الجبهة السودانية للتغيير : بيان إلى جماهيرالشعب السوداني بمناسبة ذكرى انتفاضة أبريل

الجبهة السودانية للتغيير
بيان إلى جماهيرالشعب السوداني
بمناسبة ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة
أيها الشعب السوداني الأبي
تهل علينا الذكرى الـ 29 لانتفاضة أبريل 1985م، تلك الهبة الشعبية، التي جاءت بعد تضحيات كبيرة قادها شعبنا السوداني العظيم ضد النظام المايوي الدكتاتوري المستبد، طامحا في مستقبلٍ أفضل وغدٍ واعد تسوده حياة العزة والكرامة والحرية والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي والوئام الاجتماعي. تطل علينا هذه الذكرى الوطنية العظيمة ليكون وقعها ثقيل وكئيب على جموع الشعب السوداني الحر، بعد أن بلغ الوضع المعيشي والحياتي اليومي حالة من التردي والبؤس والحرمان والمسغبة، تحت سيف التطورات السياسية السلبية المتسارعة التي تعيشها وتشهدها البلاد، وما يصاحب ذلك من عنف دموي أوقع الكثير من الضحايا، ليفرز وضعا إنسانيا مزريا وكارثيا يُعد الصمت عليه جريمة في حق الإنسانية والمواطنة المشتركة.
بالرغم من مرور أكثر من عقدين من الزمان على ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة التي قامت ضد واقع سياسي مأزوم يُعتبر قياسا بما تشهده بلادنا اليوم معدوم المقارنة كماً وكيفاً، فالدولة السودانية كانت موحدة أرضاً وشعباً تمارس سيادتها على كامل أرض المليون ميل مربع، ولم تشهد البلاد حروبا شاملة دفعت بشعب الجنوب أن يختار استقلاله عن الدولة الأم، ووضعت باقي البلاد أمام خطر التمزق والإنقسام، الأمر الذي يجب أن يخاطب فينا الوطنية بأن نستشعر خطر ما هو قادم، وأن نتحمل مسؤولية وطننا، وذلك باشعال الثورة الشاملة لاسقاط هذا النظام الفاشي. وهذا لن يتأتى ولن يحدث إلا بتوحيد قوة الإرادة والعزيمة ونبذ خلافاتنا وصراعاتنا، وتجاوز المخذلين والنفعيين وأصحاب المصالح الذين رهنوا هوياتهم الوطنية لهذا النظام الرأسمالي الطفيلي ليحافظوا على مصالحهم الذاتية.
منذ انتفاضة أبريل المجيدة 1985م، التي سطا عليها سارقو الثورات خدمة لمصالحهم وأجنداتهم الحزبية وتجاهلهم لشعارات انتفاضة أبريل التي رفعتها الجموع الهادرة التي عانت من حكم الطغيان والدكتاتورية المايوية، لتنتهي بإنقلاب 30 يونيو 1989م، المشؤوم بقيادة تنظيم الجبهة الإسلامية، والشعب السوداني يتحمل في صبر تجاوز كل الحدود سياسات هذا النظام الفاشي الخائن للوطن وللشعب والمصادر لتطلعاته وآماله وأحلامه في أن يعيش حرا مثل سائر شعوب الأرض.
إن هذا النظام الذي أدمن التسول وبيع المواقف السياسية والتفريض في سيادة البلاد وعزة وكرامة شعبها غير جدير بالجلوس أو التفاوض أو التحاور معه على أرضية الدعاوى الفارغة التي ظل يطلقها في خطاباته الإقصائية والانتقائية ويريد بها إطالة عمره هروبا وخوفا من المساءلة والمحاسبة، لتستمر معاناة الشعب السوداني ليكون ثمنها تقسيم وتفكك البلاد وضياعها.
يا أبناء الشعب السوداني وبناته بمختلف تنظيماتهم وانتماءاتهم وفئاتهم جاءت اللحظة الحاسمة التي يجب أن ينكسر فيها حاجز التردد واللامبالاة، لتهتدوا بشجاعة أسلافنا العظام من الرعيل الأول الذين طردوا المستعمر الأجنبي البغيض ليهدوا لنا الحرية والاستقلال. ولنستصحبوا جسارة وإقدام شهداء شبابنا الأبطال في هبة سبتمبر المجيدة الذين علمونا معنى البحث عن كلمة الحرية المغيبة بفعل فاعل بحروف دمائهم الطاهرة الزكية.
ولتستلهموا تجاربكم الثورية المتفردة التي أسقطت أعتى دكتاتوريتين عسكريتين في أكتوبر 1964 وأبريل 1985م، وأودعتهما مجاهل النسيان ومزابل التاريخ. فهذا النظام المتأسلم الفاشي قد صار في أضعف حالاته الاقتصادية والسياسية والجماهيرية، وأكثر حصارا في عزلتة المحلية والإقليمية والدولية، بعد أن تنبهت شعوب العالم الحر لخطر الإسلام السياسي وتطرفه ودمويته وفساده وشرعت في حظره والتضييق عليه ووصف حقيقة ما هو عليه من كونه تنظيم إرهابي فاشي هدفه تدمير الأوطان والشعوب لصالح أطماع القوى الاستعمارية الحديثة.
عاش كفاح الشعب السوداني
الجبهة السودانية للتغيير
يوافق يوم 6 أبريل 2014م.

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
شعار2.PNG

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..