    فمسيلمة هذا .. ليس له من الإسلام غير ركعة السجود ..
    ولا يعشق في الدنيا .. سوى الركوع والسجود ..
    لكن .. لغيـر الله ! ..
    كان يمارس الدعارة الجسدية وصـار الآن .. سلطان الدعارة الفكريـة ..
    كان له رأس مسفلت .. كانه مفازة جرداء ..
    فليس تنمو فيه عشبة .. وليس فيه قطرة من ماء ..
    وظل حول خمسين سنة .. يدس تلكم الصحراء .. في عمامة بلهـاء ..
    يسعـى بها .. من دغش الرحمن حتى آخر المساء ..
    يمشي الى الحمام … بالعمامة البلهاء ..
    يسامر العشاق … بالعمامة البلهاء ..
    يمشي الى سرير النوم بالعمامة البلهاء ..
    ويصلي الصبح ? إن صلاه ? .. بالعمامة البلهاء ..

    فأي رجل .. هذا الذي يندس في عمامة بلهاء..
    وأي فكر سوف يأتي من عمامة كسشوار النسـاء ..
    تداخت في عصره الأشياء .. فأصبح الرجال كالنساء ..

    إلى متي يا وطني ..؟
    يا أيها الطيب .. والمتعب .. الصبور ..
    إلى متى يهين وجهك الكريم .. ذلك المهرج المذكور ..
    إلى متى يبول في عينيك هذا العاجز العجوز والمكسور ..
    إلى متـى .. تختلط الأمور .. حتى يصبح المأبون سيد الأمور..
    إلى متى ؟ .. يظل الفكر فاجراً .. كأنه ضرب من الفجور ..
    إلى متـى يموت الناس بالجوع .. ويتخم السارق والفاسق والمحظور..
    إلى متـى .. يبرطع السوقي.. والدعي.. والمخصي والموتور .
    . وكل رأسماله .. طفولة مريضة مشحو

    * قيل ان القصيده للشاعر سيد احمد الحردلو

    وقد شهرها فى وجه حسين خوجلى حين تطاول

    رهيبه وستشهرها كلما جاء ذكر حسين خوجلى

  16. هذا الخبيث الخنيث الخسيس ، قال أن حزب السودانيين ، الذى يروج له، سينطلق من كوستى..
    وبقول ليهو نحنا أولاد كوستى ، وكان دايرنا قابلنا فى ود أم جبو( عشان تعرفنا كويس)

  17. كـم أنت رائــع .. كـم انت متمــيز .. كـم أنت شــخـلـوب دهشـــه وإمـتاع ..
    دائما حــين اكـمل قراءة تمـيزك .. أجــد وجهي لاشــعـوريا ياخــذ طابـع ماتكتب ..
    أحــيانا بســمـة بريئه نابـعـه مـن الـجـوف فـي زمـن الـغـدر ؟؟.
    أحــيانا إكتئآب ، جراء كلمة أصابت الصميم ؟؟.
    واحيانا .. تكشيره بلهـاء .. ربما بفـعـل ……؟؟
    لـك ودي .. وإعـجابي .. ويديك لـي طـول الـعـمـر في الـدنيا والآخـره يوم ما يألـمــك .

  18. قال تعالى (ولا تلبسوا الحق بالباطل و لا تكتموا الحق وانتم تعلمون) صدق الله العظيم وقال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً أؤلئك ما يأكلون في بطونهم إلاّ النار ولهم عذاب اليم) صدق الله العظيم

    هذا المأفون يمارس الدجل والازدراء على شعبنا المقهور باسم الدين ويأكل في بطنه الكبيرة مال السحت والحرام و الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالنااااااار

  19. حسين خوجلي يبحث عن مصلحته الشخصية ولكن اللوم علينا جميعا فلا يمكن ان يقبل العقل ان صحفي واحد وجريدته كانا السبب في ضياع الديمقراطية , في إعتقادي ان السبب هو سذاجة وغباء الحكومة في تلك الفترة وخباثة وتفاهة الاسلامويين والعسكر في نفس الفترة بالاضافة الى سكوت الشعب حتى الان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..