فضيحة رئاسية..!ا

العصب السابع

فضيحة رئاسية..!!

شمائل النور

لو كنت صاحبة قرار في إحدى الفضائيات التي لا تقل عن “15” فضائية نقلت تصريحات السيد مساعد الرئيس الجديد جعفر بن الميرغني بعد أدائه القسم أمام الرئيس، لقمت دون تردد ببث الخطأ القاتل غير المقبول الذي ارتكبه هذا المساعد الجديد أمام جموع الفضائيات والصحافيين، ولقمت بترك المذيع الذي ينقل الخبر ليصحح ما قاله المساعد، ودون استدراك أو تصحيح واصل المساعد حتى أكمل خطبته العصماء، وللذين فاتهم خطأ المساعد نعيده عليهم.. المساعد الذي ظهر لكل هذه الفضائيات قال في معرض خطابه الأول ما معناه ((أن هناك قضايا داخلية ملحة ينبغي أن تحل عاجلاً على رأسها أزمة دارفور وأزمة “النيل الأيض” ثم الأزمة في “شمال كردفان”، نريد أن ننهي الحرب هناك)). فما أن قال الحرب في هذه المناطق قطعاً لا توجد حروب في هذه المناطق والحمدلله “فال الله ولا فالك” لكنه يقصد الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان…ألا تذكرك هذه بأغنية سيد عبد العزيز “شوف صاحبك فقد راسمالو لا بفرز يمين لا شمالو”. أخشى ما أخشى أن يكون المساعد “نايم على ودانه” وأكاد أجزم أنه على يقين أن ما قاله صحيح مائة بالمائة، ولا يعلم بأي مناطق السودان يمر النيل الأزرق الدفاق وأينها يرقد الأبيض العريض، وقد لا تفرق عنده كذلك شمال كردفان من جنوبها، ببساطة لسبب واحد أنه أخطأ في النيل الأزرق ثم لم يستدرك وأخطأ في شمال كردفان ثم أيضاً لم يستدرك، ثم واصل حتى النهاية، بعد أن أيقن أنه ألقى كلمات مؤثرات تليق بحق الرئاسة، وكيف يساعد المساعد الذي ينتظر المساعدة من أول مرة، غداً قد نسمع أن مساعد الرئيس توجه الى حلايب ظناً منه أنها أبيي..لا أدري على أي معيار بنى الرئيس اختياره على المساعديْن الجدد، إن كان هناك معيار اصلاً، سوى أنهما ابني السيديْن، ما يجعل الناس ينتابهم شك في أن المبدأ توريث الحكم لأبناء الرؤساء القدامى أم هناك معيار غير ظاهر للعالمين.. وإن كان المبدأ الإتيان بهؤلاء الشباب من أجل إحباط عزيمة شباب الأحزاب بهدف إجهاض ثورة قد تقوم، فالشارع لا علاقة له ابداً بهذه الأحزاب بل بكل الأحزاب المعارضة، اما جماهير الأحزاب التي غضبت وثارت واُحبطت انا لا ارى ان هناك ما يدعو جماهير هذه الاحزاب وتحديداً الإتحادي ليس هناك ثمة ما يدعو الى الغضب والندم والثورة ضد الكبير أو الشاب، ولا تحسبن أن الرئاسة الجديدة قد كسبت وفشلت هذه الجماهير الثائرة، فلا ضرر ولا ضرار، لم تكسب الرئاسة وكذلك لم تخسر ولم يخسر أيضاً جماهير الأحزاب بل كسبوا، فالخاسر الوحيد هو هذا الوطن الذي لا ناقة له ولا جمل من كل ما يحدث.

التيار