“سنة تاسعة (1)”

سهير عبد الرحيم

بدون دراسة نفسية وإجتماعية وأكاديمية أو تربوية قرر المسؤولون عن التعليم في بلادنا حذف سنة ثالثة متوسط ودمج المرحلة الإبتدائية مع المرحلة المتوسطة لتعرف فيما بعد بمرحلة الأساس.
وبدون دراسة نفسية وإجتماعية وأكاديمية أو تربوية قرروا مرة أخرى إرجاع السنة المحذوفة . بمعنى أن السيدة الفاضلة وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبد الرازق بتتعلّم في إطفالنا ، شغل شختك بختك ، بي مزااااج … شيلو سنة رجعوا سنة … بقروا ثمانية سنوات .. لالا خلوهم تسعة .. معقولة بس !؟.
وإني أعرف ويعرف غيري أنها لم تكن موجودة في وظيفة الوزيرة حين تم الإستغناء عن السنة ودمج المرحلتين … ولكني أعرف أيضاً ويعرف غيري أنها وراء قرار إرجاع السنة كما أن أي وزير يتم تعيينه أول مايبدأ يبدأ في تغيير قرارات من سبقه في الوزارة وكأن هذا هو الدليل الأول على أنه شايف شغلو وماشي تمام.
رغم أن الضحايا أولاً وأخيراً أطفالنا (فئران) التجارب لوزارة التربية والتعليم فالطفل في السوان ولن أتحدث عن الذي يدرس في مدرسة خاصة ويذهب عن طريق (السواق) بالعربة الفارهة أو الذي يستقل الترحيل الجماعي ولكني سأتحدث عن الذي يسير على قدميه أو يستقل المواصلات العامة وقد خرج من المنزل من دون أن يحصل على كوب الحليب وساندوتش الهامبورغر وأستقل المواصلات العامة بعد جدال عنيف مع (الكمساري) حول تعرفة الطلاب المعلن عنها فقط عبر صفحات الصحف والتي لاوجود لها على أرض الواقع .
ووصل المدرسة ووجد نصف الحصة الأولى قد إنتهى وجلس في الصف أمام معلم منهك وسبورة (غبشه) وكرسي متهالك داخل فصل آيل للسقوط ومقرر آيل للسقوط أيضاً .
بعد ذلك حانت فسحة الفطور فتبدأ المعاناة و(المدافرة) أمام البوفيه للحصول على خبز معبأ ببروميد البوتاسيوم محشو بطعمية يطغى عليها طعم الكربونات والبكسمات أكثر من الكبكبي.
وإذا كان هذا التلميذ من ذوي الحظ الجيد فسيستطيع الحصول على جرعة ماء من علبة صلصة فارغة مثقوبة ومربوطة بحبل بلاستيك إلى جانب (الزير) (كأنها ستسرق مثلاً!!؟! ).
ذلك (الزير) الذي تحتفل الطحالب بتكاثرها على جانبيه مع عزف متواصل للضفادع أسفل (الإطار).
عفواً (الإطار) ليس المقصود به إطاراً خراسانياً أو منصة مرتفعة لوضع (أزيار) المدرسة ولكن الإطار هو (لستك) سيارة قديم مثقوب ومتهي الصلاحية وضع (الزير) فوقه ليشرب منه التلاميذ سعيدي الحظ ويكمن الحظ السعيد في وجود الماء نفسه لأنه عادي ممكن تكون (الموية) قاطعة أو ما دفعوا الفاتورة ، ولن نتحدث هنا عن الحمامات والمعمل والحديقة و لاب الكمبيوتر . فهذه من الكماليات .
ولكن أخطر مافي هذا الأمر برمته هو يا وزيرة التربية وضعك لطفل صغير مع طالب في مرحلة المراهقة دون مراعاة الحجم والطول والتفكير والتصرف والتغيرات الفسيلوجية والبدنية والسلوك الشخصي والإهتمامات وأثر ذلك على التلميذ المغضوب عليه. كيف يدرس طفل في السابعة مع تلميذ بانت شواربه وكيف تدرس طفلة لاتعرف من العالم غير أبجديات الحب والتسامح والتفاؤل مع تلميذة في طور الأمومة .
السيدة الوزيرة أولاً غيروا هذه المناهج العقيمة. فما معنى أن يحفظ طفل في رابع سورة الطلاق ويحفظ خريطة السودان قبل الإنفصال ومشروع الجزيرة والصمغ العربي والسودان سلة غذاء العالم ونحن نعلم أنها جميعاً أحلام زلوط.
ثانياً أين قصص الصحابة والخلفاء الراشدين في مقرر التربية الإسلامية ، هل تعلمين أن الطفل في الصف السادس لا يعرف شيئاً مثلاً عن أبو عبيدة عامر بن الجراح.
السيدة الوزيرة : ـ
هؤلاء أطفالنا فلذات أكبادنا البنية الأولى لأي نهضة … لاتجعلوهم فئران تجارب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ولكن أخطر مافي هذا الأمر برمته هو يا وزيرة التربية وضعك لطفل صغير مع طالب في مرحلة المراهقة دون مراعاة الحجم والطول والتفكير والتصرف والتغيرات الفسيلوجية والبدنية والسلوك الشخصي والإهتمامات وأثر ذلك على التلميذ المغضوب عليه.

    كلام بليغ نسأل الله أن يجد أذناً صاغية، ونسأل الله عدم (المكابرة)، فالأستاذة سهير/ على حد علمى تقول ما يقوله الشارع، كل الشارع فهل هناك منطق أكثر من هذا؟؟؟ ولماذا أبناءنا هم حقل للتجارب؟؟؟

  2. تسلمي ياستي سهير علي الموضوع الجميل والله رجعتيني للمتوسطة اتمنا ان يكون كل الصحفين امثالك وربي يحفظك من عبادو الضارين امين يارب

  3. ابداع ياستاذة مثل هذة المقالات نقول لسةالسودان فيو خير كتير بابنائية والصحفيون الاشراف مثلكم المهم يكون في صوت يقول صح او خطاء هذا هو الشعب السوداني الفخور والصبور دايمن يضرب الامثال في كل تفوق في اي مجال داخل او خارج البلاد بس المهم نحتفظ بسودانيتنة الاصيالة البسيطة المتواضعة رقم قيظ المقيوظين منا وما بتم دة الا بلم الشمل كامل حتي نعكس الصورة كاملة

  4. كلام نواعم

    ما في حل لمشاكل السودان دا إلا باختثاث النظام كله من جذوره وإعادة ترتيب ما خربه من أول وجديد

  5. “يطغى عليها طعم الكربونات والبكسمات أكثر من الكبكبي.”
    البكسمات ؟؟؟ هل هو “الشبت” ….تبا.

    “ذلك (الزير) الذي تحتفل الطحالب بتكاثرها على جانبيه مع عزف متواصل للضفادع أسفل (الإطار)”
    يا سهير الطحالب دى ياها البتخلى موية الزير تبقا باااااردة وكمان بتزيد نسبة الاكسجين فى الجو وتدى الزير لون اخضر جميل و طبيعى ..اما الضفادع دى فما اجمل صوتا فى الخريف ..روعة.

  6. الاستاذة الفاضلة سهير الدراسة النفسية وفهم السلوكيات التي علي ضوء نتائجها تتخذ القرارات توجد في الدول التي تحترم انسانها وتسعي لنهضة شعبها… ولكن عندنا القرارات شخطك بختك وعناقلية ساي … وهسي مقالك دا يقراه هناي تشيلو الهاشمية يحلف طلاق يقفل المدارس زاتا.. المهم بالامس تابعت برناج المكشاف علي قناة طيبة وكان مقدم البرنامج والضيوف يتحدثون عن اختراق الشيعة للمنهج التعليمي في السودان وخاصة صف ثاني وثالث ثانوي .. اين وزير التعليم اين لجان تنقيح ومراجعة المناهج؟ أين ولي الامر؟ ياأهل السلطة الرابعة ماذا انتم فاعلين في هذا الامر.

  7. أسلوب رائع وواقع ملموس وسلمت أفكارك وقلمك ،،. نأمل أن نجد حلا ،،،ولم الصمت والتجاهل يروح ضحيته فئران التجارب

  8. لك التحية يا استاذة على حملك لهموم التعليم و تصويرك الرائع لحالة التعليم ونرجو ان تهتم سعاد عبد الرازق بما صورتيه فى لوحة ناطقة ولا ادرى لماذا لا يكون وزير التربية معلما رغم ان محمد احمد حميدة كان معلما ولم يقدم شىء عندما اصبح وزيرا ثم بعد ذلك رجعوه وكيلا

  9. اولا يا بت الناس غطي شعرك واحتشمي ثم اكتبي ونفس كلامك واكثر كلنا عارفين والفاس بعدما يقع في الراس مافيش فايدة والموضوع خلاص انتهي وكلامي وكلامك ليس فيه اي فائدة ومن المفترض يكون قبل اتخاذ قرار ال9 سنوات بمرحلة الاساس وارجو ان يكون النقاش مننا جميعا المطالبة بتعديل المنهج لل 9 سنوات الاساسية اما حكاية السنوات ونوعية الزي المدرسي قد انتهي والان قيد التنفيذ

  10. يا هناء كلمة هامبيرقر لم تأتي من اسم مدينة هامبورغ الالمانية كما زعمت ولكنها ترجع للكلمة الانجليزية Ham وتعني فخذ الخنزير فاللأفضل لن لنا نحن المسلمين ان نستخدم Beaf اما اذا كنا كمسلمين فهنا جاز لك ان تستخدمي كلمة ham ارجع ان تكون رسالت قد ابانت اللبس

  11. ربنا يحفظك وهذا هو الحس السوداني ولكن في ناس بتعلق علي الموضوع وكأن الوزيرة عايزة تعملهم مستشاريين للتعليم ويا اخوة اختشو علي حال ابناء هذا الوطن الصغار

  12. اضافة السنة التاسعة لمرحلة الأساس ، سبق ان تناولها الصحفي / الطاهر ساتي في أكثر من مقال قبل و بعد تنفيذ القرار .

  13. شكرا على الكتابه فى موضوع هام اخت سهير

    فى البدايه اكتفيت باعطاء الموضوع 10 نجوم فى التقييم ولكن بعد موضوع البيرجر احسست بالذنب لانحراف التعليقات عن الموضوع الاصلى لذلك قلت اعود واسجل اعجابى بكلماتك التى لمست مشاكل التعليم من ناحية المقرر والمنهج والبيئه المدرسيه بكلمات بسيطه ولكن اذا تمعن فيها اى مسؤول لعرف الكثير من مواطن الخلل التى تحتاج للمعالجه
    وتبقى المعالجات
    وفقنا الله جميعا لخدمة اهلنا فى السودان و الوطن

  14. اين منظمات المجتمع المدني لا بد ان نخرج في مسيرات هادرة حتي يتم تغير هذا السلم القائم علي الاهواء الشخية الغير مبني علي اسس علمية وتربوية والوزارة الان ليست بوزارة تربية ولا تعليم لانها فقدت هاتين الخاصيتين.

  15. قايتو يا سهير .. من خلال ملاحظاتنا كسرتى علينا راكوباب كتااااار هنا وفى الضفة الاخرى هناك من تخونة مشاعرة ولا يعرف كيف يعبر عنها وتوووووووووش انتى يااخ ما تغطى راسك دا هههههه

    وديل اظرف ناس ……. وماتذعلو منهم فى ناس بعربو عن حبهم بطرق غريبة ..

  16. للاسف يا هناء المنشية ردك ليس له علاقة بالموضوع ولكنه في نفس الوقت يبن من الذي يتحدث
    فالاسماء ليس لها علاقة بافعال الانسان وان جاز لك الكلام في هذا الصدد فعليكي احترام خصوصيات الناس ومسمياتهم فالذي تتحدثين عنه قد رحل عنا قبل عام وهو والدي ولم يسبق ان سمع حتي بما نتحدث عنة اليوم ولكنه قد عاش وهو في خدمة ما جاء به الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وسمي تيمنا بذلك وقد كان يحفظ القران وظل امام اماما للمسجد لاكثر من 40 عام فانا أربأ بك أن تقولي في اسمه فهو لا يتشرف بمعرفة ذلك والافضل لنا جميعا يا هناء ان نتحدث بما يحفظ احترامنا وغيرنا
    اما انا واعوذ بالله من هذه الكلمة فقد رايت ما لم يخطر علي بالك من اطايب ونعم وخيرات انعم الله بها علينا جميعا ولم اتكبر او اتعالي بمعرفة ان طعمها الاخرون او لاكوها مسبقا
    وازيدك من الشعر بيتا
    انت اسمك هناء فهل هذا الاسم يدل علي صاحبته؟ او يصفها بمعني الكلمة؟ انت ادري بنفسك مني ومن غيري انظري مليا الي نفسك وكوني صريحة واجبي عن هذا السؤال بس فقط الي نفسك فأنا في غني عن من لم يدرك ماذا يقول وكل إناء بما فيه ينضح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..