ماذا وراء عـودة الترابي؟

محجوب الحوري

أثارت عودة د.الترابي للمشهد السياسي السوداني بقوة بعد خطاب وثبة الرئيس البشير الكثير من التساؤلات وعدها مراقبون فصلا جديدا في مسرحية القصر والسجن بل ذهب محللون أن عودته كانت هي المفاجأة التي وعد بها النظام جماهير الشعب السوداني وهي التئام الشتيتين

1-ذكاء وبراغماتية
قد يختلف المتعاطون للشأن السياسي السوداني لكنهم يتفقون في ان الدكتور حسن الترابي لا ينقصه الذكاء وقد قال عنه خصومه كما قال الذهبي عن ابن الرواندي ( كان ذكيا ولم يكن زكيا ) ومدحه مريدوه فقال قائلهم
فتى أخلاقه مُثُل ……..وملء ثيابه رجل
، رغم أن الحدة في ذكاء السياسي ذمها ابن خلدون ? في مقدمته- باعتبار أن الذكي يكلف الناس ما لا يطيقون وأنه ينظر الى مئالات الأمور وعواقبها دون الاكتراث لما قد يحدث من خسائر وتضحيات وذكر (وأعلم أنه قلما تكون ملكة الرفق في من يكون يقظاً شديد الذكاء من الناس و أكثر ما يوجد الرفق في الغفل و المتغفل و أقل ما يكون في اليقظ لأنه يكلف الرعية فوق طاقتهم لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم و إطلاعه على عواقب الأمور في مبادئها بالمعية فيهلكون..الخ كلامه
وبغض النظر عن اختلافنا مع الرجل او اتفاقنا معه فهو في ظني أهم شخصية سياسية محورية سودانية ظلت تمسك بالكثير إن لم تكن كل مفاصل المشهد السياسي السوداني منذ ظهوره الأول في أكتوبر 1964م ودائما ما كان يملك المبادرات التي تفاجئ مريديه واتباعه قبل أعدائه ? كما وصفه صهره الامام قبل أيام أنه براغماتي – ويظهر تتناوله العملي للامور في ما نشر في وسائل الاعلام من لقاء الرئيس التشاوري مع الاحزاب فكان يتحدث كأنه الداعي لهذا الحوار أوصاحب الدار عن اجراءات وترتيبات بينما فضل صهره اللحديث عن اللغة والتاريخ وبراغماتية الرجل ظهرت خلال عمله السياسي في مرات عديدة حيث كان همه الأول التخلص من التبعية للتنظيم العالمي للاخوان ومن ثم اصحاب مدرسة التربية في التنظيم ليخلوا له الجو واجتهد في إدخال العنصر النسائي بفاعلية في تنظيمه
ومما يدلل على قوة تأثيره في الأحداث فرغم صغر حزبه آنذاك فقد حارب نظام مايو وجيش الجيوش مستخدما الحزبين الكبيرين واتباعهما فيما سمى الجبهة الوطنية المعارضة وغزا الخرطوم في يوليو 1976م فيما عرف بضربة المرتزقة ثم صالح النظام المايوي بطريقة مكنته من أن يكون الاقوى تاثيرا فى الاحداث السياسية ومن ثم جير انتفاضة أبريل 1985 لصالح حزبه رغم أنه كان مشاركا في نظام مايو حتى الرمق الأخير جير ذلك عبر السيطرة عن طريق حكومة د.الجزولي والمشير سوار الذهب ، وكان حزبه دائما ما يكون جاهزا لكل السيناريوهات وليس من باب المصادفة أن يتولى العقيد عمر حسن البشير مع اللواء يومها الهادي بشرى يومها تصفية جهاز الأمن الذي صدر قرار تصفيته الغريب بعد أقل من 24 ساعة من انتفاضة ابريل. ثم في فترة الديمقراطية الثالثة عقب انتفاضة ابريل كان له التأثير الاقوى بعد ان خلى له الجو -بسبب غياب الحزب الشيوعى -الذي دبر له من قبل عملية ابعاده عن العمل السياسي عن طريق حله – عبر آلة إعلامية ضخمة مستخدما في الوقت نفسه الاتحادات الطلابية للضغط على الحكومة واضعافها وجعل الشعب يكره الديمقراطية ويرحب بالتغيير عبر الانقلاب العسكري ثم تديبر الانقلاب على الحكم الديمقراطي في 30 يونيو 1989 .

2- عدم قناعة الترابي بالدولة السودانية
في أحاديث الدكتور الترابي الإعلامية أبدى أكثر من مرة عدم قناعة بالدولة السودانية الكيان القائم لدولة السودان ويرى ان السودان يمتد من البحر الأحمر الى مالي ودائما ما يركز على انه لايوجد ما يجمعهم إلا اللون الأسود كما ذكر أكثر من مرة ان السودان ماسمي بهذا الاسم الا لسواد الوجوه مما يجعله يستسهل دعوات الانفصال أو أن يكون غير آبه لها .
3-انشقاق الرابع من رمضان والعودة مرة أخرى
رغم كثرة التأويلات لانشقاق الدكتور الترابي وابتعاده أو ابعاده عن حزبه الذي انشأه فيما عرف بانشقاق الرابع من رمضان الذي سبقته مذكرة العشرة فقد ذهب محللون إلى أنه انشقاق طبيعي قد يحدث كما حدث من قبل في حركة الاخوان المسلمين بعد مؤتمر العيلفون في الستينيات وآخرون رأوا انه انقاذ لنظام الانقاذ بالابتعاد عنه بتدبير وأرى أنه مهما كانت الدوافع فإن نظام الانقاذ لم يتضرر من كل الانشقاقات التي حدثت في نظامه بل المتضرر هم أطراف المعارضة وقد تفطن لهذا الامام الصادق في حواره الاخير مع جريدة الشرق الاوسط بقوله (وجود (المؤتمر) الشعبي معنا كان مشوشا لموقف المعارضة) وهذه الانشقاقات التي يحتفي بها المعارضون انما هي تمدد لجناح من اجنحة الحزب الحاكم في مساحة الأحزاب المعارضة وما ذكرته في مقال سابق أن من فسلفة النظام الحاكم أنه يسعى لتكون كل التنظيمات حاكمة أو معارضة منه أومن تياراته المنشقة ولن يسمح لمعارض أن يبدئ رأيه الا برضاه فمثلا في التظاهرات الاخيرة سمحت الحكومة لما يسمى بتحالف القوي الوطنية والاسلامية (الطيب مصطفى وصهره امين بناني) بالخروج في مظاهرة من مسجد الخرطوم بحماية الشرطة ومن الطريف انهم قدموا مذكرة للحكومة عابوا فيها عليها انها مزقت البلاد .. وأعتقد في رأي المتواضع أن ابتعاد د. الترابي عن حزبه كان انقاذا لنظامه الذي بناه بانشقاقه عنه حيث :

1- مدد في عمر نظام الانقاذ بخروجه عنه وقاموا بحملة تسويقية لنسخة جديدة معدلة من الانقاذ عن طريق مصر ? التي خدعت للمرة الثانية – مدعيين أن الترابي كان وراء كل شر في العشرة سنوات الماضية (1989?1999) .
2- استغل الترابي بعده عن العبء التنظيمي فوقع مع الحركة الشعبية مذكرة تفاهم في جنيف فبراير 2001م وافق على حق تقرير المصير وهو بذلك يمتص على اهل المؤتمر الوطني اللغط الذي يمكن تثيره خطوة كهذه من قبل قواعد حزبه ليوقع المؤتمر الوطني برتوكول مشاكوس في 2002 المتضمن الموافقة على حق تقرير المصير ووقع المؤتمر الشعبي على اتفاقية مع الحركة الشعبية في القاهرة 2003 تضمنت نفس بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في 2005 .
3- كسرالترابي اجماع المعارضة التي دعت لتأجيل الانتخابات أو الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية أو مقاطعتها حيث رفض تأجيل الانتخابات وحل مفوضية الانتخابات وتكوين حكومة انتقالية وأعلن مرشحا من حزبه لرئاسة الجمهورية والعجيب أن مرشح حزبه الذي اعلنه كان من ابناء جنوب السودان بمعنى انه إذا لم يخصم من أصوات الجنوبيين المصوتين لسلفاكير فلن يضر البشير.
4- استفاد د.الترابي بعد فك القيد التنظيمي وجاهر بآرائه التجديدية المثيرة للجدل – التي نقلها عنه الراحل محمود برات فاتهم بالجنون ? مثل انكار عودة المسيح وامامة المرأة وغيرها والتي كانت مستترة وبين خاصته فقط.
5- لم يكن د.الترابي حريصا على بناء قواعد وهياكل لحزبه الجديد بل كان الحزب محصورا في شخصه مع ثلة من الحرس القديم .
6- كل تصريحات الترابي الناقدة للنظام كانت موجهة للعسكر وحكم العسكر وشخص الرئيس (دون الاشارة الى انتمائهم الحزبي)مدعياً أنه اختلف معهم لأنه يدعو الى الديمقراطية التي قام بالإجهاز عليها .
7- حالياً يقوم بالتسويق لدعوة الحوار للنظام وينتقد المعارضين بقوله (الشروط محلها مائدة الحوار) ويدعو للمسامحة في الجرائم التي ارتكبها النظام بعد أن كان يدعوهم للذهاب للمحكمة الجنائية .

قد يتحدث متحدث عن صلة المؤتمر الشعبي بما يجري في دارفور وهو ضرر كبير على نظام الانقاذ ورغم أن ما حدث في دارفور له مسبباته من صراع حول الموارد وصراع اثنيات وتدخل أجنبي إلا أن هذا الصراع في اعتقاد قادة تنظيم الجبهة الإسلامية أنه لم ولن يضرهم هذا قبل أن تفلت الأمور وكما اشارت رئيس المكتب السياسي لحزب الامة الاستاذة سارة نقد الله (أن قضية دارفور اتصنعت من أهل النظام، والدكتور “حسن الترابي” هو المهندس الأساسي للأزمة، ونظريتهم كانت بناء دولة على انقاض الدولة القديمة، ومسكتهم المغصة بعد أن فاز حزب الأمة القومي بغالبية الدوائر الانتخابية في العام 1986، واستخدموا معاول تكسير الإدارة الأهلية والنظارات تحولت إلى خشوم بيوت) ،فالذي حدث أن الجبهة الاسلامية لم تحصل إلا على مقعدين مقابل 38 مقعد لحزب الأمة في انتخابات 1985 رغم ما كان تعوله الجبهة الإسلامية على الاقليم حيث كان معظم طلاب دارفور ينتمون اليها بل معظم قياداتها ورؤساء اتحاداتها في الجامعات من اقليم دارفور فكان لابد من البحث عن طريقة لكبح نفوذ حزب الأمة في اقليم دارفور ? الأعلى ديموغرافية بعد العاصمة- وكان ذلك بتوجيه ولاء أهل دارفور الى قبائلهم والى الاهتمام بقضايا اقليمهم ومطالبهم بعيدا عن الأحزاب وقد نجح المخطط !! ولك ان تتمعن هل من المصادفة ان تنطلق شرارة التمرد بدارفور على يد داود بولاد الحركي الاسلامي رئيس اتحاد دورة 74-75 بجامعة الخرطوم- الذي قال عنه الكرنكي أنه أوتي مزمارا من مزامير ال داؤود- الى ان وصلت الى د.خليل ابراهيم وبحر ابوقردة ولازال يحمل جمرتها د.جبريل ابراهيم الكادر الاسلامي .

الخلاصة إن عودة د.الترابي للواجهة مرة أخرى تعني أنه يقوم باعادة ترميم نظامه والترتيب للسيناريوهات المحتملة التي قد يتعرض لها في ظل المتغيرات الاقليمية الجديدة التي قضت بابعاد جماعة الأخوان المسلمين عن الحكم في مصر بدعم خليجي مباشر وتضييق الخناق من الانظمة الخليجية التي بدأت لأول مرة تلعب بالمكشوف ودون مواربة وقامت باصدار تشريعات ومراسيم تجرم الانتماء للجماعة وتصنفها كجماعة ارهابية بالاضافة الى وصول عدة اشارات للنظام السوداني منها منع طائرة الرئيس من عبور الاجواء السعودية وحظر التعامل مع المصارف السودانية وسحب سفراء دول السعودية والامارات والبحرين من قطر الداعم الأكبر والوحيد لنظام الرئيس البشير .

محجوب الحوري

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياريت الاخوة في المعارضة استيعاب كل تلك التكتيكات التاريخية والناي عن ادخال كل العناصر ذات الاصول الاخوانية من تحالفاتها ، حاليا دول الخليج اعلنت رسميا بان الاخوان جماعة ارهابية ، لماذا لانستفيد من ذلك العداء بفتح نافذة جديدة للمعارضة في منطقة الخليج وخصوصا دولة الامارات ، واعني الاهتمام بالجانب الاعلامي لانه السلاح الخطير الذي استفادت منه الحبهة القومية الاسلامية في الاستمرار حتى تلك اللحظة ،،

  2. اذا اعتمدنا علي علي هذا المخنث فعلينا صلاه الجنازه للسودان، ايدلوجيه الاسلاميين مضره كبري وعلي الشعب ان يفهم ذالك.

  3. السلام عليكم .. كلمة ذكاء يجب ان لا يوصف بها هولاء القوم ..لان الذكاء معروف عنه الايجاب وليس السلب لان الفاشل الغبى هو الذى يدمر بعدم معرفته وجهله وجمود عقله فى التفكير الايجابي فمثلا هل كان (على عثمان ) ذكيا عندما وقع فى نيفاشا على تقرير المصير وهل كان صدام حسين ذكيا عندما دمر العراق وهل كان هتلر ذكى …!!؟؟ ولكن يذكرنا التاريخ بالقادة الاذكىا امثال محمد احمد المحجوب و اسماعيل الازهرى وامثال من جيل الاستقلال الذين اتوا بالاستقلال دون اراقة نقطة دم واحدة وكذالك محمد انور السادات فى مصر الذى حرر سيناء … وايضا غاندى الذى حرر الهند … وامثال كثر …. فاين الترابى من هولاء حتى نضعه فى خانة الاذكيا …. هل خيانة الاوطان والشعوب عمل ذكاء …. ارزل الناس هم الخونة والمنافقين … وهل النلاعب باللغة من الذكاء بل هى البلادة بعينها لان الشخص العاجز هو يلتف حول الاشياء ولا يستطيع الرمى الى الهدف مباشرة ..

  4. الدكتور جعفر شيخ ادريس قرأ الترابى من زمان…وقال ان الترابى يلهث وراء السلطة باستعجال شديد لامثال له…وكان صبر الترابى على الديموقراطية لكان وصل للحكم من زمان…غير ان الشفقة للوصول للحكم طيرته من الحكم وخلقت له كراهية واسعة بين افراد الشعب السودانى…وحتى رصيده الكان يعتمد عليه اعتمادا كليا وهو طلاب الجامعات…هذا الرصيد تلاشى…والترابى حاليا ليس له رصيد شعبى…واصبح ليس له معنى…فلن يضيف للانقاذ شيئا بعد الان…كرت وانحرق …وتم رميه فى الزبالة…اسكراتش وانشال رصيده.. ورمى فى الزبالة

  5. قد يجمع الله الشتيتين بعد ما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا ما كان يكيله دكتور الترابي من انتقادات للحزب الحاكم والرئيس عمر البشير شخصيا قد تستبعد ان يلتئم شملهم ولكن كما قيل في لغة السياسة هي فن الممكن حيث لا عداوة دائمة ولكن مصالح دائمة السؤال الذي يطرح نفسه ماهو الجديد الذي سيخدمه الترابي للشعب السودان وهذا ما ستكشف عنه مقبل الايام

  6. وهذا ما طالبنا به وسنظل نطالب به إذا كانت لنا آذان حزبيه تسمع اوعيون ترى او عقول تعى، وهل تستفيد الاحزاب السياسيه السودانيه من المواقف الخليجيه المتطوره وتجيرها لصالح أحزابهم الآفله؟!! ونحن عندما طالبنا حتى تكلسة أناملنا ونحن نطالب بضرورة إطلاق قناة فضائيه كنا نهدف الى إسماع الاخرين صوت الشعب السودانى للخليجين وغير الخليجين فالعالم حولنا لايدرى ما يدور فى السودان بدليل أن النخب المصريه المناهضه لجماعة الاخوان لم تكن لهم المعلومات الكافيه لينقلوا للشعب المصرى المصير الاسود الذى لحق بشعب جارهم السودان على مدى ربع قرن حتى يتجنب الشعب المصرى مغبة ما وقع بالشعب السودانى من تحت رأس جماعة الاخوان!!وينبغى على زعماء الاحزاب ومن الآن العمل على إقناع الدول التى وضعت الجماعه تحت الحظر وعزمة على مكافحتها وسنوا من آجل ذلك القوانين التى تقطع دابرهم،عليهم بما لديهم من علاقات إقناع تلك الدول بأن النظام الحاكم فى السودان جماعه إخوانيه حتى النخاع وإذا رغبوا فى فعل ذلك لن يعجزهم تقديم المستندات والادله التى تؤكد إنتمائهم الاخوانى لهذه الدول، وليعلموا إذا ما كانت الاحزاب صادقه فى نواياها لاسقاط النظام او المساهمه فى إضعافها ليجهز عليه الشعب عليها إلاستقلال الجيد لمواقف هذه الدول التى إستوعبة مؤخرا خطر هذه الجماعه وتسعى للقضاء عليها فى دولهم ولابد من تمليك كل من يهمه الآمر كافة المعلومات مثل التمويل المالى الذى يتدفق عليهم من جماعات محبه او متعاطفه معها.. ياساده الدول شمرت عن ساعديها لدفن الجماعه فرجاءا أن لا تدسوا منهم ادوات الحفر!!.

  7. الامر ومافيه ان تنظيم الاخوان المسلمين بمصرالاب الشرعي للنظام الحاكم السوداني قد تم اجتثاثه واعتبر جماعة ارهابية والحرب المستعرة من دول اقليمية ذات نفوذ وثروة هائلة تجاه الانظمة المنبثقة من تنظيم الاخوان المسلمين هذه خلفية الموضوع الرئيسية اما العوامل الاخرى فتتمثل في الفشل السياسي الذي ادى الى انفصال الجنوب واضاعة الثروة البترولية والانهيار الاقتصادي الذي لم تجد معه معه المعالجات الفاشلة في ظل تفشي الفساد وانهيار المشاريع الاقتصادية تحت اقدام سياسة التحرير والخصخصة التي مورست على اوسع نطاق لاقتصاد محدود لا يحتمل مثل هذه الممارسات وقد كانت مدخلا للفساد والافساد وقد عمد النظام الحاكم بعدها الى اقتلاع لقمة العيش وجرعة الدواء من فم المواطن مما زاد الاحتقان بالداخل وبات الامر يهدد بنذر ثورة شعبية عارمة ولذلك طرح النظام الحاكم حوار الوثبة ظنا منه انه يستطيع تسويق هذا السيناريو على الشعب السوداني المتممل شوقا للثورة على النظام والذي استفاد كثيرا من ثورات الربيع لعربي من حوله لذلك فان الشعب السوداني ينظر الى حراك النظام الحاكم والاحزاب دون ان يتفاعل معها وبالكاد ما يدغدغ اماله هو جملة اسقاط النظام ولكنه يعلم بان البديل ليس تلك الاحزاب لذلك قد يرفع الشعب شعار لا حكم لمن حكم ودعهم في غفلتهم وحوارهم يعمهون

  8. والله موش لو عملتوا حوار اى تشكيل جديد حيكون مثل سابقه كل همهم السلطة والمال والفساد الله يورينا فيهم عجايب قدرته ، ياحليل السودان .

  9. يا مرحباًبهذه الطلةالتي طال أنتظارها من الحبيب -غير الأمي -الأستاذ محجوب الحوري.. عساها لا تكون الأخيرة

  10. تحليل واقعي وعميق مدعوم بالادلة والبراهين مما يجعل الواحد منا سوى تصديقه والاحتفاظ به كوثيقة.. ولكن ننتظر منك تحليل آخر لتوقعاتك للجزئية الاخيرة للمقال والتي في ظني تعتبر الأهم وهي: الخطوات القادمة والآليات التي يعتمد عليها في اعادة ترميم نظامه والترتيب للسيناريوهات المحتملة. اشكرك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..