آثار النوبة.. صمود يتحدى الزمن: مزار سياحي في انتظار الأفواج

الكرو ? مهند عبادي
رغما عن تطاول السنوات وتقلبها ظلت آثار الحضارة النوبية صامدة منذ آلاف السنين وتزخر البلاد بالعديد من المناطق الأثرية التي تحظى باهتمام الباحثين والمقتفين لآثار الحضارات القديمة، ثروة أثرية ضخمة وقيمة تأريخية باقية على مر السنوات هي أقل ما يمكن أن توصف به المواقع التي تضم الارث الحضاري القديم الذي تتمتع بها البلاد في أجزائها الشمالية وتحتضن الأرض هناك مواقع أثرية تحكي عن سيرة عظماء سطروا أسماءهم في سفر تاريخ السودان وظلت سيرة متداولة بين الألسن والروايات عن ممالك النوبة القديمة وملوكها وملكاتها منذ بعانخي وتهرقا وشبكتو وتانوت آمون وكلهاتا وكاشتا وخينسا وآرتي وغيرهم من ملوك النوبة العظماء. الجائل في المنطقة الممتدة من مروي وحتى دنقلا سيندهش حتما من الأهرامات والمواقع الأثرية وسيجد نفسه في مواجهة مع التأريخ الذي تنقصه بعض الحماية والترميم بجانب تسليط الأضواء والحملات التعريفية وبرامج التنشيط السياحي ليحتل موقعه في خارطة السياحة بالبلاد .
* قرن على الاكتشاف
سيرة الأرض ومن عاشوا فيها قبل أكثر من ألفي عام ظلت محل بحث وتنقيب كثيف من قبل الخبراء والمهتمين وكانت تحظى باهتمام كبير من قبل الأجانب والوطنيين وبدأت الاستكشافات في بدايات القرن الماضي من قبل بعثة جامعة هارفارد في منطقة الكرو في نهايات عام 1918م وبدايات عام 1919م بالاشتراك مع بعثة متحف بوسطن للفنون الجميلة بقيادة جورج آندرو رايزنر حيث تم اكتشاف مدافن الكرو التي أوضحت التسلسل التاريخي لملوك الأسرة 25 السودانية وأسلافهم التي حكمت مصر أكثر من ستة عقود من الزمان وتعتبر الكرو واحدا من أهم المقابر الملكية التي تم استخدامها من قبل الأسر الملكية الكوشية وبها حوالي 55 هرماً وتعود للحقبة المبكرة من الحضارة الكوشية منذ عهد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين من الملك آلارا 795 إلى 752 قبل الميلاد وإلى عهد الملك نستاسن 335 إلى 315 قبل الميلاد.
*جامعة دنقلا تلتقط القفاز
وبعد سنوات طويلة ظلت فيها مواقع الآثار بعيدة عن الاهتمام والحماية التقطت مؤخرا جامعة دنقلا القفاز حيث تتولى البعثة السودانية من قسم الآثار بالجامعة في الوقت الراهن الإشراف الكامل على عمليات الكشوفات والحفريات والترميم بموقع الكرو بقيادة بروفيسور عباس سيد أحمد محمد علي ودكتور جمال جعفر عباس الحسن المدير الحقلي، وعضوية دكتور جمال الدين الغالي وفيصل عبدالله ومحمد فتح الرحمن والرشيد محمد إبراهيم، وأسفرت الحفريات الجديدة عن إعادة اكتشاف 19 مدفنا ملكيا لطبقات عليا في المجتمع آنذاك في الموقع وظهرت في هذه المدافن معلومات وتفاصيل معمارية جديدة لم توضحها الحفريات القديمة ولم يتم نشرها في سلسلة المدافن الملكية في كوش، كما تعمل في الموقع أيضا بعثة جامعة ميتشجان الأمريكية بقيادة بروفيسور جيف آمبرلينق وبعثة جامعة كوبنهاجن بقيادة دكتورة ريشيل، تقوم البعثتان بأعمالهما تحت إشراف مظلة جامعة دنقلا وتعمل كل بعثة على تخصص بعينه في الموقع الأثري وتعتبر أعمال البعثات المختلفة مكملة لبعضها البعض، ومن المتوقع أن تتواصل أعمال جامعة دنقلا في الحفريات وستقوم في العام القادم بعمليات صيانة وترميم وحماية للمدافن لتصبح مزارات سياحية

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. النوبه والنوبى واثار النوبه معززين مكرمين فى السودان من كل الحكومات المتعاقبه الى يومنا هذا ولكن للاسف فى مصر عكس ذلك لاتسمع عن النوبه والنوبيين الا فى افلامهم ونحن نعلم جيدا دور النوبى فى الافلام المصريه اما سفرجى او طباخ او بواب هذا هو النوبى فى نظر الاخوه فى مصر حتى عندما يتحدثون عن الاثار لا ياتون باسم النوبه بالرغم من ان اكثر من 70% من اثار مصر نوبيه فى ابوسمبل وكلابشه والسبوع والدكه وابريم وكوم امبو وادفو واثار اسوان فيله والفنتين والمسله الناقصه ولكن ليس بيدينا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء العنصريين

  2. واين باقى اثاراتنا التى اغرقت مع غرق وادي حلفا ومعبد بوهين الذي يضاهى معبد ابوسمبل .. حسبى الله ونعم الوكيل من حكومات مصر والسودان من الاستقلال وحتى الان .

  3. وبعد سنوات طويلة ظلت فيها مواقع الآثار بعيدة عن الاهتمام والحماية التقطت مؤخرا جامعة دنقلا القفاز حيث تتولى البعثة السودانية من قسم الآثار بالجامعة في الوقت الراهن الإشراف الكامل على عمليات الكشوفات والحفريات والترميم بموقع الكرو بقيادة بروفيسور عباس سيد أحمد محمد علي ودكتور جمال جعفر عباس الحسن المدير الحقلي، وعضوية دكتور جمال الدين الغالي وفيصل عبدالله ومحمد فتح الرحمن والرشيد محمد إبراهيم،

    اعانكم الله يا ابطال حتما سيذكركم التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..