سياسة الأحذية ..بها يَحكمون وبها يُطردون..لا حاجة لتعليم أولادنا في المدارس أن السودان هو سلة غذاء العالم

لفترة طويلة كان الجلوس أمام شاشة التلفاز ومتابعة الأخبار مملا ، فقد كانت الأحداث ومنذ فترة طويلة لا تأتي إلا بأخبار القضية الفلسطينية ومقتل الفلسطينين على أيدي القوات الصهيونية ، وقد تعودنا على ذلك ولم يعد استشهاد فلسطيني أو اكثر يوميا خبرا ذو أهمية ، ومنذ سنوات بدأنا نسمع أخبار العراق وكيف تقاسمها اللئام وكيف أصبحت جثثا تطفوا فوق آبار النفط ، وأمريكا وعملائها هناك يرقصون فوق أنقاضها ..ولم يعد بعد حين مقتل العشرات يوميا فيها خبرا ذو أهمية ….
ولكن ? والحمد لله ? ومنذ أسابيع بدأت الأخبار ? الدسمة ? كالفيضان من أقطار عربية كثيرة ، فالسودان بدأ يتمزق ، فهو بلد واسع جدا ولا حاجة لبقائه بهذه المساحة الكبيرة ولا حاجة لتعليم أولادنا في المدارس أن السودان هو سلة غذاء العالم العربي فهو لا يستطيع حتى أن يطعم أبناءه فهل سيطعم الآخرين ، فهو بهذه الحالة لا يمكن أن يكون سلة بل بالكاد هو ? صحن صغير -.
ثم بدأت أحداث تونس الدسمة ، وكما جاء بن علي بالحذاء العسكري وكمم أفواه الشعب وراقب من يصلي صلاة الفجر في بيته ، تم طرده بنفس الحذاء وبمساعدة هبة شعبية صادقة ما زالت ألحانها تطرب الشعب العربي حتى الآن …
ولم تتأخر لبنان عن الركب ، فهي دائما ومنذ عشرات السنين في المقدمة ولها في كل عرس قرص ، وهي الدولة التي كانت تركيبتها منذ أول يوم لوجودها خطأ ، وكانت وما زالت تذكرنا دائما بممالك الطوائف في الأندلس …وهي الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يدعي الغرب أنها ديمقراطية !!!مع أن الحكم فيها هو وراثي مطلق بين ملوك الطوائف فيها .
وكان لا بد أن يكون هناك دور للسلطة الوطنية الفاسدة في رام لله والتي أقامتها الدولة الصهيونية في فلسطين بدلا عن روابط القرى القديمة وغير الناجحة وطلبت من منظمة التحرير أن تحكمها بدلا عنها ، ولم تقصر السلطة في أداء دورها بل وأبدعت فيه ، فالسجون الفلسطينية مليئة بالأسرى ويجري تعذيبهم بأحدث الوسائل مما تطلب مرارا تدخلا أوروبيا لتخفيف هذا التعذيب المبرمج .وجاءت قناة الجزيرة قبل أيام لتعرض وثائقا تبين التنازلات التي لم يجرؤ عليها أحد فيما مضى ، وكيف يظهر الكرم الفلسطيني بحيث أننا بدأنا نترحم على عزيزنا بلفور الذي أقر في وعده المشؤم ? على الأقل – بوجود شعب فلسطيني وهو ما تتناساه المنظمة كليا الآن.
وأخيرا يبدأ الزلزال في أكبر وأهم دولة عربية وهي العزيزة على قلوبنا جميعا ? مصر ? والتي كان النظام فيها يأبى أن يقتنع أن الصبر له حدود وأن الشعب سينفجر يوما ما ، فالفساد الذي يملأ كل ركن فيها والذي زاد من خطوط الفقر والجريمة لحدود خطيرة كان لا بد له أن ينفجر كبركان ..ومع أننا حتى الآن في اليوم الثالث من الانفجار، لربما كان من الممكن أن يتفادى النظام ما هو أسوأ إذا قام بأخذ إجراءات هو يعرفها جيدا ، ولكن الغريب أن كثيرا من الأنظمة العربية لا تقبل كما يبدو إلا بسياسة الأحذية ، بها يأتون وبها يغادرون ….
إن سوء الأوضاع في العالم العربي وبغض النظر إذا كانت أصابع خفية تلعب فيه أم لا ، فالوقاية من تفاقم الأوضاع لا يحتاج سوى إشاعة العدل الاجتماعي بين الناس ، وليس بعيدا قول أحد السفراء للخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما رآه نائما تحت شجرة وبدون حراسة : عدلت ،فأمنت ، فنمت …
فالمعادلة بإذن الله سهلة ..إعدلوا، فتأمنوا ، فتناموا

د . معن سعيد
دنيا الوطن

تعليق واحد

  1. عصابة وجدت الفرصة و تلاعبت باسم الدين ، من البداية قالوا الولاء قبل الاداء و خربوا البلد و عملواعلى تمكين انفسهم مستغلين تسامح الشعب السوداني و كانت ثورتهم لنهب خيرات السودان و العدو الاول الشعب السوداني الذي مازال نائما حتى وصل التلاعب درجة لا يمكن السكوت عنها ، حتى اختلف اللصوص و ظهرت المسروقات ، و وسيلتهم الوحيدة الشريعة و التلاعب بالدين و الشريعة تتبطق على الفقراء فقط فهم حدث و لا حرج ، كل الطرق متاحة لهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..