سباب تمنع الأندية الكبيرة من التتويج بالدوري الأوروبي

تعد بطولة الدوري الأوروبي ثاني أقوى البطولات الأوروبية المخصصة للأندية على مستوى القارات ، وتحظى بمشاركةٍ واسعةٍ على مستوى الدول التي لا يسمح لها تصنيفها بخوض أنديتها لدوري أبطال أوروبا ، أو حتى فرق الصف الثاني من المستويات الأولى والمتوسطة.
ورغم أن نظام البطولة الحالي يمنح فرصة أخيرة للكبار المحتلين للمركز الثالث في دور المجموعات من البطولة الأهم “دوري الأبطال” ، إلا أنهم يتغيبون إلا فيما ندر عن منصة التتويج ، وهو ما يفسر فوز 27 فريقاً بالبطولة تاريخيا ، وأكثرهم لم يتعد ال3 مرات ، خلال 42 نسخة ، ويستعرض أبرز أسباب هذا التغيب الذي بات أمرا طبيعيا والاستثناء كان لتشيلسي بالعام الماضي.
ولعل أول سبب هو الانتقال من دوري الأبطال للدوري الأوروبي مما يصيب الفرق الكبيرة بالإحباط ، خاصة أنها تمني النفس دائماً برفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين ، وعدم المشاركة في دوري الأبطال يؤثر كثيراً على الحالة المعنوية للفريق ويحبط مخططاته عبر الموسم.
ثاني الأسباب يتعلق بالدافع الكبير لدى الفرق الصغيرة التي تجد في هذه البطولة بارقة أمل لتضع اسمها على خارطة الألقاب الأوروبية ، وهو عكس ما ينطبق على الكبار فالدوري الأوروبي لا يعتبر طموحا لها خاصة أن معظمها بل وحتى جميعها توج بلقب دوري الأبطال سابقا ، إضافة إلى أن جماهير الفرق الكبيرة لا تأخذ البطولة على محمل الجد.
انشغال الفرق الكبيرة بالحصول على الألقاب المحلية أو ضمان مركز متقدم يؤهلها للنسخة المقبلة من دوري الأبطال ، إضافة لمواعيد المباريات التي تقام يوم الخميس ولا تجد الفرق الكبيرة بسببها فرصة للراحة قبل مواجهاتها التالية في بطولة الدوري ، على عكس الفرق المتوسطة التي تلعب من أجل أهداف أخرى في البطولات المحلية.
الغرور والتعالي أحد أبرز الأسباب والشواهد كثيرة وأبرزها في السنوات العشر الأخيرة خروج الميلان الإيطالي على يد بوروسيا دورتموند الألماني عام 2002 ، وسلتيك الأسكتلندي أطاح بليفربول الإنجليزي عام 2003 ، وإنتر ميلان ودع البطولة أمام مارسيليا الفرنسي 2004 ، والنادي الروسي زينيت سان بطرسبرج أخرج بايرن ميونيخ عام 2008 ، وحتى يوفنتوس الإيطالي لم ينجح في تخطي فولهام ، وشهد عام 2012 خروج مانشستر يونايتد بهزيمتين من أتلتيك بلباو الأسباني.
قلة الاهتمام الإعلامي والعائدات المادية مقارنة بدوري الأبطال الذي يستحوذ على جل التغطية ، كما أن الفائز بدوري الأبطال قد تصل مكاسبه ل50 مليون يورو ، فيما لا تتعدى أرباح المتوج بالدوري الأوروبي “13 مليوناً”، مثل هذه المبالغ تجعل تكاليف فوز فريق كبير بالدوري الأوروبي أعلى بكثير من دخله ، مما يجعلهم يتجنبون التركيز عليها.
كووورة