من وحي الحوار "الشيوعي /الشعبي".. هل كفر الاسلاميين ..ام تراجع اليسار..؟!

من وحي الحوار “الشيوعي /الشعبي”
هل كفر الاسلاميين ..ام تراجع اليسار..؟!
تقرير / هاشم عبد الفتاح
[email protected]
ماذا يعني الحديث الاخير الذي اطلقه الشيخ حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي حينما قال “ان الحزب الشيوعي الان اصبح الحزب الاقرب الينا ” ؟ وان الاسلاميين تطوروا كما الشيوعيين واوشكت الافكار والمبادئ ان تتطابق بين الطرفين في جوانب وقضايا تتعلق بمفاهيم الحكم والحريات واللامركزية ونبذ الشمولية المطلقة فالاسلاميين في شقهم المعارض تناسوا ماضيهم وتنكروا لمشروعهم الحضاري الاسلامي اما الشيوعيين حاصرتهم التحولات والتبدلات بعد ان فقدوا الابوية العالمية وسقطت الماركسية وانهد صرحها الفكري والايدولوجي فماعادت هناك روابط او جسور ممتدة تحمي او تغزي اليسار السوداني الذي هو ايضا انقسم علي نفسه واصبح يعاني من حالة تشظي حادة وتتنازعه تيارات وتباينات فكرية وسياسية داخلية تتدفع في اتجاهات متباينة وهي الحالة التي تعرف بصراع المحافظين والمجددين داخل “القلعة الحمراء” .
فاذن ما قاله الدكتور الترابي يجب فهمه في سياق الاجابة علي عدة تساؤلات منطقية فالتقارب الناشئ بين الاسلاميين واليسار يطرح حقيقة اما ان الاسلاميين كفروا بمشروعهم الاسلامي الكلي او ان اليسار تراجع عن ماركسيته واصبح حزبا سودانيا “خالصا” يستلهم فكره وبرامجه من الذات السودانية الامر الذي يتيح له فرصة التعايش مع القوي السياسية والمنظومة الحزبية التقليدية بما في ذلك القوي الاسلامية وتحديدا جماعة الاخوان المسلمين ” والتي كان يتهمها في السابق “بالرجعية” ..! ثم من هم الذين يمثلون النسخة الاصلية للاسلاميين في السودان ؟ هل هم جماعة الشق الحاكم في المؤتمر الوطني ؟ ام هم جماعة السيف والحرب والمكيدة في المؤتمر الشعبي ؟ وما بين هذه وتلك حالة من السجال الفكري والسياسي الذي لا ينتهي طالما ان هناك شق حاكم واخر معارض من ذات اللحمة والحلف القديم وفي غمرة هذا السجال يخرج من بين الجماعة الحاكمة ما ينعي لهم الحركة الاسلامية في السودان وذلك حينما اقر الدكتور قطبي المهدي احد ابرز رموز وقيادات الوطني في افادات صحفية سابقة بانه لا توجد حركة اسلامية في السودان بالمعني الحقيقي وهذه هي الحقيقة التي ربما دفعت بزعيم المؤتمر الشعبي للبحث عن حلفاء اخرين للستقواء بهم ضد حلفاء الامس فكان الخيار ان تحركت مراكب الاسلاميين صوب شواطي اليسار رغم تناقضات التاريخ وتقاطعات الفكر والاعتقادات الدينية ودون الاعتبار لاي تنازعات او صدامات جرت احداثها وتفاصيلها طيلة مسيرة الكيانين المتناقضين وفي اضابير التاريخ السياسي في السودان ان الاسلاميين كانوا يطلقون علي الشيوعيين ” اخوان الشياطين” وكان وقتها الحزب الشيوعي يعتبر العدو الاول والمحوري لجماعة الاخوان المسلمين وما حدث في 1967 حينما طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان كان خير شاهد علي هذه الحالة العدائية ولذلك فان الذين طردوا الحزب الشيوعي لم تكن مبرراتهم اودوافعهم مواقف سياسية مجردة ولكن القضية في اساسها ان الشيوعيين كانو يواجهون تهم وجرائم في حق المبادئ والمقدسات الاسلامية
ولكن الان يبدو ان الظروف قد تبدلت وان التقارب ما بين الشعبي والشيوعي يؤكد حقيقة هامة كان قد اطلقتها “جماعة الشيخ ” في وقت سابق بانهم في سبيل اسقاط حكومة البشير لا يتحرجون في التحالف مع حزب الشيطان تحقيقا لهذه الغاية .والمعطيات لهذا التقارب تشير الي ان المؤتمر الشعبي يسرع الخطي لاستكمال حلقات الحوار الذي ابتدره الزعيمان الترابي ونقد في محاولة لتجاوز التقاطعات الفكرية وتقوية الجبهة المعارضة للحكومة ولكن جماعة اليسار ربما يعتبرون الطرف الاكثر تحسسا او بالاحري تحفظا علي طبيعة او مخرجات هذا الحوار فالشيوعيين لا يبدو انهم قادرين علي التعامل مع الترابي دون النظر الي تجربتها الانقاذية باعتباره عراب التغيير في عشية 30 يونيو 1989 ولهذا اشترط الشيوعيين علي الدكتور الترابي اقرار مبدا المحاسبة وكشف الاخطاء والجرائم التي يعتقدون انها حدثت في حقبة الانقاذ الا ان الترابي رفض حصر المحاسبة لعهد الانقاذ فقط ولكنه طلب توسيع قاعدة المحاسبة لتشمل كل الحقب التي حكمت السودان منذ الاستقلال وحتي الان والشيوعيين في هذا الحوار يعتقدون ان رفض الترابي لمبدا المحاسبة هو نوع من التسويف والمراوقة السياسية التي ظل ينتهجها مع خصومه السياسيين وان الترابي يحاول كذلك تبرئة نفسه من موبقات النظام الذي ارسي دعائمه واركانه ومفاهيمه في مرحلة التمكين الاولي
بالمناسبة كاتب هذا التقرير جاهل بالرغم من استخدامه جيش من الكلمات المنمغة لان من امثال هذا الفكر الضحل يظنون ان الافكار تزينها الكلمات … الافكار الضحلة وضيعه و ان استخدمت معها كل فنون السجع و البلاغة … عنوان التقرير يدل علي مدي الوضاعة و ضحالة الفكر .. كيف يكون كفر الاسلامين و ماهي البينات التي تسند علي كفر الاسلامين … و ما هي مقيايس الكفر في فكرك حتي توصم شخص ما بالكفر … و من قال لك ان الشيوعين كفار .. و ما الشئ الذي يجعلك انت مومن و هولاء القوم كفار .. ان كنت تري في نفسك انك مومن فهذا شأنك .. و لكن لا تلجاء الي تفكير الاخر و اقصائة من خلال مفهومك الضيق لايمانك انت الذي قطعا لن يكون مقياس لايمان الاخر بالتاكيد اي كان
(ولكنه طلب توسيع قاعدة المحاسبة لتشمل كل الحقب التي حكمت السودان منذ الاستقلال وحتي الان)
اكشف التلاعب والمماطلة فى هذا التحجج .
ان سلبيات الحقب السابقة كانت تجربة مفتوحة لكل التنظيمات والافراد.
مثلا مساندة الحزب الشيوعي لنظام شمولي انقلابي والمضار الواضحة التى لحقت بالبلاد بسببها لا تبرر للترابي تكرار التجربة بالعكس هي الكابح الذى يمنع تكرارها بما انها كانت تجربة مفتوحة للجميع.
اما التقارب فهو حول كيف تقبل الاخر وهذا لايلغي الاختلاف الفكري بينهما .
وواضح ان هذا هو النداء الذى يوجه لكل صاحب فكر ولن ينحصر بين الشيوعي والشعبي.
الواقع ان اي فكرة دينية او علمانية يمكن ان يتبناها غض النظر عن محتواها من يفرضها بالقوة ومن يقبل عرضها ملتزما بعقد مجتمع ديمقراطي.
ولكن التطور فى المجتمع السوداني اضحى اكثر الحاحا لتقنين التعددية والديمقراطية. .
هل يريد كاتب المقال ان يظل اليسار و اليمين في بلادنا في صراع دائم يروح ضحيته قطاع واسع من مثقفي هذه البلاد ام ان يتوصل الطرفان الي صيغة تجعل قبول كل منهما للاخر كواقع لا بد منه امرا ممكنا بدلامن محاولة كل منهما اقصاء الاخر مما كان السبب الرئيسي وراء الانقلابات العسكرية التي اوردت البلاد موارد الهلاك
و بينما العالم عامة والعربي خاصة يتجه نحو نظم ديموقراطية تحترم حقوق الانسان و ذلك بعد فشل الانظمة الشمولية يمينا و يسارا والتي هيمنت علي المنطقة لعدة عقود ولم تجني منها الشعوب سوي التخلف و المعاناة هل يريد مثقفونا السير في نفس المشوار
نحن بالسودان نحتاج الي ان يدير مثقفونا حوارا يشخص مشكلاتنا بصراحة و صدق و يقترح لنا حلولا تخرجنا من دوامة الشمولية و الاستبداد و الاقصاء و التهميش و تنهي ا الصراعات الدائرة حاليا و مسبباتها
يتحالف الشيوعى والشعبى وحتى الشعبيه زاتها ولو وجدو لهم شيطان فاليتحالفو معه من اجل اسقاط الشيطان الكبيرالموتمر الزطنى
لقد اثبت الشيوعيون على امتداد التاريخ السوداني انهم اهل صدق واخلاص و مبادئ .
وفي اعتقادي المتواضع ان محمد ابراهيم نقد الذي يشهد بان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويصلي ويصوم ويحج ويزكي هو اقرب لله واكثر اخلاصاً من اهل الانقاذ و المنافقين ومن لف لفيفهم والذين نحسبهم في الدرك الاسفل من النار يوم القيامة .