الوليد الشرعي الشعبي الوحيد بعد عقر السنين (2)اا

الوليد الشرعي الشعبي الوحيد بعد عقر السنين (2)

خضرعطا المنان
[email protected]

(مليون دباب .. من الطلاب !!) هكذا كان شعار المؤتمر العام لطلاب المؤتمر الوطني الحاكم بأمره في السودان في حين كان شعار المؤتمر التنشيطي لأهل الانقاذ انفسهم هو ( حزب قائد لوطن رائد!!) وهو شعار يذكرني تماما بحزب البعث السوري الذي هو بنص الدستور قائد المجتمع الواحد الأحد .. البعث الذي ينازع الروح حاليا ويعاني سكرات الموت مما جعل شعورا قويا يجتاحني بأن المصير نفسه سيلاقيه المؤتمر الوطني لانه لم يعد وطنيا كما في اسمه وانما صار عبئا ثقيلا على وطن يترنح وجرحا غائرا في جسده المنهك أصلا .. بل اصبح سبة في جبين كل سوداني وطني غيور على اختلاف أعمارهم شيبا وشبابا ورجالا ونساءا واينما كان الواحد / الواحدة منهم / منهم سواء داخل حدود الوطن الجريح او خارجه.

وبالعودة لموضوع المقال وهو الجزء الثاني من حديثي عن الوليد الشرعي الوحيد الذي خرج من رحم المعاناة والانتظار الطويل والاحلام والامال التي تداعب شعبنا المغلوب على امره واعني به ( الجبهة الثورية السودانية ) فانني أقول انه بفضل ما صادفت اهدافه من رضا وهوى في نفوس الكثيرين من امثالي فقد تحول الان الى ( تحالف القوى الثورية السودانية ) بعد ان دخل تحت مظلته العديد من تلك التنظيمات والحركات والهيئات والاحزاب لتجعل منه قبلة كل من كان قلبه على وطن جزأته الانقاذ وأحطت من قدره وعزلته عن عالمه الاقليمي والدولي وزرعت الفتن في كل بيت على امتداد وطن كان يوما اسمه السودان بمليونية أمياله المعروفة ولكنه اليوم ينزف جرح التجزئة والانقسام وهو جرح سيظل ينزف الى ان يأتي يوما من يأخذ بيده ويقوده الى بر الامان والتئام الجراح النازفات جراء سياسات رعناء ودبلوماسية بلهاء أودت به الى ما هو عليه اليوم من حال لا يرضي ولا يشرف اي سوداني أصيل .

وكنت قد تساءلت في ختام مقالي السابق حول الجبهة الثورية السودانية عن سر تغني الكثيرين بهذا الوليد الذي ولد عملاقا واعلنت ترحيبي واشادتي بما ورد في ورقة تأسيسها واهدافها المعلنة والتي من اهمها هو اعلانها دون مواراة او لف او دوران اسقاط النظام بكل السبل وشتى الوسائل لا سيما الانتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح وهو امر دفعت اليه سياسات الانقاذ الغبية اتباعا للاقصاء والتهميش والعزل لكل من لم يكن أحد ركاب مركبه الهالك والذي لم يجد من يعتليه سوى اصحاب الاغراض الشخصية والنفوس المريضة والتي لا تتعدى طموحاتهم الشخصية الجلوس على كرسي سلطة يرتجف اليوم تحت اقدام اهل الانقاذ حتى اخذوا وبصورة يرثى لها استجداء الاخرين والركض خلفهم املا في مشاركتهم في ما اسموها بحكومة ذات قاعدة عريضة وهي ليست سوى حكومة جريمة يقنن لها الدستور وفساد يتستر عليه القانون وترد تفصح عنه حياة الشعب .

ولا شك ان اهداف الجبهة الثورية التي قامت على اساسها تشكل منعطفا تاريخيا في مرحلة دقيقة يمر بها السودان المنكوب بأهله وربما لامست كثيرا من اماني وتطلعات قطاعات واسعة من شعبنا خاصة تلك الاهداف التي نادت بتوحيد الصفوف لكافة قطاعات المجتمع السوداني الفاعلة والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية عمادها شباب متحمس وواع وشيوخ تستمد منهم الحكمة والخبرة بعيدا عن المداهنة و( الدغمسة !!!) والتدليس ومسك العصا من الوسط.. وهذه واحدة من جملة مآسي نعيش تفاصيلها اليوم في الساحة السياسية للاسف وأبطالها معروفون لدى كل مراقب للشأن السوداني .

كما ان من اهداف تلك الجبهة الثورية هو التركيز على قيام دولة مدنية ديمقراطية حرة تقوم على المواطنة الحقة واحترام حقوق الانسان التي ظلت تنتهك بشكل ممنهج منذ 23 سنة متواصلة فضلا عن اعادة هيكلة الفضاء الاداري وبناء اجهزة القضاء والخدمة المدنية والقوات النظامية جيشا وشعبا .

وختاما فان المتابع لجلسات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الحاكم بأمره في (السودان الباقي) فانه لا يتمالك نفسه من الضحك حيث ان هذا الحزب الاسلاموي الانقلابي يعتقد ان الحشد الذي غصت به القاعة في الخرطوم يمكن لها ان تكون شهادة على شعبيته المهترئة وديمقراطيته المزورة القائمة على ( الخج ) والكذب والنفاق .. ومثار الضحك هو كيف لحزب يدعي شعبية زائفة وهو معزول في الداخل الا من الوصوليين والنفعيين والانتهازيين واصحاب المصالح الشخصية الخاصة والنفوس المريضة والكروش المليئة بالسحت وأكل مال اليتامي والجوعي والمشردين في الصحارى وبيوت القش والخيام التي لا تقي من حر شمس ولا صقيع برد .

وتبقى الحقيقة التي لابد من الاشارة اليها وهي ان هذه الجبهة قد اقضت بالفعل مضاجع الانقاذ تماما وشكلت لها بعبعا مخيفا تسعى اليوم وبشتى السل الممكنة وغير الممكنة للقضاء عليها ..ولكن هيهات ..هيهات.

خضرعطا المنان .
[email protected]

تعليق واحد

  1. "كما ان من اهداف تلك الجبهة الثورية هو التركيز على قيام دولة مدنية ديمقراطية حرة تقوم على المواطنة الحقة واحترام حقوق الانسان " …. ويكون الحكم للجيش المنتصر.

  2. الاستاذ الفاضل خضر

    لك التحية

    لقد تابعت مقالك ا لسابق ايضا حول الموضوع .. وعليه فاني اصدقك القول انه لا امل في احزابنا التقليدية ورموزها العواجيز .. وانما الحق يقال ان بان قوى الجبهة الثورية ربما تكون المخرج الوحيد لأزمة الحكم في بلادنا التي عبث به هؤلاء الاسلاميون الانقلابيون لاكثر من عشرين سنة ونحن نتفرج للاسف ,, ولكن الى متى ؟

    ابومنال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..