الشجر يموت واقفاً: شندي.. تقتل السينما وتبيعها دكاكين

شندي ? حسن محمد علي
تنسل في كل صباح من خلف غبار كثيف يغطي وجهها لن تمسحه محاولات الحكومة بنثر بعض الأشجار في أطرافها أو إرسال عمال النظافة في جوانب طرقها، يتبدى في مدينة شندي عجز كامل.. كل من يحدثك عن ألق وجمال في المدينة يقلب صفحات تاريخها القديمة، الثقافة والرياضة وشهية طعم المدينة الباذخ. (السنترلوك) الذي انتشر على أرضها يريد أن يطمس رمال الصحراء بلا أمل، تغطيه هي من جديد وتأبى إلا أن تصعد فوق أسواره رغم أنف مصانع الأسمنت المنتشرة هناك، أشجار النخيل المستزرعة في حفر سلطات البلدية تأبى أن تعانق قامتها وهامتها السماء فهي مروضة للمروج لا لقارعة الطريق.
معهد المعلمين بشندي عاد مزارا متواضعا لا يقرع جرسه الذي يحفظه الجميع عن ظهر قلب بمواقيت محددة لكي تحدد حركة القادمين، تقول روايته التاريخية إنه تأسس منذ العام (1952) حيث تم افتتاحه ذلك الحين في مباني المدرسة الريفية الوسطى حيث أنشئت أولا مدرسة المعهد الأولية بغرض تدريب طلاب الصف السادس معلمين بالمعهد، وتخرجت أول دفعة في أبريل (1954)، الآن انتهت مهمة صانع وحدة السودان.
السلطات هنالك لا تعمل بمبدأ إكمال ما انتهى عنده جهد الآخرين، بل تبدأ عملية الإحلال والإبدال من إزالة أنقاض السابق. جعفر بانقا المعتمد السابق لشندي بدأ تشييد مسرح ضخم تنطلق منه فعاليات العملية الثقافية في موقع السينما القديمة، العمل وصل إلى منتصف الطريق، لكن المعتمد عمر الحويج لا تعجبه مقولة (اعطني مسرحا أعطك أمة) بل يحبذ دراهم إيجار آخر الشهر ودكاكين الاستثمار ذات العائد المجزي مما حمله على تحويل المسرح إلى دكاكين استثمار، وعندما تردد على مسامع الجميع مهرجان السياحة في ولاية نهر النيل وفي مدينة شندي، أنصت الناس لهذه المفاجأة الكبيرة، فهي فعلاً أرض حباها الله بمناظر خلابة وطبيعة ساحرة من ضفة النيل العظيمة إلى سواقي النخيل الباسقة، لكن لم تجد المحلية مسرحا لتقيم عليه أنشطتها.. شندي حاليا تموت، فمن يمسح آخر دموعها؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أنا المساح دموع شندي.
    إنت المساح دموع شندي يا حسن.
    كل مواطن في محلية شندي يمسح بكفه كل دمعة تحتبسها مآقيها قبل أن تنحدر على خدها الطاهر النضير.

    متى شاهدت (كوزا) له نصيب من الاهتمام بالفن والثقافة، متى؟

    معتمدو المحليات هم أدوات وبراعم الطغيان والأمنجة لمجالس وصمامات النظام بالخرطوم.

    يميلون للدعاية (للنظام طبعا)، ويقودون أعمال المحليات وينفذونها بلا تخطيط وبلا أولويات تنموية وبلا دراسات مستقبلية وبلا سلطات محلية للرقابة والمساءلة وأيضا، بلا مشاركة ورقابة شعبية، فلماذا لا يستبدون؟

    ومعتمد شندي الأهوج (الفولكلوري) أحدهم.

    البداية:

    – لا بد أن يكون حكم المحليات حكما تمثيليا مجلسيا يخضع للمراجعة الداخلية المقننة والرقابة الشعبية.
    – لا بد ان يكون معتمد المحلية منتخبا من قواعدها أو من مجلسها أو من هيئاتها وفعالياتها المعتمدة قانونا (ولا تشمل هذه الهيئات الأحزاب، بينما يجوز أن يرشحه حزب من الأحزاب).
    – أن يكون للمحلية جهازا تنفيذيا مستقلا يراسه مديرٌ تنفيذيٌ مستقل وذو كفاءة تنفيذية مشهودة ومكتسبة.

    لا للمعتمدين الأراذل. نعم لسيادة الحكم الشعبي المحلي.

    على محلية شندي أن تراقب وترصد (الأفندي) معتمدها قوز قوز لتعرف ماذا ولماذا وكيف ومم وفيم يعمل، وألا تجاملة في حقوقها.

  2. بيع السينمات ليس في شندي فحسب وإنما يتم ذلك في معظم مدن السودان فأين سينما كلوزيوم في الخرطوم وسينما الخواجة في بورسودان وعروس الرمال في الأبيض وغيرها من مدن السودان الاخرى فلم يعد للسينما رواد بعد ان أصبحت متوفرة في كل بيت من خلال النت أو القنوات التلفزيونية وكان يا ماكان للسينما من طعم جميل ومتنفس للناس عزاب وعوائل والكل كان يطالع دعايات الأفلام في الصحف اليومية أين تسهر هذا المساء أو على الملصقات التي توضع على اعمدة الشوارع فاليوم فلم هندي وغدا عربي وبعده كاوبوي ونكهة عمال التسالي والترمس والشاي يمرون بين المشاهدين فهل أصبح هذا سراب ؟؟!! فليس الشجر من يموت واقفاً بل نحن من نموت واقفون ألف مرة !!!!آآآآآآآآآآآهـ يا بلد

  3. نعم الأنترنت والتلفزيون اثر كثيرا فى السينما ولكن لم يقض عـليها. نفـس دور السينما فى باريس ولندن واميركا وكل بلدان العالم ما زالت موجودة ويرتادها الناس . ويوجـد فرق كبير فى ان تشاهـد الفلم فى البيت وفى ان تشاهـده فى دار العرض فى السينما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..