رواية (الخفاء و رائعة النهار) :- بين حضور الؤلمف و عزله ( 13 )

كان (جنجر) إبن المفتش الإنجليزي
ذو الوجه الآرنجي
في عمرهم تقريباً
سنونه الغضة
تغازل الخامسة عشرة مثلهم تماماً
إبتداءً كان يخافهم
و هم يتهيبون الإقتراب منه
ذات مرة ضحكوا ضحكاً مخنوقاً
حينما تجرأ (نوفل) و لمسه
ثم لحس أُصبعه
كأنه يريد أن يتذوق طعم بشرته
كان (جنجر) صافي البشرة
أبيضها
ناعمها
تستطيع أن ترى من خلالها عروقه
و الدماء تتدفق زرقاء بينها
شعره في لون الحنطة
أو على الأصح كأشعة الشمس
عند لحظة الشروق
ينساب منسدلاً
ليغطي أذنيه !!؟…
و أحياناً كثيرة يعوق عينيه الخضراوين ؛؛؛؛:
من ممارسة وظيفتهما
فيزيحه بهزة فاتنة من رأسه
تبعثره الى الأعلى
فيتدفق على جبينه مرة ثانية !؟!…..
كان مستر (جنجر)
كما كانوا يلقبونه
سمهري القامة فارهها
تنتشي الأرض و تتحفز شبقاً
حينما يدوس بحذائه الجلدي الصقيل عل ترابها !؟!؟…..
هكذا كان يظن الصبية و هم يجتازون مرحلة سن المراهقة
في شغف و تطلع !!؟…
كان مستر (جنجر) يغزو قلوبهم و يمتلك و جدانهم و ينسرب الى دواخلهم !!؟…..
في لصوصية و إنسراب
و لكن عبثاً كأنه الجسم الغريب
ترفضه خلاياهم و تقاومه بضراوة
كان رقيقاً و ناعماً كبطن السحلية
يزحف صوبهم بخطى واسعة و حثيثة
مزيلاً كل الحواجز الوهمية التى تفصل بينه و بينهم
مقصراً المسافات الشاسعة و ضارباً في بداواتها بنهايات ما يحمله من تقدم و حضارة و معرفة !؟!؟…..
إلا أن (نوفل)
بفهمه الإنطباعي
و تهوره
في الحصول سريعاً
على زبدة مسعاه
يرى عبر مستر (جنجر)
هدفاً للثأر من المستعمر
أو
فريسة سهلة المنال
بل في متناول يده
و كذلك ربما بنت الخواجة (مخالي)
النيل منها
يحقق ذات الهدف !!!؟….
أليسوا كلهم أجانب ؟؟!….
جاءوا لسلب خيراتنا
ألم يقل (حكيم)
إننا ينبغي
أن نقاوم المحتل
و مستر (جنجر)
أليس هو
إبن المفتش الإنجليزي
ممثل المستعمر ؟!…
في مدينتنا الصغيرة
جاء لإدارة شؤوننا
بديلاً عنا
كأننا عجزنا
عن فعل ذلك
لكنا لم نطلب
من أحد
أن ينوب عنا !؟!؟…..
هنا ضاق السارد ذرعاً
و على حين غرِة
إنتصب متدخلاً
يبدو أن الراوي العليم إغتصب دور (عطا) الذي سعى دوماً لإبتداع شكل مختلف للكتابة النثرية !!؟….
يستعيد (عطا) فاعلية حلمه السليب
متولياً تنسيق السرد مجدداً
(نوفل) متصدياً لإتهامات الرفاق
والله أنا طيب و على نياتي
أنت نواياك ليست محمودة !!؟….
فقط كنت أكثركم رغبة في إنهاء الفواصل بيننا و مستر (جنجر)
دعوا (نوفل) و شأنه
حسم (حكيم) اللغط
حول مستر (جنجر)
لا بدَّ أن يقع في شر أعماله
تدخل (إبراهيم)
من تظنه يا (نوفل) ؟؟!…
كأنهم يقفون على خشبة مسرح (حكيم)
بصوت واحد
يقصدون إرهابه
هذا مستر (جنجر)
و بعد هنيهة
نجل المفتش الإنجليزي
يا سيد (نوفل)
كادت فرائصه أن ترتعد
و إمتعق لوني
و شحب
كأن هذه المرة الأولى
التى أدرك هذه الحقيقة المهولة !!؟…
هتف (عطا)
من يكسر دائرة الرهبة
غير (نوفل) ؟؟؟!….

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..