وزارة صحة قطاع خاص

وزارة صحة قطاع خاص

درديري كباشي
[email protected]

حكى صديق حلفاوي قال كان عندهم قريبهم يعمل في السكة حديد ناظرا لاحد المحطات بينما اشقائه يعلمون بالتجارة .. وظل سيادة الناظر متمسكا بوظيفته يرفض تركها بارادته الى ان غزاه تيار الصالح العام ووجد نفسه عاطل عن العمل وهو لا يفقه شيئا في الدنيا سوى مصطلحات السكة حديد والمحطات من نوع الوردية و الساعة تنمطاشر الى آخره .. شمت به اخوته بدلا ان يعزوه وقالوا له ( من زمان يا محمد صالح نقول لك السكة حديد دا سيبه وتعال اشتغل معانا وانت عاجباك ناظر محطة دي هسع نفتح لك محطة في البيت ولا كيف ؟؟..)
الى تلك اللحظة لم يكن السودانيين يتخيلون انه سيأتي يوم ما على السودان وتكون فيه هنالك جامعات خاصة ومحطات خاصة ومدارس خاصة يمتلكها افراد وحتى الخاص منها كان يسمى بالاهلية اي شئ اشبه بالجمعية التعاونية يشترك في تأسيسه جمع من الاهالي .
الى ان جاء السيد الدكتور مامون حميدة وبعد ما رأس جامعة الخرطوم واشتغل بها تنكيلا وتشريدا لكوادرها وتمت ازاحته بعد عن عجز النظام عن تغطية افتراءاته ليفاجئ الشعب السوداني ويحيل نكتة المحطة الى واقع ويفتح جامعة خاصة به .. ليجمع لها اكفأ الكوادر ويفرغ الجامعات الحكومية من كوادرها و لتتحول جامعته الى شلال دولارات يصب في جيبه ويمتص دماء المغتربين .. الذين وضعت عراقل واهية لقبول ابنائهم في الجامعات الحكومية حتى يضطر اهاليهم الى دفع الدولارات والالتحاق بجامعة مامون حميدة . والتي ادارها على علاتها بطريقة العزبة كما كان يفعل الباشوات قديما في الريف المصري .. لدرجة انه فصل في عام من الاعوام دفعة كاملة من الطلاب لانهم احتجوا بإضراب وكانت لهم مطالب معينة ..
هاهو مامون حميدة وزير صحة الخرطوم يعيد نفس السيناريو الذي ادار به جامعة الخرطوم في السابق بالفصل والتنكيل والتراخيص وغيره والذي انتهى به الى ان يكون له جامعته الخاصة .. هل يا ترى سيكون ختام هذا السلوك ان تكون هنالك وزارة صحة خاصة يمتلكها مأمون حميدة .. ليس ببعيد فنحن في زمن ودولة المعجزات ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..