من طفر طفرة لـ… وقع فيها (2) اا

زاوية حادة
من طفر طفرة لـ… وقع فيها (2)
جعفر عباس
الطفرات التكنولوجية في مجال الاتصالات والمعلومات، أدت إلى طفرات اقتصادية واجتماعية ومعرفية، ولكن ما من طفرة إلا وقادت البعض إلى حفرة.. مثلا هناك في الأسواق هواتف جوالة تستطيع من خلالها تحديد مكان وجود الشخص الذي تكلمه، هذه تقنية مهمة لأنك تستطيع ان تعرف بها مكان ولدك الذي تأخر في العودة الى البيت، أو ضيفك الذي تاه في الشوارع، وتستطيع الشرطة تحديد مكان وجود مجرم هارب ومطلوب للعدالة، ولكن مثل هذا الهاتف قد يكلفك وظيفتك: تغادر مكان العمل بحجة زيارة أخيك نزيل المستشفى، وتعود بعد أربع ساعات ويفاجئك المدير:( الله يشفي أخيك.. هل تحتاج الى سلفة بضمان الراتب لأن العلاج في فندق شيراتون باهظ التكاليف؟..) وتغادر البيت على عجل لأن والد صديقك توفى ولابد من تقديم العزاء له في شمبات، ثم تعود في منتصف الليل وتقول لك أم المعارك: بختهم ناس شمبات.. متين رحلوهم حدائق المقرن؟
البروفيسور جاك جالنت الذي يعمل لدى شركة ماكس بلانك الألمانية طور تقنية تجعل تصوير الأحلام ممكنا، وذلك بوضع مجسات مغناطيسية في مواقع معينة من الرأس، بل أن تلك التقنية تجعل من الممكن نقل صور حية لما تفكر فيه وأنت مغمض العينين وأنت صاحٍ يقظان.. يعني انت تحلم ومن حولك يتفرجون على أحلامك «لايف» على شاشة.. هذه تقنية مهمة تفتح آفاقا بلا حدود في مجال الطب العضوي والنفسي، ولكنها قد تخرب بيتك.. هب أن زوجتك ولو من باب الهزار سجلت شريطا لأحلامك ذات ليلة، وظهرت في الحلم فتاة معروفة او مجهولة الهوية.. ستقوم «قيامتك»، رغم أن هناك أناساً «حشريين» لا نعرفهم يقتحمون علينا أحلامنا، فمن حق زوجتك استنتاج أن عينك زائغة وأنك «تذاكر من وراء ظهرها»، والعكس صحيح في حال رصد الزوج لأحلام الزوجة (قبل أيام اتصل بي صديق من الخرطوم ضاحكا.. هذا الصديق موهوب في مجال النوم و قد يبدأ جملة ولا يكملها وهو جالس أمامك في مكتبك لأن «نومة شالتو».. المهم عاد مع زوجته الى البيت في ساعة متأخرة من الليل وارتمى على السرير بكامل هندامه، وخلال ثوانٍ كان قد نام وبدأ في الهذيان والهضربة، وحسبت زوجته أنه يكلمها فقالت له ما معناه إنها لم تسمعه جيدا، فجاءها الرد: أنا ما بتكلم معاكي.. فارتفع صياح المدام فهب صاحبنا من نومه فجأة وهو يسألها: خير.. في شنو؟ فردت عليه: ليه ترد علىّ بطريقة بايخة.. وبعدين دي منو البتكلمها قدامي بالموبايل؟ ارتبك صاحبنا لبعض الوقت لأنه لا يذكر شيئا عن رد بايخ او مهذب صدر عنه.. ثم هدأ وشرح لها أنه كان يحلم ويهذي وأثبت لها أن الموبايل يبعد عن السرير بنحو( 4) أمتار!! ولكنها سألته مجددا: طيب دي منو الكنت بتكلمها في الحلم؟..( لا حول ولا قوة إلا بالله يا بنت الناس انت ما أديتيني فرصة أكمل الحلم وبالتالي ما عارف كنت بكلم إنس وللا جن)..
في العدد الأخير من مجلة بابليك لايبراري أوف ساينس (المكتبة العامة للعلوم) تقرير عن نجاح فريق من جامعة منيسوتا الأمريكية بقيادة بروفيسور «هي بِن»، في تسيير المركبات بما في ذلك الهليكوبتر، واعطاء الأوامر للكمبيوتر بالإيحاء باستخدام جهاز صغير يتم توصيله بأية نقطة في الجسم فيها نشاط دماغي محسوس، والطامة الكبرى هي تقنية مسح الدماغ لمعرفة ما يدور في ذهنك دون ان تفتح فمك.. هذه نعمة في مجال الطب لمعرفة ? مثلا- حال من يفترض أنهم ماتوا كلينيكيا/ سريريا، ولكن تخيل أن كل تلك التقنيات صارت متاحة عند الأجهزة الأمنية: معليش يا استاذ.. نحبسك ليلة واحدة.. وترجع بيتكم.. وتنام عندهم او «ينوموك» ويسجلوا أحلامك بالفيديو.. وحتى دون الحاجة الى تنويمك قد يستخدمون تقنية قراءة الأفكار .. تجلس أمامهم ولا يطرحون عليك أي سؤال وفجأة يطرحونك أرضا وبـ «الشلوت»: عايز تعمل فيها بطل وتعمل حملة ضد الحكومة في فيسبوك.. يا غبي فيسك ومخك كتاب مفتوح..
الراي العام