عبث سياسي، ليس إلا ..!ا

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]

عبث سياسي، ليس إلا ..!!

** تقدم أحدهم ليخطب إحدى حسان المدينة، وكانت ذات أخلاق وحسب ونسب وعلم ومال وجمال..فسأله والد الحسناء عن مؤهلاته ووظيفته وما يملك ؟، فرد بمنتهى الثقة : (الحقيقة وأنا صغير ضربت الناظر وشردت من المدرسة، لكن الحياة والسجون علمتني)، وقبل أن يستوعب الأب هول الصدمة، واصل بمنتهى البراءة قائلا ( وحاولت إجرب حظي في السعودية وإتكشيت في قضية دعارة، لكن عندي محاولة تانية بعد العرس)، ثم إستطرد مضيفا بمنتهى الشجاعة ( ماعندي مشكلة سكن، قدمت في الخطة السكنية ومنتظر دوري)، هكذا قدم العريس نفسه لأهل الفتاة، ثم سألهم بكل سذاجة ( أها ..ممكن تدوني بنتكم ؟)
** وهكذا تقريبا ستقدم القوى السياسية بجمهورية مصر ذاتها للناخبين في الإنتخابات المرتقبة، أي قد يخرج إليهم حزب الوفد بلسان حال قائل : ( الحقيقة أنا ماعندي برنامج إقتصادي، لكن حكومة السودان صدقت لي بمائة الف فدان في الشمالية)، ثم يقول حزب الغد المنافس مخاطبا جماهيره ( بصراحة انا ماعندى مشروع تنموي واضح كدة، لكن مصطفى عثمان إسماعيا صدق لي بمليون فدان في القضارف)..أو ربما تتحالف كل القوى السياسية تحت شعار فحواه ( إنتخبونا، نحن نملك حواشات ومزارع بالسودان)،أو يطروحوا خطابا من شاكلة ( إنتخبوا مرشحكم المدبولي ..مالك الأفدنة الزراعية بالسودان) ..!!
** لن يكون ذاك الخطاب بمدهش ياصديقي حين تقرأ الخبر التالي.. ( تم البارحة التوقيع على إتفاقية بين حكومة الشمالية وحزب الوفد المصري لإقامة مشروع زراعي في مساحة مائة الف فدان في منطقة غرب محلية الدبة بالشمالية،وشرف حفل التوقيع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية، ووصف والي الشمالية الإتفاقية بأنها بمثابة ترجمة عملية للمعاني التي وردت في خطاب رئيس حزب الوفد في المؤتمر العام للحزب الحاكم بالسودان)، هكذا الخبر..لم اتابع خطاب رئيس حزب الوفد في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، ولكن والي الشمالية ترجم المعاني التي وردت في ذاك الخطاب إلى مشروع زراعي مساحته مائة الف فدان بغرب الدبة..ولا ندري هل إستلم رئيس حزب الوفد شهادة بحث تلك الأفدنة؟، أم أن الأمر عقد إيجار مدى الحياة ؟..ليس مهما، فالمهم إمتلك حزب الوفد مائة الف فدان بغرب الدبة، في إطار ترجمة فتحى خليل لمعاني خطاب رئيسه بالمؤتمر العام للمؤتمر الوطني..!!
** وقبل أشهر أيضا،صرح زعماء أحزاب مصرية لصحفهم بأن حكومة السودان صدقت لهم بأراضي زراعية، ولكن حكومة السودان – بلسان النائب الأول لرئيس الجمهورية – نفت التصديق وقالت قولا معناه : ( بالسودان قانون ينظم الإستثمار وأنشطة الشركات، ومن يشاء الإستثمار في الزراعة أو الصناعة، فمرحبا بشركته)، ولم تقل : (مرحبا بحزبه أو بحركته).. وعليه، لا افهم معنى أن تصدق الحكومة – إتحادية كانت أو ولائية – أراضي زراعية لأي حزب سياسي، وفدا مصريا كان أو بعثا سوريا أوجمهوريا أمريكيا..فالزراعة – كما الصناعة والتجارة – إستثمار تستثمر فيه الشركات ورجال المال والأعمال وفق القوانين واللوائح المعمول بها في الدولة، ولكن أن تحل الأحزاب محل الشركات وزعماء الأحزاب محل رجال الأعمال – في التوقيع على إستلام الأراضي الزراعية – فهذه بدعة تبتدعها حكومتنا وأحزاب مصر منذ ذهاب نظام مبارك..ونخشى أن يتواصل هذا العبث السياسي مع أحزاب مصر كلها – وليس مع الشركات الجادة في الإستثمار، مصرية كانت أو غيرها – بحيث يتحول شعبنا إلى جالية في وطنه بعد أن تحول الحكومة أرض وطنه إلى ( غرب القولد ملك حر لحزب الوفد، شرق المناقل ملك حر للأخوان المسلمين، جنوب الرهد عقد إيجار لحركة كفاية، شمال السوكي ملك حر لحزب الغد )، وهكذا.. نعم نخشى أن تحتل لوحات وأسماء وشعارات أحزاب مصر كل ولايات السودان، بدلا عن الشركات الجادة والمفيدة للناس والبلد، سودانية كانت أو عالمية ..!!
** ثم ..ما الذي يمنع حزب الوفد عن تأسيس شركة زراعية تدخل البلاد بأبوابها، أي عبر القنوات والقوانين واللوائح التي تنظم الإستثمار في البلاد، بدلا عن هذا الشكل المعيب الذي يوحي للناس بأن رئيس الوطني بالشمالية ورئيس الوفد بمصر وقعا إتفاقية سلام شامل بين البلدين، وليس (زراعة حواشة في الدبة)..؟.. أي لماذا يقزم حزب الوفد تاريخه وحجمه ودوره في الحياة العامة، بحيث يصبح مجرد (إسم عمل أو مكتب تجاري) ؟..أين المؤسسية ؟، إن كانت في الدولة السودانية أو في الأحزاب المصرية، إذ تلك المؤسسية وقوانينها – وليس الأحزاب وأجندتها – هي المناط بها تنفيذ التفاصيل التي تخدم الشعوب، زراعة كانت أوصناعة أو تجارة أو(سمسرة)..فليطمئن الاهل بغرب الدبة، مايحدث محض عبث سياسي يخدع به حزب الوفد قواعده بمصر،وليس بإستثمار زراعي ينزع أرضهم، ويجب أن يتوقف هذا العبث بأمر الحكومة السودانية.. أي قبل أن يتكاثف عبثهم السياسي بحيث يصبح خطاب مرشح رئاسة الجمهورية في مصر خطابا من شاكلة ( إنتخبوا الحاج متولى..أجدع فلاح مصري يمتلك حزبه مليون فدان في السودان) ..!!
…………
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. العبث الحقيقي هو من الحكومة الرسالية التي تمنح اراضى الدولة و ممتلكات الشعب هبه من تنظيمها السياسي الى حزب سياسي آخر، كما قال سفيههم " ترجمة عملية للمعاني التي وردت في خطاب رئيس حزب الوفد في المؤتمر العام للحزب الحاكم بالسودان" فعبارات الود و المجاملات بين الحزبين و التي يدفع ثمنها المواطن السوداني من ارضه!
    قلنا و نقول ان المؤتمر – غير الوطني- قد حول السودان الى ضيعة خاصة يتصرف فيها كيفما شاء و ينفق على من يشاء – الا شعب السودان – الذي تحول الى مجموعة من العبيد تكدح ليلا و نهارا و تدفع الاتاوات و الجزية ليتنعم بها سادتهم من المؤتمر مخصصات مليارية، و يدفعونها رشاوي لمن يرجو الحزب الحاكم وده. لذلك سكتوا عن حلايب و عموا عن الفشقة و عموا عما اقتطعته كينيا ….. و ربما يفسر الهبات البقرية و عشرات الاف الخراف من حر فقر الشعب الذي يقاطع اللحوم بسبب الغلاء….
    حكم اب تكو الذي يهب الاف الابقار ثم يستورد من اثيوبيا ليسد عجز اللحوم و ذلك في بلد " كان " يعتبر سلة غذاء العالم العربي…. قبل الانقاذ طبعا

  2. يا جنا .. إنت ما عارف البلد بلدهم وهم أسيادها؟ البلد الوهم دي ما تجيب إلا ناس وهم..

    إذا كان رجل بقامة الراجحي والفطيم وغيرهم ممن الجهابذة لا يزالون متجهجهون من الاستثمار في السودان. فما بالك ب ناس قريعتي راحت .. وناس أيمن نور والسيد من بقايا الأحزاب المصريةالتي ليس لها غير تاريخ زغلول بالنسبة لحزب الوفد وتاريخ غير معرف لأيمن نور غير السجن بتاعو أيام حسني مبارك

    دي بلد مفروض يقرأوا عليها الفاتحة بعد يغسلوها غسل الميت

  3. أي قبل أن يتكاثف عبثهم السياسي بحيث يصبح خطاب مرشح رئاسة الجمهورية في مصر خطابا من شاكلة ( إنتخبوا الحاج متولى..أجدع فلاح مصري يمتلك حزبه مليون فدان في السودان) ..!!

    أستاذ الطاهر ساتي سلام وتحية

    من الذين يتعابثون؟

    وزير نا الهمام الدكتور مصطفي عثمان غسماعيل؟؟

    أم قادة الأحزاب المصرية؟؟

    وين حلايب ؟؟

    وين شهداء ميدان مصطفي محمود؟

    وين تبرعنا للفريق القومي المصري ؟؟

    وين تبرعنا بخراف الأضاحي 20 ألف خروف فقط؟؟

    وين تبرعنا ب5 ألف عجل مدوعل؟

    وين تبرعنا كما أعتقد ب60 ألف طن سمسم ؟؟

    وين مواطنينا النازحين والفارين من جحيم الوطن إلي إسرائيل؟

    ماذا فُعل بهم في صحراء سيناء؟؟

    أين إتفاقية البقط؟؟

    أين الحكم الثنائي والإستعمار المصري للسودان؟؟؟

    أين محاولة إغتيال حسني مبارك؟؟؟؟

    يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية;( ;(

  4. يا ود ساتى لا تلم المصريين ولكن عليك بلوم المؤتمر الوطنى الذى واصل العمل لحساب المصريين بعد ان بدأ ذلك الفريق ابراهيم عبود الذى هجّر واغرق اهلنا فى حلفا ، واتى المؤتمر الوطنى وقام بنفس الدور فى سد مروى (راجع دراسة الدكتور محمد جلال هاشم فى سودانيس اونلاين عن السدود) وبعد ان خصخص المؤتمر الوطنى مشاريعنا الزراعية وعلى رأسها مشروع الجزيرة لأعضائه بقيادة المتعافى برخص التراب وبلا دراسة وثم تحول اعضائه الى حواشاات المزارعين المملوكة ملك حر فنهبوها ، واخيراً قالوا لماذا لا نتصدق بما ليس لنا من اراضى زراعية الى جيراننا فى شمال الوادى لعلهم يقفون معنا ضد مذكرات اوكامبو الجنائية التى ما زالت توالى الصدور ويمكنهم كذلك دعمنا فى حال فكر الشعب فى الانتفاض علينا …!!!

    ما يحيرنى لماذا مسؤلينا على امتداد التاريخ الحديث – آخر مائة سنة – دائماً يمارسون الانبطاح للمصريين وبلا مقابل …!!! فانا لا اذكر اى شئ قدمه المصريون للسودانيين

    غنائم مجانية هل تلومهم اذا اخذوها …!!!؟؟

  5. عبث فى السياسة وعبس فى الوجوه ومشاكل ماليها حد بين الازواج وانا واحد منهم وحالات
    طلاق بى صورة مخيفة والحياه مش زى اول ابدا الجار مش الجار والاخ مش الاخ والكل يانفسى
    يانفسى اختلافات فى البيوت والاسر وحال نقول منو لا حوله ولاقوه الا بالله ولو نظرت نظره
    فاحصة لمن يحكم ويتحكم من هؤلاء الاقزام تحس ان البلد ماشى عليها زلزال بقوة 20 درجة
    وربنا استر ولك الود

  6. الحياة اليوم: رئيس حزب الوفد يقرر تخصيص 10 افدنة لصالح كل اسرة من اسر شهداء ميدان التحرير فى السودان

  7. أقتبس
    ( تم البارحة التوقيع على إتفاقية بين حكومة الشمالية وحزب الوفد المصري لإقامة مشروع زراعي في مساحة مائة الف فدان في منطقة غرب محلية الدبة بالشمالية،وشرف حفل التوقيع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية، ووصف والي الشمالية الإتفاقية بأنها بمثابة ترجمة عملية للمعاني التي وردت في خطاب رئيس حزب الوفد في المؤتمر العام للحزب الحاكم بالسودان)

    الاستاذ الطاهر………..تحية…………
    لم أشك يومئذ عندما خاطب ذلك الرجل التعيس ال.. التفل المعجزة …..بأنه فعلا كان يعنى ما يقول , إذ وعد أهله و وبنات أهله بأنه سوف يستورد فحول لهن و ها هو يقود تحقيق ما قاله حسبما ورد فى مقالتك بأنه حاضر توقيع إتفاقية منح المصريين أرضا زراعية ( فى الظاهر) و لكنه إتفاق إستيراد الفحول البشرية فى هيئة فلاحين لبنات أهله ( فى الواقع)!!!!!!! و قد علقت يومذاك على ما ورد فى الصحف و هنا ما كتب و تعليقى……

    اقتطف جزئية من حديث المستشار
    ((واشتكى مستشار رئيس الجمهورية لدى مخاطبته أهالي قريته (زومي البكري) بمحلية القولد بالولاية الشمالية، من عزوف شباب الولاية عن الزواج، ما يهدد نسل المنطقة بالانقراض، والمح مهدداُ أنه لا سبيل لأعمار الولاية بغير استجلاب الأجانب (من بلاد بره)، طالما عزف الشباب عن زيادة نسلها مستعصمين بالبور والفرجة، في ولاية تعتبر الأقل سكاناً بين ولايات السودان.))

    و تعليقى كان…………
    و الله انا ما عارف كلام التفل المعجزه ده من سبيل خفة الدم ام دى فعلا افكاره الجاهلية الحقيقية ؟؟؟؟؟

    الله يلعنك……. اذا دا كل ما عملته فى حياتك لاهلك و ناخبيك !!! 300 شيله !!!! !!!!

  8. فتحى خليل ماسورة عديل !! هكذا هتف أهالى الحامداب الممغوصون من الوالى الماسورة وعجزه التام عن حلحلة مآسى المزارعين

  9. احمد فؤاد نجم قال
    الخواجة الامريكانى والسماسره المعاه
    تخنو بالكدب ودنه عرضو له مقاس قفاه
    فهموه من غير ما يفهم ان سوق الشرق مغنم
    ……………………………………………………الخ

  10. يا ود ساتى هؤلاء سفهاء والسفيه شرعا يحجز عليه

    سوف لن ينصبح حال السودان طالما ظل هؤلاء السفهاء يحكمونه

    وأرقص يا رئيسنا لانك متعودة عليه دايما،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..