إزالة صورة الترابي من إرشيف البرلمان، خوف الطغاة من الذكريات

إزالة صورة الترابي من إرشيف البرلمان، خوف الطغاة من الذكريات

عبد الحميد احمد
[email protected]

“خوف الغزاة من الذكرياتْ.

ساعة الشمس في السجن،غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات

هتافاتُ شعب لمنيصعدون إلى حتفهم باسمين.

وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ…”

درويش

وماذا بالسودان من المضحكات، ولكنه ضحككالبكا.! وكيف يضحك من طارت بسعده عنقاء مغرب فهو أشأم من أعمى المعري حين اختلطعليه نداء البشريات والنُذُر:

وشَبِيهٌ صَوْتُالنّعيّ إذا قِيسَ ،، بِصَوْتِ (البَشيرِ) في كلّ نادِ..!!

منذ أيام قلائل وعلى إثر إنتشار فيديو يصورمناسبة إجتماعية ظهر خلاله الرئيس عمر البشير في حفل غنائي صاخب، على إثر ذلك قامتالهيئة القومية للإتصالات بحجب رابط الفيديو من على عدد من مواقع الإنترنت، وإذ بداذلك الإجراء ساذجاً ينم عن قصور وعي بالإنفتاح الهائل الذي انتظم العالم وبالطفرة التكنولوجية التي أمكنت أن يتم استنساخ مادة ذلك الفيديو ملايين المرات ومن ثم إعادة تشكيلهاوإنتاجها ورفعها مجدداً عبر آلاف المواقع على الشبكة العنكبوتية سوى ما تم تداولهعبر وسائط الهواتف النقالة الداعمة لمشغلات الفيديو. إلا أن ما جعل إجراء هيئةالإتصالات ذاك مثار سخرية العامة الذين لم يجدوا فيه غير فكرة بائسة ومحاولة يائسةتشبه مبارزة طواحين الهواء، على طريقة دون كيشوت فبدت طريقة المعالجة لذلك الأمرعن طريق (حجبه) وحظره كأنها تقول: “الأن انتهى كل شئ..! كأن شيئاً لم يكن،فلا انتشرت تلك المادة ولا شاهدها الناس..!”

قد يكون إجراء هيئة الإتصالات الساذج أمراًعابراً لا يصلح أن يكون مؤشراً يفصحُ عن طريقة التفكير داخل أجهزة المؤتمر الوطنيوأروقة سلكته، لولا أن ثمة إجراء جديد مشابه تناقلته صحافة الخرطوم بالأمس القريب،سوى أن ما يجعل المصيبة مصيبتين والرزء رزءين هذه المرّة هو أن الجهة التي صدرعنها الإجراء الجديد الأشد سذاجة وقبحاً هذه الجهة هي (البرلمان) المجلس الوطني،الذي وجه (أحدهم) داخله أن يتم استبعاد صورة واسم الشيخ الدكتور حسن الترابي منعلى قائمة اللوحات الذكارية لرؤساء البرلمان السابقين.!!

وفي أخبار الخرطوم أن البرلمان السودانيالذي يشهد هذه الأيام أنعقاد المؤتمر (34) للإتحاد البرلماني الإفريقي إتخذ هذهالتظاهرة مناسبة لتزوير وتحريف تاريخ المؤسسة السودانية العريقة إلى عهد قريب قبلأن تمتد إليها أيد هؤلاء (الأغراب) الذين تحركهم الأضغان الشخصية والمشاعرالقبيحة، وتقول تفاصيل الأخبار أن القاعة الخضراء بالمجلس الوطني شهدت إنزال صورةالشيخ الدكتور حسن الترابي الرئيس االسابق للبرلمان السوداني من قائمة اللوحات التذكاريةلرؤساء البرلمان المتعاقبين عبر تاريخه، هذه الحادثة أثارت تساؤلات الصحافيين داخلالقاعة المذكورة مما أثار الحرج لدى (بعضهم) فأنطلق (أحدهم) يبرر بأن الأمر لم يكنمقصوداً (!) وهي عبارة ظلت تكرر كثيراً في مثل هذه المواقف المخزية التي أدمنهاالقوم.

وتفيد (المعلومات) الوثيقة أن رئيسالبرلمان الخالف هو الذي أمر بإزالة صورة الشيخ الترابي ومحو اسمه من ذلك السجلالتاريخي التوثيقي وهي حقيقة أليمة تكشف عن أن الرجل ما يزال على ضعف مستواهالمعرفي في القانون الذي درسه بالجامعة فظل في ذات الدرجة لا يفقه كثيراً مما ألقيعليه من علوم وهو أمر عابه عليه الشيخ الترابي كثيراً ونبهه ناصحاً أن يرتفع قليلاًلمستوى العلم الذي درسه وتلقاه، وهو أمر يكشف إلى ذلك جهل الرجل بأعراف المجالسالنيابية التي ظل داخلها بقرارات التعيين السياسي لسنوات متطاولة لا يملك إلا أنيكون صدىً لإملاءات سادته وكبرائه الذين تعهدوه بالتوجيه منذ عهد الطلب بجامعة الخرطوم.

لقد ظل الشيخ الترابي يلقي من العنت الكثيروهو يغالب النفي الي السجون والمعتقلات مرات عديدة فلا أعتقد أن محاولة نفيه وطمستاريخه البرلماني بتلك الطريقة الساذجة يعني له شيئاً أو يحدث لديه تأثيراً بقدرما يفضح تلك الدواخل الصدئة التي لا تملك أن تتحرر من الضغن والبغض والكره القبيحالذي يسوّغ لأحدهم أن ينحو إلى التحريف والتزييف فينكر ضوء الشمس من رمدٍ وينكرطعم الماء من سقم.! أما أهل التاريخ المشرق المشرف فلن تضرهم تلك الممارسات إلاكما ضرّ خضرماً من الماء خُطّاف حسى منه ماضيا.

إلا أن السؤال بذلاته الذي تبرزه هذهالواقعة يبقى قائماً وماثلاً وهو: كيف وبأي عقلية يفكر هؤلاء الناس..؟ هل يظنونالتاريخ يكتب ويمحي برفع الصور وأنزالها؟! أم انهم يعتقدون أن صفحات التاريخ تظلبيضاء خالية تنتظرهم حتى يكتبوا تاريخ هذه الأمة كيف شاءوا..؟ أم أنهم ما زالوايراهنون على أن ذاكرة هذا الشعب قابلة للتفريغ والشحن بما يوافق أهواءهم ورغباتهم؟!

نعم سيكتب التاريخ سيرة كل من عبر لا تعذبعنه مثقال حبة من خردل، كِتابهُ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاءها، سيكتب سيرةهؤلاء و(هؤلاء) وما كان سِجل التاريخ نِسيا.

تعليق واحد

  1. والله ما جابنا لوراء الا تعظيم الاشخاص الترابي ماذا فعل للسودان دين مزيف يتلوى حسب الاهواء متأسلمين لا يفقهون الدين الا من حفظ آيات معدودات وأحاديث نبوية يحفظها من هم في مرحلة الاساس ،،،،،،،، ساسة دهناء لصوص ،،، أساتذة وتلاميذ هذا أرث الترابي فل يغيب فكره وجسده من الفانية ،،،،،،،،،،،، لا رد الله صورته ولا صوته ،،،،،،،،،، ودعونا من تبجيل الشخوص فما فعل الصادق والميرغني عنكم ببعيد
    والله من وراء القصد

  2. كلهم سواء ( وهل تميز الافعى من نسلها..؟؟؟… ) ولو كانت السطوة للترابي لما مشى معارضا على رجليه —– فضلا عن ذكرياته…… كلهم سواء غايتهم ( الاقصاء …… الاقصاء … والان قد تبعهم السادة …….. لان المنهج واحد يا دنيا ليكي انا وبس ……والباقي …….دهس.

    الله اكبر —— والنصر قادم ……………….قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..