اطلالة لحزب المؤتمر السوداني من قلعة الكلاكلة

الخرطوم: عبد الرحمن زروق
ألفى متحدثون من الحزب المؤتمر السوداني المزيد من الضوء على جوانب من الفساد الحكومي الذي تفوح روائحه في كافة أنحاء البلاد، وأكدوا مجددا،خلال ندوة لهم أمس في الكلاكلة القلعة، رفضهم للحوار، وقالوا إن الخطوة التالية ينبغي أن تكون ازالة هذا النظام..
وتركز جانب كبير من الندوة على شؤون محلية تهم مواطني تلك الأحياء المتعددة في جنوب الخرطوم بدئا من تدهور الخدمات و آثار الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت موقعا عسكريا قريب من الأحياء ووصولا إلى التدهور البيئ المريع والفقر والبطالة..
وجاءت الندوة، وهي الثانية للحزب منذ القرار الحكومي للسماح للاحزاب بمخاطبة جماهيرها في الهواء الطلق تحت عنوان ” الفساد والاستبداد السياسي.. إلى أين”، كما جاءت وسط تهكم بعض كتاب النظام من الأحزاب وزعمهم أنها فشلت في التلاحم مع جماهيرها رغم ذلك القرار. وقال المتحدثون أن التواصل مع جموع الشعب لم يتوقف مع القمع الحكومي قبل القرار، وأن القرار لم يكن منحة أو منة من الحكم وإنما هو أمر تم انتزاعة بقوة الحراك الجماهيري..
وقاطع الحضور الجماهيري الكثيف المتحدثون بالهتاف الشبابي الرائج ” حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب”..
وتحدث الشاعر والناشط في حقوق الانسان أزهري الحاج ممثل الحزب بالكلاكلة عن المشاكل التي تعاني منها المنطقة والناجمة بشكل عام من السياسات الحكومية وخصوصا تلك الكارثية الناجمة عما يسمى بالصالح العام والتي شردت 360 ألفا من العاملين الذين من وظائفهم وبالتالي فقدوا مصادر رزقهم، وقال إن الآلاف من سكان الكلاكلات كانوا بين هؤلاء، كما أشار إلى التلاعب في الأراضي من قبل متنفذين في النظام وكيف أنهم استولوا على قطع أراض في أبو آدم لاقامة سوق مركزي عليها وأنهم باعوها لمواطنين لكن الأسواق لم تر النور رغم مرور سنوات عديدة، وقال أنه أثار هذا الأمر لدى عمله في احدى الصحف وأنه تلقى تهديدا بالمقاضاة إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن..
وطالب الحاج بنقل المنشآت العسكرية بعيدا عن الأحياء، مشيرا إلى أن العارة الاسرائيلية التي استهدفت مجمع اليرموك تضرر منها سكان المنطقة، ودعا إلى نقل المجمع من أبو آدم إلى كافوري..
وأوضح المسؤول الحزبي أن شهيدا سقط في المنطقة لأنه طالب بحل مشكلة المجرى المائي الذي يحمل مخلفات المصانع الحربية إلى النيل مرورا بأحياء المنطقة وأن تلك المخلفات ثبت أنها تسبب السرطان والكثير من الأمراض..
ومن جانبه دعا المسؤول السياسي في حزب المؤتمر أحمد مستور إلى محاكمة الذين أجرموا في حق الشعب السوداني وعلى رأسهم رئيس النظام، مشيرا إلى أن الحوار سيؤدي فقط إلى اطالة عمر النظام، وقال أن الحديث عن الفساد يأتي وسفينة الحكم توشك على الغرق، وقال أنهم وكأنهم اكتشفوا فجأة أن هناك فاسدين بينهم، ودعا إلى اسقاط صيغة ” العفو عما سلف”، وأكد أنه لا حل سوى بالخروج إلى الشارع من أجل اسقاط النظام..
وكشف الدكتور الفاتح عمر السيد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني عن أن حزبه تلقى ست دعوات من الحكومة للمشاركة في الحوار وأنه رفضها كلها، وقال إن الدخول في حوار مع هذا النظام يعني أن دماء الشهداء التي سالت منذ مجئ الإنقاذ راحت هدرا، مشيرا إلى أن أحياء الكلاكلة وحدها قدمت لوحدها 59 شهيدا كانوا يحتجون على انعدام الحريات والظلم، وأعرب عن الاستعداد للموت بدلا من التغاضي عن تلك الدماء الكثيرة..
وأبدى نائب رئيس الحزب أسفه أزاء التهاون بشأن الأراضي السودانية المحتلة بما في ذلك حلايب والفشقة، وقال أن أحد ولاة القضارف السابقين أبرم عقودات مع الأثيوبيين اتاحت لهم استغلال أراضي الفشقة لمدة عشرين عاما..
[email][email protected][/email]