حكومة تٌخجّل أصل ومسجّل

خالد عثمان
توقع ابن جيراننا ان تأتي أخته بهدايا وأموال كثيرة بعد غربة طويلة في ليبيا مع زوجها، ولكن لم تأت الأسرة بغير شنطة ملابس شخصية ومسجل متهالك، لم يتمالك ابن الجيران الساخر نفسه، وبعد السلام والتحية خاطب شقيقته ضاحكاً ( غربة تخجّل تجي بمسجّل !)
هذا الأمر ينطبق تماماً على الحكومة التي طبخها نافع على نافع مع قادة الاحزاب الاصلية والمتوالية والمسجلة، ولا أريد أن أخوض في التفاصيل التي تناولها الشرفاء من قبل، فكل شيء أصبح واضحاً وركب عثمان عمر الشريف مع الدقير في نفس السرج الموبوء ، وجاءنا نافع المتعجرف بأحزاب تشكلت للتو.
وعلى الشعب السوداني ان يفرح بهذه الحكومة التي جمعت الغث في مركب واحد مما يسهل عليه مهمة الكنس في يوم الزحف الأكبر، وعلى الاتحاديين ايضاً ان يفرحوا وان يعدوا لمؤتمرهم العام بدون الختمية والارزقية، فمشاركة الحزب الاتحادي لم تحقق التطلعات المرجوة ، فالبشير لم يُسلم ليسلم ، ولم يستطيع الحزب الاتحادي تحقيق خيار الانتخابات المبكرة ولم يحصل على الحصة البرلمانية التي سطت عليها الانقاذ يوم أغتصابها للحكم.
ان ما حدث يعتبر أمراً مهماً وفارقاً يجب البناء عليه بايجابية ، ويشكل فرصة لظهور أحزاب جديدة مبنية على قيم الديمقراطية مستنهضة لهمة الشعب السوداني ورغبته في العيش الكريم وعلى سوداني المهجر المساهمة في بناء الجبهات الثقافية والاقتصادية ودعم نضال الداخل.
وعلى الخنازير صغيرها وكبيرها ان تخجل من الشعب السوداني وتستحي
نعم ان الاستيلاء على الاحزاب من الانتهازيين اصحاب المصالح الخاصة الضيقة هو واجب الساعة.
الفرصة مواتية جدا لاول مرة وقد ساهمت الانقاذ وهي تغري بالاغراء تلو الاغراء حتى
انجزب اصحاب الثروات المهولة . والانقاذ الموهومة تحسبهم اتون والشعب يباركهم كما كان …. ولكن
فتحرير البلاد من سلطة الانقاذ يبدا بتحريرها من القداسة والطائفية.