المخاض العسير للإنتفاضة المُزدوجة ضد الحُكم والمعارضة، معاً.. الحذر واجب من جماعة "نافخ الكير الضار" وغيرهم من العناطج وشيوخ السوء

مهدي إسماعيل مهدي/ بريتوريا
في أُمسية الأربعاء الموافق 05 يناير 2011، كُنت بدار حزب الأُمة القومي في اُم درمان، أستمع إلى قادة أحزاب التحالف الوطني (ياسر عرمان، كمال عُمر، مُبارك الفاضل، صديق يوسف، فاروق أبوعيسى، محمد ضياء الدين، عبد الرحمن الغالي،،،،،إلخ) وهُم يستعرضون الوضع السياسي المأزوم ويؤكدون على عزمهم الإطاحة بالنظام الحاكم، واسترعت إنتباهي ثلاثة مُلاحظات:
– غياب عُنصر المرأة (نصف المجتمع) عن منصة الخطابة، وعدم وجود كوادر خطابية شبابية لأحزاب التحالف وخاصةً قوى اليسار التقليدي وإعتمادها على كبار السن (فاروق أبوعيسى، صديق يوسف مثالاً) ولا أتصور كيف يكون الشخص كادراً خطابياً حماسياً وهو في العقد الثامن من عُمره!!!!.
– حديث الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي/ كمال عُمر عن "تغيير إستراتيجية مناهضة النظام بإحداث الثورة في الأطراف والهامش، وشد المركز ومحاصرته ومن ثم تفجير الإنتفاضة من داخل كرش الفيل"، وسوف أعود إلى هذه المسألة بالتفصيل في مقال قادم قريباً بإذن الله، وذلك لأهميتها القصوى.
– تحذير القيادي بحزب البعث العربي/ محمد ضياء الدين، لرفاقه في تحالف الأحزاب قائلاً "لا نُريد أن نسمع بعد أيام، أن الحزب الفلاني إلتقى بالمؤتمر الوطني، من خلف ظهرنا، لبحث كذا وكذا،، إلخ"، مما يشي بتزعزع الثقة بين المُتحالفين، وبالتأكيد فإن المُتحدث لم يكُن يرجُم بالغيب وإنما كان يستقرئ تاريخنا القريب ويستقي الدروس من تجارب التحالفات المُجهضة بفعل فاعل؛ وها هي الأيام تُثبت صدق حدسه وصواب تحليله وتحقق مخاوفه، ولو إفترضنا حُسن النية في التحرك الأخير لحزب الأُمة وإجتماعه مُنفرداً بحكومة الإنقاذ، ألم يكن الأجدر به إخطار حلفائه في تحالف الأحزاب، خاصةً وأنه سبق وأن لُدغ من هذا الجُحر أكثر من مرة وشرب سُماً زعافاً من سياسة "فرق تسُد" التي يتقنها دهاقنة المؤتمر اللا وطني، والذين أصبح منسوبوه في الداخل والخارج خُبراء في نسج مؤامرات تقسيم الأوطان وزرع الفتنة بين الجماعات والجاليات وحتى بين ذوي القُربى والوداد، وما تجربة التجمع الوطني الديمقراطي وإتفاقيات جيبوتي (إتفاقية الأرنب والفيل) وجنيف والقاهرة وأسمرا وأبوجا وأنجمينا وطرابلس و"الخرطوم للسلام" و "الدوحة الإطارية"، حتى "نيفاشا الإنفصالية"، ببعيدة عن الأذهان، وقد كتبنا وكتب غيرنا حتى جفت الأقلام وطويت الصُحُف، عن نقض المواثيق والعهود والدساتير وتفريغها من محتواها، ولكن ثبت أن آل البوربون لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئاً، ومن جرب المُجرب حاقت به الندامة وباء بخُسران مُبين، ولئن كُنا قد جربنا الأحزاب الطائفية خمسة أعوام مُتقطعة فلقد جربنا الإنقاذ أكثر من عشرين عاماً مُتصلة، فلم نجد لدى الطرفين ما يُبرئ أسقام الوطن العليل، فكفى دوراناً في حلقة جهنمية مُفرغة.
نحاول هُنا الإجتهاد والإجابة على تساؤلات مُثبطة للهمم (بعضها بحسن نية وجُلها عن قصد خبيث) تدور وتمور في أذهان العديد من السودانيين والسودانيات، عن أسباب تأخُر إنتفاضة السودان (من ضمنها مقالة بروفيسور/ عوض محمد أحمد، بعنوان "لماذا تأخرت إنتفاضة أهل السودان ضد نظام الإنقاذ؟" المنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ 02 يناير 2011)، كما نسعى إلى سبر غور ومعرفة أسباب تعسر المخاض، رغم الحال المايل الذي لا يُقارن بدول الجوار العربي التي سبقتنا إلى الثورة والتغيير، وتدهور أوضاعنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى درجة غير مسبوقة، والفساد والفشل اللذان لا يوجد لهما مثيل حتى في تونس ومصر اللتان كانتا سباقتين إلى الثورة رغم أن نظام زين العابدين بن علي أحدث تنمية بشرية هائلة، وأن النظام المصري لم يُفرط في شبر واحد من أرضه (ولا حتى طابا الميكروسكوبية) فالنياشين التي تُزين صدر وأكتاف رئيسه "حُسني مُبارك" لم يحصل عليها لشنه الجهاد على مواطنيه أو حرق قُراهم ورجمهم بطائرات الإنتينوف، وإنما لقيادته طيران جيش مصر في حربها ضد عدوها التاريخي "إسرائيل" في أكتوبر 1973، فجيش مصر لم يوجه سلاحه إلى صدور أبناء شعبه (حتى وإن تواطأ بالحياد السلبي مؤخراً) ولكن جيش الإنقاذ بقيادة البشير وعبد الرحيم لم يواجه قط عدواً خارجياً وصوب كُل سلاحه نحو رفاق دربه ومواطنيه العُزل، وهذه سقطة لن يغفرها التاريخ أبداً. ففي سودان الإنقاذ لم تبق موبقة أو كبيرة لم تُرتكب، ومع ذلك هُنالك من يُطبل ويقول بكُل سذاجة حيناً وخُبث أحياناً "ما البديل؟؟"، كأنما حواء السودان الولود أصبحت عقيماً وتوقف رحمها عن الإنجاب، أو كأنما كُنا نعرف من هو البشير وزُمرته قبل ليل الثلاثين من يونيو 1989 الكئيب.
أينما ووقتما وكُلما حاورت مواطناً سودانياً- وخاصةً إذا كان من جيل الشباب- عن مساوئ وفساد وفشل هذه الحكومة، إلا وأقر بكل مثالبها وسوءاتها، لكنه لا ينفك يُجابهك بهذا التساؤل "ما هو البديل؟؟" ويردفه بعبارة أصبحت محفوظة كجُزء عمً (نعم، إنها حكومة سيئة ولكن البديل أسوأ!!!). ومع عدم حُجية هذا المنطق- إذ المطلوب ليس إستبدال أشخاص وإنما تغيير نظام للحُكم- إلا أن شيوعها على نطاق واسع وتكرارها بصورة مُملة يستدعي التأمُل فيها وإعمال المبضع لتشريحها وتحليلها.
يبدو أن الحيرة التي يُبديها الشباب بشأن البديل لنظام الحُكم الراهن، ليس منشؤها عدم وجود البديل كما يقولون خطلاً، وإنما المقصود أن البديل المُتاح والمطروح على الساحة، أي قيادات الأحزاب التقليدية (وبالتحديد المهدي والميرغني والتُرابي ونُقُد)، غير مُقنعة في شخوصها ولا في مُمارساتها ومُجافاتها للديمقراطية وسدها لمراقي التدرج والتغيير في أروقة أحزابها، ويزداد طينها بللاً بعدم وجود برامج لها. ولهذا فإن تمسك قواعد هذه الأحزاب بقياداتها التقليدية وعدم قُدرتها على تغييرها وعجزها عن تقديم قيادات جديدة على مدى أربعة عقود كاملة، يؤكد عجزها عن أن تكون بديلاً موضوعياً، وهكذا يسقط الشعب السوداني الصابر في لُجة اليأس ودوامة الإختيار البائس بين حكومة فاشلة ومُعارضة عاجزة، وهكذا يستطيل ليل الإنقاذ البهيم بسبب هذه الأحزاب وقياداتها الشائخة. وقد قال نفرُ من الشباب، بكُل وضوح وصراحة، إنهم ليسوا على إستعداد للتعرض للضرب والسجن والإعتقال وربما الإستشهاد، من أجل أن يأتي إليهم مرةً اُخرى ذات السادة القُدامى، و"كأننا يابدر لا رُحنا ولا جينا"، ولذلك أصبحت أحزابنا المُعارضة وقواعدها المُستسلمة-بوعي منها أو بدونه- عاملاً أساسياً في بقاء الإنقاذ وإطالة أمد المُعاناة وإستفحال الأزمة الوطنية، ولذلك فقد يكون في إلتحاق المهدي والميرغني وبقية جماعة الكهنوت بقطار الإنقاذ، خيراً كثيراً وتسريعاً لوتيرة الثورة (وفرزاً للكيمان)، وإسقاطاً لحُجة سوء البديل، كما ييسر إسقاطهم سوياً، ضربة لازب.
في مثل هذه الأحوال التي تنبهم فيها السُبُل وينسد الأُفُق، يترجى الناس أن ينبري الثوار المُجددين القادمين من صُلب الكادحين والمُهمشين والمُناضلين بالأصالة لا بالوكالة، لملء الفراغ وقيادة المُعارضة، وهذا دور طليعي تقوم به عادة أحزاب اليسار في الدول النامية والمتخلفة، ولكن مأساتنا أن المُمثل التاريخي لليسار أكثر رجعية من آل البوربون الذين أشرنا إليهم آنفاً، بل أصبح كُل هم قادة حزب الطبقة العاملة ورصفائهم في تيار السودان الجديد، الإنسياق وراء محاولات تكبير الكوم بالتحالف مع الذين يسعون في آخر المطاف لتفكيك سُلطتهم المادية والروحية، علماً بأن مثل هذه التحالفات غير المبدأية ليست سوى أورام وإن كبُر حجمها وعددها، وعندما تحين ساعة الجد يلوذ كُل حزب بقواعده وطبقته وتتمايز الصفوف ويحدث البيع في سوق النخاسة السياسية عند أول منعطف، ويتقاسم الجلابة (تُجار السياسة) كيكتهم وحدهم (كما يتحاورون الآن خلف الأبواب المُغلقة)، ويُفيق عرمان ونُقُد على حقيقة أنهم كالأيتام على مائدة اللئام.
لا يوجد شخص عاقل يعترض على وجود قوى اليسار والسودان الجديد ضمن التحالفات الوطنية العريضة التي تسعى لإسقاط نظام الإنقاذ، الذي أصبح إستمراره يُشكل خطراً على وجود الأُمة السودانية بأسرها، ولكن الإعتراض أن يكون السعي لهذه التحالفات هو غاية مُبتغى القوى الحديثة، فالأجدى والأنفع السعي بدأب لتوحيد القوى الحديثة (وأعني بالتحديد الحزب الشيوعي، الحركة الشعبية، كافة قوى السودان الجديد، وكافة الديمقراطيين والإشتراكيين والعلمانيين والمُهمشين على مختلف ألوان طيفهم وأقاليمهم).
لا ينبغي توصيف وتفسير توجه الصادق والميرغني صوب الإنقاذ وإنعطافهم يميناً بالإنتهازية السياسية فقط إذ أنه حتمية ونتيجة منطقية لطبيعة تكوين أحزابهم والقاعدة الإجتماعية والإقتصادية التي إنبثقوا منها ويستندون عليها، والتي لا تختلف كثيراً عن قاعدة الحركة الإسلامية، إذ أن جميعهم ينهلون من معين واحد وإيديولوجية مُتشابهة ويرفعون راية العروبة والإسلام فإختلافهم إختلاف مقدار وليس إختلاف نوع (والعرجا لمراحا)، ولذلك صدق الطيب مُصطفى عندما سماهم "أهل القبلة؛ ذوي الحق الإلهي في حُكم السودان" ودعاهم إلى التوحد ضد عدوهم المُشترك المتمثل في قوى السودان الجديد وجموع الهامش الزنجي الإفريقي في دارفور وجبال النوبة والأنقسنا وحزام الفقر والجوع حول العاصمة وجيوب مُثلث حمدي اللعين. لهذا فإن على الثورة "القادمة لا ريب فيها" أن تُنجز في آن واحد وفي ذات اللحظة؛ كنس النظام القائم ومنع المُعارضة التقليدية من التسلل وتولي زمام الأمور، مع الإقرار بصعوبة التحدي وعظم المسئولية وإدراك جسامة إنجاز هاتين المُهمتين المهولتين في آن واحد (إزالة الحكومة الفاشلة، وإبعاد المُعارضة العاجزة).
لقد كان العشم أن تُنجز هذه المُهمة عبر حملة التغيير والأمل التي قادها قطاع الشمال إبان بلبال إبريل الكذوب وإنتخابات التزوير والخج، إلا أن الأخطاء الجسيمة التي إرتكبها هذا القطاع (خطأ ترشُح عرمان إبتداءً لرئاسة الجمهورية ثُم خطيئة إنسحابه، مثالاً) وعدم المؤسسية في إتخاذ القرارات والتردد وعدم القُدرة على المُبادرة وإتخاذ القرار المناسب في الوقت المُناسب والإستسلام المُشين لتيار الإنفصال، أضعف كثيراً من مصداقيته، ويبدو أنه ينهج ذات نهج القيادات التقليدية (وهذا ليس أوان أو مجال هذا الحديث).
رغم القتامة والعبثية التي يتسم بهما المشهد السياسي السوداني، إلا أن ثمة إيجابيات عديدة تتمثل في بروز تنظيمات المجتمع المدني ومنظمات المرأة والشباب والقوى الحديثة (شباب من أجل التغيير، كفاية، قرفنا، نساء ضد القهر، القومة ليك ياوطن، تجمع القوى الوطنية الحديثة "توحد"، الجبهة الوطنية العريضة، تحالف كُردفان للتنمية "كاد"، وكافة التجمعات والتنظيمات الجهوية، والنقابات الوطنية ،،،،،،إلخ) متجاوزة كُل الأُطُر والهياكل القديمة وخيراً فعلوا، ولكن عليهم الحذر من ألاعيب تُجار السياسة والتيقظ لمحاولات الإلتفاف على تحركهم وتجييره لصالح القوى والتنظيمات التي أقعدت السودان منذ فجر إستقلاله وحتى الآن. فجُل ما يرجوه هذا الشباب من أسلافهم، عدم التآمر عليهم وتركهم وشأنهم، فهُم أدرى بما يريدون وكيف يحققون أهدافهم النبيلة، ولتكن مبادئ المُساءلة والمحاسبة وإسترداد حقوق الشعب المنهوبة ومحاكمة المفسدين من أولى أجنداتهم، ولا عفا الله عما سلف. وبلا شك سوف يدرس شباب الإنتفاضة ويستفيد من تجربتي مصر وتونس، وقبلهما دروس ثورتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985، وهذا لا يعني البتة أن كُل شيوخنا عاجزين وإنتهازيين (حاشا وكلا) فمنهم وفيهم من يمحض النصيحة الخالصة، ومن يُمكن الإستفادة من رؤاه وتجاربه الثرة، ولكن الحذر واجب أيضاً من جماعة "نافخ الكير الضار" (ولا أريد إستخدام تسمية خالد عويس لنافخ الكير "أبو العفين"، والتي إستحق عليها براءة إختراع) و"الطفل المُعجزة" و"الطاؤوس التُركي" وغيرهم من العناطج وشيوخ السوء.
ختاماً: أعلن الغطريس، نائب الرئيس (الحوار الغلب شيخه) عن "إجراء "تعديلات في آليات الحُكم، وتغييرات في القيادة والأشخاص في فترة الجمهورية الثانية، ودعا الأحزاب إلى الحوار الجاد لبناء دولة جديدة مُتحضرة" (في أقرار ضمني بأن الدولة التي يقودها ويُنظر لها، غير مُتحضرة) ولكنه أضاف- ويا للهول والتناقض- "أنه لا مجال لتفكيك المؤسسات القائمة للدولة بإعتبارها دستورية وليست إنتقالية".
أفيدونا ياعالم، كيف تجرون تعديلات في آليات الحُكم وتبنون دولة جديدة متحضرة، وفي نفس الوقت تُحافظون على ذات مؤسسات الحُكم القائمة؟!. هل تتسق مُقدمة هذا الحديث مع آخره، أم أنها الفهلوة واللعب بالكلمات، وصدق الشيخ الحبيس/التعيس عندما قال " كُنت أظنها حماقة…. ولكني وجدتها خُبث….، واللبيب بالإشارة يفهم، وإنت عارف وأنا عارف، وربنا أعلم منا جميعاً بخائنة الأعين وماتُخفي الصدور.
وليسمح شاعرنا محمد المكي إبراهيم (ودالمكي) حادي أكتوبر الصيداح، أن نستلهم (بتحوير طفيف جداً) دُرة من أناشيده الإكتوبرية لنٌضمخ بالعبير أجواء الثورة الفتية، ونقول لشباب التغيير:
"من غيركم يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر؛
من غيركم ليُقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير؛
من غيركم لصياغة الدُنيا وتركيب الحياة القادمة؛
جيل العطاء المُستجيش ضراوة ومُصادمة؛
المُستميت على المبادئ مؤمنا؛
هدم المُحالات العتيقة وانتضى سيف الوثوق مُطاعنا؛
ومشى لباحات الخلود عيونه مفتوحة؛
وصدوره مكشوفة؛ بجراحه مُتزينة؛
مُتخيراً وعر الدروب وسائراً فوق الرُصاص مُنافحا؛
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة والجراح الصادحة؛
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا؛
جيل العطاء لعزمكم حتماً يُذل المُستحيل وننتصر؛
وسنبدع الدُنيا الجديدة وفق مانهوى؛
ونحمل عبْ أن نبني الحياة وننتصر".
مهدي إسماعيل مهدي/ بريتوريا
[email protected]
احييك يا الاخ مهدي على مقالك الذي يحمل في طياته حقائق عديدة كما يحوي علامة الاستفهام الكبيرة التي تحير اجيال هذا الشعب الابي، أتفق معك تماماً ان المعارضة خاملة وكئيبة وتعيسة وانت استشهدت يأشخاص مثل ياسر عرمان الذي لايمكن ان ينحني مواطن سوداني لحكمه في يوم من ايام الله وكمال عمر الذي بوجوده بين كوادر المؤتمر الشعبي يؤكد هشاشة التنظيم وفقدانه لأبسط قواعد الانتماء فكمال عمر المحامي الذي كان يتسلق للوصول الى مجلس ادارة نادي النسر الرياضي عندما كان يلعب في الليق قد نجح في التسلق ليصبح من اذرع الترابي مما يدل ان الترابي قد تقدم بالسن واصابه الزهايمر اما الاهرامات المعروفة في الاحزاب العريقة كنا سمحترمهم اذا جددوا وجوه احزابهم واضافوا جيلاً جديداَ بناءاً بدل السعي وراء الكرسي. ان الحكومة لا نخفي اخفاقها لكن هل الحل العودة الى نفق الاحزاب التي جربناها فالمواطن يصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار فالاولى لهذه الاحزاب ان تدير حوارا مع الحكومة وتساهم من خلال اراء ايجابية في اخراج السودان من محنته حتى لا نفسر الماء بعد الجهد بالماء.
اخي مهدي
لك جزيل الشكر لهذا المقال الذي يؤكد صدق حبك للوطن والغيرة الصادقة
ولكن انا اعتقد ان قيادات الاحزاب السياسية دخلت مرحلة الشيخوخة و دائما عندنا في القبيلة تجد ان الرجل العجوز لفقدانه الذاكرة اغلب قراراته خاطئة ويصر عليها ولا يسمح للاصغر منه بابداء اي رائ لانه الكبير و كلامه ينفذ بالحرف هكذا حال احزابنا اليوم . انا الان عمري 41 سنة منذ ان ولدت الي هذه اللحلظة لم اعرف الا السيد الصادق المهدي هو المسطير علي حزب الامة و الشيخ الترابي علي الاسلاميين و نقد علي الشيوعيين والميرغني علي الاتحاديين . بل تجد هم مهيمنيين علي كل المناصب التشريعية و التنفيذية بالاحزاب ، لم و لن يسمحوا للشباب بمناصب تنفيذية
لذلك انا اناشد اخواني الشباب بكافة الاحزاب للقيام بانتفاضة شبابية قوية علي قياداتنا الذين فقدوا البوصلة . انتفاضة ليس لاقصائهم بل الي يصحيح خط سير الاحزاب و عندما يكون الشباب في الوقع الصحيح داخل احزابها ان الانتفاضة الشعبية ستكون حقيقة .
نداء الي قيادات الاحزاب
ايها الاباء لقد قدمتم الكثير للوطن و التاريخ يحفظ لكم كل نضالاتكم و مواقفكم البطولية اناشدكم بالله وباسم الوطن و باسم قواعدكم العريضة اعطوا الفرصة للشباب لانهم قيادات المستقبل . و المستقبل مظلم و الوطن يحتاج الي شباب الي ثورة
امنحوا الشباب فرصة القيادة و كونوا سندا لهم
نقول كفايه مجاملة ونخص السيد الصادق المهدى __ ونقول يا سيد الصادق انت السودان ليس همك ومثل حسنى مبارك انت تريد تصعيد أبنائك وتلميعهم وتستعمل أموال الشعب زورا وبهتانا بدليل تقبلك المال العام من دون غيرك رجوع أبنائك للخدمة دون غيرك وحتى الضابط الذى سفهت تحزيره لك بإنقلاب لم يرجع للخدمة ولم تعتزر له — من تكون أنت ؟؟؟؟؟؟؟ هل كان المهدى بدون شعب ؟؟؟
كان ابعاج يقول:
ان احزاب الامة والاتحادى الديموقراطى وتوابعهم من الاخوان المسلمين وغيرهم قد اكدت مسيرتنا وبينت تجاربنا انهم اعداء الشعب
سلوك قادة احزابنا فى هذه المرحلة يدفعنا دفعا ان لانكذب كلامه.
انسان يمكن ان يتطور اذا هو ارد ذالك لكن من اغرب الاشياء فى السودان هو التغير يمكن للشعب السودانى ان يغير فى الاكل والشرب لكن مستحيل والف مليون مستحيل ان يغير فى نظام بلد فيها كلاب الى بشر عندو انسانية واحساساس بالاخر وضمير وشعور وايمان ما عندا اى علاق بالاسلام والعروبة والنخو ولا من بعيد ولا من قريب نحن اشد قسوة من اليهود ةالحيوانات المتوحشة
ما هو البديل؟ ويردفه بعبارهه اصبحت محفوظه مثل جزء عم وهي (نعم انها حكومه سيئه ولكن البديل اسوأ) :هذه هي سياسة الكيزان والتي اشبه كثيرا" سياسة اليهود
حيث يقوموا بترديد العباره او الجمله كثيرأ ومن ثم يقتعوا الشعب بها والذي يقوم بوعي او بدونه بترديدها اكثر منهم ويصبح مقتنع بها اكثر ممن اتي بها . انها جهالة السودانيين.
شوف يامهدي
انتا احد اثنين اما
امنجي تحاول ان تشكك الشباب في قدرات المعارضة على مساندتهم ومعاونتهم لاسقاط النظام
او عندك حسابات مع المعارضة تحاول ان تصفيها
القال ليك منو انو حزب الامة مامنسق مع المعارضة الاخرى انتا بالجد اكان متابع لاحداث وبتقراء الواقع السياسي صاح وملم بكل كبيرة وصغيره كان عرفتا انو الاجندة السبعة دي العرضعا حزب الامة على المؤتمر الوطني هي نفسها العرضها الحزب على تحالف المعارضة ووافقت عليها بالاجماع
تقصى الحقائق اولا وبدل ماتقول الاطاحة بالحكومة والمعارضة معآ ودا انا بعتبرو نوع من السذاجة السياسية لخدمة مصلحة اوجهه معينه
والله في عونك ياوطن
مهدي كلامك حقيقة مية المية وده الحاصل فعلا …. المعارضة شاخت وشبعت شيخوخة عشان كده اللاوطني مسيطر علي البلد والشباب لن يخرج الا بتنحي هذه المعارضة الماشية علي العكاز وتترك الشباب يجمع صفوفة ويطالب بحقوقة لشعبة وامته الغلبانه علي امرها
ما قاله مهدي هو يعبر عن ئسه في قدرة المعارضة بازاحة النظام لانه راي خلل تكتيكا في اسلوب الاحزاب وتعاملها كاحزاب قادرة لازاحة هذا النظام
الفاشي القاشم وايضا محاولة منه بقصد او بغيرة لذرع الوجل في نفوس الثوار وهذا امر نرفضة جميعا
ولذا عليك ان تكف عن اسلوب الوجل لتقوم الثورة وتبلغ غاياتها المبتغاة واتمني ان نري منك مقالا يصب في هذا الاتجاه
الاخوان الاعزاء (ليس الجبهجيه) سلام،
ارجو أن نفكر بعقلانيه و تروى فى امر التحرك الان ونعتبر التحرك الاول بروفه لقاصمة ظهر الجماعه اياهم للاسباب الاتيه :
1- تحرك الشعب المصرى الان و ما يحدث من كشف مستور لاسوء نوع من الديكتاتوريه العميله و مروضيها من امريكان و صهاينه و غرب عندما تباكوا على مصر على مصر و شعبها الان وقبل ايام كانوا سند ال…ره الضاحكه و لمصالح اسرائيل اولا و هم الان فى امرا ضيق لايجاد البديل الذى يخدم المصالح ( اسرائيل اولا)و ليس شعب مصر . فطال بقاء مبارك و تركز الزخم الاعلامى هناك و انفرد اللاوطنى بشبابنا ليقضى عليهم .
2- قوى الشر من ناحيية السودان راقده قفى لان الجماعه فى خدمتها مهما نكلوا بنا فلا محاسب لهم حتى يفصلوا ليهم الشرق و الغرب و كمان حلفا ليلحقوه بدميتهم الجديد فى مصر لا قدر الله .
3- تمهلوا حتى ينجلى موقف مصر و اليمن لان لديهم مصالح هناك و يكون للاعلام شئ يملؤن به قنواتهم حتى تمتلئ الشاشات بانتفاضةتنا الثالثه . و الله لنصركم
المحترم/ Hussein Hamid
أتفق معك تماماً في النقطة الثالثة حول التمهل حتى إنجلاء الموقف في مصر تحديداً
لأن أي ثورة شعبية تقوم الآن بالتزامن مع الإنتفاضة المصرية سيتم قمعها بعنف أشد
بسبب إنشغال الإعلام العربي والعالمي بالإنتفاضة المصرية ومألاتها
الأمر الذي سيسحب الكثير من الأضواء على الإنتفاضات في المناطق الأخري…
ويهضم حقوقها بتهميشها…
الإعلام بكافة أشكاله المرئية والمسموعة والإسفيرية والمقروءة في وقتنا الحالي يمثل الأكسجين والغذاء لأي إنتفاضة.
عليه من الأجدى لنا أن نعتبر أن المظاهرات الاخيرة بروفات للهبة الختامية التي نكنس فيها المخلفات الكيزانية المُضرة بالبيئة
يجب أن ندرس المظاهرات الاخيرة جيداً بصورة تفصيلية وأين أخطئنا فيها
ونعرف كيف يفكر هؤلاء العصابة
وحتى لو فشلنا وهو أمر وارد لأننا مواطنون عزل ندافع عن وطن مغتصب وتلك القلة ومن ورائها مرتزقتها المدججة بالسلاح تدافع عن ما يعتبرونه مكتسبات ما كان لهم أن يستأثروا بها في أي وضع طبيعي للسودان
وإن لزم الأمر علينا إحياء سناريو الانتفاضة المحمية
لقد قلت لكم من قبل مثل حديث الأخ/ مهدي قلت لكم لماذا تضحوا بأنفسكم وأرواحكم ليأتي هؤلاء الديناصورات مثل المهدي والترابي والميرغني ونقد ومبارك الفاضل ويسرقوا ثورتكم ويستولوا على مقاليد الحكم وطلبت منكم التخلص من هؤلاء الديناصورات أولاً ثم التفكير في الثورة ، ولكنني لا أتفق مع الأخ/ مهدي في تحديده لقوى التحرك والتى قال بأنها القوى الحديثه من شيوعيين وإشتراكيين وعلمانيين فهؤلاء أسوأ وأضل لا نريد عقائديين أي كان توجههم نريد شباباً غير متلون بأي لون سياسي شباباً مستقلاً إلا من عقيدة الوطن ، وسؤالي للأخ / مهدي هل لا يمكن لأي شخص أن يحكم هذه البلاد إلا ويكون مسيساً وتابعاً لحزب معين ؟؟!! لقد سئمنا الأحزاب جميعها لا نريد حزباً منها نريد وجوهاً جديدة غير مسيسة .
من إسمك يبدر للذهن إنك من أسرة أنصاريةوانت متمرد حتى على محيطك الإجتماعي
والاسري وإنسان بهذه التركيبة لايرجى منه شي وقد تعلمنا كثيراً من الكيزان الذين
تربطك بهم كثير من الاواصر ،هذا إن لم تكن واحداً منهم ، وأي شخص منتمي لحزب من
الاحزاب من المؤكد أنه يحمل فكر وفهم ورؤية معينة ساقته للإنتماء لهذا الحزب أوذاك
ومن سردك للحديث السابق وصلنا للنتيجة الاتية إما أن تكون حزب أمة منسلخ أو كوز
مشاكس أو إتحادي محمود حسنيني أو يساري كشة ، ونحن نحترم أحزابنا وقادتها
أيما إحترام لان إستقلال هذه البلاد مربوط بهم وكذلك دحر الطقاة والمتسلقين للسلطة
بليل وإخراص كل متفلت متمرد .
ولانامت اعين الجبناء
ولانامت أعين المطبلين
الثورة قادمة قادمة
الطوفان قادم قادم
وإن عدتم عدنا
اخوتى الثورة مسالة وقت
ويفضل التجهيز الجيد والمدروس لها
لحين انتصار الثورة الشعبية المصرية
ما يحدث فى مصر الان يهمنا جميعا
واكرر نجهز انفسنا جيدا للايام القادمات
والله اكبر ولا نامت عين الجبناء
وصية اخيرة اقضو حوائجكم بالكتمان
سؤال واحد موجه لحزب الأمة وما يُعرف بالامام والحبيب وهلم جرا من المسميات الرخيصه
في سوق التملق والنفاق
بماذا قايضتم القضية وأي ثمن قبضتموه ؟
غدرتم أول ما غدرتم بمن معكم من موالين لكم كانوا على أتم إستعداد وغدرتم بالسودان
أمنيتي أن أكون حزب جديد على مبدأ واحد أن نقول ما نفعل ونفعل ما نقول، فإذا قلنا أننا سنضع كل رؤساء الأحزاب الحاكمة والمعارضة في السجن فإننا نفعل ذلك، وإذا قلنا جميع المواطنين شرفاء وكرماء ومحترمين في وطنهم ولهم كامل الحقوق فإننا نعني أن الناس سواسية، وأن سلطة القانون مستقلة، وأن الدستور الجديد يحكم الجميع ويحتكم إليه الجميع، وأننا سننتصر للضعيف ونقتص للمظلوم، وإذا قلنا أننا خدام للشعب فإننا نسعي حقاً لإرضاء الشعب وتلبية إحتياجاته والتفوق على توقعاته. لا أعرف حتى الآن اسم لهذا الحزب، ولكن حتى الآن يوجد فيه عضو واحد هو أنا، وأبغي ثانياً وثالثاً ورابعاً.
الإنتفاضة لازم تبدأمن الأحياء لازم يبدأ الخلاص والنظافة لعفن ووسخ النظام من الأحياء أولاً وبذلك ستشل قدرة النظام وحركته في قمع المظاهرات والإنتفاضات وعملية حصر ومعرفة عناصر النظام في كل حي من الأحياء بواسطة شباب هذا الحي الأوفياء ليست بالأمر الصعب فلازم تبدأ الإنتفاضة داخل كل حي أولاً فهذا السرطان أستشرى في جسد الشعب السوداني ويحتاج لجراحات عديدة في كل أعضاء الجسد وخاصة الطرفية لمحاصرة المرض في منطقة واحدة وإجراء الجراحة الأخيرة التي ستخلص الشعب السوداني من هذا النبت الشيطاني ولكن بغير ذلك يصعب إستئصاله والشفاء منه وأهماله أكثر من ذلك سيؤدي إلى تفتيت كل ماتبقى من السودان الشمالي
مقال جميل يا مهديكا , اصبت عين الحقيقة ولكن لا حياة لمن تنادي
فعلا الأهواء تحجب المعرفة . إذا كان مثل هذه الدعوات تصدر من دعي استنارة وحرية فلتبشر الإنقاذ بطول سلامة.
الخلل الرئيس في هذيان المراهقة السياسية أعلاه هو مجافاة القول الهوى
تنادي بالإنتفاضة ضد الأحزاب وتتمادي حين تحذر من خطورة اعتلائهم سدة الحكم مرة أخري متناسيا أن الحكم هنا خيار الجماهير حسب اللعبة الديمقراطية
لن أنحرف بالكلام الى حيث تريد فينبري الجميع بين مؤيد لحزب أو مناهض ولكن أدعوك لقراءة تاريخك وواقعك لتجيب لماذا فشلت قوى (الحداثة)على مدى أكثر من أربعين عاما في استمالة الشارع السوداني ؟؟؟؟؟؟
وجعي على ديمقراطية يتشدق بها من لا ينشدها لذاتها
هذا ما كنت ابحث عن اجابة صريحة عنه ولكن لان وجدت جز من الاجابة ولكم الشكر
نحن نريد الان فكر ومنهج كامل لتغير يعتمد علي العلماء نراه في مصر اليوم احمد زويل وفاروق الباز و البرادعي ولكن من لدينا رحم الله الطيب صالح ومحمود محمد طه نحن نريد تخطيط ومنهج وليس كلام