مدارس “مستري”.. مئات التلاميذ يتكدسون في فصول أسوارها من الشوك

مستري – حيدر عبد الحفيظ

في بعض مناطق السودان تبقى مطالبة المواطنين وشكواهم في أمر التعليم تنصب في الرسوم والتكاليف، لكن هنا في جنوب غربي الجنينة بولاية غرب دارفور وفي منطقة “مستري” تظل المعضلة التي تقلق مضاجع الأهالي وتحيل معاشهم إلى حسرة وأسى هي مشكلة التعليم ومدارس المنطقة التي تفتقر لكل شيء.. أعداد هائلة للطلاب مقابلها عدد قليل من الأساتذة.

“مستري” منطقة اختيرت – في ظروف اضطراب دارفور ومشاكلها الأمنية -لتكون بمثابة تجمع معسكرات النازحين من الحروب والاضطرابات الأمنية، ونتيجة لهذا الواقع تزدحم المنطقة بالنازحين ويظل عددهم متزايدا كلما حدث ما يؤثر على الأمن ويدفع إلى النزوح، وبالمقابل تكون حاجة النازحين ماسة للدفع بالأبناء لحجرات الدراسة ليزيد عدد التلاميذ المتزايد أصلا قبل مجيء النازحين إلى “مستري”.

وقبيل ان تكون “مستري” مجمع معسكرات النازحين كانت هنالك 3 مدارس أساس أضيفت إليها مدرستان مع وجود مدرستي ثانوي ليصير العدد الحالي 7 مدراس أساس وبنين.

معادلة مختلة

واقع حال المدارس يغني عن السؤال فالمنطقة التي صارت تستقبل عددا جديدا من نازحي المناطق والقرى الأخرى، شكل هذا الواقع ضغطاً على خدماتها وبالأخص على خدمات مرافق التعليم “المدارس” ومع ذلك ظلت المدارس على حالها لا جديد بشأن تعميرها أو حتى من ناحية استيعاب أساتذة جدد، فعدد الأساتذة غير كاف كما يشتكي الاهالي في “مستري” لعدد التلاميذ والطلاب المتنامي، وربما من غير مبالغة فان عدد التلاميذ في فصل بإحدى مدارس الأساس يفوق الـ200 وربما يصل عدد تلاميذ المدرسة الواحدة إلى 1000 تلميذ مع أن عدد أساتذة الأساس في إحدى المدراس 7 أساتذة وهي معادلة مختلة (7 أساتذة مقابل قرابة الـ1000 تلميذ).

قش.. وشوك

مدارس مستري القديمة منها والجديدة مبانيها لا تنم عن بيئة مدرسية مناسبة على الرغم من وجود بعض الفصول المشيدة من الطوب، غير أن غالبية فصول الدراسة في المدارس الـ7 يغلب عليها البناء من المواد المحلية البسيطة التي تجعل من دور التعليم هنالك بيئة تحتاج إلى كثير عمل من قبل سلطات الولاية لتكون بعد الترميم مدارس جاذبة للتلاميذ والطلاب ومعينة على التحصيل الأكاديمي والتربوي، فبناء المدارس قائم على مواد القش والطين الأخضر(اللبِن) وأسوار المدارس محاطة بزرائب “الشوك”.

عيسى أبوبكر عبد الله أحد مواطني “مستري” في حديثه لـ(اليوم التالي) أكد أن زيارات المسؤولين في حقل التعليم متصلة وكثيراً ما يطوفون على مدارس المنطقة ويدونون ملاحظاتهم ويبدون أسفهم على حال التعليم وبيئته الطاردة هنا في “مستيري” حيث تجمع النازحين وزيادة التلاميذ الذين يصلون الآلاف في مدرسة واحدة والمئات منهم يتكدسون في فصل واحد وغالب تلاميذ الصف الأول لا يحظون بإجلاس وتابع قائلاً: “كل هذه الزيارات لم تثمر عن شيء والنتيجة بيئة دراسية سيئة وطاردة”.

وينتظر اهالي “مستيري” الذين تؤوي منطقتهم النازحين أن تلتفت السلطات إلى واقع التعليم وتعمل على تحسين بيئة التعليم المتردية حتى ينعم التلاميذ ببيئة دراسية معينة على نهل العلم والتعلم.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..