دا اليوم الراجينو ليك يـا …؟

دا اليوم الراجينو ليك يـا …؟

سعيد عبدالله سعيد شاهين/كنــــدا تورنتـو
[email protected]

تتسارع الخطى ، تتلاحق الأنفاس ، وتزداد خفقات القلب خوفا لمآلات ما ستفرزه العملية الجراحية الخطيرة جدا ، والتى ستجرى على جسد منهك (هده) وتجمع عليه كل أمراض العصر من ضغط مرتفع ، سكرى وجلطات فى القلب ، وبوادر خلايا سرطانيه هى التى إستدعت إجراء العملية الجراحية ، رغم أن هناك جرعات مكثفه وفحوصات عده تتم فى مختبرات متعدده أملا فى تفادى العمليه أو العبور بالمريض لبر الأمان . هذا هو حال السودان الصحى اليوم حسب آخر التقارير الطبيه . حيث تم التطواف بهذا الجسد (الذى أنهكه بنيه ) كل أرجاء الدنيا وعبث فيه كل مدعى الطب السياسى . تم إستدعاء أهل المريض وكل ورثته المحتملين ليتداركوا الأمر ، لعل وعسى ،ولتكتمل الفحوصات تماما نتوجه اليوم لأحدث المختبرات وأكثرها صدقيه وحداثة فى المعدات . خاصة وأن هناك تجربه عمليه أرشدتنا لها واحده من الموجوعات بأمر هذا الوطن ، عندما ذكرت لنا تلك الأبونسية الرائعه أوقنست فى برنامج ظلال التلفزيونى كيف أن د/ محمد وردى بمبضع فنه أن يحول غضب عارم ومظاهرات فى عهد عبود بجنوب السودان لأنه تقرر تدريس اللغة العربيه ضمن المناهج . فإذا بحضور وردى فى تلك الأيام وإحياءه حفلات غنائيه تقلب الغضب الى مطالبه بتدريس اللغة العربيه . واسكتت الربابة صوت الرصاص والغاز المسيل للدموع وأسال دموع الفرح والبهجة !؟ والأيام تدور فى رحاها وفى زمن (عسكرتاريا) الجنوب والشمال تتناوش الحمى وبوادر (سرطان) تفكك البلد كلها ، مما يستدعى الإستعانه بكل الكوادر القادره على تدارك الأمر ، وتوجهنا لكل أولى الأمر من قادة ديار آل ساس يسوس ودهاليز الإعلام ، واليوم ونحن فى نهايات اليوم المحدد للعملية الجراحيه نتوجه لأحدث المعامل التى نأمل أن تبادر بفحوصاتها عقب شهر رمضان المعظم المبارك ، وأن تنتقل بكل أجهزة معداتها المختبريه الى مقر إجراء العملية فى جنوبنا الحبيب . الإخصائين ونوابهم واطباء الأمتياز ، على رأسهم الإخصائى صاحب الخبرة السابقه الدكتور/ محمد عثمان وردى وبرفقته كبار الإخصائين محمد الأمين ، حمد الريح ، إبن الباديه ، شرحبيل أحمد والهيلاهوب محمود عبالعزيز وأنور الجيلانى فرفور ندى القلعه .. مصطحبين معهم فنانى الشرق والوسط والطنبور والرق والغرب الحبيب ، ومن الجانب الآخر يستعد ناس جمال حسن سعيد ، كل هذا مصحوبا بفرقة الفنون الشعبيه لتعكس كل تمازج وتنوع أهل السودان الثقافى .
هذا الزخم الفنى والثقافى متزامنا مع إبداعات أصحاب الأمانه الحقيقيه قادة المستقبل ، طلاب اليوم فى دورتهم المدرسيه القادمه ليشهدوا العالم أجمع وليقدموا الرجاء والطلب الأخير أن لا تفرطوا فى هذا السودان ، يطلبون وهم يقدمون الرساله عمليا أن السودان يسع الجميع ، ولا نسمح أن تكون شماعة تمزيقه هو هيمنة شريحه اليوم على مفاصل حكمه أيا كان موقعها شمالا أو جنوبا . المطلوب من الساحة الفنية والثقافيه بكل تنوعها أن تكون جبهة واحده وإعداد برنامج مكثف يغطى معظم أرجاء جنوب السودان للعمل على دعم خيار الوحده وتجاوز المرحلة الحرجه ، أما قادت الأحزاب أتمنى حقيقه أن يعسكروا خلال الأشهر الخمسه القادمه بالجنوب ليكملوا اللوحة الفنيه والثقافيه ، والتحاور مع قادة وسلاطين وذوى النفوذ لجعل خيار التصويت للوحده هو الغالب . لقد مكثتم بالشمال خمسون عاما ، فخمسة أشهر مهرا ليس بالغالى . وعلى الأقل ترتاحوا من دشمان ناس الجماعه اليومى ، إن هذا التواجد السياسى على مستوى القيادات طيلة الفترة القادمه هو إختبار عملى لحكومة الحركة الشعبية وإحتمالها للرأى الآخر وكم هى مساحات حرية الراى والديمقراطيه والإستعداد للتداول السلمى للسلطه . فلتكن جوبا ، ملكال ، واو ، وبقية مدن الجنوب هى المقار البديله لأسمرا والقاهره ولندن ، وبقية دول المنافى الناعمه . إن هناك إستحقاقات واجبة السداد على قادة العمل السياسى والمدنى والرياضى والفنى والثقافى والإعلامى القيام به وليشد الجميع الرحال الى جنوبنا الحبيب ، وأن يتم برمجة النشاط الفنى والثقافى ليملأ الساحه الجنوبيه ، وتتواصل لحين حلول موعد الدوره المدرسيه لتغطى فترتها ثم بعد ذلك يتواصل النشاط دون كلل أو ملل لحين موعد التصويت على تقرير المصير او (يوم العمليه ) حتى نستطيع جميعا الوقوف معا . مع الإهتمام بأمر جنوبى الشمال والإستفاده من قادتهم لعكس روح التآخى بينهم وبين الشماليين ومخاطر وأضرار البتر . لأنه لو أثبتت المختبرات الطبيه فى آخر فحوصاتها وجود الخلايا السرطانيه وحتمية إجراء بتر ، لحظتها على الجميع أن (يشيلوا الفاتحه) وأن يعلنوا إنتهاء العزاء بإنتهاء الدفن . والله لا جاب اليوم داك .