“قطار النيل” الأبيض يبهر السودانيّين

(أ ف ب)

في السودان الفقير حيث يزيد عمر القطارات على الاربعين عاماً يعتبر “قطار النيل” الابيض الناصع الرشيق جسماً من كوكب آخر.

وقد وضع قطار الركاب هذا في الخدمة في 20 كانون الثاني الماضي، وهو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة ويندرج في إطار الجهود التي تبذل من أجل تنشيط شبكة السكك الحديد في البلاد.
صباح كل يوم، عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي، ينطلق القطار المؤلف من أربع عربات ويعمل بمحرك ديزل من الخرطوم باتجاه عطبرة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمالاً.
الرحلة تستمر ست ساعات واربعين دقيقة اي اكثر بمرتين من الرحلة في الحافلة، لكنها اقل بالنصف مقارنة بالقطارات القديمة التي تؤمن رحلات الى بقية ارجاء السودان.
والرحلة تدوم هذا الوقت الطويل لأن القطار، القادر على بلوغ سرعة مئة كيلومتر في الساعة نظرياً، مضطر إلى السير ببطء بسبب تداعي شبكة السكك الحديد.
لكن رغم ذلك لاقى “قطار النيل” اقبالاً كبيراً، ما دفع المعنيين إلى تسيير قطار آخر يقوم برحلة ثانية مساء بين الخرطوم وعطبرة، في حين أن الطريق الذي يربط بين المدينتين يكتظ يومياً بالحافلات والشاحنات والسيارات.
ويقول هناء علي محمد (35 سنة) إنه سعيد بكون القطار مكيفاً: “أظن أن غالبية الناس الذين يتنقلون بين الخرطوم وعطبرة سيتوقفون عن ركوب الحافلة وسيختارون القطار الجديد”. وإضافة إلى المكيفات، يوجد مراحيض عصرية ومقاعد مريحة.
وعرفت السكك الحديد في السودان أوجها في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، إلا أنها تراجعت في شكل كبير عبر السنين.
وقد حال النقص في الأموال دون حصول صيانة منتظمة للشبكة، إلا أن عوامل سياسية ساهمت أيضاً في تراجع القطاع. فحكومة الرئيس عمر البشير، الذي كان يخشى كثيراً نقابة عمال السكك الحديد، صرف الآلاف منهم في التسعينات. يضاف إلى ذلك أن الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ العام 1997 أدّى إلى توقف العمل بالمحرّكات الأميركية لعدم توافر قطع الغيار.