هى فوضى .. ولكن..

منصات..حرة

هى فوضى .. ولكن ..!!

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email protected]

كل من يسعى نحو التغير ويناضل من اجل واقع افضل حتما سيواجه الكثير من المصاعب ..دائما هناك من ستتعارض مصالحه دائما هناك من سيقف ضد التغير لأنه مستفيد من هذا الواقع الماثل ..وفى السودان على سبيل المثال استفادت القوى الطائفية من واقع التخلف والأمية الذى كانت تعيش فيه كثير من المجتمعات البعيدة من المدنية ودوائر الوعى فإكتنزت الأموال وجمعت الاتباع ..ولكن شيئا فشيئا وبفعل القوى الحديثة والمستنيرة فى المجتمع بدأ هذا المد فى الإنحسار مع بقاء الكثير من مظاهره إلي يومنا هذا ..وهذا ينطبق تماما على واقع الثورات العربية التى بدأت بفعل جماهيرى بحت من ثم دعم القوى المستنيرة ..مع محاولات القوى المستفيدة من الواقع المتخلف للواقع العربى فى إجهاض هذه الثورة من محتواها الجوهرى ..وهو التغير الشامل..فكان أن اسرعت بنعتها ..( بالربيع العربى )..كتلميح بأن ما يحدث هو فصل من الفصول وسيذهب وستعود الاشياء كما كانت ..مع المحاولات المستميتة فى إنتهاز الفرص لتلطيخ سمعة هذه الثورة ..تارة بوصفها بالفوضى ..وأن الفوضى ادت إلي تدهور اقتصادى غير مسبوق ..وأن غالبية الشعب بدأ فى الوقوف ضد هذه الفوضى ..مع وضعنا جميعا فى الإعتبار تأثير هذا المسلك على الكثيرين من القوى الضعيفة فى المجتمع والتى تقتات قوت اليوم باليوم ..من عمال وموظفين صغار وحرفيين وعمال يومية ..وقطعا أثرت هذه الثورات فى دخل هذه الفئات..وهذا تماما هو مقصد القوى المعادية للثورة ..ولكن من اراد تغير واقع امتد لميئات السنين من التخلف وعدم الوعى حتما عليه أن يصبر ..من السذاجة البدائية أن تحاول إقناع الناس أن الثورات اليوم انتجت لنا فوضى فقط هكذا ..نعم هى فوضى ولكن فوضى تجاه المسار الصحيح ..هى فوضى للفرز ..هى فوضى ..فى طريق البحث عن الذات ..فوضى فى سبيل الحرية ..نعم التغير كان هدفه الظاهر هو سياسى ..بمعنى بدأ بمطالب شعبية بتغير النظام وإسقاط الحكومة ..وتنحى الرؤساء ..والوزراء ..تحققت هذه المطالب سقطت الحكومات ..منها من سقط بالمد الجماهيرى ومنها من سقط بالسلاح ..ومنها من سيسقط بكلا الوسيلتين ولكن ..السؤال هنا ..لماذا تتواصل الإحتجاجات فى الدول التى بدأت الثورة ..ماهى المطالب ..؟ هى مطالب بعدم تدخل مؤسسات العسكر فى الحكم هى مطالب بإنجاز مطالب الثورة فورا ..عدم السماح للقوى الرجعية والإستغلاليه بإنتهاز فرصة عدم إستقرار البلاد ..والسعى إلي السيطرة السياسية بإنتخابات سريعة قبل ان تجف اصوات الثوار ..هل يعقل أن تقام انتخابات فى هذه الأجواء ..هذا قطعا سيصب فى صالح تلك القوى التى كانت متطهدة من قبل الأنظمة السابقة وهذه القوى الدينية تحديدا لم يتضح بعد هل سيقبلها الشارع بكل محمولاتها القديمة هذه ام ستحتاج إلي فلترة نفسها لتتخلى عن كل ذلك الموروث القديم الساعى إلي السيطرة على مقاليد الحكم بكل الطرق القانونية والغير قانونية كما حدث فى كثير من الدول العربية اليوم والتى تحكمها انظمة انقلابية ..لماذا العجلة.. فكل ما يحدث اليوم من فوضى هو بفعل فاعل ..فكل التفلتات التى تحدث هى طبيعية فى ظل هذه الظروف ..ولكن استغلال هذه الظروف الإستثنائية للوصول سريعا للحكم ..ومن بعدها ممارسة هواية الوصاية الدينية على الشعوب..بدعوى الشرعية الديمقراطية ..فالديمقراطية اليوم فى طور البيضة ويجب ان تمر بكل اطوارها الطبيعية حتى تتشرنق وتصبح ديمقراطية كاملة غير مغيبة للشعب ..فهذا الإستغلال ما يجب رفضه تماما ..للتغير شروط ..وعقد اجتماعى ..يتمثل اولا .فى ميثاق ..للدفاع عن مكتسبات الثورة توقع عليه كل القوى ..والدفاع عن الديمقراطية وإحترام الرأى والرأى الآخر ..وعدم التحدث باسم الدين فالدين للجميع ولا يخص جماعات معينة ..وثانيا ..بوضع دستور للدولة يكون جوهره هو احترام المواطن صاحب هذه الدولة وصاحب القرار فيها ..قانون يجبر كل مؤسسات الدولة التعامل مع المواطن على اساس المواطنة دون اى تمييز ..من هنا يمكن ان تتلمس الثورة طريقها لبناء دولة مؤسسات ودولة قانون ..ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن الذات ..وعن الهوية ..من خلال ابداع الشعوب فى ظل حرية كاملة ومحترمة ..بعيدا من تلك الايادى الخفية التى لا تبحث إلا عن مصالحها ..وتلطخ فى سبيل هذه المصالح كل مكتسبات هذا التغير ..الفوضوى ..ولكن هو تغير ..ولن يتوقف عند حده السياسى فقط ..فالضوء يولد من رحم الظلام ..والفوضى حتما سيعقبها واقع جديد ..
مع ودى ..

تعليق واحد

  1. (والدفاع عن الديمقراطية وإحترام الرأى والرأى الآخر ..وعدم التحدث باسم الدين فالدين للجميع ولا يخص جماعات معينة ..وثانيا ..بوضع دستور للدولة يكون جوهره هو احترام المواطن صاحب هذه الدولة وصاحب القرار فيها ..قانون يجبر كل مؤسسات الدولة التعامل مع المواطن على اساس المواطنة دون اى تمييز )

    انا سودانى وحبيت هذة الدولة حتى النخاع ….من نمولى لحلفا …… خرجت فى كل الاعياد مع جميع اصحابى فى الصغر ….. دخلنا فى كل بيت فى حينا ايام الاعياد …… رمضان … اعياد الميلاد ….. الفطرتين المسيحية والاسلامية ….. المولد ….الخ ……. كان فى كل بيت دوما حلوة …… ولا يهم كيف يصلون ولاى دين يتبعون …… حتى اتي هؤلاء من حيث لا ندرى ……وليس من الانقاذ فقط ….. بل قبل ذلك بكثير …… ايام قررت جزء من مدارس الشمال تغير اسماءنا …… نحن اصحاب هذة الدولة …… لاسماء من الجزيرة العربية …….اسماء العرب من قبل الاسلام بالاف السنين…….. وبالحد الادنى … يجب ان يكون اسمك فرنجي ……. هكذا بداء التغير فى حياتنا السودانية السمحة ……. ودخل الدين فى منعطف اخر …… واصبحنا اغراب من بعضنا باسم الدين والدين براة…….. بل صرت انا المسيحى فى لمحة بصر حطب النار بنسبة لاقرانى فى يوم الحساب ……. وكنت اسأل فى بلاهة شديدة ….من ذهب الى السماء من كل الاديان وعاد بتاكيد عمن سيدخل النار ويكون حطبها ؟ ومن سيدخل الجنة وكيف سيدخلون.؟……. هذة البلاهة كلفتنى مستقبلى …… وقد تدحرجت كورة التقسيم بننا باسرع مما توقعنا……… وتم طردى من موسى الضو الثانوية بواسطة تقارير من كانوا اصحابى بالامس ….. بل كنا نتسامر ونضرب ( البوش ) سويا …… نضحك سويا فى ركننا النصف العسكرى….. فقد كنت القائد الرابع كديت فى المدرسة…….و نحضنوا انفسنا فى اوقات الرياضة سويا عند تسجيل كل هدف …… وعندما اشرقت شمس اليوم الجديد …… انشطرنا اكثر وصرنا اعداء ….. بعد عن تم تزيف هويتنا……. واغلقنا ابواب التواصل بيننا ……وشطرنا الاسم الذى كان يجمعنا …… فى لحظة تصفيقنا لشيوخ والكهنة وسلاطين الزيف ……. انشطر الاسم الذى كان ذكرة يبعث الرهبة فينا…………. السودان ……… وسقطنا فى المجهول …… وصعد شيوخ الزيف الى الاعلى …… يضحكون من سذاجتنا بعدما صرنا دميات فى مسرح العرائس …… يحركوننا كما يشاءؤن ……. وحلمنا الوحيد ان نصعد يوما الى تلك الجنات …… يصير فيها بعضنا احطاب النار …… ويستمتع الاخرين بما لذة وطاب من حور العين ….وما زال سؤالى بلا اجابة………. فهنئا لنا …… ودمتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..