أخبار السودان

محجوب شريف.. ذكريات ومواقف وطرائف

صلاح الباشا

? ذات مرة ونحن وقتذاك نعمل بالدوحة ، والامبراطور الراحل وردي بيننا في رحلة زراعة الكلي الشهيرة في اكتوبر 2002م تحديداً ، طلب مني الاستاذ محمد وردي عليه الرحمة ان نحاول إستخراج تأشيرة زيارة لمحجوب لقضاء شهر كامل معه بالدوحة بعد الإنتهاء من زارعة الكلية .. فقلت له ممكن جدا ولكنني اعاني دوما من حكاية الخدمة المقطوعة من تلفون بيت محجوب شريف ، ضحك وردي ضحكة مجلجلة قبل ان ان يعلق قائلا: تعرف ياباشا عادي جدا يكون تلفون المنزل مقطوعا بسبب الفاتورة ، وقد تعودنا حين نطلب محجوب ان نسعي اولا لسداد فاتورة هاتفه حتي نتمكن من مهاتفته ، وبالتالي سنقوم من هنا بإنجاز المهمة ونسدد الفاتورة لتتصل به كي يرسل صورة الجواز حتي نشرع في استخراج التأشيرة من الجوازات القطرية ، ثم ذكر وردي جملة توقفت عندها كثيرا حين قال: ان زهد محجوب شريف هذا لايوجد له مثيل إلا في عهد الصحابة ، وبالتالي مثل محجوب لن يعمر كثيرا لأن مثل هؤلاء البشر ماتوا زمان لأنهم أخيارنا جميعا .
? أتي محجوب الي الدوحة تصحبه كريمته الصغري ( مي ) والتي اقترح صديقنا نور الهدي مؤسس وناشر ومالك دار عزة للنشر أن نرفق في تاشيرة شريف كريمته مي وقد كان ، وقد اهدش محجوب السودانيين بلياليه الشعرية التي اقمناها له بالدوحة حيث شاركت مي بتقديم العديد من الاناشيد التي كتبها لها والدها الأستاذ .
? قلت لمحجوب لقد شاهدناك في التلفزيون ذات مرة وأنت تلقي الشعر في احتفالات نادي الهلال ، فهل انت هلالي او لك إنتماء رياضي ؟ ضحك محجوب شريف ضحكة مميزة ثم قال بأنه لا يفقه شيء في الكورة ولا يتابعها ، لكن الاخوة في نادي الهلال طلبوا مشاركته في الحفل ، لكنه وبسبب جهله بالكرة وشعارات الاندية فإنه قد إرتدي قميصا احمر اللون من باب ( القشرة ) وذهب للمشاركة ، حيث اشار له البعض بأنه قد ( دقس ) لأنه يشارك الهلال ليلته لكنه يرتدي الاحمر شعار المريخ بسبب ان شعار الهلال هو الازرق ، فإعتذر للجمهور عن صعدوه للمسرح بسبب ارتدائه القميص الاحمر فضحك الجمهور ، واحسنوا إستقبال قصائده الوطنية الخالدة .
? ذكر الصديق الاستاذ والشاعر الفلسفي المعروف التجاني سعيد وهو صديق مقرب جدا من شريف ، بأنه ذات مرة ذهبا لدعوة عشاء عند الاستاذ محمد وردي في منزله المستأجر بالعمارات الخرطوم قبل استقراره لاحقا في بيته الخاص بالكلاكلة صنقعت ، حيث كان التجاني قد سبق ان تغني له وردي بتاك الخالدة ( من غير ميعاد ) مذ كان التجاني طالبا بالثانوية في العام 1968م . وسبب دعوة وردي لهما هو ان يسمعها النشيد الجديد الذي سبق ان كتبه محجوب شريف بعد ان تغني له وردي بنشيد ( حارسنا وفارسنا ) في العام 1969 مع بداية ثورة مايو ، والنشيد الجديد هو ( أنت يا مايو الخلاص ) … فقال شريف للتجاني دلوقتي بكده يكون وردي قد غني لي أثنين وإنت واحدة بس ما زدتها ، وعند العودة الي ام درمان الثورة بعد تناولهم العشاء ، طلب محمد وردي من ضيف آخر لم يفصح وردي عن إسمه أن يوصل الأستاذين محجوب والتجاني الي المحطة الوسطي أم درمان ، وكان هذا الضيف يقود سيارة فلكسواجن ، وعند نزولهما في الوسطي ام درمان ، شكراه ، غير ان محجوب شريف سأل الرجل : إسم الكريم منو يا خونا ؟ فرد عليه انا ( محمد ابراهيم نقد ) وتحرك مسرعا حيث وقف محجوب شريف مندهشا لفترة عند سماعه للإجابة ، ذلك انه لم يكن يعرف وجه القيادات السياسية التي انتمي لها لاحاقاً .
? حكي لنا شريف ذات مرة بأنه كان بسبب اشعاره يواجه مضايقات امنية قاسية في سنوات السبعينات في زمن حكم الرئيس الراحل جعفر نميري بسبب اناشيده التي لا تتوقف وذلك بسرعة انتقالها بسرعة بين ايادي طلاب الجامعات والثانويات في ذلك الزمن الذي لم تكن فيها الوسائط الاعلامية منتشرة في السودان . ومن تلك المضايقات التي نتجت عنها اغنية محددة تغني بها وردي في ذلك الزمان ، هي ان محجوب شريف الذي تزوج من السيدة اميرة الجزولي والدة كريماته مريم ومي ، وهي شقيقة الاستاذ الجليل والمحامي المعروف صديقنا كمال الجزولي ، وقد اقيم حفل الزفاف بدار المعلمين الذي كان يقبع في مواجهة ئاسة شرطة المرور بشارع الجامعة في موقع المرور الحالي ، وقد كان الحفل عبارة عن استفتاء لشعبية الرجل ، وذهب في رحلة الزواج بالقطار الي بورتسودان ، وعند العودة وما أن استرخي في منزله ، إلا أن يأتيه زوار الليل معتقلا ومخفورا بقطار اليوم التالي الي سجن بورتسودان تارة اخري ، وهناك كتب تلك الرئعة التي ذكرنها ، نعم كتبها لعروسته وغرد بها وردي بلحن خفيف جدا ، ذلك ان وردي يعرف مقاصد مفردات اشعار صديق عمره محجوب شريف التي لا تفرق بين العمل الوطني والاغنية العاطفية ، حيث قال فيها :
معاكي .. معاني حياتي بتبدأ
وافتح باباً ياما إنسدا
واشوف العالم ربوة جميلة
عليها نسيم الصبح مخدة
وبيني وبين النهر عشانك
عـُشرة بتبدأ
وبين عيني .. خد الوردة بتبقي مخدة
اصالح روحي … وتبري جروحي
اهلل باسمك … اهلل اغني
واقيف .. وأتحدا
بحبك …. انا مجنونك
ساكن فيني هواك وبريدك
جوه القلب …النبض بصونك
****
? من الطرائف التي يحكيها محجوب الشريف بعد خروجه من المعتقل إثر فشل حركة الرائد هاشم العطا في يوليو 1971م وعودة نميري تارة اخري بتلك الهجمة الشرسة جدا علي قوي اليسار من كافة الفئات ، حتي الطلاب ، تم بالطبع فصل محجوب من العمل كمعلم ، فإفتتح الرجل دكان في الثورة ، وبدأ الزبائن يفدون الي متجره ليبتاعوا منه ، برغم ان معظم البيع كان ( بالجرورة ) فقد أدخل محجوب حرفة بيع الفول في الدكان كشأن معظم البقالات ، غير ان رجال الامن ظلوا يترصدونه بأن يأتوا في الليل البهيم ليأخذوا قدرة الفول بكاملها حين تترك خارج الدكان لزيادة إشتعال الفحم في الكانون حتي الصباح ليصبح الفول مستوياً … يحكيها محجوب وهو يضحك لطرافة المعاكسات السياسية وسذاجتها وقتذاك … فصبر محجوب علي الاذي طويلا ، وفي نهاية الامر ذهبوا هم بسرعة البرق وبقي محجوب واشعار محجوب تسكن داخل وجدان اهل السودان.
? كعادة محجوب فإنه كان لا يرغب في حضور بروفات اعماله الشعرية حيث يفضل الاستماع لها كباقي الجمهور من خلال الاجهزة . حتي المسرح فإنه لا يرغب لسماع اغنياته منه .
? ولكن ذات مرة وقد كنا وقتها في النصف الاول من السبعينات نعمل بمهنة التدريس بمدارس ام درمان ونواصل دراستنا الجامعية مساء بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وكان محجوب شريف وقتها قد تم فصله من مهنة التدريس التي امتهنها منذ تخرجه معهد التربية ( سنتين بعد اكمال المتوسطة ) التي درسها بمدرسة المدينة عرب بالجزيرة غرب ودمدني ، فإنه قد دعاني ومعي زميل الطرفين الاستاذ المربي الراحل سليمان هباش لكي نذهب معه الي دار اتحاد الفنانين بامدرمان بموقع الدار السابق الذي كان يجاور المسرح القومي وهو عبارة عن بيت من بيوت وزارة التربية الظليلة الاشجار وتجاور ايضا سكن الاستاذ عبدالمجيد طلسم وكيل وزارة التربية الاسبق وهو والد البلابل . وسبب دعوة شريف لنا هو ان وردي قد طلب منه الحضور بالنادي للاستماع للبروفة النهائية لأغنيته التي كتبها لوردي كأول عمل غنائي عاطفي بعد سلسلة الاناشيد الوطنية ، وقد كانت الأغنية هي ( جميلة ومستحيلة ) التي ظهرت للوجود في العام 1974م تحديداًوقد احدثت ضجة ضخمة جدا بسبب ان مفرداتها كانت فعلا ذات لغة جديدة ، وقد اضفي لها لحن وردي ومسيقاه بهاء فوق بهاء المعاني.
يا جميلة ومستحيلة
إنت دايما زي سحابة
الريح تعجل بي رحيلها
اسمحيلا تشوف عيونك اسمحيلا
انا لا الصبر قادر عليا ولا عندي حيلة
? كنا في يوليو من العام 1970م قد اتينا من مدينة الاحلام ( ودمدني ) الي الخرطوم لنلتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم التي فتحت ابوابها لطلاب الشهادة السودانية بتخصيصها لعدد الف منحة بتوجيهات من الزعيم جمال عبدالناصر لمدير الجامعة وقتها الراحل الاستاذ الدكتور محمد طلبة عويضة عالم الرياضيات المعروف والذي تم اختياره فيما بعد لتأسيس جامعة الزقازيق والتي فتح فيها فرصا متسعة للطلاب السودانيين في ذلك الزمان من حقبة السبعينات ، وحين التحقنا بمهنة التدريس صباحا ، فقد عرفتي بعض الزملاء علي الراحل الاستاذ محجوب شريف ، وقد كان منهمكا بتكوين جسم سياسي داخل اواسط المعلمين يسمي ( رابطة المعلمين الاشتراكيين ) فإنضممنا معه في تلك الرابطة حيث كانت شعارات الاشتراكية والقومية متمددة بقوة وجاذبة جدا في ذلك الزمان ، ومنذ ذلك الوقت ظلت علاقتي ممتدة مع محجوب حتي رحيله بالأمس القريب ، واذكر ان محجوب لم يكن يتحدث كثيرا في الشان السياسي ، بل كانت اهتمامته تلمس احتياجات الناس العاديين البسطاء ، ويترجم تلك الآمال والمعاني والرغبات الي شعر دراجي جميل ، يشبه كثيرا المدارس الشعرية التي تتحدث عن معاناة الجماهير ، وقد رأيناها متمثلة في الشعراء الراحلين : أحمد فؤاد نجم ، أمل دنقل ، صنع الله ابراهيم ، والعراقي بدر شاكر السياب وغيرهم كثر .
? كان محجوب شريف وقبل داء الرئة الذي اقعده عن الحركة الواسعة لعدة سنوات ماضية يحب جدا عمل الخير الميداني والتطبيقي ، حيث اسس في الثورات البعيدة مؤسسة أو منظمة ( رد الجميل ) التي كان يستقطب من اجلها العفش المتهالك الذي ترميه الاسر في اركان الحوش او في المخزن ، فيشجعهم علي التبرع به ليصنع من ذلك الاثاث بواسطة الصبية المشردين اثاثا جديدا يمكن تسويقه ومساعدة هؤلاء الصبية والاطفال بريع بيعه لسد حاجاتهم وحاجات اسرهم الحياتية ، وقد نذر نفسه لهذه الخدمة كما كان ناشطا في تأسيس جمعية مرضي الفشل الكلوي للأطفال بطريقة لا تخطئها العين .
? ظل محجوب شريف يلبي دعوة الجاليات السودانية في الدول العربية والاوربية ، فيستغل الفعاليات ورحلا العلاج لجمع المزيد من العدم لمنظمته الخيرية التي صنع بها المستحيل ـ فوضع بصمته القوية في خارطة العمل الطوعي لسنوات طويلة وبلا إعلام مصاحب وجلب دعم رسمي ، مختفيا بمساهمات الخيرين داخل الوطن وخارجه .
? إننا حين نشيع الاستاذ محجوب شريف الي مثواه الاخير ، ندعو الله تعالي بان قبله القبول الحسن ، ذلك انه هو الانسان البسيط الذي لم نره يسبب اذي في حياته كلها لأحد ، ولم نعرفه مترفعا ولا متعجرفا ولا متعاليا كشأن العديد من المثقفاتية الذين يملأون الدنيا ضجيجاً .
? وإننا إذ نودعك يا محجوب يا شريف فإننا نظل نردد معك وبعدك :
? يا شعبا تسامي …. يا هذا الهمام
? تشق الدنيا ياما .. وتطلع من زحاما
? زي بدر التمام
? تدي النخلة طولا … والغابات طبولا
? والايام فصولا .. زي بدر التمام
وأخيرا نقول … وداعا يا شاعر الشعب ،،،،،،
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المشكله ياصلاح الباشا بتحاول تلمع نفسك وكانك رقم في الساحة الفنية وتمجد نفسك بالكذب ياخ وردي ده لما جاء الدوحه لاجاء عن طريقك لانزل عنك عليك الله بريتنا وهريتنا

  2. اللهم اغفر له و ارحمه رحمه واسعه والزم اهله و زويه الصبر و السلوان . انا لله و انا اليه راجعون

  3. اللهم ارحم محجوب شريف الانسان الرائع والشاعر الفذ وادخله جناتك والهم آله وزويه الصبر وحسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون

  4. اوفيت صديقك حقه يا ودالباشا.
    وحقا ان خير من انجبتهم حواء السودانيه حسب المهنه -برغم استثناءات- هم المعلمون.
    اعتقد مايميز محجوب انه من القلائل الذين عرفوا الهويه السودانويه الجامعه بلغه مبسطه جدا هي هذه الاشعار الخالده + تطبيق فعلي لهذه القيم على النفس قبل الاخرين.
    لمحجوب الرحمه ولاله -كل السودانيين- الصبر الجميل.

  5. اللهم أرحمه رحمة واسعة وادخله خير الجنان مع الصديقين والشهداء والهم آله الصبر والسلوان …

  6. شكرا الاستاذ صلاح الباشا ورحم الله الانسان الشاعر محجوب شريف، ما كتبته وما تستطيع كتابته ليس ملكك لوحدك بل هو ثروة قومية لكل ابناء الشعب السوداني، ترجمة الاعلام اعظم عمل تميز به العرب والمسلمين وحفظوا به تراثهم الثقافي والسياسي والاقتصادي في الاعتناء بهذا العلم العظيم، ادعوك ان تجمع المقالات الحالية من الصحف وما شابه ثم تجتمع بمن كانوا حول الراحل، ثم اكتب سيرة دقيقة للراحل المقيم محجوب وكيف يرحل من قال يا والدة يا مريم انا عندي زيك كم.

  7. وتتوالى المصائب عليك يا بلادي

    اللهم ارحم هذا الشعب وفقيده … الابن البار

    بالامس ودعنا بهنس واليوم محجوب

    رحماك يا رب العالمين

  8. كتاباتك رائعة دوما وسردك القصصى التاريخى ممتع فلك التحية والسلام والرحمة والمغفرة لشاعر الشعب

  9. رحم الله الشاعر الانسان ،الفنان ،البسيط ، رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته من الصديقين…
    للاسف تعمد الاعلام الحكومي القذر بمجمله وخاصة التلفزيونات ، تجاهل وافته ، لكن الحمدلله هذا لا ينقض من قدره شعره والكل يشهد ويعرف من هو محجوب شريف …
    ربنا يتقبله قبولا حسنا يارب … رحمك الله يا محجوب … صادق العزاء لاسرته ومحبيه

  10. وبين عيني .. خد الوردة بتبقي مودة
    اصالح روحي … وتبرى جروحي
    أبشر باسمك … اهلل اغني
    _____________________________________

    والايام فصولا .. والبذرة الغمام

  11. إنكسر المرق وإتشتت الرصاص حليل أبو مريم الكان بلم الناس.

    رحمة الله وبركاته عليك أيها النظيف ، العفيف ،

  12. في نهاية سبعينات القرن الماضي كنا يومها طلابابجامعة الخرطوم وكان هنالك حفلا بهيجا بمناسبة اعياد الاستقلال عطره الراحل العملاق وردي وعند انتهاء الحفل اقترب احد الطلاب من الفنان وردي رحمه الله وسأله عن محجوب شريف فأجاب وردي انه في الجامعةالكبيرة فأردف السائل جامعة الخرطوم فأجاب وردي في تهكم واضح لا في كوبر وهتف اطلاب تسقط تسقط مايو….

  13. جزاك الله خيرا ياابن مدني وانت تكتب عن هذا الطود الشامخ لسان الشعب الحقيقي والذي كان يعرف أدق حاجياته وقد عبر عن المسحوقين في كل ربوع السودان من عائشة الى ميري واشد ما كان يؤلم التاس تلك الشاشات القذرة التي لاتعرف قدر الرجال فلم تهتم برحيله وكانت تبث الغث والضحالة الاسنة رحمك الله يامحجوب ويفتقدك الانسان السوداني ويدعو لك بالمغفرة والى جنات الخلد

  14. شكرا للأستاذ الهادي هباني الذي ارسل لي رسالةبالبريد الإليكرتوني راقية جدا وبفهم متميز يشبه ثقافة وأدب اهل السودان المتميزين ( إلا ما ندر ) و ينبهني علي تصحيح معلومة هامةوردت في متن مقالي عن الأستاذ صنع الله ابراهيم ، وقد ذكرته من ضمن شعراء القاهرة ، إلا أن الصحيح هو أنه روائي تقدمي وعلي قيد الحياة ، لذا وجب التنويه مع تعظيم سلام للأستاذ الهادي الذي عرف قيمة الاشياء والناس
    اما عن مداخلة الاستاذ عبدالرازق فقد تعودت يا استاذ عبدالرازق ألا ارد علي اي مهاترات تأتي في مداخلة حتي لا افسد للقراء العزاء متعة القراءة في هذا المنبر الراقي جدا الذي يخدم قضايا الوطن
    ورحم الله صديقي شاعر الشعب ، فالمقال مجرد خواطر وذكريات حان وقت نشرها ولا تسيء لأحد أو قاريء سواء كان متميزا ومهذبا يشبه اهل السودان وقيمهم السمحة أم لا ،
    وشكرا تارة اخري ، زنقزل .. نم هائنا هادئا يا شريف عند مليك مقتدر نسأله تعالي ان يشملك برحمته ومغفرته … آآآآمييين يارب ،،

  15. اللهم أرحم شاعر الشعب والنضال محجوب شريف … ( المتجهجهة بسبب الانفصال ) انك لا تقصدين في كلمة رحمه الله ( رجمه ) ونيتك سليمه بس المرات الجاية تاكدى مما تكتبينه قبل الارسال .. جزا الله خيرا

  16. رحم الله محجوب شريف عفيف اليد واللسان فقد كان بحق انسان — من بحقكم في قامته بقيٍ لدينا– ادركوا حجم المصيبة والموت مصيبة

  17. وبين عينى وخد الوردة تبقى مودة
    ابشر باسمك اهلل اغنى
    تصحيح بسيط وهذا من ناحية ومن ناحية اخرى..يا صلاح الباشا الناس فى حالة حزن وما عندها استعداد لطرائف والفروض يكتبوا الذكريات اصحاب وزملاء الراحل فى الدراسة والعمل والعمل الحزبى وليس امثالك المتسلقين اشباه الكيزان…كنت عايز تدهش القراء بمجموعة كتاب عشان يصدقوا انك تقدمى..التقدمية لا تباع وتشترى وانما سلوك وتفكير…غدا سيرد عليك الزملاء فى الحزب الشيوعى وشيل شيلتك.

  18. كنت الأوائل الذين طالتهم يد الصالح العام والغدر بعد أن كنت احتل موقعاً مرموقاً يخشاه كل رعديد وكل من به خوَّر فكان لي عظيم الشرف أن أكون بين أول من تم إبعادهم .وفكرت مليئاً وتيقنت بأني لن أجد نفسي إلا بين العمال والبسطاء ولأصفياء والمتصالحين مع أنفسهم ومع غيرهم ،فاتجهت الى المنطقة الصناعية أمدرمان وعلى وجه التحديد منطقة الحرفيين (زقلونا سابقاً) فوجدت موظفين كبار وأساتذة وضباط قوات نظامية قد سبقوني إلى هناك . تعرفت على الراحل الذي ضارع خلقه أخلاق الأنبياء وكبار الصحابة ذاك الرجل الصبوح البشوش محجوب شريف الذي كان يأتي لزيارة أصدقائه وزملاء مهنته في التدريس واحداً واحدأً الذين هم بدورهم أحيلوا للصالح للعام وكان لا يترك أحداً من ذويهم إلا وسأل عنه محجوب شريف. أذكر أن أحد هؤلاء الأساتذة الأفاضل الأكرمين يقود عربي تاكسي ليست ملكه وآخر يقود عربة “نقل طاريء” ليست ملكه أما البقية الباقية كانت تعمل في دلالة المنطقة الصناعية في شراء وبيع الأثاث المستعمل وكانت الدلالة عبارة عن رواكيب من المروق والشوالات فأطلقت عليها ممازحاً اسم “سقيفة بني ساعدة” وكان المرحوم معجباً بهذا الإسم أيما اعجاب وكان يضحك ملء شدقيه عند سماعه إذ كان يتمتع بحس عجيب للطرفة والملحة ولكن دون أن يجرح أحد “ألم أقل لكم إنها أخلاق الأنبياء”.
    أشهى وجبات الإفطار تناولتها مع أولئك الأوفياء حيث كان يفرغ كل واحد ما في جيبه من نقود لإحضار صحن الفول وكان بيننا المدير المالي السابق لجامعة أمدرمان الاسلامية وحيل للصالح العام الذي تعود على احضار “كم ربطة جرجير ” وهو في طريقه من منزله الكائن بأمبدة الى المنطقة الصناعية. إنه الزهد ونقاء القلوب وطيب المعشر الذي كان محجوب شريف رائده ما يجعل وجبة الفول والجرجير أشهى طعام.
    كثيراً ما كنت اسمع المرحوم محجوب يتحدث عن النفير وأين سيكون خلال عطلة الجمعة القادمة فلما استفسرت عن ماهية النفير وجدته عمل خير يقوم به هؤلاء الرجال لرجل أو إمرأة مسنة معسرة كتشييد غرفة أو بنا ء جدار أو ردم منزل حولته الأمطار إلى بركة.
    نسأل الله أن ينزل شآبيب الرحمة على قبر نصير الضعفاء ومقيل عثراتهم الذي لم يعرف اليأس والإستسلام إلى قلبه طريقاً ولم تلين قناته ولم تستطع بطانة السلطان الفاسدة أن أن تهز شعرة من شعر رأسه ببهرج الحياة الفاني.

  19. ما اود قوله هنا – لن استجيب لهجمة الاستفزاز مطلقا – ولعل من يتابع مساهماتنا الصحفية لاكثر من ثلاثين عاما بالصحف وبمواقع النت المعروفة قد اصابتهم الدهشة الآن
    كما ان محاولة تضليل من لا يعرفنا تحستق ان نسرد لهم خمس حقائق فقط
    -1 لم اعمل بالخليج من عام 1975م
    2- كاتب صحفي محترف وحاصل علي القيد الصحفق منذ العام 2003م من مجلس الصحافة كمحترف
    3- عضو اتحاد الصحافيين السودان منذ العام 2003م
    4- امتلك بيتا باسكان الصحفيين بمدينة الوادي الخضر بشرق بحري نتاجا لعضويتي بالتحاد مع القيد الصحفي
    5- لم اتسلق احدا سواء حزب او فنان او شاعر
    6- في العام 2004م تم اختياري مسؤولا عن الاعلام بالحزب الاتحادي الاصل بقرار من القيادة وظللت اشغله حتي اغترابي الخير في العام 2012م
    7- اما علاقاتنا المتمددة بالوسط الثقافي والفني اتت نتاجا لتراكمات عمل توثيقي دؤوب في الفن وقد تم جمعه في عدة صادارات تحت عنزوان ( اهل الابداع في بلادي ) صدر بالقاهرة تحت اشراف الاستاذ السر قدور في العام 2000م وتم توزيعه بدول الخليج والسعودية والسودان ونفد من المكتبات في زمان مبكر – والبقية ستاتي.
    8- لم افارق مهنتي الاساسية بالادارة المالية حتي الان وانا في سنة المعاش حيث ياتي الرزق من داخل بلادي دون ان اسعي للاغتراب – وهو كرم من الله سبحانه وتعالي
    السؤال الذي يثير الدهشة : لقد ظللت اكتب في عدة صحف خليجية وسودانية ومواقع نت لستوات طويلة جدا ولم اجد هجمة مبرمجة مثل هذه وتحت اسماء مستعارة وبإمعان في الاساءة القبيحة باسلوب يرثي له ويطال حتي اهلنا الذين رحلوا عن دنيانا.
    والآن قمنا بدحض الاكاذيب حتة حتة للقاريء العزيز الذي يحترمنا ولا يعرفنا – اما من يعرفوننا من الزملاء في الحقل الصحفي وفي الناشرين لصحف النت سيتصيبهم الدهشة – فالعذر لهم
    أليس في الأمر عجب قاريء العزيز –
    ولكم المعذرة لاني وطوال مساهماتي بحصف النت لم اتعود الرد علي الاساءات مطلقا ولن اسيء لمن اساءوا لي لأنني لا اعرف عنهم شيئا – حتي لا ارميهم بالباطل – واترك الامر لذكاء القاريء
    والله المستعان

  20. الا رحمك الله يا شاعر الشعب والمناضل الشرس …بالامس وفي حفل تابين الشهيد بالرياض

    قاعة نورماس ..كنت الي جانب الدكتور الصيدلي بكري …وهو من الاصدقاء المقربين للراحل

    وحكي لي الدكتور في انسانية واجتماعيات الراحل ..وانه في احدي اجازاته السنويه ذهب الي

    زيارته بالحارة 21 ام درمان ..وقال بانه علم من مصدر موثوق بان منطقة الجموعيه ..ما وراء

    الفتيحاب علي ضفة النيل ..عرب بسطاء يعيشون حياة بسيطه واناس كادحين …حكي بان اطفال تلك

    المنطقه يعانون من العشي الليلي ..ولا يكادون يخرجون من منازلهم ليلا …يحكي الدكتور ..ذهبنا

    انا والراحل الي تلك المنطقه ولا نعرف بها احد ..وكان الوقت عصرا ..وقابلنا بعض وجهاء المنطقه

    واكدوا لهم الوضع ..ورجعنا الي الخرطوم بعد ان شاهدنا الحقيقه ..واجرينا بعض الاتصال مع بعض

    الاصدقاء بالجامعات والاساتذة في مجالات تخصصاتهم واكد جميعهم بان المرض سببه عدم تناول الخضروات

    بكميات كبيره ..يحكي الدكتور بان الفقيد قال له الحل عندي …قلت له انت لا تملك شئ ..ماذا

    ستفعل …قال اترك الموضوع لي …ذهب الرجل اول الصباح الس سوق الخضار بالخرطوم وجمعهم جميعا

    وحكي لهم ..اتفق شيخ السوق بان ياتي يوميا اول الصباح ويستلم لوري كامل من جميع انواع الخضار

    رجله ..خضرة ..جرجير ..ملوخيه بطاطس ..فواكه ..يحكي لي دكتور بكري بان اللوري حتي تاريخ

    اليوم يذهب بالخضار اليهم مجانا …اللهم ارحمه واغفر له واجعله من اهل اليمين وثبته عند

    السؤال …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..