نظرة الاسلام الى الدولة المدنية والدينية بقلم: احمد ابو قدوم

نظرة الاسلام الى الدولة المدنية والدينية بقلم: احمد ابو قدوم
احمد ابو قدوم
[email protected]
مرة اخرى أيها الاسلاميون العلمانيون
والعلمانيون المدنيون
دولة الخلافة ليست دولة مدنية ولا دولة دينية
بل دولة إسلامية
بقلم: احمد ابو قدوم
في حلقة حوارية على قناة الجو سات الاردنية، اجمع المتحدثون على مدنية الدولة أي علمنتها، وأنه لا يجوز ان نفرض على الناس تطبيق الإسلام لأنه لايوجد في الاسلام نظام حكم او دولة، أي انهم يريدون فرض دينهم البشري ” العلماني” على المسلمين، واقصاء ديننا “الإسلام” عن حياتنا، والإسلاميون الذين يطالبون بمدنية الدولة، يعتبرون ان وصول المسلمين الى الحكم هو المطلوب، وليس ايصال الاسلام الى الحكم، مع ان حكام البلاد الاسلامية الحاليون كثير منهم مسلمون، ولكنهم يطبقون غير الإسلام من ديمقراطية وعلمانية ومدنية وغير هذه المسميات، فهل يريدون ايصال المسلمين الى ادارة بنك ربوي، دون تغيير نظام وقواعد هذا البنك، وهذا يعني ان البنك سيبقى ربويا سواء أداره اصحاب اللحى والعمائم ام اتباع دين العلمانية والديمقراطية، فهدف هؤلاء هو ايصال المسلمين الى الحكم وليس ايصال الإسلام، وعلى هذا اقول:
الدولة المدنية: هي الدولة اللادينية او العلمانية او المقابلة للدولة العسكرية.
الدولة الدينية هي الدولة الكهنوتية او الثيوقراطية او الدولة التي تحكم باسم الحق الإلهي.
دولة الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين في الدنيا، حكامها بشر؛ يحكمون فيها بشرا مثلَهم، ويطبقون فيها أنظمة وقوانين معدة للتطبيق على البشر، تشتمل احكاما عامة تطبق على كل من يحمل تابعية الدولة دون تمييز، بغض النظر عن الدين او اللون او اللغة او غير ذلك، لكن الفرق بينها وبين الأنظمة والقوانين في الدول الأخرى، أنّ هذه الأنظمة والقوانين والأحكام مأخوذة من الكتاب والسنة وما أرشدا اليهما من إجماع صحابة وقياس فقط، أي انها مأخوذة من عند رب البشر، والأنظمة والقوانين والأحكام عند غيرها من الدول مأخوذة من البشر.
العلمانية والمدنية والديمقراطية دين غير المسلمين، والإسلام ديننا، فهم لايقبلون بتطبيق ديننا عليهم، ونحن لا نقبل ان يطبق دينهم علينا “قل يا أيها الكافرون، لا اعبد ما تعبدون، ولا انتم عابدون ما اعبد….لكم دينكم وليَ دين”.
والمسلمون ملزمون بأخذ الإسلام كاملا، ومعلوم أنّ الإسلام هو عقيدة ينبثق عنها أنظمة تشمل جميع مناحي الحياة والدولة والمجتمع، وتنظم علاقات الإنسان مع نفسه ومع ربه ومع غيره من بني البشر، ولا يجوز لهم أخذ الانظمة والاحكام من غير الإسلام لقوله تعالى “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم” ولقوله ” أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون” وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث الدالة على ذلك، فلا يجوز لنا أن نحكم بغير الإسلام بل لا يجوز لنا أن نأخذ بعضه ونترك بعضه لقوله تعالى: “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ”، ومصادر هذه الأحكام هي الوحي.
ويقوم نظام الحكم في الإسلام على أربع قواعد هي:
1- السيادة للشرع وليست للشعب أو للأمة، ودليلها قوله تعالى ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”.
2- السلطان للأمة أي الحكم للأمة، ودليله “بايعْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره”|.
3- نصب خليفة واحد فرض على المسلمين، ” إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخَر منهما”.
4- للخليفة وحده حق تبني الاحكام الشرعية، “أمر الإمام يرفع الخلاف”
وبهذا يتبين لنا أنّ دولة الخلافة هي دولة بشرية تستمد احكامها من الإسلام فقط، وبالتالي فهي ليست دولة مدنية او علمانية او ديمقراطية وكذلك ليست دولة دينية او كهنوتية، ونحن نتعبد الله بتطبيق شرع الله على الناس في الحياة العامة، لأنه احكام عامة لجميع البشر وليست للمسلمين فقط، وقد طبق على المسلمين وعلى غيرهم طيلة ثلاثة عشر قرنا من الزمان.
ولا يجوز لأحد باي صفة كانت أن يطالب بتطبيق دينه علينا نحن المسلمين، أي يطالب بمدنية الدولة ومنع تطبيق الإسلام، فديننا يعلو ولا يعلى عليه.
المراسلة : [email protected]
ttp://facebook.com/ahmad.abuqadoum
كلامك صاح 100%
ولكن ما السبيل الى ذلك .. ليس عن طريق الديموقراطية ولا عن طريق الانقلابات العسكرية وانما عن طريق جماعه يتقدمهم العلماء و التكنوقرط و باحداث ثورة شعبية يسبقها الاعداد والتنظيم الجيد والعمل على نشر الوعي واهمية تطبيق الشرع وتحييد وتخذيل المواليين للنظام واستعمال ادوات اللاعنف ابتداءا مع الاستعداد للجوء للمقاومة المسلحة كآخر خيار ( واعدوا ما استطعتم لهم من قوة ) .
0912923816
تبدو القصة ملتبسة جدا عند أنصار الدولة الدينية مثل كاتب المقال ، لكنه يسميها (دولة إسلامية) و له حجج واهية لا تصمد أمام البحث و المنطق .. من غير الدخول في تفاصيل دعنا نبدأ بحجة يرددها الكثيرون أمثال الكاتب و جاءت في قوله : " انهم يريدون فرض دينهم البشري " العلماني" على المسلمين، واقصاء ديننا "الإسلام" عن حياتنا …" دعنا نستبدل كلمة واحدة في هذه الجملة و نقرأها : " " انهم يريدون فرض دينهم البشري " العلماني" على الهندوس، واقصاء ديننا "الهندوسي" عن حياتنا …" هكذا يردد غلاة الهندوس شيئا شبيها بهذا ، و الهندوس يرون أن دينهم أكمل و أفضل دين ، بل و يؤكدون أن العلم الحديث يؤكد كل ما جاء في كتبهم المقدسة و يستشهدون بأن كثير مما أثبته العلم الحديث قد جاء في كتابهم المقدس دلالة على الإعجاز و … المغالطة هنا أن الدولة الدينية (التي ينكر الكاتب الدعوة لها) هي التي تفرض تصوراتها على الآخرين بينما العلمانية تقف على مسافة متساوية من كل الأديان و لا تفرض تصورات مسبقة على الناس إنما هي ترى أن كل شيء قيد النظر و يمكن تغييره خذ مثلا أحدهم يشرب خمرا في بيته و اسمه علي ، لن يساله أحد عن دينه إذا قبض عليه إنما سيجلد حدا بينما العلمانية لا تفرض عليك شيئا … سيقول الكاتب و أضرابه : انظر فرنسا تمنع الحجاب .. و هم يدركون أن فرنسا تمنع الرموز الدينية من صليب أو قلنسوة يهودية أو حجاب في المؤسسات الرسمية أما في الشارع فيمكنك لبس ما تشاء ، حتى هذه ليست القول النهائي و لا هو مقدس إنما يمكن تعديله أو الغاؤه …
الاضطراب الذي يشوب نظرة أهل الدولة الدينية هو : هل تستطيع الدولة الدينية أن تنجح في مكان متعدد الديانات و الثقافات و غيرها من الاختلافات ؟ هل تقبلون بقيام دولة هندوسية في الهند أم تؤيدون مسلمي الهند الذين يكافحون من أجل دولة علمانية ؟ السؤال الأصعب هو : هل تستطيعون تطبيق مفاهيم الدولة الإسلامية التي تم تطبيقها أيام الرسول (ص) ؟ لنأخذ أمثلة :
1 ? في غزوة بني المصطلق (المريسيع) (شعبان 5 هـ ) أورد ابن هشام : [قال ابن اسحق : " …واستاق إبلهم وشياههم، فكانت الإبل ألفي بعير، والشاء خمسة آلاف شاة، واستعمل على ذلك مولاه شقران، أي بضم الشين المعجمة، واسمه صالح، وكان حبشيا، وكان السبي مائتي أهل بيت. وفي كلام بعضهم كانوا أكثر من سبعمائة، وكانت برة بنت الحارث الذي هو سيد بني المصطلق في السبي. و روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري ، قال «غزونا مع رسول الله غزوة بني المصطلق، فسبينا كرائم العرب أي واقتسمناها وملكناها، فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء، فأردنا نستمتع ونعزل، فقلنا نفعل ذلك» وفي لفظ «فأصبنا سبايا وبنا شهوة للنساء، واشتدت علينا العزوبة، وأحببنا الفداء، وأردنا أن نستمتع ونعزل، وقلنا: نعزل ورسول الله بين أظهرنا فسألناه عن ذلك، فقال: «لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة» أي نفسا «قدّرها هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون». أي ما عليكم حرج في عدم فعل العزل: وهو الإنزال في الفرج، لأن العزل الإنزال خارج الفرج، فيجامع حتى إذا قارب الإنزال نزع فأنزل خارج الفرج
2 ــ و بعد حوالي 3 أشهر حدثت غزوة بني قريظة : (ذو القعده 5 هــ) نعرف أن الرسول (ص) أمر بضرب أعناق كل من أنبت من رجال بني قريظة فقطعت رؤوسهم و كانوا بين الستمائة و السبعمائة …قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال وأخرج منها الخمس فكان للفارس ثلاثة أسهم للفرس سهمان ولفارسه سهم وللراجل من ليس له فرس سهم. وكانت الخيل يوم بني قريظة ستة وثلاثين فرسا، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان وأخرج منها الخمس فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسم ومضت السنة في المغازي. ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري أخا بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا. طبعا سيقول أمثال الكاتب أن قتل الخائن أو الجاسوس تعمل به كثير من الدول … هل تقتل أي دولة كل أهل قرية لأن زعماءهم خانوا و تسبي نساءهم ؟ ثم إن المستقبل ينبيء بأن الحكم بالإعدام سيتلاشى..
3 ــ في السنة الثامنة هجرية في شهر شوال و بعد معركة حنين جرى في وادي أوطاس ما يلي : قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبا سفيان – وهو الثوري – عن عثمان البتي، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري قال: أصبنا نساء من سبي أوطاس ولهن أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج، فسألنا النبي فنزلت هذه الآية: { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } [النساء: 24] . قال: فاستحللنا بها فروجهن. …انتهت الأمثلة .
سيورد الكاتب و أمثاله حججا سمعناها كثيرا :منها 1 ــ كان الرق و السبي للمعاملة بالمثل .. و هذه كذبة فلم يسترق أحد أي مسلم و لم تسبى امرأة مسلمة (هنالك قصة عن أسر امرأة مسلمة لكن لم يقل أحد انها سبيت بمعنى كشف سترها) و أول أسرى كن من العرب من بني المصطلق … فإن قال الكاتب و أمثاله أننا لا نحتاج للرق و السبي اليوم لأن البشرية تركته فسنسألهم : لماذا لا تتركون كثيرا مما تركته البشرية ؟ و ما الفرق بين هذا و ذاك ؟ أليس الكل تشريع رباني كما تزعمون ، خاصة و أن الرق و السبي ظل المسلمون يعملون به قرابة الألف سنة ، و الفضل في الغائه يعود للعلمانيين الذين تسبونهم … لا ننسى أن هنالك تهافت في حجتهم ، فالصحيح أن كرماء العرب قبل الإسلام استهجنوا السبي و عدوه مما يقدح في المروءة (قبيلة ربيعة و من سميا بالوفيين و دريد بن الصمة الذي أورد البخاري قصته في غزوة حنين ) …
أخيرا ستنتج الدولة الدينية القادمة التبلد الاجتماعي و سنتشر الرزيلة (التي سببها الرئيسي الفقر الذي سيعجزوا بفكرهم القاصر من حل مشكلته) و كما جربنا فإن الانتحار الناشيء من الكآبة و الكبت سيزداد (جاء في الأخبار: مستشفى خرطومي واحد استقبل 718 محاولة انتحار بالصبغة في أقل من سنة )سودانيزأونلاين/12/2011) أما التخلف عن ركب الإنسانية فهو لا شك فيه ، فسينتج الأعداء الصواريخ الذكية و القنابل الذكية و الطائرات المتطورة و الاقتصاد المزدهر و كل ما يسعد إنسانهم ، و نحن سنظل نسأل شيخ فلان عن أكل الثوم في الخلاء و الرقاد على أي جنب و قربة الفساء ، و إذا ظل شيخ فلان و شيخ علان هم قادة الرأي في بلادنا فربما تنقرض مجتمعاتنا ….