الاتحادي الاصل افة المشاركة وبذرة الصراع

الاتحادي الاصل افة المشاركة وبذرة الصراع

د.ابوبكر شمس الدين العمدة
[email protected]

هل نحن في حاجة الي اتهام بعضنا وان يأكل بعضنا بعضا
الاشقاء الاعزاء درج المؤتمر الوطني لأضعاف الاحزاب دائما عبر عقدين من الزمان بالاغراءات وتشتيت الجهود بفرض المشاركات الديكورية والتكميلية في حكومات لاتستطيع ان تبتكر لكي تخرج السودان من هذا النفق المظلم.ويهدف بهذه المشاركات لأضعاف الاحزاب وتقسيمها كما هو الحال في حزبنا اليوم, بعض منا يرفض واخر يركض تجاه المشاركة,وهنا يبرز تياران في الحزب كل له قوته التي يستمدها احد من ارادة الجماهير والاخر من قوة وقهر السلطان.فيحدث التصادم والاختلاف بيننا وتتوسع هوة الاختلاف في الرأي والفكرة,ويبني عليها الانقسام والتشرزم وتفتيت الحزب الكبير,كما حدث مع احزاب كبيرة وعريقة من ذي قبل.ومن ثم علينا ان ننتبه جميعا وندرك ما نريد ونسعي لتحقيقه في ثبات وتفويت الفرصة علي اعدائنا والشامتين ما يريدون.
دعونا اولا نتفق ان اختلاف الرأي لايفسد للود قضية.فلا داعي لتوجيه سيل من الاتهامات وفيض من المهاترات لبعضنا البعض ولقياداتنا السياسية التي قدمت الكثير ونرجو منها ان تقدم اكثر وتعدل عن رأيها في موضوع هذه المشاركة المشؤومة.
أن توسيع هوة الصراع بيننا,هذا ان حدث هو اول مكسب سياسي للمؤتمر الوطني بشق الحزب الاتحادي وتفتيته الي مجموعات متشرذمة ومتناحرة مشغولة باختلافاتها لا بالهم العام والقضايا الوطنية.
علينا ان نلتزم بالديمقراطية في حزبنا وبيننا اولا ونمارسها كما نطالب بها وعلينا ان نجيب بعض التساؤلات:
هل الحزب الاتحادي الديمقراطي في حاجة الي المشاركة بهذا الشكل؟
هل المشاركة ستقود الي تغيير حقيقي يذكر ومطلوب؟ام انها مجرد اكتفاء بتنفيذ سياسات مرسومة سابقا؟
هل المؤتمر الوطني في حاجة الي اشراك القوي السياسية في حكومته المنتخبة بأغلبية كما يظن ايمانا بالديمقراطية ام انه يحاول الالتفاف حول ازماته؟
هل تركيبة الحزب الاتحادي الديمقراطي الان تؤهله ان يلعب دورا محوريا واسياسيا في حل مشاكل السودان الحالية والشائكة؟
دعونا نحاول ايجاد اجابة لهذه التساؤلات من وجهة نظري كمواطن عادي واتحادي بالفكرة.
بالنظر للمشاركة والقارئ للتاريخ,فأن الهيئة القيادية للحزب لا تستفيد من اخطاء الماضي وتتجاهل الارث العريق وتجربة الحزب الكبيرة في التعامل مع الانظمة الديكتاتورية والشمولية المتسلطة.ويكفي تجربة حزب الشعب الديمقراطي مع نظام مايو البائد كمثال,فماهي المكاسب الوطنية التي حققها اولئك الذين شاركوا في ذلك العهد؟هل يعقل ان نشارك في حكومة تقود حربا ضروسا في كل اقليم من اقاليم السودان,النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور كمثال للحرب المسلحة,والمناصير وشرق السودان والمكونات والتنظيمات المجتمعية الرافضة للتسلط والديكتاتورية كمثال للنضال الثوري السلمي.
اعتقد ان هيئة القيادة في الحزب الاتحادي تمر بأزمة كبير في وضوح الرؤية,ومصابة بدوار سياسي جعلها ترمي سهامها وتستكين لمجموعة مناصب دستورية وتنفيذية ديكورية وتكميلية,وهذا مرجعه ومرده لغياب المؤسسية وعدم وجود رؤية واهداف وسياسة واضحة ليحقق بها اهداف تخدم تطلعات شعبنا عامة وجماهير حزبنا والا لما تجاوزت هذه الهيئة القيادية اصوات الرافضين للمشاركة التي لا تمثل طموح الشعب السوداني .
هل المشاركة ستقود الي تغيير يذكر؟ماهو الهدف من المشاركة ان لم يكن تغيير سياسات وسلوك النظام؟هذه المناصب الدستورية والتنفيذية التي تمنح لا يستطيع كائن من كان ان يحدث بها تغيير سياسة او رؤية,بل سيكون حالنا حال الاحزاب التي شاركت من قبل,رغم تعددها في الحكومات التي تم تكوينها,لكنها لم تنجز مطلبا واحدا لعامة الشعب ومصلحته.اذا سياسة اللعب علي الدقون لم تعد صالحة في الالفية الثالثة.فالمواطن السوداني العادي فطن ومراقب جيد يستطيع ان يقرأ الواقع السياسي جيدا ويحلله ويستنتجه.وهو سيخرج بأستنتاج واحد من هذه المشاركة هو مبدأ المصلحة الشخصية الضيقة لا المصلحة الوطنية العامة.
اما ما يخص المؤتمر الوطني وحكومته التي يزعم انه فاز بها في انتخابات شرعية ومراقبة دوليا وبأكثرية كما يظنون,ماحاجته في مشاركة احزاب ليس لها وزن او مكاسب في الانتخابات السابقة كما يقولون؟ هل اصبحت قياداته تؤمن بالديمقراطية والتعدد وبحكومة وحدة وطنية مابين ليلة وضحاها وتوزع المناصب شرقا وغربا؟اعتقد اذا اتفق معي الناس ان المؤتمر الوطني يمر بأزمة ايضا ويحاول الالتفاف حولها بأحزاب كبيرة مهما كلف الامر.وهذا له مبرران من وجهة نظري .
المبرر الاول :انهم فهموا ان دولة القبضة البوليسية لا يمكن لها ان تحبس الانفاس ولا يمكن لها ان تقهر الارادة القوية الراغبة في التغيير الي الابد,والا لما سقطت دولة بن علي في تونس بدبابتها وعسكرها بعود ثقاب اشعله البوعزيزي عليه رحمة الله,فسقطت دولة العتاد العسكري بعود ثقاب ان رأيناه مالفت انتباهنا,ولكنه اسقط بن علي وتوالت من بعده الانظمة واحدا تلو الاخر وما نحن بمعزل عن ذلك لأنها هي نفس الاسباب التي يمر بها ووطننا اليوم.
المبرر الثاني:ان استهداف المؤتمر الوطني للحزب الاتحادي للمشاركة مدروس,وذلك لجماهيره وان نجح في اشراكه ذبلت وردة الربيع السوداني,فوقود الثورة هو الجماهير.
اما ما يخص تركيبة الحزب الاتحادي الحالية فهو لا يستطيع ان يتحمل مسؤوليات لحل اشكالات السودان الشائكة اذا كانت المشاركة هي خيار الهيئة القيادية اعتقادا وتصديقا لاكاذيب المؤتمر الوطني وضلاله القديم ورؤية المحللين الخاطئة فأختارت المشاركة بمبدأ النظرية الميكافيلية بأن الغاية تبرر الوسيلة وتجاهلت الاصوات المتعالية بعدم قبول المشاركة والرافضة للمشاركة ايضا.
اذا عجزت الهيئة القيادية عن النضال عليها ان تتنحي جانباوتفسح المجال وتدرك ان الحزب الاتحادي غني بالكوادر المقتدرة والمناضلة التي تعرف احتياجات ومطالب جماهيرها وتسعي الي تحقيقها,محافظة علي ثوابت ومبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي مستعينة بتاريخ وتجربة المناضلين من اشقائهم الذين سبقوا.فأن لم يكن لنل شرف النضال فليكن لنا شرف الموقف.
ومن هنا ندعو الي تصحيح واصلاح ما افسده الدهر.علينا ان نلتزم بمادئنا وثوابتنا التي ورثناها وان نعين بعضنا علي التأسيس للحزب المؤسسة الذي يقوم علي انتخاب ومؤتمرات منظمة لاختيار هيئة قيادة تمثل تطلعات الجماهير وتحمل رؤاها,ليس قيادات معينة تغرد خارج السرب وتتهافت علي المناصب اللقيط.ومن هنا ندعو لحل هذه الهيئة القيادية واختيار هيئة جديدة تشرف علي قيام مؤتمرعام.
نحن نثق في جماهيرنا وشبابنا الرافضين لتنتهي مسيرة النضال هذه النهاية الكسيحة بمشاركة متعفنة تزكم الانوف.
الله الموفق
الله,الوطن,الديمقراطية
دكتور ابوبكر شمس الدين العمدة

تعليق واحد

  1. بالله يا دكتور بعد الحصل دا كلو و جاي تتكلم عن اتحادي اصل واتحادي فرع .. وتتحدث عن شعارات كرتونية وكلامات هلامية مثل الله الوطن الديمقراطية … قل لي فقط هل تسمح الديمقراطية بان يكون لحزبكم رئيس اخر غير ( سيدكم ) , وقل لي ايضا منذ متى تم عقد المؤتمر العام لحزبكم ( الكبير ) كما تسميه … ومن كان المنافس ( لسيدكم ) في الانتخابات الداخلية للحزب ..
    ثم متى و كيف تغيرت سياسة ( سلم تسلم ) الى (اعتبارات المسؤولية الوطنية لمواجهة المخاطر والمهددات التي تواجه السودان) .. ليست كذلك يا سنجك .. انما هي سياسة( الفتة الباردة ) ..
    و لا اظنك جاد في ان الحزب الاتحادي هو حزب الجماهير .. ( وذبلت وردة الربيع السوداني ) ..
    ولو بتفتكر انو الشعب السوداني ما زال ينتظر اهل الطائفية ديل ..على ان يقودوا ثورة الربيع السوداني .. افتكر انو ( واطاتو صبحت ) ..
    بعدين هل تدري الى كم فرع انقسم الحزب الاتحادي منذ ان فارقه الشريف زين العابدين الهندي عليه رحمة الله ..
    (ومن هنا ندعو الي تصحيح واصلاح ما افسده الدهر.علينا ان نلتزم بمادئنا وثوابتنا التي ورثناها ) .. ورثتوها من منو ؟؟ السيد علي يا ربي ..
    بعدين موش الاتحادي دا هو كان بيدعو للاتحاد مع مصر تحت التاج المصري .. هل تجرؤوون على قولها الان امام اجيال 2011
    لا اظنك جاد فيما تكتب عن (الهيئة القيادية ) , و (ان الحزب الاتحادي غني بالكوادر المقتدرة والمناضلة) .. و اعتقد انك تناقض نفسك لانك كتبت (اما ما يخص تركيبة الحزب الاتحادي الحالية فهو لا يستطيع ان يتحمل مسؤوليات لحل اشكالات السودان الشائكة اذا كانت المشاركة هي خيار الهيئة القيادية اعتقادا وتصديقا لاكاذيب المؤتمر الوطني وضلاله القديم ورؤية المحللين الخاطئة فأختارت المشاركة بمبدأ النظرية الميكافيلية بأن الغاية تبرر الوسيلة ) والاخيرة هي الحقيقية
    الكلام ما بيشبهك يا دكتور .. لكن ان كنت تهيئ نفسك لمنصب في وزارة الصحة بعد ما عرفت ان ( خالك ) سيتولى منصبا وزارياً فهنيئاً لك ..فهو زمان الميكافيلية والفتة الباردة. فقد هجرها اصحاب المعز عبادي وعلي عبد الفتاح
    مع تحيات مجاهد سابق

  2. «يقطع دراعي لو كان الشاويش علي عبد الله صالح يعرف كامب ديفيد ست ولاّ راجل»!!
    هذه العبارة الساخرة قالها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في معرض تعليقه على معارضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لاتفاقية كامب ديفيد التي وقّعها السادات بين مصر وإسرائيل، وقد تذكّرتها حين قرأتُ في الصحف أن جعفر الميرغني الذي تم تنصيبه مساعداً لرئيس الجمهورية قد قال في أول تصريح صحفي أمام جمع من الصحفيين إنهم: «جاءوا لحل الأوضاع المتأزمة في النيل الأبيض وشمال كردفان»!!
    لا أحتاج إلى توضيح أن الميرغني الصغير كان يقصد النيل الأزرق وجنوب كردفان حين حوَّل الجنوب شمالاً والأزرق أبيض!!
    بالله عليكم، أليس من حقي أن أحلف كما فعل السادات وأقول: «يقطع دراعي لو كان جعفر الميرغني يعرف النيل الأزرق ست ولاّ راجل»!! أو: «لو كان جعفر الميرغني يعرف جنوب كردفان تقع في السودان أو بوركينا فاسو»!!
    أقول ذلك لأن الرجل «قام من نومو لقى كومو» لا لسبب أو مؤهِّلات يتمتع بها سوى أنه ابن الحسيب النسيب!!
    ((( بتصرف من جريدة الانتباهة ))))

  3. اما زلت تسمي نفسك ابو الشهيد؟
    اما زلت تدافع عن الانقاذ؟
    بالله عليك قل لي اين استشهد ابنك ودفاعا عن ماذا ومن اجل ماذا.اسفا علي الذين قتلوا تجارة بوار.لهم الرحمة جميعا والمغفرة.
    من اجل كل تساؤلاتك تلك قال الناس لا .من اجل تعيين مساعد لا يساعد ومستشار لا يشار رفض معظم الاتحاديون هذا الاتجاه.لا لشئ الا ان الانقاذ هي الانقاذ وان عهدهم ان لا عهد لهم.
    هذا ليس الذي يحلم به جميع اهل السودان وجاء التشكيل مخيبا للامال والمشاركة اخيب.رجاءا لا تكن بوغا للنظام الذي يتأكل من الداخل لا تكون ارزقي وتدافع عن اخطاء الاخرين .هذه البلد انت مواطنها الشريف لك مثل ما لهم لا تمييز لهم عليك.انت سوداني فأنت لك مثل الحقوق وعليك مثل الواجبات.فلما يتميزون عليك؟
    يا اخي هذا زمن لا وصاية فيه لاحد يسقط من يسقط ويبقي من يبقي ولا اسف علي الساقطين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..