الرقابة على الصحف.. هل تجدي!ا

حديث المدينة
الرقابة على الصحف.. هل تجدي!!
عثمان ميرغني
جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعلن مساء أمس الأول عن رفع الرقابة القبلية عن الصحف.. ورغم أنها أقصر فترة رقابة قبلية على الصحف.. وربما أخفها وطأة في حيِّز الممنوع والمحجوب.. إلا أن السؤال عن جدوى الرقابة على الصحف يجب أن يثار من منظور مهني وعملي وعلمي.. والرقابة القبلية لفائدة بعض القراء الذين ربما ليس لديهم إلمام بالعملية التحريرية الداخلية في الصحف.. هي مراجعة يومية شاملة لكل صفحات الصحيفة يقوم بها أحد ضباط الجهاز قُبيل إرسال الصحيفة للمطبعة.. وعادة تنزع فتحجب أو يجري تعديل مواد الرأي بالدرجة الأولى تليها الأخبار التي قد تتناول القضايا المستهدَفة بالرقابة.. العملية في مجملها منهكة للغاية للطرفين.. لضباط الجهاز لأنها عبء إضافي مُجهد إذ يستغرق جل ساعات الليل لعشرات الصحف اليومية.. ومنهك ـ جداً ـ للصحف لأن مجرد الإحساس بأن المادة الصحفية قابلة للنزع والحجب يشتت التركيز ويكبل الضمير.. حتى لو لم تكن هناك مواد صحفية تتعارض مع ما تستهدفه الرقابة. لكن مع ذلك يبقى السؤال.. ما جدوى الرقابة القبلية على الصحافة؟ الأجهزة السياسية في الدولة لديها حساسية عالية من النقد وتوجيه الرأي العام الذي بجدارة تتميز به الصحافة السودانية.. فالصحافة السودانية رغم شح إمكاناتها وضعف بنياتها التحتية إلا أنها مؤثرة جداً في توجيه الرأي العام.. ربما بسبب اهتمام القارئ السوداني بالرأي والتحليل ومتابعته المستمرة. لكن بالحساب المجرد من الهوى السياسي.. درهم راحة من النقد يشتري قنطار قلق وطني و(لا) استقرار.. وتجربة قفل منافذ التعبير ليست جديدة فقد جربتها دول كثيرة في غالبها الأعم كان مصيرها الحتمي التلاشي والانهيار.. وعلى النقيض تماماً الدولة التي تفتح الأبواب للهواء الطلق تقوى بالرأي وتنضج أسرع.. والبرهان على ذلك من تجربتنا السودانية.. فرغم حجم الإنجازات في التنمية في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة.. إلا أن الـ(لا) استقرار السياسي في السودان لا يزال الخبر الأثير لوسائط الإعلام المحلية والدولية.. لو نشطت اللعبة السياسية واعتمدت على مبدأ الأبواب المشرعة.. صحيح أنها قد تزعج الساسة قليلاً.. وتكدر استرخاءهم السياسي.. وتجبرهم على سماع الرأي الآخر رغم مرارته أحياناً.. لكنها في المقابل تريح الوطن ـ جداً ـ تسترخي الانفعالات وتهدأ التوترات ويتسع الصدر الأهلي والرسمي للرأي الآخر.. فترتاح منا الإحن والخصومات والنزاعات.. الإسلام بنى منهجه العام في الحياة على مبدأ (أفلا تتفكرون – يتدبرون ? يعقلون وغيرها) وجعل الخيار للإنسان أن يفكر بكل عنفوانه العقلي بلا قيود حتى في أمر الدين (لا إكراه في الدين..) (وهديناه النجدين)..(إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورا).. فلنجرب فتح الأبواب على مصاريعها.. ونحتمل بعض الرياح.. حتماً الخلاصة في نهاية الأمر ستكون وطناً هادئ النبرات.. مرتاح الضمير السياسي.. راضيًا بالقسمة والنصيب السياسية..
التيار
ياباشمهندس . انا رجل فى الخمسين من عمرى ارهقت نفسى كثيرا فى التامل بالمجتمع السودانى . ويجب ان نواجه الحقيقه بلاجابه على السؤال هل نحن فعلا مجتمع مسلم ؟ا لاجابة بكل اسف هى لااااا كبيره . السودانيون فقط يؤدون العبادات وبعد ذلك يفعلون ما يشاؤون .اللهم ادينا .