ماذا لو ..يتداول السلطة .. الهلال والمريخ عندنا؟ا

ماذا لو ..يتداول السلطة .. الهلال والمريخ عندنا؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

عقب اعلان نتيجة الاستفتاء التي أفضت الى فصل الجنوب ، سمعت أحد المسئؤلين من اخوتنا الجنوبين ولعله كان ضابطا كبيرا بالقوات النظامية ، وهو يتحدث الى احدي وسائل الاعلام موضحا شعوره في لحظة استلام خطاب انهاء خدماته لدى الحكومة السودانية ، باعتباره قد أصبح مواطنا لدولة اجنبية !
فقال ان الذي يحزنه كثيرا بعد رحيله عن الشمال ، هو افتقاده لمناخات التنافس بين الهلال والمريخ !
بالتأكيد فالرجل شأنه شأن الكثيرين من الذين حملهم صندوق الاستفتاء بعيدا عنا ، تتنازعه العديد من المرارات والجراحات والاحاسيس لمفارقة أرض واهل الشمال حيث تربي وترعرعت مشاعره ونمت صلاته، ولكن تركيزه على جزئية المشهد الذي تتوحد حياله مشاعر كل السودانين بحجم الوطن القديم ، وان انقسموا في انتماء ثنائي لا يخلو من التعصب احيانا، وبغض النظر عن مشاربهم الحزبية والفكرية والدينية والاثنية والجهوية ،انما يؤكد بذلك التصريح التلقائي والمقتضب ، اثر أجواء الاستقطاب الجماهيري الكبير حبا وعشقا بين هذين العملاقين في الشارع السوداني العريض !
و مع اننا بالطبع لا ننكر مساحات التمدد الجماهيري الأخرى في الساحة الرياضية للفرق التاريخية مثلهما كالموردة والنيل والتحرير والأهلي و فرق مدني العريقة وبوتسودان والابيض وبقية المدن التي ، ترفدهما بخيرة اللعيبة ، ولكن في النهاية تظل الحقيقة الكبرى ، أن الهلال والمريخ ، هما الحزبان الكبيران المتسيدان للمشهد ، بصورة أزلية ، مثل الحزبين الجمهورى والديمقراطي في امريكا أو العمال والمحافظين في بريطانيا !
بالأمس شاهدنا في سهرة قناة النيل الازرق الفضائية
( ميدان تحرير ) اخر نبتت غابة جماهيره الحمراء في قلب العرضة بأم درمان و تحديدا فوق هضاب قلعة المريخ وهو يحتفل بحصوله على الكأس !
وهو بالتأكيد تجمع تلقائي ، لم تحشد له حكومة ما ، امكانات الدولة اللوجستية والمادية والزمن المستقطع من حساب الانتاج والخدمات ليهتف لها مهللا ومكبرا ، حتي في هنات خيباتها وخطلها وفشلها وغزواتها على مواطنيها بدعوي تحريرهم من استعمار احتجاجهم على تهميشها لهم !
ولم تستدر عطف تلك الحشود التي ضاق بها الأستاد معارضة تصلي بجماهيرها خداعا لاستبقاء الولاء الأعمي دون تفكير أو تدبر ، بينما تأكل مع السلطان الحائر في ورطته و في حسرته على طعامه المتخمر والفائح الرائحة وهو يرمي لها كارها ، فتات المناصب لاسكات مواء شراهتها وجوعها وهي تهز ذيولها قريبا من مائدته !
فمهما اختلف السودانيون في كل شيء وتشتتوا فرقانا وتكتلات ، يظل الحوشان الكبيران في أم درمان هما، الموحدين لهم، منقسمين في معادلة عجيبة ، بين الولاء للزعيم ، وسيد البلد !
فلماذا لا نجرب ولو لموسم رياضي واحد أن نترك لجماهيرهما الكبيرة والصادقة الولاء و الخالص من كل غرض ، حق اختيار حكامنا في تداول سلس ينطلق من مياديين تنافسهما بعد أن تضع تلك الجماهير نزعة التشنج والتعصب جانبا ، من أجل مصلحة الوطن ، بعد أن اصبحت تلك المصلحة المقدسة، بعيدة تماما عن أجندة الحكومة ، وأحزاب المعارضة الكبيرة التي باعت جماهيرها في وضح النهار ، على عكس جماهير الرياضة التي تخلص لفرقها ، واقفة في صفوف الزحف ، نحو الملاعب منذ منتصف النهار وتحت لهيب الشمس الحارقة ، لتشهد مبارياتها ليلا !
وياله من ولاء واخلاص لو سخرناه . لاختيار زعيم أوحد للوطن ، نطلق عليه من قبيل حبنا له لقب سيد البلد ، لاصبحنا سادة العالم بما لدينا من قيم انسانية كشعب ، وامكانا ت هائلة كأرض ووطن ، قبل ان يتبدد كل ذلك في قسمة الثعلب الماكر والدجاجة الطقيشاء !
حمانا الله من سوء قسمتهما!
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. د. المعز.. عندك الحل

    لندخل في الموضوع مباشرة…

    لو سألت أهل الحكم..
    هل وضع السودان الحالي يعجب قيادتنا غير الرشيدة..!! ؟؟

    طبعاً.. سيجيبون (لأ)..

    وبالطبع المعارضة.. وبواقع الحال.. (تعرف أن وضع السودان.. أسوأ من آخر يوم تركت فيه الحكم..) ويزداد سوءً..

    لو سألت الشعب..
    (هل ضاعت أحلامكم.. بوطن كبير يسع الجميع.. في ظل النظام القائم الآن..

    سينطق الناس بغالبية تفوق غالبية… من صوتوا للانفصال في الجنوب.. (نعم) طار حلم الوطن الآمن والرفاهية..

    (هل تثقون.. في معارضة تحمل السلاح تقتل وتسفك.. لتغير النظام)..

    سيجب اللاجئين والمكتوين.. بنار الحرب.. ومن بترت ألغام الظلام سيقانهم.. ومن أثرت فيه الحرب في عيشه.. وغلاء خبزه..

    (لا) لا نثق..

    الحل يا عزيزي..

    استقالة الجميع.. معارضة وحكومة..

    وذلك بتوسط.. العجب وسيدا وجمال حسن سعيد والهيلاهوب ووردي والكابلي ومهند الطاهر ود. المعز بخيت والحلنقي وود الأمين والنصري وعبد الرحيم أرقي وسبت دود وحامد بريمة وعبد الرحمن عبد الله وعمر إحساس..

    كل هؤلاء يمتطون صهوة (الأمل) ويجتمعون بعقار المريخابي أو الهلالابي.. المحب للكابلي أو ود الأمين مع الحلو الذي يسمع الهيلاهوب وقطر أويل.. مع المعارضة مع حزب المؤتمر الذي يطربه وردي..

    ويقعدوا واطة.. وتسليم السودان لشخص من عامة الشعب.. أتمنى د. معز.. أو الحلنقي.. أو حامد بريمة.. أو عبد الرحمن عبد الله..

    وتسير الأمور لإنتخاب الحزبين كما أشرت

    (مرشح من المريخ)
    ليس جمال الوالي طبعاً..

    ومرشح من الهلال
    (ليس بالطبع الأطبع) البرير تايسون..

    وشكراً..

  2. أخشى أن يدخلا السلطة بذات علل السياسة … فالوظائف تمنح بالإنتماء الرياضي بدلا عن السياسي بل وسيصبح اختطاف الساسة المستقلون وتسجيلهم حدثا يتكرر كل يوم !!
    هذا الوسط به ذات العقليات النفعية التي تستفيد من كل المواسم من أنديتها التي تنتمي إليها .. هذا الوسط حشود ليس إلا ولكنها لا تصلح حتى لحكم نفسها ودونك أزماتهم المتلاحقة والممتدة وسوء تفسيرهم للقوانين … ولو نصّبت هلاليا لحقده المريخاب ونازعوه حتى يذهب والعكس صحيح … ولو أتت الحكومة الآن بوزير شباب له انتماء واضح لأحد القطبين في التعديل المرتقب ؛ فسوف ترى الإعتراضات عليه من منطلق انتمائه حتى قبل أن يعمل …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..