أخبار السودان

من أجل دارفور

عبدالله عبيد حسن

السبت الماضي حلّ يوم التضامن العالمي من أجل أهل دارفور، الذين يعيشون اليوم مرارة اضطراب طال أمده.

من واشنطن إلى تورونتو إلى لندن إلى سيدني، نظم الشباب والشابات السودانيات مسيرات جماهيرية شارك فيها مواطنون من شعوب تلك البلاد الذين يعتبرون كل عدوان على الإنسان في أي مكان وزمان عدواناً على إنسانيتهم وحقوقهم الشرعية التي أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.. وهكذا شارك مواطنون كنديون من كل ألوان الطيف الذي يشكل النسيج البشري والسياسي لكندا في المسيرة الشعبية من أجل إيقاف الحرب التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ، ومن أجل تحقيق السلام في دارفور.

وشارك في مسيرة تورونتو رموز من قيادات الأحزاب السياسية والبرلمانية. خاطبت المسيرة السيدة «أولفياشاو» عضو مجلس العموم الكندي، وهي مرشحة لمنصب عمدة مدينة تورونتو، أكبر مدن كندا، وخاطبت المسيرة أيضاً عضو مجلس العموم والناشط الحقوقي المعروف عالمياً في مجالات حقوق الإنسان السيد «جورد سكوت»، الذي عاب على حكومة كندا موقفها السلبي تجاه الانتهاكات الشنيعة التي تمارسها سلطة الإنقاذ – ليس في دارفور وحدها – كما قال – وإنما أيضاً في النيل الأزرق وجبال النوبة بل حتى في الخرطوم العاصمة أيضاً، والتزم أمام الجماهير بأنه وزملاءه سيضعون قضية الحرب والمأساة السودانية أمام المجلس، وسيطلبون من الحكومة الكندية بأن تتحرك تحركاً إيجابياً من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة مردداً القول بأن كندا المبادرة باقتراح انتشار الأمم المتحدة لحفظ السلام، تستطيع أن تؤدي دوراً رائداً في ذلك فهي لديها القوات المدربة والجاهزة لمثل هذه المهام.

في الوقت يواصل وزير دفاع السودان حملته التي أعلنها وسمّاها «صيف الحسم» في دارفور وجبال النوبة فإن مؤشرات قوية تؤكد أن هذا الصيف سيشهد تحركات إيجابية على المستوى الدولي نحو الأزمة السودانية المستمرة والحروب والانتهاكات اللاإنسانية في السودان.. فالمجتمع الدولي والإقليمي الذي يبدو أنه قد (توهّم) أن ثمة إمكانية الوصول إلى حل سلمي للمأساة السودانية ومخرجاً للنظام الذي تتصور الإدارة الأميركية أنه – وفق خطة مركز الدراسات الخارجية في واشنطن – يمكن أن يحقق هبوطاً ناعماً سيشارك فيه ويحافظ على المصالح الأميركية في المنطقة والتي ترى الإدارات الأميركية المتعاقبة أن السودان يلعب فيها دوراً محورياً بحكم الجغرافيا السياسية إلى جانب أهمية السودان المستقر والأمن في تأمين الأوضاع التي تمكن «المستثمرين الأميركيين» من استغلال الثروات المعدنية النفيسة التي يزخر بها السودان والبترول أيضاً.

لكن مشكلة الولايات المتحدة في السودان وغيره من بلاد العرب والمسلمين- برغم قدراتها العلمية والفنية- أنها لم تستطع دائماً فهم ومعرفة هذا الإنسان صاحب هذه الأرض التي تريد التحكم في مصائره. فالسياسة الأميركية تجاه عالمنا هذا تتحدث بلسان وتتصرف في الواقع بعكس ما يقول لسانها المبين.

إن المسيرات الشعبية التي سارت يوم السبت الماضي في الولايات المتحدة وكندا وبعض العواصم الأوروبية وأستراليا، هي دليل على أن الضمير الإنساني العالمي يستطيع أن يضغط على حكوماته، وأن يساند ويدعم نضال الشعب السوداني من أجل تحقيق السلام والديموقراطية والعدل.

عبدالله عبيد حسن

كاتب سوداني مقيم في كندا

تعليق واحد

  1. من أجل أطفال دارفور والجبال والنيل الأزرق

    من أجل نساء دارفور والجبال ةالنيل الأزرق

    من أجل شيوخ دارفور والجبال والنيل الأزرق

    من أجل جميع شهدائنا الذين سقطوا في عهد الظلم ( عهد الأنقاذ )

    من أجلهم جميعاً ومن أجل وحدة تراب الوطن نقول لا وألف لا للبشير والكيزان ونقول نعم ومليار نعم للسلام وللعدل والمساواة .

    مالكم كيف تحكمون

    مالكم ألا تسمعون

    مالكم ألا تبصرون

    مالكم ألا تعقلون

    مالكم ألا تؤمنون

    مالكم ألا تصلون

    مالكم ألا تصومون

    مالكم ألا تنامون

    مالكم لا ترحمون

  2. التحية لكل ضمير انساني من اجل ارامل واطفال ومشردي ونازحي ولاجئ دارفور العظيم – يا الله ساعد جنودك يا الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..