أسلحة بيضاء واطلاق رصاص يبدل الحياة في ضاحية بالقاهرة

القاهرة (رويترز) – نظر رجل يحمل سلاحا أبيض داخل السيارة بينما التف حوله نحو عشرة رجال اخرين مسلحين بعصي وقضبان حديدية ومدي.
وقال زعيم المجموعة بعد أن عرضت عليه بطاقة تحقيق الشخصية وشرحت له أن بيتي في ضاحية المعادي الهادئة عادة في هذا الشارع "اذهب الى بيتك واعتني بأسرتك."
ولم يكن هذا هو الطريق الذي أقطعه عادة. وتردد يوم السبت صوت طلقات الرصاص بشكل متقطع في الحي الهادئ عادة والمحاط بالاشجار. لم يكن واضحا من أين جاء هؤلاء ولكن ذلك كان كافيا لاثارة الرعب بين السكان.
وانتشر حراس الاحياء في كل مكان بشكل مرتجل. وتجمعت مجموعات على بعد كل مئتين أو مئة متر على طول الطريق المؤدي الى بيتي.
وهذه تجربة سريالية في مدينة اشتهرت بأنها تعج بالحياة. فالقاهرة مدينة تستيقظ ليلا ولا توجد ضرورة لطلب سيارة أجرة لانه يمكن ايقاف سيارة أجرة في الشوارع حتى الساعات الاولى من الصباح.
وليس هذا غريبا على بلد يشتهر بالسياحة ويفتخر بأنه مضياف.
قد تكون القاهرة واحدة من البلدان الاقل نظافة والاكثر تلوثا في العالم ولكنها أيضا واحدة من أكثر المدن أمانا في العالم.
وأمر الرئيس حسني مبارك بنشر الجيش في الشوارع يوم الجمعة في محاولة لاحتواء الاحتجاجات المتصاعدة ضد حكمه. ولكن بعد يوم مضى في محاولة لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في أرجاء البلاد ضد حكمه انسحبت الشرطة فجأة تماما من الشوارع.
وغاب القانون والنظام. ونهبت المتاجر وأحرقت المباني. والاهم من هذا كله أنه كان هناك ذعر في أرجاء الاحياء السكنية بغض النظر عن مدى واقعية الخطر.
واقتضت العودة إلى منزلي حيث أسرتي التفاوض عند نقاط التفتيش التي أقامها الجيش والسير بشكل ملتو لاجتياز حواجز بدائية وتقديم نفسي لمجموعات تمسك أداة أو قضيب يمكن استخدامها كسلاح.
ووقفت وحدة للجيش على بعد أمتار قليلة من الرجال المسلحين بالسيوف والمدي الذين اعاقوا طريقي. ووقفت دبابتان تصوبان مدفعيهما في اتجاه السيارات المقتربة.
ولم يوفر هذا على ما يبدو الاطمئنان الذي ينشده السكان وسط أحاديث عن هروب السجناء في سجن قريب.
وقال أحد زعماء حراس مراقبة الحي "أريد منكم أن تعرفوا أننا نحمي بلدنا" ملوحا بعصا غليظة في يديه قبل أن يسحب كتلة خرسانية على جانب الطريق ليسمح لي بالمرور.
لم يقتنع الجميع بالاحاديث عن السلب وانعدام القانون. وبالنسبة للبعض فان الحديث عن عصابات مغيرة يفيد حيلة الحكومة لابعاد الشبان الذين يشكلون غالبية المحتجين عن الشوارع.
وقال أحمد سامح (33 عاما) "التلفزيون أذاع أن سجناء هربوا وأنه يتعين علينا أن نحمي ممتلكاتنا لذلك شكلنا هذه الجماعات ووضعناها في الشوارع ليلا." وتابع قائلا "اعتقد أنها حيلة لمنع الشباب عن المشاركة في الاحتجاجات."
كان يتحدث في ساعة مبكرة من صباح الاحد حيث كان يسكب هو وزملاؤه المياه على نيران أشعلوها في وسط الطريق أثناء الليل في وسط طريق تصطف على جانبيه المتاجر والمطاعم.
وقال وعلى وجه ابتسامة ساخرة "من عير المنطقي أننا نستطيع حماية أنفسنا من عصابات تحمل أسلحة بقليل من العصي ولكنهم يريدون منا أن نبقى في الخارج ليلا لننام طوال النهار ولكنني ساتظاهر في أي حال."
وبالرغم من الشكوك التي تساوره قال انه هو وجماعته سيخرجون لحماية الحي ليل الاحد أيضا